العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > القراءات والإقراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:53 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (50) إلى الآية (53) ]

{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (50) أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آَمَنْتُمْ بِهِ آَلْآَنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (51) ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (52) وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (53) }

قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (50)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أرأيتم" [الآية: 50] بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر وللأزرق أيضا إبدالها ألفا مع إشباع المد الساكنين، وقرأ الكسائي بحذف الهمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/112]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسبق" قريبا حكم "أرأيتم" وكذا إبدال همزة الوصل وتسهيلها بعد همزة الاستفهام للكل من "آللَّهُ أَذِن" [الآية: 59]
كموضع النمل "اللَّهُ خَيْرًا" [الآية: 59]
ولم يفصلوا بين الهمزتين هنا بألف حال التسهيل لضعفها عن همزة القطع). [إتحاف فضلاء البشر: 2/116] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أرايتم} [50 59] معًا، قرأ نافع بتسهيل الهمزة الثانية، وعن ورش أيضًا إ بدالها، فيمد طويلاً، وعلي بإسقاطها، والباقون بتحقيقها). [غيث النفع: 691] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (50)}
{قُلْ أَرَأَيْتُمْ}
- قرأ ورش بنقل حركة الهمزة إلى اللام من (قل) وصلًا ووقفًا (قل ارأيتم).
[معجم القراءات: 3/564]
- وقرأها حمزة كذلك في الوقف بخلاف عنه.
{أَرَأَيْتُمْ}
الهمزة الثانية فيها ما يلي:
1- القراءة بتسهيل الهمزة، وهي عن نافع وأبي جعفر وورش من طريق الأصبهاني.
2- قراءة الأزرق عن ورش بإبدالها ألفًا مع إشباع المد للساكنين (أرايتم).
3- وقرأ الكسائي بحذف هذه الهمزة (أريتم).
4- وقراءة الباقين بتخفيفها.
{أَتَاكُمْ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- وقراءة الباقين بالفتح.
وتقدمت الإمالة في (أتاهم) في الآية/34 من سورة الأنعام.
{نَهَارًا}
- قراءة الجماعة (نهارًا) بألف.
- وذكر العكبري أنه قرئ (نهرًا) بحذف الألف، ثم قال: والأشبه أنه حذفها وهي قراءة كما قالوا: المعل في المعلى، وخيم في خيام). [معجم القراءات: 3/565]

