التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: (الم (1)} قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {الم} قد فسّرناه في أوّل سورة البقرة). [تفسير القرآن العظيم: 2/669]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({ الم تلك آيات الكتب }: ساكن ؛ لأنه جرى مجرى فواتح سائر السور اللواتي, مجازهن مجاز حروف التهجي , ومجاز موضعه في المعنى , كمجاز ابتداء فواتح سائر السور.). [مجاز القرآن: 2/126] (م)
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({هدًى ورحمةً لّلمحسنين}
قال: {هدًى ورحمةً لّلمحسنين}؛ لأن قوله: {الـم (1)تلك آيات الكتاب الحكيم(2)} : معرفة , فهذا خبر المعرفة.). [معاني القرآن: 3/28]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : {الم (1)}
قال ابن عباس معنى (الم) : (أنا الله أعلم)، وقد فسرنا في سورة البقرة جميع ما قيل في (الم) , وما أشبهها.). [معاني القرآن: 4/193]
تفسير قوله تعالى:{تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {تلك آيات} هذه آيات.
{الكتاب الحكيم}، أي: المحكم أحكمت بالحلال، والحرام، والأحكام والأمر والنّهي). [تفسير القرآن العظيم: 2/669]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({الم تلك آيات الكتب }: ساكن لأنه جرى مجرى فواتح سائر السور اللواتي مجازهن مجاز حروف التهجي , ومجاز موضعه في المعنى كمجاز ابتداء فواتح سائر السور، ومجاز: { تلك آيات الكتاب}: أي: هذه الآيات من القرآن.). [مجاز القرآن: 2/126]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({هدًى ورحمةً لّلمحسنين}
قال: {هدًى ورحمةً لّلمحسنين}؛ لأن قوله: {الـم (1) تلك آيات الكتاب الحكيم(2) }: معرفة , فهذا خبر المعرفة.). [معاني القرآن: 3/28] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {تلك آيات الكتاب الحكيم (2)}
معناه : هذه الآيات، تلك الآيات التي وعدتم بها في التوراة , ويجوز أن يكون بمعنى : هذه آيات الكتاب، وقد تقدم تفسير مثل هذا من سورة البقرة أيضاً.).. [معاني القرآن: 4/193]
تفسير قوله تعالى: {هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {هدًى} يهتدون به إلى الجنّة.
{ورحمةً للمحسنين} [لقمان: 3] للمؤمنين). [تفسير القرآن العظيم: 2/669]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {هدًى ورحمةً...}
أكثر القراء على نصب : الهدى , والرحمة على القطع. وقد رفعها حمزة على الاستئناف؛ لأنها مستأنفة في آية منفصلةٍ , من الآية قبلها, وهي في قراءة عبد الله :{هدًى وبشرى}. ). [معاني القرآن: 2/326]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({هدًى ورحمةً لّلمحسنين}
قال:{هدًى ورحمةً لّلمحسنين} ؛ لأن قوله: {الـم (1) تلك آيات الكتاب الحكيم(2)}
, معرفة فهذا خبر المعرفة.). [معاني القرآن: 3/28] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {هدى ورحمة للمحسنين (3)}: القراءة بالنصب على الحال، المعنى : تلك آيات الكتاب في حال الهداية , والرحمة.). [معاني القرآن: 4/193]
تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({الّذين يقيمون الصّلاة} [لقمان: 4] المفروضة.
{ويؤتون الزّكاة} المفروضة.
{وهم بالآخرة هم يوقنون {4}). [تفسير القرآن العظيم: 2/669]
تفسير قوله تعالى: (أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أولئك على هدًى من ربّهم} [لقمان: 5] على بيانٍ من ربّهم.
{وأولئك هم المفلحون} [لقمان: 5] وهم السّعداء). [تفسير القرآن العظيم: 2/669]
تفسير قوله تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ومن النّاس من يشتري لهو الحديث} [لقمان: 6]، يعني: الشّرك.
[تفسير القرآن العظيم: 2/669]
وهو كقوله: {أولئك الّذين اشتروا الضّلالة بالهدى} [البقرة: 175] اختاروا الضّلالة على الهدى في تفسير الحسن.
وقال قتادة: استحبّوا الضّلالة على الهدى.
وتفسير السّدّيّ: {من يشتري لهو الحديث} [لقمان: 6]، يعني: يختار باطل الحديث على القرآن.
خالدٌ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، وعطاءٍ قال: {لهو الحديث} [لقمان: 6] الغناء.
وقال مجاهدٌ: والاستماع إليه.
المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ، قال: لهو الحديث، الغناء ونحوه.
قوله: {ليضلّ عن سبيل اللّه} [لقمان: 6]، يعني: عن سبيل الهدى.
{بغير علمٍ} [لقمان: 6] أتاه من اللّه بما هو عليه من الشّرك.
قال: {ويتّخذها هزوًا} [لقمان: 6] يتّخذ آيات اللّه، القرآن هزوًا.
وتفسير الكلبيّ أنّها أنزلت في النّضر بن الحارث من بني عبد الدّار، وكان رجلا راويةً لأحاديث الجاهليّة وأشعارهم.
قال: {أولئك لهم عذابٌ مهينٌ} [لقمان: 6] من الهوان، يعني: عذاب جهنّم). [تفسير القرآن العظيم: 2/670]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {ومن النّاس من يشتري لهو الحديث...}
نزلت في النضر بن الحارث الداري, وكان يشتري كتب الأعاجم فارس , والروم , وكتب أهل الحيرة ويحدّث بها أهل مكة؛ وإذا سمع القرآن أعرض عنه , واستهزأ به, فذلك قوله: {ويتّخذها هزواً}, وقد اختلف القراء في {ويتّخذها} فرفع أكثرهم، ونصبها يحيى بن وثّاب , والأعمش , وأصحابه, فمن رفع ردّها على {يشتري}, ومن نصبها ردّها على قوله: {ليضلّ عن سبيل اللّه}: وليتّخذها.
وقوله: {ويتّخذها} يذهب إلى آيات القرآن., وإن شئت جعلتها للسبيل؛ لأن السّبيل قد تؤنّث قال {قل هذه سبيلي أدعو إلي الله} , وفي قراءة أبيّ : (وإن يروا سبيل الرشد لا يتّخذوها سبيلاً وإن يروا سبيل الغيّ يتّخذوها سبيل)
- حدثني حبّان , عن ليث , عن مجاهد في قوله: {ومن النّاس من يشتري لهو الحديث}, قال: (هو الغناء) .
والأوّل تفسيره , عن ابن عباس.). [معاني القرآن: 2/326-327]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ومن النّاس من يشتري لهو الحديث}: نزلت في النّضر بن الحارث، وكان يشتري كتبا فيها أخبار الأعاجم، ويحدث بها أهل مكة، ويقول: «محمد حدثكم أحاديث عاد, وثمود، وأنا أحدثكم أحاديث فارس , والرّوم , وملوك الحيرة.».). [تفسير غريب القرآن: 344]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ومن النّاس من يشتري لهو الحديث ليضلّ عن سبيل اللّه بغير علم ويتّخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين (6)}
{ليضلّ عن سبيل اللّه}, ويقرأ: {ليضلّ عن سبيل الله}
فأكثر ما جاء في التفسير أن:{لهو الحديث} ههنا : الغناء ؛ لأنه يلهي عن ذكر اللّه، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حرم بيع المغنية.
وقد قيل في تفسير هذه الآية : إن لهو الحديث ههنا : الشرك.
فمن قرأ (ليضل) - بضم الياء - فمعناه ليضل غيره، فإذا أضل غيره , فقد ضل هو أيضا.