قوله تعالى: {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آَمَنْتُمْ بِهِ آَلْآَنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (51)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (15 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {آلآن وَقد كُنْتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُون} 51 و{آلآن وَقد عصيت قبل} 91
فروى المسيبي وقالون عَن نَافِع (ءآلن) مستفهمة بِهَمْزَة وَاحِدَة
وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن أَبي أويس عَن نَافِع بِهَمْزَة وَاحِدَة
وَقَالَ ورش أَيْضا إِنَّه كَانَ يقْرَأ (ءآلن) بِفَتْح اللَّام وَمد الْهمزَة الأولى وَلَا يهمز بعد اللَّام
وَالْبَاقُونَ يهمزون بعد اللَّام وَاللَّام سَاكِنة (ءآلئن)
وَقَالَ أَحْمد بن صَالح عَن قالون بِهَمْزَة وَاحِدَة بعْدهَا مُدَّة (ءآلن) وَقَالَ أَبُو خُلَيْد عَن نَافِع (ءآلن) لَيْسَ بعد اللَّام همزَة
وأصل قَول ورش عَن نَافِع أَنه إِذا كَانَت الْهمزَة قبلهَا سَاكن ألْقى حَرَكَة الْهمزَة على السَّاكِن وَترك الْهمزَة مثل الأَرْض بِفَتْح اللَّام الا سمآء بِفَتْح اللَّام بحركة الْهمزَة
ف (ءآلن) لَا يهمز بعد اللَّام وَيفتح اللَّام بحركة الْهمزَة
وَقَالَ ابْن جُبَير عَن الكسائي عَن إِسْمَاعِيل عَن نَافِع وَعَن حجاج الْأَعْوَر عَن ابْن أَبي الزِّنَاد عَن نَافِع (ءآلن) لَا يهمز بعد اللَّام). [السبعة في القراءات: 327]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {به الآن} (51)، و: {الآن وقد عصيت} (91): بفتح اللام، من غير همز.
والباقون: بإسكان اللام، وهمزة بعدها.
وكلهم سهل همزة الوصل التي بعد همزة الاستفهام في ذلك، وشبهه، نحو قوله تعالى: {قل آلذكرين} (الأنعام: 143، 144)، و: {قل آلله أذن لكم} (59)، و: {آلله خير} (النمل: 59).
ولم يحققها أحد منهم، ولا فصل بينها وبين التي قبلها بألف؛ لضعفها؛ ولأن البدل في قول أكثر القراء والنحويين يلزمها). [التيسير في القراءات السبع: 310] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع وابن وردان (به الآن وقد كنتم، والآن وقد عصيت) بفتح اللّام من غير همز، والباقون بإسكان اللّام وهمزة بعدها، وكلهم سهل همزة الوصل الّتي بعد همزة الاستفهام في ذلك وشبهه نحو قوله تعالى: (قل آلذكرين) و(قل اللّه أذن لكم) و(آللّه خير) ولم يحققها أحد منهم ولا فصل بينها وبين الّتي قبلها بألف، لضعفها لأن البدل في قول أكثر القرّاء والنحويين يلزمها). [تحبير التيسير: 400] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ الْآنَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ فِي بَابِ الْمَدِّ وَبَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ وَبَابِ النَّقْلِ). [النشر في القراءات العشر: 2/284] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({الآن} [51] ذكر في الهمزتين من كلمة، والمد والنقل). [تقريب النشر في القراءات العشر: 542]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
[تقدم] ولكنّ النّاس [يونس: 44] عند ولكنّ الشّياطين [البقرة: 102]، ويحشرهم لحفص بالأنعام [128]، وءالئن [يونس: 51، 91] معا في المد ويستنبونك [53] لأبي جعفر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/373] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واتفقوا على الاستفهام في "آلآن" [الآية: 51] معا هنا وإثبات همزة الوصل وتسهيلها، واختلفوا في كيفية التسهيل فذهب كثير إلى إبدالها ألفا مع المد للساكنين، وآخرون إلى جعلها بين بين ومن كل من الفريقين من جعل ما ذهب إليه لازما، ومنهم من جعله جائزا فإذا قرئ لنافع وأبي جعفر من رواية ابن وردان بالوجه الأول، وهو الإبدال ونقل حركة الهمزة إلى اللام جاز لهما في هذه الألف المبدلة المد والقصر، عملا بقاعدة الاعتداد بالعارض وعدمه، فإن وقف لهما عليها كان مع كل واحد من هذين ثلاثة سكون الوقف للأزرق، وبالنظر إلى مد الهمزتين على القول بلزوم البدل وجوازه أوجه، فعلى القول بلزومه يلتحق بباب حرف المد الواقع بعد الهمز، فيجري فيها الثلاثة كآمن، وعلى القول بجواز البدل يلتحق بباب أأنذرتهم وءألد، فإن اعتددنا بالعارض فالقصر، وإن لم نعتد فالمد كأنذرتهم، ولا يكون من باب آمن فلا يسوغ التوسط على هذا التقدير، فإذا قرئ بالمد في الأولى جاز في الثانية ثلاثة: المد والقصر والتوسط، وإذا قرئ بالتوسط في الأولى جاز في الثانية التوسط والقصر وامتنع المد، وإذا قرئ بقصر الأولى فالقصر في الثانية فقط، فالجملة ستة أوجه لا يجوز غيرها عند من أبدل كما حققه صاحب النشر ونظمها في قوله رحمه الله رحمة واسعة:
للأزرق في الآن ستة أوجه... على وجه إبدال لدى وصله تجري
فمد وثلث ثانيا ثم وسطا... به وبقصر ثم بالقصر مع قصري
[إتحاف فضلاء البشر: 2/112]
وأما على وجه تسهيلها فيظهر له ثلاثة أوجه في الألف الثانية: المد والتوسط والقصر، لكن القصر غريب في طرق الأزرق؛ لأن طاهر بن غلبون وابن بليمة اللذين رويا عنه القصر في باب أمن مذهبهما في همز الوصل الإبدال لا التسهيل، لكنه ظاهر من كلام الشاطبي وهو طريق الأصبهاني عن ورش، وهو أيضا لقالون وأبي جعفر "وإذا ركبت مع آمنتم" تحصل للأزرق حالة الوصل على وجه الإبدال فقط اثنا عشر وجها، نظمها شيخنا رحمه الله في "قوله":
للأزرق في آمنتم حيث ركبت... مع الآن بالإبدال وجهان مع عشري
فإن تقصر آمنتم فمد أو اقصرن... لأول مدى لأن والثان بالقصري
وإن وسطت فالثاني أقصر ووسطن... مع المد والتوسيط والقصر ذا فادري
ومع مدها مد وقصر وعكسه... وقصرهما والمد ذا ظاهر النشر
قوله رحمه الله تعالى: فإنه تقصر آمنتم إلخ يعني إذا قرأت بقصر البدل في آمنتم فلك في الآن وجهان: الأول مد والألف المبدلة مع قصر الثاني، يعني الألف الواقعة بعد الهمزة المنقول حركتها إلى اللام، والثاني قصرهما، وقوله وإن وسطت إلخ أي: إذا قرأت بتوسط البدل في آمنتم، فلك في الآن ستة أوجه، المد والتوسط والقصر في الأول وعلى كل منها التوسط والقصر في الثاني "وقوله" ومع مدها إلخ يعني إذا قرأت بالمد في آمنتم فلك في الآن أربعة أوجه: مد الأول وقصر الثاني ثم مدهما ثم قصرهما ثم قصر الأول ومد الثاني، وأفاد شيخنا رحمه الله تعالى أنه ينبغي أن يبدأ بالقصر في آمنتم، ثم بمد الأول في الآن، وبقصر الثاني ثم يقصران ثم يؤتي بالتوسط في آمنتم ثم بمد الأول في الآن مع توسط الثاني، ثم قصره ثم بتوسط الأول في الآن مع توسط
[إتحاف فضلاء البشر: 2/113]
الثاني وقصره كذلك، ثم بقصر الأول منها مع ما ذكر من التوسط والقصر في الثاني، ثم بمد آمنتم مع مد كل من حرفي الآن ثم بمد الأول منها، وقصر الثاني ثم بعكسه ثم بقصرهما، "وقوله" ذا ظاهر النشر وجه ذلك كما يفيده ما تقدم عن النشر أنه إذا قرئ بقصر آمنتم جاز في الأول من الآن وجهان القصر سواء جعل من باب آمنتم، أو من باب ألد والمد على أنه من باب ألد وعدم الاعتداد بالعارض، وعليهما القصر في الثاني فقط؛ وذلك لأن مده على جعله من باب أمنتم والفرض أنه مقروء فيه بالقصر، وأنه إذا قرئ بتوسط آمنتم جاز في الأول من الآن القصر على جعله من باب آلد مع الاعتداد بالعارض والتوسط على جعله من باب آمنتم، والمد على جعله من باب ءأتذرتهم لعدم الاعتداد بالعارض، وعلى كل من الثلاثة ففي الثاني التوسط على أنه من باب آمنتم عند من لم يستثنه والقصر عند من استثناه، وأنه إذا قرئ بمد آمنتم جاز في الأول من الآن المد سواء جعل من باب أمنتم، وقد قرئ به أو من باب ءأنذرتهم لعدم الاعتداد بالعارض والقصر على أنه من باب ألد، وقد اعتد بالعارض وعلى كل منهما ففي الثاني القصر والمد على ما مر، فالجملة اثنا عشر وجها، وعلى وجه البدل "أما" على التسهيل لهمزة الوصل، فجملة ما فيها حينئذ خمسة أوجه: القصر في ألف آن على قصر في آمنتم والتوسط والقصر في ألف آن على التوسط في آمنتم والمد والقصر فيها على المد في أمنتم، بناء على ما مر من الاستثناء وعدمه، "وإذا" وقف عليها منفردة عن أمنتم تحصل فيها اثنا عشر وجها: ثلاثة مع التسهيل كحالة الوصل وتسعة مع الإبدال لا تخفى؛ وذلك لأنه
[إتحاف فضلاء البشر: 2/114]
إذا وقف عليها كان للمد سببان: السكون العارض والبدل، فإذا قصر الأول ففي الثاني ثلاثة: القصر سواء اعتبر سكون الوقف أو الإبدال، وسواء جعل الأول من باب أمنتم أو آلد، والتوسط والطول على جعل الأول من باب ألد، واعتد بالعارض سواء أيضا اعتبر في الثاني سكون الوقف، أو الإبدال، وكذا على جعل الأول من باب أمنتم، واعتبر في الثاني سكون الوقف وإذا وسط الأول جاز في الثاني القصر عند من استثناه والتوسط عند من لم يستثنه، والطول لسكون الوقف، وإذا مد الأول فإن جعل من باب ألد ولم يعتد بالعارض فثلاثة الثاني ظاهر، وإن جعل من باب أمنتم فالمد في الثاني ظاهر، وتوسطه وقصره عند من استثناه مع اعتبار سكون الوقف، ويوقف عليها لحمزة على وجه تسهيل همزة الوصل بالسكت على اللام، وبالنقل فقط، فإن ضربت في ثلاثة الوقف صارت ستة، أما على وجه إبدالها ففيه السكت أيضا، وعليه ثلاثة الوقف وفيه النقل وحينئذ يجوز المد والقصر في الألف المبدلة كنافع، وتضرب في ثلاثة الوقف بستة هذا كله على تدبير الهمزة الثانية، أما الأولى وهي همزة الاستفهام ففيها أربعة أوجه: التحقيق مع عدم السكت على الياء الحاصلة عن إشباع كسرة الهاء في به، ثم النقل، ثم الإدغام غير أن صاحب النشر اختار الإدغام على النقل كما مر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/115]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ءآلان} [51 91] معًا، قرأ نافع بنقل حركة الهمزة إلى اللام، والباقون بتحقيقها، ولا خلاف بينهم في تليين همزة الوصل، واختلفوا في كيفيته، على وجهين صحيحين، قرأ بهما كل من السبعة:
الأول: إبدالها ألفًا خالصة مع المد للساكنين، إلا أن من نقل وهو نافع له وجهان، المد كالجماعة، إن لم يعتد بعارض النقل، والقصر إن اعتد به.
الثاني: تسهيلها بين بين مع القصر، لكن منهم من رآهما واجبين، ومنهم من رآهما جائزين.
قال المحقق: «فعلى القول بلزوم البدل يلتحق بباب حرف المد الواقع بعد همز، فيصير حكمها حكم {ءامن} [البقرة: 13] فيجري فيها للأزرق المد والتوسط والقصر، وعلى القول بجواز البدل يلتحق بباب {ءآنذرتهم} [البقرة: 6] و{ءالد} [هود: 72] للأزرق عن ورش، فيجري فيها حكم الاعتداد بالعارض، فيقصر مثل {ءالد} وعدم الاعتداد به، فيمد كـــ {ءآنذرتهم} ولا يكون من باب {ءامن} وشبهه، فلذلك لا يجري
[غيث النفع: 691]
فيها على هذا التقدير توسط، وتظهر فائدة هذين التقديرين في الألف الأخرى» انتهى، وسيأتي بيان ذلك قريبًا إن شاء الله تعالى.
وفي هذه الكلمة على رواية الأزرق صعوبة وغموض، لا سيما إن ركبت مع {ءامنتم} ولهذا زلت فيها أقدام كثير من فحول الرجال، فضلاً عن غيرهم، وسأبينها إن شاء الله بيانًا شافيًا يكشف عن مخدرات معاليها وأستارها، ويظهر من مخبئات دقائقها أسرارها، ومن الله أستمد التيسير، إنه جواد كريم لطيف خبير.
اعلم أولاً أن أصل {ءآلأن} (ءان) بهمزة ونون مفتوحتين بينهما ألف، علم على الزمان الحاضر، مبني لتضمنه حرف الإشارة الذي كان يستحق الوضع، ثم دخلت عليه (ال) الزائدة، ثم دخلت عليه همزة الاستفهام.
والكلام عليها من أربعة أوجه، الأول: حكمها مفردة، الثاني: إن ركبت مع {ءامنتم} وعلى كل منهما إما أن تقف عليها، أو تصلها بما بعدها.
وقد ألف شيخنا رحمه الله في أحوالها الأربعة قصيدة سماها (غاية البيان لخفي لفظتي ءالأن) رأيت أن أذكرها هنا لاشتمالها على أحكامها، وخوف ضياعها واندراسها، فيقل أجره بذلك، وأنا لا أحب ذلك، قال رحمه الله ورضى عنه:
يقول راجي العفو والغفران = من ربه محمد الأفراني
الحمد لله على ما يسرا = من فهم ءالن بيونس جرى
وصلواته على النبي = والآل والأصحاب والولي
ثم الرضا عن شيخنا الإمام = سلطان نجل أحمد الهمام
هذا وإن المرء ليس يشرف = إلا بما يتقنه ويعرف
لا سيما حفظ العويص الصعب = سما العلا يطلعه بالقرب
[غيث النفع: 692]
من ذاك ءالن بموضعين = عويصة قربه بالهين
من بعد أن حارت به الفحول = وكل عن إدراكه العقول
محمد بن الجزري بنشره = كل عويص بنجلي بذكره
واعلم بأن فيه همزتين = آل وآن الأصل دون مين
إن قيل باللزوم فهو يلحق = بباب آمن إذا فيصدق
في قصره بلا كأنذرتهم = في طوله توسيطه محرم
فإن قصرت آل باللزوم = فقصرك الثاني من المع لوم
أو بجوازه به فأولى = قصرك بالثاني وقاك المولى
من أجل أن الطول والتوسيطا = بلا هما فامنعهما تقسيطا
مخافة التركيب حين لزما = أو التصادم اعتدادا فاعلما
فإن توسطه لزوما فاقصرا = آن به فوسطا بلا جرى
فالطول للتركيب لا يجوز = تاركه بأجره يفوز
فإن توسطه لزوما فاقصرا = ثانيه به فلا الطول سرى
فأول على جوازه بلا = لأنه مصادم فأحظلا
فإن تطوله جوازا أو بلا = فوسطا ثانيه بلا اعقلا
فلا تطول باللزوم يلزمك = تركيب توسيط بطول يصحبك
وإن تطول بالجواز وبلا = وباللزوم طول ثانيه بلا
ولا تصادم ولا تركيبا = بذا فإن سهلته تقريبا
أجز ثلاثة بآن بان العدد = تسعتها فزائد مفند
فإن تقف به يجوز ما امتنع = فتلك (يب) عدها لتتبع
قد انتهى كلام شمس الدين = إفرادها قد خص بالتبيين
لكن إذا فهمت ما تقدما = من التقادير فهمت فاعلما
تركيب آمنتم به بل تتضح = فينجلي ما صح مما لم يصح
فإن تركبها بآمنتم أتى = (يج) فليس ما سواه مثبتا
فإن تقصرها أتاك اثنان = قصر على اللزوم بالبيان
[غيث النفع: 693]
أو الجواز وبه فسهلا = مقصرًا آن به ليسهلا
أما التوسط مع الطول بلا = فلا يجوزان معا عن الملا
إن قيل باللزوم بالتركيب أو = جوازه به تصادما رأوا
فلا تطول أولا جوازا = بلا تصادم تارك قد فازا
ولا تطوله لزوما ترتكب = تركيبهم فإن تحد عنه تصب
أما الثلاثة على هذين = فمنعها حتم بدون مين
توسيطه كذا على اللزوم = مع الثلاثة من المذموم
فإن توسطها أتاك ستة = قصراك آل فالجواز مثبت
به بقصر الثان ليس إلا = لأنه به بباب الأولى
ولا يجوز الطول والتوسيط = بلا وقد قصرت يا نشيط
به بأول فذا ممتنع = لأنه تصادم لا يتبع
توسيط أول لزوما فاقصرا = به فوسطا بلا كما جرى
ولا يجوز الطول للتركيب = تطويله أتى على الأريب
على جوازه بلا موسطا = بلا بثانيه فلا قصر اقسطا
لأنه به وقد طولنا = بلا بأول فماذا المعنى
هل هو إلا عين ما قد منعا = وهو التصادم وطوله امنعا
بلا لتركيب كما الطول على = لزومه بأول قد اجعلا
تسهيله مقصرا موسطا = به بلا فلا تطول مفرطا
تكن مركبا وإن طولتا = آمنتم فخمسة أثبتا
قصر بآل بالجواز وبه = مع قصرك الثاني به فانتبه
ولا يجوز غيره لأنه = مصادم لذاك فاتركنه
طول بأول لزوما فاقصرا = به بثانيه كما النص سرى
تطويل أول جوازا وبلا = مع طول ثانيه بلا فادر العلا
فلست محذورا بهذين ترى = إن كنت متقنا لما قد غيرا
فطول أول بتوسيط منع = لأجل تركيب اتركنه كي تطع
[غيث النفع: 694]
توسيط أول بتثليث نبذ = مخافة التركيب منها فاستعذ
فسهلا مقصرا مطولا = به بلا توسيطه قد حظلا
فإن تقف به فــ (كد) فعلى = كل بأول ثلاث تجتلى
بآخر إلا إذا طولتا = موسطا فاثنان إن وقفتا
وكل ما ذكرته للأزرق = عن ورشهم فثق به وحقق
هنا تناهى غاية البيان = فالحمد لله على الإحسان
ثم الصلاة والسلام الأبدي = على الرسول المصطفى محمد
وآله وصحبه ومن قرا = ما قارئ القرآن حتما كبرا
انتهى.
أما حكمها حالة الوقف عليها فلا نطيل به، لأنها ليست محل وقف، وإنما الوقف على {تستعجلون} بعده إجماع، أو على {به} قبله، على الخلاف بينهم في ذلك، وهو أيضًا مأخوذ من كلام شيخنا.
وأما حكمها إذا وصلتها بما بعدها، ولم تركبها مع {ءامنتم} بل وقفت على {به} وابتدأت بها، فيأتي على ما يقتضيه الضرب اثنا عشر وجها.
بيانها: أنك تضرب أربعة الهمزة الأولى، وهي التسهيل مع القصر، والثلاثة الآتية على البدل، وهي الطول والتوسط والقصر، في ثلاثة الثانية، اثنا عشر، أما التسعة الآتية على البدل فقال المحقق وتابعوه ثلاثة منها ممنوعة، وستة جائزة، ونظمها فقال:
[غيث النفع: 695]
للازرق في ءالن ستة أوجه = على وجه إبدال على وصله تجري
فمد وثلث ثانيا ثم وسطا = به وبقصر ثم بالقصر مع قصر
فقوله (مد) مفعوله محذوف، أي: الأول، دل عليه قوله (وثلث ثانيا) وكذا قوله (وسطًا) مفعوله محذوف، أي: الأول والباء في (به) للمصاحبة، كقوله تعالى {اهبط بسلام} [48] أي: منعه، و{وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به} [المائدة: 61] والضمير يعود على التوسط، و(بقصر) معطوف عليه، أي: وسط الأول مع توسط الثاني وقصره، وقوله (بالقصر) أي: في الأول (مع قصر) أي: في الثاني.
الأول من الوجوه الستة: مد الأول، على لزوم البدل- وأخذنا فيه بالطويل أو جوازه، ولم نعتد بعارض النقل، فهو كـــ {ءآنذرتهم} ومد الثاني، على عدم الاعتداد بالعارض.
الثاني: مد الأول وتوسط الثاني، لما تقدم فيهما.
الثالث: مد الأول وقصر الثاني، أما مد الأول فعلى تقدير لزوم البدل، ولا يحسن أن يكون على جوازه مع عدم الاعتداد بالعارض، للتصادم، لأن قصر الثاني للاعتداد به، فلا يترك الاعتداد به في أول الكلمة، ويعتد به في آخرها.
الرابع: توسيط الأول على تقدير لزوم البدل، وأخذنا بالتوسط، وتوسط الثاني على عدم الاعتداد فيه.
الخامس: توسط البدل على لزوم البدل، وقصر الثاني على الاعتداد.
السادس: قصرهما معًا، على تقدير لزوم البدل في الأول، وأخذنا بالقصر أو جوازه مع الاعتداد.
فتحصل من هذا:
أن المد في الأول يأتي عليه في الثاني الثلاثة، والتوسط فيه يأتي عليه في الثاني القصر والتوسط، ولا يجوز المد لأن توسط الأول على لزوم البدل، فهو كـــ {ءامن} فلو أخذنا في الثاني بالطويل وهو أيضًا كـــ {ءامن} لجاء التركيب والقصر في الأول لا
[غيث النفع: 696]
يأتي عليه في الثاني إلا القصر فقط، لأن قصر الأول إما أن يكون على تقدير لزوم البدل، فيكون على مذهب من لا يرى المد بعد الهمزة، كطاهر بن غلبون، فعدم جوازه في الثاني أولى، وإما أن يكون على تقدير جواز البدل، والاعتداد معه بالعارض، فحينئذ يكون الاعتداد به في الثاني أولى، فيمتنع إذًا مع قصر الأول مد الثاني وتوسطه.
وأما الثلاثة الآتية على التسهيل فكلها جائز، وقد نظم ذلك ابن أسد متممًا لبيتي شيخه الأسبقين، فقال:
وف يوجه تسهيل ثلاثة أوجه = بثان فقط مع قصر أوله فادر
وأما حكمها إذا ركبت مع {ءامنتم} ولم تقف عليها، فيأتي فيها على ما يقتضيه الضرب ستة وثلاثون وجهًا، بيانها:
[غيث النفع: 697]
تضرب وجوه {ءآلان} الاثني عشر في ثلاثة {ءامنتم} والجائز منها على ما حرره شيخنا ثلاثة عشر وجهًا، وعلى ما قاله شيخه سبعة عشر وجهًا.
وقال: «هذا الذي ذكرناه هو الذي حرره شيخنا الشيخ سيف الدين البصير، وهو في غاية من التحرير».
وعندي أن الجائز منها أربعة عشر وجهًا، تسعة مع البدل، وخمسة مع التسهيل، فيأتي على قصر {ءامنتم} ثلاثة أوجه:
الأول: قصر الأول وهو همزة الوصل، على لزوم البدل أو جوازه، مع الاعتداد بالعارض، وقصر الثاني وهو همزة (ءان).
الثاني: تطويل الأول على جواز البدل، ولم نعتد بالعارض، ولا يصح أن يكون على لزوم البدل، لما يلزم عليه من التركيب، وقصر الثاني، وهذا هو الوجه الذي قلنا بجوازه، ومنعه شيخنا، واعتل لمنعه بأن تطويل الأول على عدم الاعتداد، وقصر الثاني على الاعتداد، وهو تصادم، ويجاب عنه بأن قصر الثاني ليس للاعتداد بالعارض فيه، بل:
إما على مذهب من لا يرى المد بعد الهمزة، كابن غلبون.
أو على مذهب من استثنى {ءآلان} المستفهم بها في حرفي يونس كالمهدوي وابن شريح والداني في جامعه.
[غيث النفع: 698]
فلا تصادم ولا تركيب أيضًا، لأن مد الأول من باب {ءآنذرتهم} وقصر الثاني من باب {ءامن} ولا تركيب بين بابين، كما تقدم.
الثالث: تسهيل الأول وقصر الثاني.
ويأتي على التوسط ستة أوجه:
الأول: قصر الأول على جواز البدل، مع الاعتداد، وقصر الثاني على الاعتداد أيضًا، أو على مذهب من استثنى.
فإن قلت: ذكرت القصر في الثاني في الوجوه السابقة، ولم تذكر توجيهه، وذكرته هنا.
فالجواب: أن الثاني من {ءآلان} إذا ماثل {ءامنتم} فلا سؤال فيه لأنهما من باب واحد، وإن خالف، فيرد السؤال لم خالفه وهما باب واحد؟ فلا بد إذًا من التوجيه.
الثاني: توسط الأول على لزوم البدل، وقصر الثاني على ما تقدم.
الثالث: توسط الأول على لزوم البدل، وتوسط الثاني على عدم الاعتداد.
الرابع: تطويل الأول على جواز البدل وتوسط الثاني ولم يعتد بالعارض فيهما.
الخامس والسادس: تسهيل الأول مع قصر الثاني وتوسطه.
وزاد شيخ شيخنا هنا وجهين: قصر الأول وتوسط الثاني، وتطويل الأول وقصر الثاني.
ومنعهما شيخنا، وعلل ذلك بالتصادم، وهو ظاهر، لأن قصر الأول على جواز البدل، والاعتداد بالعارض، وتوسط الثاني على عدم الاعتداد، وتطويل الأول على جواز البدل، ولم يعتد بالعارض، وقصر الثاني على الاعتداد، وهذا تصادم لا شك فيه.
ويأتي على الطويل خمسة أوجه:
قصرهما معًا، الأول على جواز البدل مع الاعتداء بالعارض، والثاني على ما تقدم.
الثاني: تطويل الأول على لزوم البدل أو جوازه، ولم يعتد بالعارض ولم يعتد بالعارض، وقصر الثاني على ما تقدم.
[غيث النفع: 699]
الثالث: تطويلهما، الأول على ما تقدم، الثاني على عدم الاعتداد.
الرابع والخامس: تسهيل الأول مع قصر الثاني على ما تقدم، وتطويله على عدم الاعتداد به.
وزاد شيخ شيخنا هنا وجهًا، وهو قصر الأول مع تطويل الثاني، ومنعه شيخنا، وعلله بالتصادم، وهو ظاهر، فهذا ما يجوز من الأوجه، وباقيها ممنوع، وتوجيه ذلك معلوم من النظم، فلا نطيل به.
وأما كيفية قراءة هذه الآية وهي قوله تعالى {أثم إذا ما وقع ءامنتم} إلى {تستعجلون} فتبدأ بقالون بتسكين ميم الجمع وقصر المنفصل ونقل {ءآلان} ومدها طويلاً، ثم تعطفه بقصرها مع النقل أيضًا، ثم بتسهيلها مع القصر.
ثم تعطف عليه البصري بمد {ءآلأن} طويلاً من غير نقل، ثم تعطفه بالتسهيل مع القصر.
ثم تعطف قالون بمد المنفصل، وتأتي له بأوجه {ءآلان} الثلاثة، وجهي البدل ووجه التسهيل.
ثم تعطف عليه الدوري بالوجهين البدل والتسهيل، يندرج معه الشامي وعاصم وعلي.
ثم تعطف ورشًا بمد المنفصل طويلاً على القصر في {ءامنتم} وقد تقدم أنه يأتي عليه في {ءآلان} ثلاثة أوجه، فتأتي بها.
ثم تعطف عليه حمزة بالوجهين البدل والتسهيل، مع السكت في الوجهين، ثم تعطف خلادًا بعدم السكت مع الوجهين.
ثم تأتي لقالون بصلة ميم الجمع وقصر المنفصل، ويندرج معه المكي، فتعطفه بوجهي {ءآلأن} ثم تعطف قالون بمد المنفصل وأوجه {ءآلان} ثلاثة.
ثم تأتي لورش بالتوسط في {ءامنتم} وتقدم أنه يأتي عليه في {ءآلان} ستة أوجه، فتأتي بها، ثم تعطفه بالطويل، ويأتي عليه في {ءآلان} ما تقدم من الأوجه الخمسة، والله تعالى أعلم). [غيث النفع: 700]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (51)}
{أَثُمَّ}
- قراءة الجماعة (أثم) بضم الثاء مع همزة استفهام قبله، وهو حرف عطف.
وذهب الطبري إلى أن (ثم) هنا بمعنى (ثم) بفتح الثاء، فتكون ظرفًا والمعنى: أهنالك، وحينئذٍ لا يكون فيه معنى الاستفهام.
[معجم القراءات: 3/565]
قال أبو حيان:
(وما قاله الطبري من أن (ثم) هنا ليست للعطف دعوى، وأما قوله: إن المعنى: أهنالك، فالذي ينبغي أن يكون ذلك تفسير معنى لا أن (ثم) المضمومة الثاء معناها معنى هنالك).
- وقرأ طلحة بن مصرف (أثم) بفتح الثاء، ومعناه (أهنالك)، وهذا يناسبه تفسير الطبري في قراءة الجماعة بضم الثاء.
{آلْآنَ}
- قراءة الجمهور (آلآن) وهو استفهام.
وأصله: آن، ثم دخلت عليه أل التعريف، فصار الآن، ثم دخلت عليه همزة الاستفهام فصار: أالآن.
فاجتمع همزتان: الأولى للاستفهام، والثانية همزة وصل، والنطق بهما فيه عسر ومشقة فـأجمعوا على تغيير الهمزة الثانية بإبدالها ألفًا، ثم صارت همزة الاستفهام مع الألف مدًا مشبعًا بسبب التقاء الساكنين.
وهو استفهام على التوبيخ، ونصبه على الظرف بفعل مضمر يدل عليه (آمنتم).
- وقرأ طلحة والأعرج (ألآن) بهمزة الاستفهام من غير مد، وهذا يقتضي حذف همزة الوصل؛ إذ لم تبق ضرورة تقتضي إثباتها.
- وقرأ نافع وأبو جعفر من رواية ابن ذكوان بإبدال همزة الوصل ألفًا مع المد للساكنين.
[معجم القراءات: 3/566]
- وقرأ قالون والأصبهاني وابن وردان وأبو جعفر والأزرق وابن محيصن أحمد ابن صالح، وورش وابن أبي الزناد ثلاثتهم عن نافع (آلان) بحذف الهمزة التي بعد اللام وإلقاء حركة الهمزة وهي الفتحة على اللام.
ويجوز لهم في هذه الألف المبدلة المد والقصر على هذا النقل.
- وقرئت الهمزة الثانية بالتسهيل بين بين.
- وقرأ عيسى البصري وطلحة بن مصرف ووهب بن زمعة عن ابن كثر (آمنتم به الآن) بوصل الهمزة من غير استفهام، على الخبر، ونصب الآن على الظرف، بـ (آمنتم).
- وقراءة حمزة في الوقف على تسهيل همزة الوصل بالسكت على اللام، وبالنقل.
وما ذكرته في هذه القراءات، إنما هو موجز من تفصيل في كتب القراءات، فارجع إلى الإتحاف والنشر، وعرج على المهذب والبدور الزاهرة إن شئت فإنك تجد تفصيلًا أوسع مما ذكرت وأوفى). [معجم القراءات: 3/567]

قوله تعالى: {ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (52)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "قيل" بالإشمام هشام والكسائي ورويس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/115]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم لام "هَلْ تُجْزَوْن" [الآية: 52] حمزة والكسائي وهشام على ما صوبه عنه في النشر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/115]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قيل} [52] قرأ هشام وعلي بإشمام كسرة القاف الضم، والباقون بالكسرة الخالصة). [غيث النفع: 701]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ظلموا} لا يخفى {ويستنبئونك} [53] ثلاثته لا تخفى). [غيث النفع: 701]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (52)}
{قِيلَ}
- قرأ بإشمام الكسرة الضم هشام والكسائي ورويس والحسن والشنبوذي (قيل)، وهي لغة قيس وعقيل.
وتقدم مثل هذا في الآية/59 من سورة البقرة.
{قِيلَ لِلَّذِينَ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام اللام في اللام، وعنهما الإظهار.
وتقدم هذا في الآية/59 من سورة البقرة.
{ظَلَمُوا}
- تقدم تفخيم اللام عن الأزرق وورش، والترقيق عن الجماعة.
وانظر الآية/25 من سورة الأنفال.
{هَلْ تُجْزَوْنَ}
- أدغم اللام في التاء حمزة والكسائي وهشام بخلاف عنه). [معجم القراءات: 3/568]

قوله تعالى: {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (53)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ وَيَسْتَنْبِئُونَكَ
[النشر في القراءات العشر: 2/284]
لِأَبِي جَعْفَرٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/285]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
[تقدم] ولكنّ النّاس [يونس: 44] عند ولكنّ الشّياطين [البقرة: 102]، ويحشرهم لحفص بالأنعام [128]، وءالئن [يونس: 51، 91] معا في المد ويستنبونك [53] لأبي جعفر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/373] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ أبو جعفر "ويستنبونك" [الآية: 53] بحذف الهمزة مع ضم الياء على ما نص عليه الأهوازي وغيره كما مر في أتنبون
[إتحاف فضلاء البشر: 2/115]
ووقف "عليه" حمزة بالتسهيل كالواو على مذهب سيبويه وبالإبدال ياء على مذهب الأخفش، وبالحذف مع ضم الباء كأبي جعفر على اتباع الرسم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/116]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء الإضافة من "ربي إنه" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/116]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قل إي وربي إنه} نقل ورش وسكت خلف ومد ورش وتوسيطه وقصره في {إي} لا يخفى، وقرأ نافع والبصري بفتح ياء {وربي} والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 701]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (53)}
{وَيَسْتَنْبِئُونَكَ}
- قراءة الجماعة (يستنبئونك) بالهمز من (استنبأ).
- وقرأ أبو جعفر بحذف الهمزة مع ضم الباء قبلها (يستنبونك)، وهو المختار عن أبي عمرو الداني، ومن أخذ باتباع الرسم.
- ولحمزة في الوقف ثلاث قراءات:
1- الأولى: كقراءة أبي جعفر (يستنبونك) بحذف الهمزة وضم الباء.
[معجم القراءات: 3/568]
2- الثانية: تسهيل الهمزة كالواو على مذهب سيبويه.
3- الثالثة: إبدال الهمزة ياء خالصة على مذهب الأخفش (يستنبيونك).
{أَحَقٌّ هُوَ}
- قراءة الجماعة (أحق هو)، هو: مبتدأ، وحق: خبر عنه.
وأجاز الحوفي وأبو البقاء أن يكون (حق) مبتدأً، و(هو) فاعل به سد مسد الخبر.
وحق ليس اسم فاعل ولا مفعول، وإنما هو مصدر في الأصل، ولا يبعد أن يرفع؛ لأنه بمعنى ثابت، وهو مذهب سيبويه.
وهذا الاستفهام منهم على جهة الاستهزاء والإنكار.
- وقرأ الأخفش (آلحق هو) بالتعريف والاستفهام.
قال الزمخشري:
(وهو أدخل في الاستهزاء؛ لتضمنه معنى التعريض بأنه باطل، وذلك أن اللام للجنس، فكأنه قيل: أهو الحق لا الباطل، أو أهو الذي سميتموه الحق).
- وجاءت القراءة في البحر (الحق هو)، كذا معرفة من غير مد، ويغلب على ظني أنها القراءة السابقة، ولكن صحفت وسقط المد عن الألف، فأوهم أنها قراءة ثانية للأخفش، وسياق النص عند أبي حيان يدل على أنها هي نفسها، وقد نقلها عن الزمخشري.
{هُوَ}
- قرأ يعقوب (هوه) بهاء السكت في الوقف حيث جاء من غير خلاف عنه.
[معجم القراءات: 3/569]
- والجماعة على الوقف بالسكون (هو).
{قُلْ إِي}
- قرأ ورش بنقل حركة الهمزة وهي الكسرة إلى اللام الساكنة قبلها، وصورتها في النطق: (قل ي).
- ولورش من طريق الأزرق في الياء بعد النقل المد، وعنه أيضًا التوسط والقصر.
- ولخلف وحمزة السكت وعدمه قبل الهمزة وصلًا.
- وأما وقفًا فلحمزة السكت وتركه، والنقل.
- وأما خلاد فله في الوصل التحقيق بلا سكت، وله في الوقف: النقل، والتحقيق بلا سكت.
- والباقون (قل إي) بتحقيق الهمز من غير نقل، ولا سكت.
{وَرَبِّي إِنَّهُ}
- قرأ أبو عمرو ونافع وأبو جعفر واليزيدي (وربي إنه) بفتح الياء.
- وقراءة الباقين بالسكون (وربي إنه) ). [معجم القراءات: 3/570]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 04:01 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (54) إلى الآية (56) ]
{ وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (54) أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (55) هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (56)}

قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (54)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (54)}
{ظَلَمَتْ}
- عن ورش تغليظ اللام وترقيقها، وتقدم مثل هذا في الآية/47 من هذه السورة.
{مَا فِي الْأَرْضِ}
- قراءة ورش بنقل الحركة إلى اللام وحذف الهمزة، وصورة
[معجم القراءات: 3/570]
القراءة (ما في لرض).
{لَا يُظْلَمُونَ}
- عن ورش تغليظ اللام وترقيقها، وتقدم مثل هذا في الآية/47 من هذه السورة). [معجم القراءات: 3/571]

قوله تعالى: {أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (55)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (55)}
{وَالْأَرْضِ}
- تقدم في الآية السابقة النقل فيه عن ورش (ولرض) ). [معجم القراءات: 3/571]

قوله تعالى: {هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (56)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "تُرْجَعُون" [الآية: 56] بفتح أوله وكسر الجيم مبنيا للفاعل يعقوب، وعن الحسن قراءته بالغيب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/116]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (56)}
{وَإِلَيْهِ}
- قراءة ابن كثير بوصل الهاء بياء في الوصل (وإليهي...).
- والباقون بهاء مكسورة من غير إشباع (وإليه...).
{تُرْجَعُونَ}
- قراءة الجماعة (ترجعون) بتاء مضمومة وجيم مفتوحة، مبنيًا للمفعول، وهو على الخطاب.
وقرأ يعقوب وابن محيصن والمطوعي (ترجعون) بتاء مفتوحة وجيم مكسورة، مبنيًا للفاعل، على الخطاب.
- وقرأ الحسن بخلاف عنه وقتادة وعيسى بن عمر وعباس وابن زيد كلاهما عن أبي عمرو (يرجعون) بياء مضمومة وجيم مفتوحة، مبنيًا للفاعل، على الغيبة). [معجم القراءات: 3/571]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:15 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس

[ الآيتين (57) ، (58) ]

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" دال "قد جاءتكم" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/116]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57)}
{قَدْ جَاءَتْكُمْ}
- أدغم الدال في الجيم أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام وخلف.
- وبالإظهار قرأ الباقون من السبعة وابن ذكوان وأبو جعفر ويعقوب وقالون. وتقدم حكم الإدغام في مواضع، انظر الآية/34 من سورة الأنعام.
{جَاءَتْكُمْ}
- أماله حمزة وابن ذكوان وخلف وهشام بخلاف عنه.
- والباقون على الفتح.
- وإذا وقف حمزة سهل الهمز مع المد والقصر.
وتقدم حكم الإمالة في مواضع، انظر الآية/87 من سورة البقرة، والآية/34 من سورة الأنعام.
{مَوْعِظَةٌ}
- قراءة الكسائي في الوقف بإمالة الهاء وما قبلها.
{وَشِفَاءٌ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{وَهُدًى}
- تقدمت الإمالة فيه في الوقف عن حمزة والكسائي وخلف.
- وللأزرق وورش الفتح والتقليل.
انظر الآية/2 من سورة البقرة.
{وَرَحْمَةٌ}
- قراءة الكسائي في الوقف بإمالة الهاء وما قبلها.
{لِلْمُؤْمِنِينَ}
- تقدمت القراءة بالواو من غير همز (للمومنين)، وهي لأبي عمرو
[معجم القراءات: 3/572]
وأبي جعفر وغيرهما، في الهمزة الساكنة، انظر الآية/185 من سورة الأعراف). [معجم القراءات: 3/573]