ومن قرأ (ليضل) : فمعناه ليصير أمره إلى الضلال، فكأنه وإن لم يكن يقدّر أنه يضل , فسيصير أمره إلى أن يضل.
وقوله: {ويتّخذها هزواً}
أي : يتخذ آيات اللّه هزوا، وقد جرى ذكر الآيات في قوله: {تلك آيات الكتاب الحكيم}
وقد جاء في التفسير أيضا أن قوله: {ويتّخذها هزواً}: يتخذ سبيل اللّه هزوا.).[معاني القرآن: 4/194]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (من ذلك قوله عز وجل: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث}
روى سعيد بن جبير , عن أبي الصهباء البكري, قال سئل عبد الله بن مسعود, عن قوله جل وعز: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث} : فقال : (الغناء, والله الذي لا إله إلا هو) , يرددها ثلاث مرات .
وبغير هذا الإسناد عنه , والغناء ينبت في القلب النفاق .
وروى سعيد بن جبير , عن ابن عباس قال: (الرجل يشتري الجارية المغنية , تغنيه ليلاً, أو نهاراً).
وروي عن ابن عمر : (هو الغناء).وكذلك قال عكرمة, وميمون بن مهران , ومكحول.
وروى علي بن الحكم , عن الضحاك : {ومن الناس من يشتري لهو الحديث} , قال : (الشرك) .
وروى جويبر عنه قال : (الغناء مهلكة للمال , مسخطة للرب, مقساة للقلب).
وسئل القاسم بن محمد عنه , فقال: (الغناء باطل , والباطل في النار) .
قال أبو جعفر : وأبين ما قيل في الآية ما رواه عبد الكريم , عن مجاهد قال: الغناء , وكل لعب لهو .
قال أبو جعفر : فالمعنى ما يلهيه من الغناء , وغيره مما يلهي.
وقد قال معمر : بلغني أن هذه الآية نزلت في رجل من بني عدي , يعنى : النضر بن الحارث , كان يشتري الكتب التي فيها أخبار فارس , والروم , ويقول: محمد يحدثكم عن عاد , وثمود , وأنا أحدثكم عن فارس , والروم , ويستهزئ بالقرآن إذا سمعه.
وقوله جل وعز: {ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا}
أي : ليضل غيره , وإذا أضل غيره , فقد ضل .
و{ليضل}: هو , أي : يئول أمره إلى هذا , كما قال :{ربنا ليضلوا عن سبيلك}.). [معاني القرآن: 5/277-280]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ({لهو الحديث}: أي: غناء المغنيات.). [ياقوتة الصراط: 405]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (كان النضر بن الحارث يشتري كتباً فيها أخبار الأعاجم , ويحدث بها أهل مكة مضادة لمحمد صلى الله عليه وسلم, فأنزل الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ... }.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 189]
تفسير قوله تعالى:{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (7)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإذا تتلى عليه آياتنا ولّى مستكبرًا} [لقمان: 7] عن عبادة اللّه، جاحدًا لآيات اللّه.
{كأن لم يسمعها} [لقمان: 7]، أي: قد سمعها وقامت عليه بها الحجّة.
{كأنّ في أذنيه وقرًا} [لقمان: 7] والوقر الصّمم، سمعها بأذنيه، ولم يقبلها قلبه.
قال: {فبشّره بعذابٍ أليمٍ} [لقمان: 7] موجعٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/671]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ)
: (وقوله جل وعز: {كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا}
قال مجاهد : (وقرا , أي : ثقلا , وقوله جل وعز: {خلق السموات بغير عمد ترونها})
يجوز أن تكون ترونها : بمعنى : ترونها بغير عمد.
ويجوز أن تكون نعتا على قول من قال هي بعمد , ولكن لا يرونها .
قال أبو جعفر : والقولان يرجعان إلى معنى واحد ؛ لأن من قال إنها بعمد : إنما يريد بالعمد : قدرة الله جل وعز التي يمسك بها السموات والأرض.). [معاني القرآن: 5/281]