قوله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (16 - قَوْله {فليفرحوا هُوَ خير مِمَّا يجمعُونَ} 58
كلهم قَرَأَ {يجمعُونَ} بِالْيَاءِ غير ابْن عَامر فَإِنَّهُ قَرَأَ {خير مِمَّا تجمعون) بِالتَّاءِ
وَلم يذكر عَنهُ في: {فليفرحوا} فليفرحوا شيء
هَذِه رِوَايَة ابْن ذكْوَان وَهِشَام جَمِيعًا). [السبعة في القراءات: 327 - 328]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (فليفرحوا) بالياء (تجمعون) بالتاء، شامي، ويزيد، ضده زيد بالتاء فيهما رويس). [الغاية في القراءات العشر: 277]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (فليفرحوا) [58]: بالياء، (تجمعون) [58]: بالتاء دمشقي غير أبي بشر، ويزيد. ضده: المنهال، وزيد. بالتاء فيهما رويس). [المنتهى: 2/742]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (مما تجمعون) بالتاء، وقرأ الباقون بالياء). [التبصرة: 232]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وكلهم قرأوا (فليفرحوا) بالياء). [التبصرة: 232]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {خير مما تجمعون} (58): بالتاء.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 310]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: رويس (فلتفرحوا) بالتّاء والباقون بالياء والله الموفق). [تحبير التيسير: 400]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر وأبو جعفر ورويس: (خير ممّا تجمعون) بالتّاء والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 400]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((فَلْيَفرَحُوا)، و(يَجْمَعُونَ) بالتاء فيهما رُوَيْس، والحسن، وقَتَادَة، والوليد، والزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ، وأبو خليد عن نافع، وزكريا بن زدان عن علي، وقُتَيْبَة وعيسى عن أبي بكر وإسحاق الكوفي زيد، وَرَوْحٌ (فَلْتَفرَحُوا) بالتاء (يَجْمَعُونَ) بالياء ابن عامر، وابن أبي عبلة، وأبو جعفر غير إسماعيل، وشيبة ضدها ابْن سَعْدَانَ عن أبي جعفر " فلتفرحوا "، و(تَجْمَعُونَ) كزيد، الباقون بالياء فيهما وهو الاختيار إذا المواجهة من الأمر مبني على الوقف وها هنا لما ذكره باللام دل على أن المعاينة فيه أولى). [الكامل في القراءات العشر: 568]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([58]- {يَجْمَعُونَ} بالتاء: ابن عامر). [الإقناع: 2/661]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (749- .... .... .... .... = وَخَاطَبَ فِيهَا يَجْمَعُونَ لَهُ مُلاَ). [الشاطبية: 59]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و{يجمعون} بالتاء، مخاطبة للكفار.
و{يجمعون}، إخبارٌ عنهم.
و(ملاء)، جمع ملاءة، وقد سبق). [فتح الوصيد: 2/977]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([749] ولكن خفيفٌ وارفع الناس عنهما = وخاطب فيها يجمعون له ملا
ب: (الملا): جمع (ملاءة)، وهي الملحفة.
[كنز المعاني: 2/303]
ح: (لكن خفيفٌ): مبتدأ وخبر، ضمير (عنهما): لحمزة والكسائي، (يجمعون): فاعل (خاطب)، ضمير (فيها): للسورة، (له ملا): خبر ومبتدأ، والضمير لـ (يجمعون) .
ص: يعني قرأ حمزة والكسائي: (ولكن الناس أنفسهم يظلمون) [44] بتخفيف {لكن}، ورفع {الناس}، والباقون: بالتشديد والنصب، والوجهان ذُكرا.
وقرأ هشام وابن ذكوان يعني ابن عامر -: (هو خيرٌ مما تجمعون) [58] بتاء الخطاب؛ لأن بعده: {قل أرأيتم} [59] على الخطاب، والباقون: بياء الغيبة؛ لأن قبله: {فبذلك فليفرحوا} [58].
و(له ملا): كناية عن حجج تعضده وتقويه). [كنز المعاني: 2/304] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (والغيبة والخطاب في قوله: {هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} ظاهر أن الخطاب للكفار والغيب إخبار عنهم وقوله: فيها؛ أي: في هذه السورة وملا جمع ملاءة وهي الملحفة وقد ذكرنا المراد بها). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/225]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (749 - .... .... .... .... .... = وخاطب فيها يجمعون له ملا
....
وقرأ هشام وابن ذكوان: هو خير ممّا تجمعون. بتاء الخطاب، وقرأ غيرهما بياء الغيب). [الوافي في شرح الشاطبية: 288]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (129- .... .... .... .... .... = وَفَلْيَفْرَحُوا خَاطِبْ طِلاً يَجْمَعُوا طَلَى
130 - إِذًا .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: وفليفرحوا خاطب طلا أي روى مرموز (طا) طلا وهو رويس {فليفرحوا} [58] بالخطاب على الأمر الحاضر العام وعلم من انفراده لمن بقى بالغيبة الشاملة للكل لتناسب ما بعده.
وقوله: تجمعوا طلا أي روى مرموز(طا) طلا وهو رويس وقرأ مرموز (ألف) إذا وهو أبو جعفر {خير مما تجمعون} [58] بالخطاب وعلم من الوفاق لخلف وروح بالغيبة وأشار بقوله طلا إلى صحة هذه القراءة). [شرح الدرة المضيئة: 146]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَلْيَفْرَحُوا فَرَوَى رُوَيْسٌ بِالْخِطَابِ، وَهِيَ قِرَاءَةُ أُبَيٍّ، وَرُوِّينَاهُمَا مُسْنَدَةً عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ لُغَةٌ لِبَعْضِ الْعَرَبِ، وَفِي الصَّحِيحِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لِتَأْخُذُوا مَصَافَّكُمْ " (أَخْبَرْنَا) شَيْخُنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مَزْيَدٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ أَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ أَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ أَنَا أَبُو الْوَلِيدِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَرْخِيُّ أَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ أَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اللُّؤْلُؤِيُّ أَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَافِظُ (ثَنَا) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَةَ ثِنًّا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنِ الْأَجْلَحِ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْتَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا تَجْمَعُونَ يَعْنِي بِالْخِطَابِ فِيهِمَا، حَدِيثٌ حَسَنٌ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ كَذَلِكَ فِي كِتَابِهِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ وَاخْتَلَفُوا فِي مِمَّا يَجْمَعُونَ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ عَامِرٍ وَرُوَيْسٌ بِالْخِطَابِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/285]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى رويس {فليفرحوا} [58] بالخطاب، والباقون بالغيب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 542]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر وابن عامر ورويس {يجمعون} [58] بالخطاب، والباقون بالغيب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 542]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (683- .... .... تفرحوا غث خاطبوا = وتجمعوا ثب كم غوى .... ). [طيبة النشر: 78]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (خلف (ب) هـ (ذ) ق تفرحوا (غ) ث خاطبوا = وتجمعوا (ث) ب (ك) م (غ) وى اكسر يعزب
أي قرأ رويس «فبذلك فلتفرحوا» بالخطاب، والباقون بالغيب قوله: (وتجمعوا) يريد قوله تعالى: هو خير مما يجمعون قرأه بالخطاب أبو جعفر وابن عامر ورويس التفاتا إلى الكفار، والباقون بالغيب إخبارا عنهم على جهة الغيب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 249]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
خلف (ب) هـ (ذ) ق تفرحوا (غ) ث خاطبوا = وتجمعوا (ث) بـ (ك) م (غ) وى اكسر يعزب
ضمّا معا (ر) م أصغر ارفع أكبرا = (ظ) لـ (فتى) صل فاجمعوا وافتح (غ) را
ش: أي: قرأ ذو غين (غث) رويس: فلتفرحوا [58] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
وقرأ ذو ثاء (ثب) أبو جعفر، وكاف (كم) ابن عامر، وغين (غرا) رويس: هو خير مما تجمعون [58] [بتاء الخطاب التفاتا إلى الكفار؛ مناسبة للاحقه، أعني: قل أرءيتم [59]، والباقون بياء الغيب]؛ إخبارا عنهم على جهة الغيب؛ مناسبة لسابقه، وهو وجه غيب يمكرون [21].
وقرأ ذو راء (رم) الكسائي: وما يعزب [بكسر الزاي] [أي:] يبعد عنه- هنا [61] وفي سبأ [3]، والباقون [بضمها]، وهما لغتان.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/373]
وقرأ ذو ظاء (ظل) يعقوب، ومدلول (فتى) حمزة، وخلف: ولا أصغر من ذلك ولا أكبر [61] برفعهما هنا عطفا على محل من مثقال [61]؛ لأنه [فاعل] على حد: وكفى بالله [النساء: 6]، وفتحهما الباقون عطفا على لفظ مثقال، [فهما مجروران لكنهما غير منصرفين،] ومنع صرفهما للوزن والوصف.
واختلف عن ذي غين (غرا) رويس في: فأجمعوا أمركم وشركآءكم [71]: فروى أبو الطيب، والقاضي، وأبو العلاء عن النحاس عن التمار عنه، بوصل الهمزة وفتح الميم، وبه قطع أبو العلاء لرويس في «غايته» مع أنه لم يسند طريق النحاس عنه إلا من طريق الحمامي، [وأجمع الرواة عن الحمامي] على خلاف ذلك، وهو الوجه الثاني.
نعم رواها عن النحاس الحمامي، ووجهها: أنه أمر من: «جمع»، وضد «فرق». قال [الله] تعالى: فجمع كيده ثمّ أتى [طه: 60].
وقيل: «جمع»، و«أجمع» بمعنى، ويقال: «الإجماع» في الأحداث و«الجمع» في الأعيان، وقد يستعمل كل مكان الآخر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/374] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فَلْيَفْرَحُوا" [الآية: 58] فرويس بتاء الخطاب وافقه الحسن والمطوعي وهي قراءة أبي وأنس رضي الله تعالى عنهما، ورفعها في النشر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي لغة قليلة؛ لأن الأمر باللام إنما يكثر في الغائب كقراءة الباقين والمخاطب المبني للمفعول نحو: لتعن بحاجتي يازيد، ويضعف الأمر باللام للمتكلم نحو: لأقم ولنقم ومنه قوله -صلى الله عليه وسلم- قوموا فلأصل لكم والباقون بالغيب، وكلهم سكن اللام إلا الحسن فكسرها). [إتحاف فضلاء البشر: 2/116]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مما تجمعون" [الآية: 58] فابن عامر وأبو جعفر ورويس بالخطاب على الالتفات وتوافق قراءة رويس وافقهم الحسن والباقون بالغيب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/116]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يجمعون} قرأ الشامي بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيبة). [غيث النفع: 701]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)}
{فَلْيَفْرَحُوا}
- قراءة الجمهور (فليفرحوا) بالياء أمرًا للغائب، وهي رواية عن ابن عامر.
- وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم وعثمان بن عفان وأبو عبد الرحمن السلمي وقتادة وعاصم الجحدري وهلال بن يساف وزيد بن ثابت وأبي بن كعب وأنس بن مالك والحسن البصري وأبو رجاء العطاردي وابن هرمز ومحمد بن سيرين ويعقوب الحضرمي وسليمان الأعمش وعمرو بن فائد والعباس بن الفضل الأنصاري ورويس والمطوعي وأبو التياح الضبعي وعلقمة بن قيس وأبو جعفر بخلاف عنه، وأبو مجلز وأبو
[معجم القراءات: 3/573]
العالية، ومعاذ القارئ وأبو المتوكل والكسائي في رواية زكريا ابن وردان، وابن عامر وابن جبير عن الكسائي (فلتفرحوا) بالتاء أمرًا للمخاطب، وهو لغة لبعض العرب، وهذه القراءة وإن كانت شاذة فقد ورد مثلها في حديث النبي صلى الله عليه وسلم (لتأخذوا مصافكم)؛ ولهذا ذكر الرواة أنها قراءة النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الشهاب:
(قوله -أي البيضاوي-: وعن يعقوب (فلتفرحوا) بالتاء على الأصل المرفوض، أي وروي أنه قرأ فلتفرحوا بلام الأمر وتاء الخطاب على أصل أمر المخاطب المتروك فيه، فإن أصل صيغة الأمر باللام، فحذفت مع تاء المضارعة، واجتلبت همزة الوصل للتوصل إلى الابتداء بالساكن، فإذا أتي بأمر المخاطب فقد استعمل الأصل المتروك فيه، وهذا أحد قولين للنحاة فيه، وقيل: إنها صيغة أصلية. وفي حواشي الكشاف عن المصنف أن هذه القراءة إنما قرئ بها لأنها أدل على الأمر بالفرح، وأشد إيذانا بأن الفرح بفضل الله ورحمته مما ينبغي التوصية مشافهة به؛ وبهذا الاعتبار انقلب ما ليس فصيحًا فصيحًا...).
وقال ابن جني:
(... لكن (فلتفرحوا) بالتاء خرجت على أصلها؛ وذلك أن أصل الأمر أن يكون بحرف الأمر وهو اللام، فأصل اضرب: لتضرب، وأصل قم لتقم، كما تقول للغائب: ليقم زيد، ولتضرب هند، لكن لما كثر أمر الحاضر نحو قم واقعد ... حذفوا حرف المضارعة تخفيفًا، وبقي ما بعده، ودل حاضر الحال على أن المأمور
[معجم القراءات: 3/574]
هو الحاضر الغائب، فلما حذفوا حرف المضارعة بقي ما بعده في أكثر الأمر ساكنًا، فاحتيج إلى همزة الوصل ليقع الابتداء بها فقيل: اضرب، اذهب، ونحو ذلك.
فإن قيل: ولم كان أمر الحاضر أكثر حتى دعت الحال إلى تخفيفه لكثرته؟ قيل: لأن الغائب بعيد عنك، فإذا أردت أن تأمره احتجت إلى أن تأمر الحاضر لتؤدي إليه أنك تأمره، فقلت: يا زيد، قل لعمرو: قم...، فلا تصل إلى أمر الغائب إلا بعد أن تأمر الحاضر أن يؤدي إليه أمرك إياه، والحاضر لا يحتاج إلى ذلك؛ لأن خطابك إياه قد أغنى عن تكليفك غيره أن يتحمل إليه أمرك له.
ويدلك على تمكن أمر الحاضر أنك لا تأمر الغائب بالأسماء المسمى بها الفعل في الأمر نحو: صه، ومه، ... ونحو ذلك...، فهذا كله يريك استغناءهم بقم عن لتقم ونحوه.
وكأن الذي حسن التاء هنا أنه أمر لهم بالفرح، فخوطبوا بالتاء لأنها أذهب في قوة الخطاب، فاعرفه، ولا تقل قياسًا على ذلك؛ فبذلك فلتحزنوا؛ لأن الحزن لا تقبله النفس قبول الفرح، إلا أن تريد إصغارهم وإرغامهم، فتوكد ذلك بالتاء على ما مضى).
انتهى نص ابن جني، رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه في آخرته جزاء الأبرار عن مثل هذا البيان! ومثله عنده كثير كثير!!
وقال الفراء:
(وكان الكسائي يعيب قولهم: (فلتفرحوا)؛ لأنه وجده قليلًا فجعله عيبًا، وهو الأصل.
ولقد سمعت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في بعض المشاهد: (لتأخذوا مصافكم) يريد به: خذوا مصافكم).
[معجم القراءات: 3/575]
وقال الأخفش:
(وهي لغة للعرب رديئة؛ لأن هذه اللام إنما تدخل في الموضع الذي لا يقدر فيه على (افعل)، يقولون: ليقل زيد؛ لأنك لا تقدر على (افعل)، ولا تدخل اللام إذا كلمت الرجل فقلت (قل)، ولم تحتج إلى اللام).
وقال مكي في الكشف:
(وقد روي عن ابن عامر وغيره أنه قرأ (فلتفرحوا) بالتاء على الخطاب للكفار، أي لو كنتم مؤمنين لكان فرحكم بالإسلام والإيمان خيرًا مما تجمعون من دنياكم.
[قال مكي]: ولم أقرأ (فليفرحوا) إلا بالياء للجميع، ويجوز أن يكون الضمير في قوله: فليفرحوا في هذه القراءة للمؤمنين).
وقال ابن خالويه:
(... قرئ (فلتفرحوا) بالتاء، وهو ضعيف في العربية؛ لأن العرب لم تستعمل الأمر باللام للحاضر إلا فيما لم يسم فاعله كقولهم: لتعن بحاجتي).
حركة اللام:
وأما اللام على القراءتين: بالياء، والتاء فهي ساكنة عند الجمهور من القراء (فليفرحوا، فلتفرحوا) كل على حسب قراءته.
- وقرأ أبو التياح والحسن وابن أبي إسحاق (فلتفرحوا) بكسر اللام، وهو الأصل فيها.
حركة التاء:
- وقراءة من قرأ بالتاء إنما جاءت على فتحها (فلتفرحوا).
[معجم القراءات: 3/576]
- وذكر الجوهري أنه قرئ بكسرها (فلتفرحوا).
قال الجوهري:
(وقول الشاعر [منظور بن مرثد]:
قلت لبوابٍ لديه دارها = تيذن فإني حمؤها وجارها
قال أبو جعفر: أراد لتئذن، وجائز حذف اللام وكسر التاء، على لغة من يقول: أنت تعلم وقرئ: فبذلك فلتفرحوا).
قلت: قد تقدم كسر حروف المضارعة عدا الياء مرارًا، ومن ذلك قراءة (نستعين) بكسر النون في سورة الفاتحة.
وذكرت هناك عن المتقدمين أنها لغة تميم وقيس وأسد وربيعة وهذيل وبعض قريش.
فانظر هذا في هذه القراءة، وارجع إلى سورة الفاتحة، واجمع بين القراءتين، والله يرحمك ويرحمني.
- وفي حرف أبي بن كعب، وابن مسعود وأبي عمران (فبذلك فافرحوا) بالأمر، وهذه هي اللغة الكثيرة الشهيرة في أمر المخاطب.
وذكر ابن عطية أنها كذلك في مصحف أبي.
قال الفراء: (وهو البناء الذي خلق للأمر إذا واجهت به).
{خَيْرٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
وتقدم هذا مرارًا، انظر الآية/103 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 3/577]
{يَجْمَعُونَ}
- قرأ ابن عامر وأبو جعفر وأبي بن كعب ورويس عن يعقوب وزيد ابن ثابت والحسن وأبو التياح (تجمعون) بالتاء على الخطاب، أي خير مما تجمعون يا معشر الكفار، وهو التفات من غيبة.
- وقراءة الجماعة، والحسن في رواية (يجمعون) بالياء على الغيبة على الإخبار عن الكفار، وهو على نسق الغيبة في الآية.
قال مكي: (وهو الاختيار؛ لأن الجماعة عليه، ولصحة معناه).
قال القرطبي: (وروي عن الحسن أنه قرأ بالتاء في الأول؛ ويجمعون بالياء...) ). [معجم القراءات: 3/578]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:16 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (59) إلى الآية (61) ]

{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آَللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (59) وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (60) وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآَنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (61) }

قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آَللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (59)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {به الآن} (51)، و: {الآن وقد عصيت} (91): بفتح اللام، من غير همز.
والباقون: بإسكان اللام، وهمزة بعدها.
وكلهم سهل همزة الوصل التي بعد همزة الاستفهام في ذلك، وشبهه، نحو قوله تعالى: {قل آلذكرين} (الأنعام: 143، 144)، و: {قل آلله أذن لكم} (59)، و: {آلله خير} (النمل: 59).
ولم يحققها أحد منهم، ولا فصل بينها وبين التي قبلها بألف؛ لضعفها؛ ولأن البدل في قول أكثر القراء والنحويين يلزمها). [التيسير في القراءات السبع: 310] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي هَمْزِ أَرَأَيْتُمْ مِنْ بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ وَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ فِي الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/285]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أرءيتم} [59] ذكر في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 542]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ءالله أذن} [59] ذكر في الهمزتين من كلمة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 542]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسبق" قريبا حكم "أرأيتم" وكذا إبدال همزة الوصل وتسهيلها بعد همزة الاستفهام للكل من "آللَّهُ أَذِن" [الآية: 59]
كموضع النمل "اللَّهُ خَيْرًا" [الآية: 59]
ولم يفصلوا بين الهمزتين هنا بألف حال التسهيل لضعفها عن همزة القطع). [إتحاف فضلاء البشر: 2/116] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أرايتم} [50 59] معًا، قرأ نافع بتسهيل الهمزة الثانية، وعن ورش أيضًا إ بدالها، فيمد طويلاً، وعلي بإسقاطها، والباقون بتحقيقها). [غيث النفع: 691] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أرايتم} [59] تقدم قريبًا). [غيث النفع: 701]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قل ءآلله} لكل من القراء فيه وجهان، إبدال همزة الوصل ألفًا ممدودة طويلاً لأجل الساكن، وتسهيلها بين بين مع القصر، وورش على أصله، وكذلك خلف على أصله من السكت وعدمته). [غيث النفع: 701]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (59)}
{قُلْ أَرَأَيْتُمْ}
- تقدم الحديث في القراءة في الآية/50 من هذه السورة.
- في الهمزة الأولى نقل الحركة، ثم الحذف.
- وفي الثانية التسهيل، والإبدال، والحذف.
فانظر هذا فيما سبق، فهو يكفيك ويغنيك إن شاء الله تعالى.
[معجم القراءات: 3/578]
{قُلْ آللَّهُ}
- قرأ ورش بنقل حركة الهمزة إلى اللام قبلها سواء أأبدلت الهمزة أم سهلت.
وأما الهمزة ففيها وجهان عن القراء:
أ- إبدال همزة الوصل ألفًا مع المد المشبع لاجتماع الساكنين.
ب- تسهيل الهمزة بين بين مع القصر.
{أَذِنَ لَكُمْ}
- إدغام النون في اللام عن أبي عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 3/579]

قوله تعالى: {وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (60)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (60)}
{وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ}
- قراءة الجماعة (وما ظن الذين...).
ما: اسم استفهام مبتدأ.
ظن: اسم مستفهم عنه، خبر، والذين: مضاف إليه.
قال أبو حيان:
(والمعنى أي شيء ظن المفترين يوم القيامة، أبهم الأمر على سبيل التهديد).
[معجم القراءات: 3/579]
- وقرأ عيسى بن عمر (وما ظن الذين...).
ما: اسم استفهام.
ظن: فعل ماض، والذين: فاعله.
قال أبو حيان:
(أي ظن ظن الذين يفترون، فما في موضع نصب على المصدر، وما: الاستفهامية قد تنوب عن المصدر، تقول: ما تضرب زيدًا، تريد: أي ضربٍ تضرب زيدًا.
وجيء بلفظ (ظن) ماضيًا لأنه كائن لا محالة، فكأنه قد كان).
{عَلَى النَّاسِ}
- تقدمت الإمالة في (الناس) في مواضع، انظر الآيات: 8، 94، 96 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/580]

قوله تعالى: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآَنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (61)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (17 - قَوْله {يعزب} 61
كلهم قَرَأَ {يعزب} بِضَم الزاي غير الكسائي فَإِنَّهُ قَرَأَ {يعزب} بِكَسْر الزاي حَيْثُ وَقع). [السبعة في القراءات: 328]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (18 - وَاخْتلفُوا في فتح الرَّاء وَضمّهَا من قَوْله {وَلَا أَصْغَر من ذَلِك وَلَا أكبر} 61
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر والكسائي {وَلَا أَصْغَر من ذَلِك وَلَا أكبر} بِفَتْح الرَّاء فيهمَا
وَقَرَأَ حَمْزَة وَحده بِضَم الرَّاء فيهمَا
وَلم يَخْتَلِفُوا في سُورَة سبأ أَنَّهَا بِالرَّفْع). [السبعة في القراءات: 328]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (وما يعزب) بكسر الزاي، حيث كان الكسائي، (ولا أصغر ولا أكبر) رفع، حمزة، ويعقوب، وسهل وخلف). [الغاية في القراءات العشر: 277]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يعزب) [61]، وفي سبأ [3]: بكسر الزاي علي.
(أصغر) [61]، و(أكبر) [61]: رفع: بصري غير أبوي عمرو والمنهال،
[المنتهى: 2/742]
وحمزة، وخلف، والمفضل). [المنتهى: 2/743]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكسائي (يعزب) بكسر الزاي هنا وفي سبأ، وقرأ الباقون بالضم فيهما). [التبصرة: 232]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (ولا أصغر ولا أكبر) بالرفع فيهما، وقرأ الباقون بالنصب). [التبصرة: 232]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكسائي: {وما يعزب عن ربك} (61)، هنا، وفي سبأ (3): بكسر الزاي.
والباقون: بضمها). [التيسير في القراءات السبع: 310]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {ولا أصغر من ذلك ولا أكبر} (61): برفع الراء فيهما.
[التيسير في القراءات السبع: 310]
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 311]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكسائي: (وما يعزب عن ربك)، هنا وفي سبأ بكسر الزّاي [في الحرفين] والباقون بضمها.
[تحبير التيسير: 400]
حمزة ويعقوب وخلف: (ولا أصغر من ذلك ولا أكبر) برفع الرّاء فيهما والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 401]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَعْزُبُ) بكسر الزاء الْأَعْمَش رواية زائدة، والأزرق عن حَمْزَة وعلي، الباقون بالضم، وهو الاختيار موافقة للأكثر، (أَصْغَرُ)، و(أكبَرُ) بالرفع، والزَّيَّات، والْعَبْسِيّ، والمفضل، وأبان، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، وابْن مِقْسَمٍ، وبصري غير أيوب، والمنهال، وأَبِي عَمْرٍو إلا محبوبًا، وأبا معمر عنه، الباقون بالفتح، وهو الاختيار مسوق على اللفظ وهو في موضع جر). [الكامل في القراءات العشر: 568]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([61]- {يَعْزُبُ} هنا، وفي [سبأ: 3] بكسر الزاي: الكسائي.
[61]- {أَصْغَرَ}، و{أَكْبَرَ} رفع: حمزة). [الإقناع: 2/661]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (750 - وَيَعْزُبُ كَسْرُ الضَّمِّ مَعْ سَبَأ رَسَا = وَأَصْغَرَ فَارْفَعْهُ وَأَكْبَرَ فَيْصَلاَ). [الشاطبية: 59]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([750] ويعزب كسر الضم مع سبأٍ (ر)سا = وأصغر فارفعه وأكبر (فـ)يصلا
عزب الشيء يعزُب ويعزِب، إذا نأى وغابَ؛ فهما لغتان؛ ومنه الأرض العازبة والروث العازب: البعيد.
والوجه في رفع {ولا أصغر}، الابتداء؛ فهو كلام مستقل بنفسه.
[فتح الوصيد: 2/977]
والنصب، على نفي الجنس.
وقال أبو علي في الرفع: «هو حملٌ على موضع الجار والمجرور في: {من مثقال}، وهو رفعٌ كما في {كفى بالله}».
وقال في النصب: «إنه معطوف على لفظ {مثقال}، أو {ذرة}، إلا أنه لا ينصرف للصفة والزنة».
وتابعه على ذلك الجميع، فيصير التقدير على ذلك: لا يعزب عنه شيء إلا في كتاب، وهذا فاسدٌ.
و(فيصلا): حال من الفاعل في (ارفعه)، أي حاكمًا في ذلك فيصلا). [فتح الوصيد: 2/978]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([750] ويعزب كسر الضم مع سبأٍ رسا = وأصغر فارفعه وأكبر فيصلا
ب: (الفيصل): الفصل، (رسا): ثبت.
ح: (يعزب): مبتدأ، (كسر الضم): مبتدأ ثانٍ، (رسا): خبره، والجملة: خبر الأول، والعائد محذوف أي: فيه، (أصغر): مفعول فعل يفسره، (فارفعه)، (أكبر): عطف على (أصغر)، (فيصلًا): حال.
[كنز المعاني: 2/304]
ص: يعني قرأ الكسائي: (وما يعزب عن ربك من مثقال ذرةٍ) هنا [161]، وفي سورة سبإ [3]: (لا يعزب عنه مثقال) بكسر الزاي، والباقون: بضمها لغتان.
وقرأ حمزة: (ولا أصغر من ذلك ولا أكبر) [61] هنا برفع اللفظين على الابتداء، أو عطفًا على محل (من مثقال)؛ لأن محله رفع على الفاعلية، والباقون: بالنصب فيهما على أن {لا} لنفي الجنس، أو هما عطفان على {مثقال} أو {ذرةٍ} المجرورين، ولكن حُمل الجر فيهما على النصب لكونهما غير منصرفين). [كنز المعاني: 2/305]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (750- وَيَعْزُبُ كَسْرُ الضَّمِّ مَعْ سَبَأٍ "رَ"سَا،.. وَأَصْغَرَ فَارْفَعْهُ وَأَكْبَرَ "فَـ"ـيْصَلا
أي: مع حرف سبأ، والكسر والضم في زاي يعزب: لغتان ومعناه وما يبعد وما يغيب، ومعنى رسا: ثبت واستقر، ورفع "ولا أصغر" على الابتداء والفتح على أنه اسم "لا"، بُنِيَ معها كالوجهين في "لا حول ولا قوة إلا بالله" بفتحهما ورفعهما على ما ذكرناه، وقال كثير من الناس: إن الرفع عطف على موضع من مثقال، والفتح على لفظ مثقال أو على ذرة، ولكنه لا ينصرف، وهو مشكل من جهة المعنى، ويزيل الإشكال أن يقدر قبل قوله: {إِلَّا فِي كِتَابٍ} ليس شيء من ذلك إلا في كتاب مبين، وكذا يقدر في آية الأنعام: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ}.
وأما الذي في سورة سبأ فلم يقرأ: {وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ}، إلا بالرفع فقط وهو يقوي قول من يقول: إنه معطوف وسببه أن "مثقال" فيها بالرفع؛ لأنه ليس قبله حرف جر وفيصلا حال من المرفوع، وكأنه أشار إلى الوجه المذكور أولا؛ أي: انفصل مما قبله في المعنى، فارتفع بالابتداء والخبر، وقال الشيخ: فيصلا حال من الفاعل في ارفعه؛ أي: حاكما في ذلك). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/226]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (750 - ويعزب كسر الضّمّ مع سبأ رسا = وأصغر فارفعه وأكبر فيصلا
قرأ الكسائي: وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ هنا، لا يَعْزُبُ عَنْهُ في سبأ بكسر ضم الزاي في الموضعين فتكون قراءة غيره بضمها فيهما. وقرأ حمزة: ولا أصغرُ من ذلك ولا أكبر في هذه السورة. برفع الراء فيهما، فتكون قراءة الباقين بنصبها فيهما. واتفق السبعة على رفع الراء في أَصْغَرُ وأَكْبَرُ في سورة سبأ). [الوافي في شرح الشاطبية: 288]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (130- .... أَصْغَرَ ارْفَعْ حُقَّ مَعْ شُرَكَاءَكُمْ = كَأَكْبَرْ .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 30] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: أصغر ارفع حق مع شركاؤكم كأكبر أي قرأ مرموز (حا) حق وهو يعقوب {ولا أصغر من ذلك ولا أكبر} [61] برفعهما كخلف عطف على محل {مثقال} [61] أو على الابتداء فإن محل {مثقال} الرفع على الفاعلية ووجه النصب فيهما أن لا لنفي الجنس وعلم من الوفاق لأبيجعفر نصبهما وأما التي في سبأ فمتفق عليها بالرفع للكل، وقرأ يعقوب أيضًا {فأجمعوا أمركم وشركاؤكم} [71] برفع الهمزة من {وشركاءكم} عطفًا على الضمير المرفوع في {فأجمعوا} إذ الفصل أغنى عن التوكيد وهو أقوى من فصل {ما أشركنا ولا آباؤنا} ووجه النصب العطف على{أمركم} في قراءة الآخرين). [شرح الدرة المضيئة: 146] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَمَا يَعْزُبُ هُنَا، وَفِي سَبَأٍ فَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ بِكَسْرِ الزَّايِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/285]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلَا أَصْغَرَ، وَلَا أَكْبَرَ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ وَحَمْزَةُ وَخَلَفٌ بِرَفْعِ الرَّاءِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنَّصْبِ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى رَفْعِ الْحَرْفَيْنِ فِي سَبَأٍ لِارْتِفَاعِ مِثْقَالَ). [النشر في القراءات العشر: 2/285]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكسائي {وما يعزب} هنا [61]، وسبأ [3] بكسر الزاي، والباقون بضمها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 543]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب وحمزة وخلف {ولا أصغر من ذلك ولا أكبر} [61] برفع الراء فيهما، والباقون بالنصب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 543]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (683- .... .... .... .... .... = .... .... .... اكسر يعزب
684 - ضماً معًا رم أصغر ارفع أكبرا = ظلٌّ فتىً .... .... .... ). [طيبة النشر: 78]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (واكسر يعزب) أي قرأ الكسائي «وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة» هنا «ولا يعزب عنه مثقال ذرة» في سبأ بكسر ضم الزاي في الموضعين كما سيأتي في البيت الآتي، والباقون بضمها وهما لغتان.
ضمّا معا (ر) م أصغر ارفع أكبرا = (ظ) لّ (فتى) صل فاجمعوا وافتح (غ) را
أي وقرأ «ولا أصغر من ذلك ولا أكبر» بالرفع فيهما يعقوب وحمزة وخلف عطفا على محل مثقال، والباقون بالفتح عطفا على لفظ مثقال). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 249]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
خلف (ب) هـ (ذ) ق تفرحوا (غ) ث خاطبوا = وتجمعوا (ث) بـ (ك) م (غ) وى اكسر يعزب
ضمّا معا (ر) م أصغر ارفع أكبرا = (ظ) لـ (فتى) صل فاجمعوا وافتح (غ) را
ش: أي: قرأ ذو غين (غث) رويس: فلتفرحوا [58] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
وقرأ ذو ثاء (ثب) أبو جعفر، وكاف (كم) ابن عامر، وغين (غرا) رويس: هو خير مما تجمعون [58] [بتاء الخطاب التفاتا إلى الكفار؛ مناسبة للاحقه، أعني: قل أرءيتم [59]، والباقون بياء الغيب]؛ إخبارا عنهم على جهة الغيب؛ مناسبة لسابقه، وهو وجه غيب يمكرون [21].
وقرأ ذو راء (رم) الكسائي: وما يعزب [بكسر الزاي] [أي:] يبعد عنه- هنا [61] وفي سبأ [3]، والباقون [بضمها]، وهما لغتان.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/373]
وقرأ ذو ظاء (ظل) يعقوب، ومدلول (فتى) حمزة، وخلف: ولا أصغر من ذلك ولا أكبر [61] برفعهما هنا عطفا على محل من مثقال [61]؛ لأنه [فاعل] على حد: وكفى بالله [النساء: 6]، وفتحهما الباقون عطفا على لفظ مثقال، [فهما مجروران لكنهما غير منصرفين،] ومنع صرفهما للوزن والوصف.
واختلف عن ذي غين (غرا) رويس في: فأجمعوا أمركم وشركآءكم [71]: فروى أبو الطيب، والقاضي، وأبو العلاء عن النحاس عن التمار عنه، بوصل الهمزة وفتح الميم، وبه قطع أبو العلاء لرويس في «غايته» مع أنه لم يسند طريق النحاس عنه إلا من طريق الحمامي، [وأجمع الرواة عن الحمامي] على خلاف ذلك، وهو الوجه الثاني.
نعم رواها عن النحاس الحمامي، ووجهها: أنه أمر من: «جمع»، وضد «فرق». قال [الله] تعالى: فجمع كيده ثمّ أتى [طه: 60].
وقيل: «جمع»، و«أجمع» بمعنى، ويقال: «الإجماع» في الأحداث و«الجمع» في الأعيان، وقد يستعمل كل مكان الآخر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/374] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم ذال "إِذْ تُفِيضُون" [الآية: 61] أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/116]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَمَا يَعْزُب" [الآية: 61] هنا وسبأ فالكسائي بكسر الزاي وافقه الأعمش والباقون بضمها لغتان في مضارع عزب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/116]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَلا أَصْغَر وَلا أَكْبَر" [الآية: 61] هنا لحمزة ويعقوب وخلف في اختياره برفع الراء فيهما عطفا على محل مثقال؛ لأنه مرفوع بالفاعلية، ومن مزيدة فيه على حد وكفى بالله، ومنع صرفهما للوزن والوصف، وافقهم الحسن والأعمش والباقون بالفتح عطفا على لفظ مثقال أو ذرة، فهما مجروران بالفتحة لمنع صرفهما كما مر وخرج بالتقييد بهنا موضع سبأ المتفق على الرفع فيهما فيه، لكن في المصطلح لابن الفاصح نصبهما عن المطوعي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/117]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شأن} [61] إبداله للسوسي فقط لا يخفى). [غيث النفع: 701]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قرءان} لا يخفى). [غيث النفع: 701]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يعزب} قرأ علي بكسر الزاي، والباقون بالضم). [غيث النفع: 702]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولا أصغر} {ولا أكبر} قرأ حمزة برفع الراء فيهما، والباقون بالنصب). [غيث النفع: 702]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (61)}
{فِي شَأْنٍ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني وورش والسوسي والأعشى (في شان) بإبدال الهمزة في الحالين.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والجماعة على تحقيق الهمز.
{قُرْآنٍ}
- قراءة ابن كثير بالنقل، وحذف الهمزة، ووافقه ابن محيصن (قرانٍ).
- والباقون بالهمز من غير نقل.
[معجم القراءات: 3/580]
{إِذْ تُفِيضُونَ}
- أدغم الذال في التاء أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام وخلف واليزيدي وابن محيصن وخلاد والحسن.
- والباقون على الفتح.
{فِيهِ}
- قراءة ابن كثير بوصل الهاء بياء في الوصل (فيهي...).
- والباقون بهاء مكسورة (فيه...).
{وَمَا يَعْزُبُ}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر ونافع وابن كثير وعاصم وحمزة وأبو جعفر ويعقوب (وما يعزب) بضم الزاء.
- وقرأ الكسائي وابن وثاب والأعمش وطلحة بن مصرف (وما يعزب) بكسر الزاء.
قال الطوسي: (وهما لغتان، وإن كان الضم أفصح وأكثر).
وقال القرطبي: (وهما لغتان فصيحتان نحو يعرش ويعرش).
{عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ}
- قرأ النوفلي عن ابن بكار عن ابن عامر (وما يعزب عن ربك مثقال ذرة) بحذف (من).
{فِي الْأَرْضِ}
- قراءة ورش بنقل حركة الهمز إلى الراء ثم حذفها (في لرض).
[معجم القراءات: 3/581]
{وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع، وحفص وشعبة كلاهما عن عاصم، والكسائي وأبو جعفر (ولا أصغر من ذلك ولا أكبر)، بالنصب فيهما، والفتحة حركة جر؛ لأنه لا ينصرف، ووجه ذلك على أنه عطف على (ذرة)، أو على (مثقال) على اللفظ، فهو في موضع خفض.
وذهب الزجاج ومن بعده الزمخشري إلى أنه نصب على نفي الجنس، وبهذا يكون كلامًا مستأنفًا.
- وقرأ حمزة ويعقوب وخلف والأعمش وسهل، وأبو زيد عن المفضل (ولا أصغر من ذلك ولا أكبر) بالرفع فيهما.
وتخريج الرفع أنه بالعطف على موضع (مثقال)؛ لأن (من) زائدة، و(مثقال) مرفوع بـ (يعزب).
وذهب الزمخشري إلى أن الرفع على الابتداء، قال: (والرفع على الابتداء ليكون كلامًا برأسه).
وقال الزجاج:
(فالفتح على (ما يعزب عن ربك من مثقال ذرةٍ) ولا مثقالٍ أصغر من ذلك ولا أكبر، والموضع موضع جر إلا أنه فتح لأنه لا ينصرف.
[معجم القراءات: 3/582]
ومن رفع فالمعنى: ما يعزب عن ربك مثقال ذرةٍ ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتابٍ مبين).
وقال الفراء:
(فمن نصبهما فإنما يريد الخفض، يتبعهما المثقال أو الذرة، ومن رفعهما أتبعهما معنى المثقال، لأنك لو ألقيت من المثقال (من) كان رفعًا، وهو كقولك: ما أتاني من أحدٍ عاقلٍ، وعاقل، وكذلك قوله: (ما لكم من إله غيره).
وذهب آخرون إلى أنه يجوز أن يكون الرفع على إعمال (لا) عمل ليس.
وذكر الأخفش القراءتين، ثم قال عن النصب: (وهذا أجود في العربية، وأكثر في القراءة، وبه نقرأ).
وذهب الطبري إلى أن عامة القراء على النصب، وهي أولى القراءتين بالصواب). [معجم القراءات: 3/583]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:18 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (62) إلى الآية (64) ]

{ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64) }

قوله تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "لا خَوْفٌ عَلَيْهِم" [الآية: 62] بفتح الفاء يعقوب وضم الهاء مع حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/117]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)}
{لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ}
- قراءة يعقوب والحسن (لا خوف عليهم) بفتح الفاء من غير تنوين، على جعل (لا) لنفي الجنس.
- وقرأ ابن محيصن (لا خوف عليهم) بضم الفاء من غير تنوين على التخفيف.
- وقراءة الجماعة (لا خوف عليهم) بضم الفاء مع التنوين.
[معجم القراءات: 3/583]
وتقدمت هذه القراءات في الآية/38 من سورة البقرة.
{عَلَيْهِمْ}
- قرأ حمزة ويعقوب والمطوعي والشنبوذي (عليهم) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة (عليهم) بكسر الهاء مراعاة للياء بجوارها.
وتقدم هذا مرارًا، وانظر تفصيله في الآية/7 من سورة الفاتحة). [معجم القراءات: 3/584]

قوله تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)}

قوله تعالى: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64)}
{الْبُشْرَى}
- أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وورش والأزرق بالتقليل.
- والباقون على الفتح، وهي قراءة ابن ذكوان من طريق الأخفش.
{الدُّنْيَا}
- تقدمت الإمالة فيه مرارًا، وانظر الآيتين/85، 114 من سورة البقرة.
{الْآخِرَةِ}
- تقدمت القراءات فيه في الآية/4 من سورة البقرة، وهي:
تحقيق الهمز، نقل الحركة والحذف، السكت، ترقيق الراء، إمالة الهاء.
وانظر تفصيل هذا في ما تقدم.
[معجم القراءات: 3/584]
{لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام اللام في اللام، وعنهما الإظهار). [معجم القراءات: 3/585]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:20 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (65) إلى الآية (67) ]

{ وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (65) أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (66) هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (67) }

قوله تعالى: {وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (65)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أن العزة) [65]: بفتح الهمزة حمصي). [المنتهى: 2/743]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "يِحْزِنْك" [الآية: 65] نافع بضم الياء وكسر الزاي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/117]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولا يحزنك قولهم} [65] قرأ نافع بضم الياء، وكسر الزاي، والباقون بفتح الياء، وضم الزاي). [غيث النفع: 702]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (65)}
{وَلَا يَحْزُنْكَ}
- قرأ نافع وابن محيصن (ولا يحزنك) بضم الحاء وكسر الزاي، من الرباعي (أحزن).
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب (ولا يحزنك) بفتح الياء وضم الزاي، من الثلاثي (حزن).
قال الجوهري:
(حزنه لغة قريش، وأحزنه لغة تميم، وقد قرئ بهما).
وتقدمت هاتان القراءتان في الآية/176 من سورة آل عمران، (ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر...).
{قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ}
- قراءة الجماعة: (... إن العزة لله...) بكسر الهمزة من (إن) على الاستئناف، وعلى هذه القراءة ينتهي الكلام عند (قولهم)، وفيه نهي للرسول صلى الله عليه وسلم عن أن يحزنه ذلك، ثم يستأنف الكلام لتقرير
[معجم القراءات: 3/585]
الحقيقة المطلقة وهي أن العزة لله وحده.
وذكر الأنباري أن الوقف على (قولهم) وقف حسن.
وقال ابن هشام:
(وفي جمال القراء للسخاوي أن الوقف على (قولهم) واجب.
والصواب أنه ليس في جميع القرآن وقف واجب).
- وقرأ أبو حيوة وأبو بحرية (.. أن العزة لله..) بفتح الهمزة من (أن).
وخرجت هذه القراءة على التعليل، أي: لا يقع منك حزن لما يقولون؛ لأجل أن العزة لله جميعًا.
وذهب بعضهم إلى أن فتحها شاذ يقارب الكفر.
قال ابن قتيبة:
(لا يجوز فتح (إن) في هذا الموضع، وهو كفر وغلو)، وذهب إلى أن الفتح على البدل من (قولهم).
وإنما ذهبوا إلى أن هذا كفر بناءً على أن (إن) على هذه القراءة معمولة لـ (قولهم).
وتعقب ابن خالويه ابن قتيبة فقال:
(... وله وجه عندي ذهب على ابن قتيبة بنصب (أن) بتقدير فعل غير القول، والتأويل: ولا يحزنك قولهم إنكارهم أن العزة لله).
وتعقبه الزمخشري أيضًا فقال:
(.. ومن جعله بدلًا من (قولهم) ثم أنكره فالمنكر هو تخريجه، لا ما أنكر من القراءة به).
[معجم القراءات: 3/586]
وقال الشهاب:
(وأما كونه بدلًا من (قولهم) كما قاله ابن قتيبة رحمه الله، فرده الزمخشري بانه مخالف للظاهر، لأن هذا القول لا يحزنه بل يسره...).
وقال أبو حيان:
(... بفتح الهمزة ليس معمولًا لـ (قولهم)؛ لأن ذلك لا يحزن الرسول صلى الله عليه وسلم؛ إذ هو قول حق، وخرجت هذه القراءة على التعليل، أي لا يقع منك حزن لما يقولون؛ لأجل أن العزة لله جميعًا، ووجهت أيضًا على أن العزة بدل من (قولهم)، ولا يظهر هذا التوجيه...) ). [معجم القراءات: 3/587]

قوله تعالى: {أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (66)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "شُرَكَاءَ إِن" بتسهيل الثانية كالياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/117]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شركآء ان} [66] لا يخفى). [غيث النفع: 702]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (66)}
{يَدْعُونَ}
- قرأ الجمهور من القراء (يدعون) بالياء على الغيبة.
- وقرأ علي بن أبي طالب وأبو عبد الرحمن السلمي (تدعون) بالتاء على الخطاب.
وذهب ابن عطية إلى أنها قراءة غير متجهة، ووجهها الزمخشري على الاستفهام، أي: أي شيء يتبع الذين تدعونهم شركاء من الملائكة والنبيين، يعني أنهم يتبعون الله تعالى ويطيعونه، فما لكم لا تفعلون مثل فعلهم؟
{شُرَكَاءَ إِنْ}
- هنا همزتان من كلمتين، مختلفتا الحركة، الأولى مفتوحة،
[معجم القراءات: 3/587]
والثانية مكسورة:
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس بتسهيل الهمزة الثانية كالياء.
- وقراءة الباقين بتحقيق الهمزتين.
- وأجمعوا على تحقيق الأولى.
- وإذا وقف حمزة وهشام على (شركاء)، فهما يبدلان الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر). [معجم القراءات: 3/588]

قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (67)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (67)}
{جَعَلَ لَكُمُ}
- عن أبي عمرو ويعقوب إدغام اللام في اللام، والإظهار.
{اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا}
- عن أبي عمرو ويعقوب إدغام اللام في اللام، والإظهار.
{فِيهِ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (فيهي) بوصل الهاء بياء.
{مُبْصِرًا}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء). [معجم القراءات: 3/588]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:24 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس

[ من الآية (68) إلى الآية (70) ]

{ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (68) قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (69) مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70) }

قوله تعالى: {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (68)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (68)}
{سُبْحَانَهُ هُوَ}
- عن أبي عمرو ويعقوب إدغام اللام في اللام، وعنهما الإظهار.
{وَمَا فِي الْأَرْضِ}
- تقدمت قراءة ورش بالنقل وحذف الهمزة في الآية/61 من هذه
[معجم القراءات: 3/588]
السورة (... لرض) ). [معجم القراءات: 3/589]

قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (69)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (69)}
{قُلْ إِنَّ}
- قراءة ورش بنقل حركة الهمزة وهي الكسرة إلى اللام الساكنة قبلها، ثم حذف الهمزة (قل ن) كذا.
- والجماعة على إثباتها (قل إن...) ). [معجم القراءات: 3/589]

قوله تعالى: {مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (ثُمَّ نُذِيقُهُمُ) بفتح الياء وقد مضى ولا أعيده). [الكامل في القراءات العشر: 568]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يكفرون} تام، وفاصلة، ومنتهى نصف الحزب بلا خلاف). [غيث النفع: 702]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70)}
{الدُّنْيَا}
- سبقت الإمالة فيه في مواضع، وانظر الآيتين: 85 و114 من سورة البقرة في الجزء الأول). [معجم القراءات: 3/589]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:26 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس

[ من الآية (71) إلى الآية (74) ]
{ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآَيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (71) فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (72) فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ (74) }

قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآَيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (71)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (19 - قَوْله {فَأَجْمعُوا أَمركُم} 71
روى نصر بن علي عَن الأصمعي قَالَ سَمِعت نَافِعًا يقْرَأ {فَأَجْمعُوا أَمركُم} مَفْتُوحَة الْمِيم من أجمع
وروى غير الأصمعي عَن نَافِع مثل مَا قَرَأَ سَائِر الْقُرَّاء وَكلهمْ قَرَأَ {فَأَجْمعُوا} بِالْهَمْز وَكسر الْمِيم من أَجمعت). [السبعة في القراءات: 328]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (وشركاؤكم) رفع
[الغاية في القراءات العشر: 277]
يعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 278]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (فاجمعوا) [71]: موصول: رويس.
(وشركاءكم) [71]: رفعٌ: سلامٌ، ويعقوب إلا المنهال). [المنتهى: 2/743]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((فَأَجْمِعُوا) موصول بفتح الميم الزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ، والْجَحْدَرِيّ، ونصر بن علي عن نافع، ورُوَيْس طريق الْخُزَاعِيّ، وعصمة عن أَبِي عَمْرٍو والجماعة والمفرد بخلافه، الباقون مقطوع بكسر الميم، وهو الاختيار؛ لأنه يقال أجمع أمرهم ولا يقال جمعوا،
[الكامل في القراءات العشر: 568]
و(وَشُرَكَاؤُكُمْ) بالرفع يَعْقُوب غير المنهال، وسلام، ومحبوب عن ابْن كَثِيرٍ، الباقون بالنصب، وهو الاختيار؛ لأن معناه مع شركائهم، (ثُمَّ اقْضُوا) بالفاء وفتح الهمزة، والزَّعْفَرَانِيّ كحيوة بن شريح، الباقون بالقاف، وهو الاختيار متابعة للأكثر). [الكامل في القراءات العشر: 569]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (130- .... أَصْغَرَ ارْفَعْ حُقَّ مَعْ شُرَكَاءَكُمْ = كَأَكْبَرْ .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 30] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (130- .... .... .... .... .... = .... وَوَصْلٌ فَاجْمَعُوا افْتَحْ طَوًى .... ). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: أصغر ارفع حق مع شركاؤكم كأكبر أي قرأ مرموز (حا) حق وهو يعقوب {ولا أصغر من ذلك ولا أكبر} [61] برفعهما كخلف عطف على محل {مثقال} [61] أو على الابتداء فإن محل {مثقال} الرفع على الفاعلية ووجه النصب فيهما أن لا لنفي الجنس وعلم من الوفاق لأبيجعفر نصبهما وأما التي في سبأ فمتفق عليها بالرفع للكل، وقرأ يعقوب أيضًا {فأجمعوا أمركم وشركاؤكم} [71] برفع الهمزة من {وشركاءكم} عطفًا على الضمير المرفوع في {فأجمعوا} إذ الفصل أغنى عن التوكيد وهو أقوى من فصل {ما أشركنا ولا آباؤنا} ووجه النصب العطف على{أمركم} في قراءة الآخرين). [شرح الدرة المضيئة: 146] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ووصل فأجمعوا افتح طوى أي روى مرموز (طا) طوى وهو رويس {فأجمعوا} [71] هنا بوصل همزه وفتح ميمه على أنه أمر من
[شرح الدرة المضيئة: 146]
يجمع فصار فتح الميم سببًا لسقوط الهمزة على الوصل عند الدرج وإليه أشار بقوله: طوى اسألا وعلم من انفراده لمن عداه بهمزة قطع مفتوحة وكسر ميم أمر من الإجماع وسيجيء الذي في طه). [شرح الدرة المضيئة: 147]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (" وَاخْتُلِفَ " عَنْ رُوَيْسٍ فِي فَأَجْمِعُوا، فَرَوَى أَبُو الطَّيِّبِ وَالْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ عَنِ النَّخَّاسِ كِلَاهُمَا عَنِ التَّمَّارِ عَنْهُ بِوَصْلٍ عَنْهُ بِوَصْلِ الْهَمْزَةِ وَفَتْحِ الْمِيمِ، وَبِهِ الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ لِرُوَيْسٍ فِي غَايَتِهِ مَعَ أَنَّهُ خِلَافُ ذَلِكَ; نَعَمْ رَوَاهَا عَنِ النَّخَّاسِ أَيْضًا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْخُزَاعِيُّ فَوَافَقَ الْقَاضِيَ، وَهِيَ قِرَاءَةُ عَاصِمٍ الْجَحْدَرِيِّ وَرِوَايَةُ عِصْمَةَ شَيْخِ يَعْقُوبَ عَنْ أَبِي عَمْرٍو وَوَرَدَتْ عَنْ نَافِعٍ، وَهِيَ اخْتِيَارُ ابْنِ مِقْسَمٍ وَالزَّعْفَرَانِيِّ، وَهِيَ أَمْرٌ: مِنْ جَمَعَ، ضِدُّ فَرَقَ، قَالَ تَعَالَى: فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى وَقِيلَ: جَمَعَ وَأَجْمَعَ بِمَعْنًى; وَيُقَالُ: الْإِجْمَاعُ
[النشر في القراءات العشر: 2/285]
فِي الْأَحْدَاثِ وَالْجُمَعُ فِي الْأَعْيَانِ، وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ كُلٌّ مَكَانَ الْآخَرِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ مَفْتُوحَةً وَكَسْرِ الْمِيمِ). [النشر في القراءات العشر: 2/286]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: شُرَكَاءَكُمْ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِرَفْعِ الْهَمْزَةِ عَطْفًا عَلَى ضَمِيرِ فَأَجْمِعُوا وَحَسَّنَهُ الْفَصْلُ بِالْمَفْعُولِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مُبْتَدَأً مَحْذُوفَ الْخَبَرِ لِلدَّلَالَةِ عَلَيْهِ، أَيْ: وَشُرَكَاؤُكُمْ فَلْيَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنَّصْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/286]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى رويس بخلاف عنه {فأجمعوا} [71]، بوصل الهمزة وفتح الميم، والباقون بقطع الهمزة وكسر الميم). [تقريب النشر في القراءات العشر: 543]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب {وشركاءكم} [71] بالرفع، والباقون بالنصب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 543]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (684- .... .... .... .... .... = .... .... صل فاجمعوا وافتح غرا
685 - خلفٌ وظنّ شركاؤكم .... = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 78]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (صل الخ) يريد قوله تعالى: فأجمعوا أمركم قرأه رويس بخلاف عنه كما سيأتي في البيت الآتي بوصل الهمزة وفتح الميم أمر من جمع، والباقون بفتح الهمزة والميم من أجمع.
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 249]
خلف و (ظ) نّ شركاؤكم وخف = تتّبعان النّون (م) ن (ل) هـ اختلف
يعني قوله تعالى: وشركاؤكم بالرفع على لفظه يعقوب عطفا على ضمير فأجمعوا، والباقون بالنصب عطفا على أمركم بتقدير مضاف). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 250]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
خلف (ب) هـ (ذ) ق تفرحوا (غ) ث خاطبوا = وتجمعوا (ث) بـ (ك) م (غ) وى اكسر يعزب
ضمّا معا (ر) م أصغر ارفع أكبرا = (ظ) لـ (فتى) صل فاجمعوا وافتح (غ) را
ش: أي: قرأ ذو غين (غث) رويس: فلتفرحوا [58] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
وقرأ ذو ثاء (ثب) أبو جعفر، وكاف (كم) ابن عامر، وغين (غرا) رويس: هو خير مما تجمعون [58] [بتاء الخطاب التفاتا إلى الكفار؛ مناسبة للاحقه، أعني: قل أرءيتم [59]، والباقون بياء الغيب]؛ إخبارا عنهم على جهة الغيب؛ مناسبة لسابقه، وهو وجه غيب يمكرون [21].
وقرأ ذو راء (رم) الكسائي: وما يعزب [بكسر الزاي] [أي:] يبعد عنه- هنا [61] وفي سبأ [3]، والباقون [بضمها]، وهما لغتان.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/373]
وقرأ ذو ظاء (ظل) يعقوب، ومدلول (فتى) حمزة، وخلف: ولا أصغر من ذلك ولا أكبر [61] برفعهما هنا عطفا على محل من مثقال [61]؛ لأنه [فاعل] على حد: وكفى بالله [النساء: 6]، وفتحهما الباقون عطفا على لفظ مثقال، [فهما مجروران لكنهما غير منصرفين،] ومنع صرفهما للوزن والوصف.
واختلف عن ذي غين (غرا) رويس في: فأجمعوا أمركم وشركآءكم [71]: فروى أبو الطيب، والقاضي، وأبو العلاء عن النحاس عن التمار عنه، بوصل الهمزة وفتح الميم، وبه قطع أبو العلاء لرويس في «غايته» مع أنه لم يسند طريق النحاس عنه إلا من طريق الحمامي، [وأجمع الرواة عن الحمامي] على خلاف ذلك، وهو الوجه الثاني.
نعم رواها عن النحاس الحمامي، ووجهها: أنه أمر من: «جمع»، وضد «فرق». قال [الله] تعالى: فجمع كيده ثمّ أتى [طه: 60].
وقيل: «جمع»، و«أجمع» بمعنى، ويقال: «الإجماع» في الأحداث و«الجمع» في الأعيان، وقد يستعمل كل مكان الآخر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/374] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
خلف و(ظ) نّ شركاؤكم وخفّ = تتّبعان النّون (م) ن (ل) هـ اختلف
ش: أي: قرأ ذو ظاء (ظن) يعقوب: وشركاؤكم ثم لا [71] بالرفع عطفا على ضمير فاجمعوا [71]، وحسنه الفصل بالمفعول، ويحتمل الابتدائية، أي:
وشركاؤكم كذلك.
والباقون بنصبه عطفا على أمركم [71] بتقدير مضاف.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/374]
[واختلف عن ابن عامر؛ فروى] ذو ميم (من) ابن ذكوان والداجوني عن أصحابه عن هشام: ولا تتبعان سبيل [89] بتخفيف (النون)؛ فتكون «لا» نافية؛ فيصير خبرا معناه النفي، أو يجعل حالا من فاستقيما [89]، أي: فاستقيما غير متبعين.
وقيل: هي نون التوكيد الشديدة خففت.
وقيل: أكد بالخفيفة على مذهب يونس والفراء، ثم كسرت للساكنين، والفعل معرب دائما.
تنبيه:
انفرد ابن مجاهد عن ابن ذكوان بتخفيف التاء الثانية ساكنة، وفتح الباء مع تشديد النون، وكذلك روى سلامة بن هارون أداء عن الأخفش عن ابن ذكوان.
قال الداني: «وذلك غلط من سلامة، وابن مجاهد؛ لأن جميع الشاميين رووا ذلك عن ابن ذكوان عن الأخفش سماعا وأداء بتخفيف النون وتشديد التاء».
قال الناظم: صحت عندنا لكن من غير طريق ابن مجاهد وسلامة؛ فرواها الصيدلاني عن هبة الله عن الأخفش، ورواها أبو زرعة، وابن الجنيد عن ابن ذكوان، وكله ليس من طرق الكتاب.
وذهب أبو نصر العراقي إلى أن من خفف وقف بالألف.
قال المصنف: «ولا أعلمه لغيره، ولا يؤخذ به وإن اختاره الهذلي؛ لشذوذه قطعا»، وروى الحلواني عن هشام كالجماعة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/375] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: رويس من غير طريق الحمامي (فاجمعوا أمركم) بوصل الهمزة وبفتح الميم والباقون بهمزة مفتوحة وكسر الميم [وهو طريق] الكتاب [عن] رويس. [يعقوب] (وشركاؤكم) بالرّفع، والباقون بالنّصب، والله الموفق). [تحبير التيسير: 401]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُم" [الآية: 71] فرويس من طريق أبي الطيب والقاضي أبو العلا عن النخاس بالمعجمة كلاهما عن التمار عنه بوصل الهمزة وفتح الميم من جمع ضد فرق، وقيل جمع وأجمع بمعنى والباقون بقطع الهمزة مفتوحة وكسر الميم، وبه قرأ رويس من باقي طرقه من أجمع يقال أجمع في المعاني وجمع في الأعيان كأجمعت أمري وجمعت الجيش). [إتحاف فضلاء البشر: 2/117]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَشُرَكَاءَكُم" [الآية: 71] فيعقوب برفع الهمزة عطفا على الضمير المرفوع المتصل بأجمعوا،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/117]
وحسنه الفصل بالمفعول، ويجوز أن يكون مبتدأ حذف خبره أي: كذلك والباقون بالنصب نسقا على أمركم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/118]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "تُنْظِرُون" [الآية: 71] بإثبات الياء في الحالين يعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/118]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {واتل عليهم نبأ نوح}
{عليهم} [71] لا يخفى). [غيث النفع: 703]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (71)}
{عَلَيْهِمْ}
- قراءة الجماعة بكسر الهاء لمجاورة الياء (عليهم).
- وقراءة يعقوب وحمزة والمطوعي والشنبوذي (عليهم) بضم الهاء على الأصل.
وتقدم هذا مرارًا وانظر الآية/62 من هذه السورة.
{نَبَأَ نُوحٍ}
- قرئ (نبا...) بالألف على إبدال الهمزة ألفًا.
[معجم القراءات: 3/589]
{إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام اللام باللام، وعنهما الإظهار.
{يَا قَوْمِ}
- قرأ ابن محيصن (يا قوم) بضم الميم حيث وقع.
- وقراءة الجماعة (يا قوم) بالكسر.
{مَقَامِي}
- قراءة الجماعة (مقامي) بفتح الميم، وهو مكان القيام من (قام).
- وقرأ أبو مجلز وأبو رجاء وأبو الجوزاء (مقامي) بضم الميم، وهو مكان الإقامة، أو الإقامة نفسها، من (أقام).
قال ابن عطية: (ولم يقرأ هنا بضم الميم).
قال أبو حيان: (وليس كما ذكر بل قرأ (مقامي) بضم الميم أبو مجلز..).
وقال السمين في ابن عطية: (وكأنه لم يطلع على قراءة هؤلاء الآباء).
وذهب القرطبي مذهب ابن عطية فقال: (ولم يقرأ به فيما علمت).
{فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي، ونافع في رواية الأصمعي، وأبو جعفر، ورويس عن يعقوب، والحسن وابن أبي إسحاق وأبو عبد الرحمن وعيسى الثقفي وسلام (فأجمعوا...) بقطع الهمزة وكسر الميم، أمرًا من (أجمع)، وأجمع الرجل على الشيء عزم عليه.
[معجم القراءات: 3/590]
قال الأخفش: (وبالمقطوع نقرأ).
- وقرأ الزهري والأعمش وعاصم الجحدري وأبو رجاء ويعقوب بخلاف عنه ورويس من طريق أبي الطيب والقاضي أبو العلاء عن النخاس عن التمار وسلام، ونصر بن علي بن الأصمعي عن نافع، والأعرج، وكذا خارجة عن نافع (فاجمعوا..) بوصل الألف وفتح الميم من (جمع) الثلاثي.
وفي حاشية الجمل:
(بالهمزة لا غير باتفاق السبعة والعشرة، وما نقل عن نافع من أنه يقرأ (فاجمعوا) بإسقاط الهمزة فشاذ...).
وذكر أبو جعفر النحاس أن قراءة أكثر الأئمة بقطع الهمزة، وذكر قراءة الوصل عن الجحدري، ولم يذكرها عن نافع، وفعل مثل هذا القرطبي.
ولم تذكر السبعة -ما عدا ابن مجاهد- هذه القراءة عن نافع، وذكرها ابن خالويه في الحجة، ولم يشر إلى أنها قراءة نافع.
{وَشُرَكَاءَكُمْ}
- قرأ أبو عمرو في المشهور عنه وابن عامر وابن كثير ونافع وعاصم وحمزة والكسائي والأعرج وأبو رجاء وعاصم الجحدري والزهري ورواية عن الأعمش (وشركاءكم) بالنصب.
[معجم القراءات: 3/591]
- وتخريجه بالعطف على (أمركم) قبله.
- أو هو مفعول معه.
- أو هو منصوب بفعل محذوف، أي: واجمعوا شركاءكم.
- وقيل: التقدير: وادعوا شركاءكم، وهو تقدير الكسائي والفراء، ومثل هذا التقدير عند الزجاج غلط؛ لأنه لا فائدة في الكلام عليه.
- وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي والحسن وابن أبي إسحاق وعيسى ابن عمر وسلام ويعقوب فيما روي عنه، وبه قرأ مكي ليعقوب، وأبو عمرو في رواية محبوب والأزرق عنه (وشركاؤكم) بالرفع.
وتخريجه على ما يلي:
- بالرفع عطفًا على الضمير في (فأجمعوا).
- أو على أنه مبتدأ محذوف الخبر، والتقدير: وشركاؤكم فليجمعوا أمرهم.
قال مكي:
(وحسن ذلك -أي العطف على الضمير في فأجمعوا- للفصل الذي وقع بين المعطوف والمضمر، كأنه قام مقام التأكيد وهو (أمركم).
وذهب إلى مثل هذا الزجاج؛ لأن المنصوب وهو -أمركم- قد قوى الكلام.
واستبعد أبو جعفر النحاس قراءة الرفع فقال: (وهذه القراءة تبعد أنه لو كان مرفوعًا لوجب أن يكتب بالواو، وأيضًا فإن شركاءكم الأصنام، والأصنام لا تصنع شيئًا).
[معجم القراءات: 3/592]
ونقل هذا عن النحاس القرطبي.
وقال الأخفش:
(والنصب أحسن؛ لأنك لا تجري الظاهر المرفوع على المضمر المرفوع، إلا أنه قد حسن في هذا للفصل الذي بينهما).
وذكر الفراء قراءة الرفع عن الحسن ثم قال:
(وإنما الشركاء ههنا آلهتهم، كأنه أراد: اجمعوا أمركم أنتم وشركاؤكم، ولست أشتهيه لخلافه للكتاب؛ ولأن المعنى فيه ضعيف، لأن الآلهة لا تعمل ولا تجمع...).
وقال الرازي:
(وكان الفراء يستقبح هذه القراءة؛ لأنها توجب أن يكتب (وشركاؤكم) بالواو، وهذا الحرف غير موجود في المصاحف).
- وقرأت فرقة: (وشركائكم) بالخفض عطفًا على الضمير في (أمركم) أي: وأمر شركائكم، فحذف المضاف وبقي المضاف إليه مجرورًا.
وتلخيص هذه القراءات على ما يلي:
1- (فاجمعوا أمركم وشركاءكم).
2- (فأجمعوا أمركم وشركاءكم).
3- (فأجمعوا أمركم وشركاؤكم).
4- (فأجمعوا أمركم وشركائكم).
[معجم القراءات: 3/593]
{فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ}
- قرأ أبي بن كعب (فاجمعوا أمركم وادعوا شهداءكم) بوصل الهمزة، وهذه القراءة موافقة لتقدير الكسائي والفراء، وذكر أبو حيان أنها كذلك في مصحفه.
- وقرأ عبد الله بن مسعود (فأجمعوا أمركم وادعوا شهداءكم) بقطع الهمزة.
- وعن أبي أنه قرأ (وادعوا شركاءكم ثم اجمعوا أمركم)، وذكر هذه القراءة له ابن خالويه بالفاء (فادعوا...).
{ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ}
- قراءة الجماعة (ثم اقضوا...) بهمزة وصل، ثم قاف بعدها، من (قضى)، أي اقضوا إلي ذلك الأمر.
- وقرأ أبو حيوة عن السري بن ينعم، والسدي (ثم أفضوا...) بقطع الألف وفاء بعدها، أي انتهوا إلي بشركم، من أفضى بكذا أي انتهى إليه، وقيل: معناه أسرعوا، وقيل: من أفضى إذا خرج إلى الفضاء، أي فأصحروا به إلي وأبرزوه.
- وقرئ (ثم افضوا) بهمزة الوصل، من فضا يفضو أي أسرع.
[معجم القراءات: 3/594]
{إِلَيَّ}
- قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت (إليه).
{وَلَا تُنْظِرُونِ}
- قرأ يعقوب في الحالين (ولا تنظروني) بإثبات ياء النفس.
- وقراءة الباقين بحذفها في الحالين (لا تنظرون) بحذف النون، والحذف للتخفيف.
- وقرأ الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 3/595]

قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (72)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "أجري إلا" نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/118]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إن أجري إلا} [72] قرأ نافع والبصري وشامي وحفص بفتح ياء {أجري} والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 703]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (72)}
{إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا}
- قرأ بفتح الياء أبو عمرو وابن عامر وحفص عن عاصم ونافع وأبو جعفر (إن أجري إلا).
- وقراءة الباقين بسكونها (إن أجري إلا)، وهي قراءة أبي بكر عن عاصم). [معجم القراءات: 3/595]

قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73)}
{فَكَذَّبُوهُ}
- قراءة ابن كثير في الوصل بوصل الهاء بواو (فكذبوهو).
{فَنَجَّيْنَاهُ}
- قراءة ابن كثير في الوصل بوصل الهاء بواو (فنجيناهو).
{خَلَائِفَ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
[معجم القراءات: 3/595]
{بِآيَاتِنَا}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة المفتوحة بعد كسر ياء). [معجم القراءات: 3/596]

قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ (74)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((نَطْبَعُ) بالياء اختيار عباس وروايته، الباقون بالنون، وهو الاختيار لقوله: (بَعَثَنَا)). [الكامل في القراءات العشر: 569]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ (74)}
{رُسُلًا}
- قرأ المطوعي (رسلًا) بسكون السين.
- وقراءة الجماعة على الضم (رسلًا).
{فَجَاءُوهُمْ}
- الإمالة فيه لحمزة وابن ذكوان وخلف.
- والفتح والإمالة عن هشام.
وتقدم مثل هذا مرارًا، انظر الآية/87 من سورة البقرة (جاءكم)، والآية/61 من آل عمران.
{لِيُؤْمِنُوا}
- تقدمت قراءة أبي عمرو بخلاف عنه وأبي جعفر وغيرهما بإبدال الهمزة واوًا (ليومنوا).
وانظر الآية/88 من سورة البقرة، والآية/185 من سورة الأعراف.
{نَطْبَعُ}
- قراءة الجماعة (نطبع) بنون العظمة، على نسق (بعثنا) في أول الآية.
- وقرأ العباس بن الفضل عن أبي عمرو (يطبع) بياء الغيبة على الالتفات من الخطاب، والضمير لله تعالى.
{نَطْبَعُ عَلَى}
- قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام العين في العين، وعنهما الإظهار أيضًا). [معجم القراءات: 3/596]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:28 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (75) إلى الآية (78) ]
{ ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآَيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (75) فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (76) قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ (77) قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ (78) }

قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآَيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (75)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (75)}
{مُوسَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن أبي عمرو والأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{فِرْعَوْنَ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{بِآيَاتِنَا}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياءً، وتقدم هذا في الآية/73 من هذه السورة). [معجم القراءات: 3/597]

قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (76)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (76)}
{جَاءَهُمُ}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآية/74 من هذه السورة، ثم الآية/87 من سورة البقرة.
{لَسِحْرٌ}
- قراءة الجماعة (لسحر) من غير ألف بعد السين.
- وقرأ مجاهد وابن جبير والأعمش وابن مسعود ويحيى بن وثاب (لساحر) بالألف.
- وقرأ الأزرق وورش بترقيق الراء في قراءة الجماعة (لسحر) ). [معجم القراءات: 3/597]

قوله تعالى: {قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ (77)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ (77)}
{مُوسَى}
- سبقت الإمالة فيه قبل قليل في الآية/75.
[معجم القراءات: 3/597]
{جَاءَكُمْ}
- الإمالة فيه تقدمت مرارًا، وانظر الآية/87 من سورة البقرة.
{أَسِحْرٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{السَّاحِرُونَ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 3/598]

قوله تعالى: {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ (78)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((ويكون لكما) بالياء حماد، ويحيى، وزيد). [الغاية في القراءات العشر: 278]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ويكون لكما) [78]: بالياء حمادٌ، وشعيبٌ طريق الضرير). [المنتهى: 2/743]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ) بالياء الحسن، وزيد عن يَعْقُوب، ونفطويه عن شعيب، وحماد، وأبان، والثغري في قول الرَّازِيّ، وابن صبيح، والإنطاكي عن أبي جعفر، وهو الاختيار ليس بتأنيث حقيقي لوجود الحائل بين الاسم والفعل، الباقون بالتاء). [الكامل في القراءات العشر: 569]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتُلِفَ) عَنْ أَبِي بَكْرٍ فِي وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ، فَرَوَى عَنْهُ الْعُلَيْمِيُّ بِالْيَاءِ عَلَى التَّذْكِيرِ، وَهِيَ طَرِيقُ ابْنِ عِصَامٍ عَنِ الْأَصَمِّ عَنْ شُعَيْبٍ، وَكَذَا رَوَى الْهُذَلِيُّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ نِفْطَوَيْهِ، وَرَوَى سَائِرُ أَصْحَابِ يَحْيَى بْنِ آدَمَ، وَأَكْثَرُ أَصْحَابِ أَبِي بَكْرٍ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ). [النشر في القراءات العشر: 2/286]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى أبو بكر من طريق العليمي وغيرهم {وتكون لكما} [78] بالتذكير، والباقون بالتأنيث). [تقريب النشر في القراءات العشر: 543]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (686 - يكون صف خلفًا .... = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 78]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (يكون (ص) ف خلفا وأنّه (شفا) = فاكسر ويجعل بنون (ص) رفا
يعني قوله تعالى: وتكون لكما الكبرياء قرأه أبو بكر بالتذكير كما لفظ به بخلاف عنه، والباقون بالتأنيث). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 250]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يكون (ص) ف خلفا وأنّه (شفا) = فاكسر ويجعل بنون (صرّفا)
ش: أي: اختلف عن ذي صاد (صفا) أبو بكر [في]: وتكون لكما الكبرياء [78]؛ [فروى عنه العليمي] بالياء على التذكير، وهي طريق ابن عصاية عن شعيب، وكذا روى الهذلي عن أصحابه عن نفطويه.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/375]
وروى سائر أصحاب يحيى بن آدم عنه، وأكثر أصحاب أبي بكر بتاء التأنيث.
وقرأ مدلول [ذو] (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: آمنت إنه [90]، بكسر الهمزة: إما استئنافا، أو بدل «آمنت» أو تضمنت معنى القول، أو تقديره بعده، والباقون بفتحه بتقدير ما يتعلق بـ «آمنت»، نحو: يؤمنون بالغيب [البقرة: 3] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/376] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَتَكُونَ لَكُمَا" [الآية: 78] فأبو بكر من طريق العليمي بالتذكير؛ لأنه تأنيث مجازي والباقون بالتأنيث نظرا للفظ، وبه قرأ أبو بكر من طريق يحيى بن آدم وغيره). [إتحاف فضلاء البشر: 2/118]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ (78)}
{أَجِئْتَنَا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر (أجيتنا) بإبدال الهمزة ياء، وهذا من جنس حركة ما قبلها.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز (أجئتنا).
{آبَاءَنَا}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{وَتَكُونَ}
- قرأ ابن مسعود وإسماعيل والحسن فيما زعم خارجة، أبو جعفر ويعقوب، وحفص عن عاصم، وأبو عمرو بخلاف عنه وحمزة والكسائي وابن كثير ونافع وابن عامر (وتكون) بالتاء، لمجاز تأنيث (الكبرياء).
- وقرأ ابن مسعود والحسن وابن أبي ليلى، وعاصم في رواية حماد، وشعيب بن أيوب عن يحيى عن أبي بكر، وزيد عن يعقوب، وأبو عمرو في رواية، وأبان (ويكون) بالياء، لأنه تأنيث غير حقيقي،
[معجم القراءات: 3/598]
وقد فصل بينهما.
وذهب أبو حيان إلى أنها قراءة الجمهور لمراعاة اللفظ، وهذا منه سهو.
{فِي الْأَرْضِ}
- تقدمت قراءة ورش بنقل الحركة وحذف الهمزة، انظر الآية/61 من هذه السورة.
{وَمَا نَحْنُ لَكُمَا}
- قراءة الإدغام عن أبي عمرو ويعقوب، وروي عنهما روايتان أخريان: الإظهار، والاختلاس.
{بِمُؤْمِنِينَ}
- قراءة أبي عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (بمومنين) بواو من غير همز.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والجماعة على القراءة بالهمز (بمؤمنين) ). [معجم القراءات: 3/599]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:15 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة