الرؤى في التحذير من فتنة اللفظ بالقرآن
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): (- قال أبو حاتمٍ: وقال لي الحسن بن الصّبّاح: حدّثني خالد بن خداشٍ، قال: " رأيت في المنام كأنّ آتيًا أتاني بطبقٍ، فقال: اقرأه، فقرأت: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، ابن أبي دؤادٍ يريد يمتحن النّاس، فمن قال: القرآن كلام اللّه غير مخلوقٍ، كساه اللّه خاتمًا من ذهبٍ فصّه ياقوتةٌ حمراء وأدخله اللّه الجنّة وغفر له، ومن قال: القرآن مخلوقٌ جعلت يمينه يمين قردٍ، فعاش بذلك يومًا أو يومينٍ، ثمّ يصير إلى النّار، قال: ورأيت قائلًا يقول: مسخ ابن أبي دؤادٍ، وأصاب ابن سماعة الفالج ".). [الإبانة الكبرى: 6/ 111]
قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): ( سياق ما رئي من الرّؤيا السّوء لمن قال بخلق القرآن في الدّنيا، وما أعدّ اللّه له في الآخر أكثر
- أخبرنا محمّد بن الحسين بن يعقوب قال: أخبرنا دعلج بن أحمد قال: ثنا أحمد بن عليٍّ الأبّار قال: ثنا الحسن بن الصّبّاح قال: سمعت خالد بن خداشٍ يقول: رأيت في المنام كأنّ آتيًا أتاني بطبق قطنٍ فقال: اقرأ. فقلت: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم: إنّ ابن أبي دؤادٍ يريد أن يمتحن النّاس، فمن قال: القرآن كلام اللّه كسي خاتمًا من ذهبٍ فصّه ياقوتةٌ حمراء وأدخله اللّه الجنّة وغفر له أو قال غفر له. ومن قال: القرآن مخلوقٌ جعلت يمينه يمين قردٍ، فعاش بعد ذلك يومًا أو يومين، ثمّ يصير إلى النّار.
أخبرنا محمّدٌ، أخبرنا دعلجٌ، ثنا أحمد بن عليٍّ قال: ثنا الحسين بن الصّبّاح قال: رأيت في المنام قائلًا يقول: مسخ ابن أبي دؤادٍ، ومسخ شعيبٌ، وأصاب ابن سماعة فالجٌ، وأصاب آخر الذّبحة، ولم يسمّه.). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/ 405]
قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): ( - أخبرنا عبيد اللّه بن أحمد قال: وجدت في كتاب عبيد اللّه النّحويّ قال: حدّثني أبو بكرٍ محمّد بن علوان المقرئ قال: ثنا وكيعٌ يعني محمّد بن خلفٍ قال: ثنا أبو حمدونٍ المقرئ قال: لمّا هاج النّاس في اللّفظ بالقرآن مخلوقٌ، وأمر حسينٍ الكرابيسيّ في ذلك، كنت أقرأ بالكرخ، فأتاني رجلٌ فجعل يناظرني ويقول: أنا أريد لفظي مخلوقٌ، والقرآن غير مخلوقٍ. قال: فشكّكني، فدعوت اللّه عزّ وجلّ الفرج، فلمّا كان اللّيل نمت فرأيت كأنّي في صحراء واسعةٍ فيها سريرٌ عليه نضدٌ فوقه شيخٌ ما رأيت أحسن وجهًا منه ولا أنقى ثوبًا منه ولا أطيب رائحةً، وإذا النّاس قيامٌ عن يمينه وعن يساره، إذ جيء بالرّجل الّذي كان يناظرني فأوقف بين يديه وجيء بصورةٍ في سونجرد، فقيل: هذه صورة ماني الّذي أضلّ النّاس، فوضعت على قفا الرّجل، فقال الشّيخ: اضربوا وجه ماني ليس نريدك. قال: فنحّ عن قفاي واضرب به كيف شئت. فقال: وأنت فنحّ لفظك عن القرآن وقل في لفظك ما شئت. قال: فانتبهت وقد سرى عنّي.). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/ 398-399] (م)
قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): ( - أخبرنا عبيد اللّه بن أحمد بن عليٍّ قال: أخبرنا الحسين بن إسماعيل قال: ثنا محمّد بن عبد اللّه بن طاهرٍ قال: كان أبي لا يكاد يرى رؤيا فقال: رأيت في النّوم رجلًا حسن الهيئة فقال لي: ما تقول في القرآن؟
فقلت: لأسألنّه عنه فقلت: ما تقول أنت فيه؟
قال: فقال: الخلق في كلام العرب التّقدير، وكلام اللّه أجلّ من أن يكون مقدّرًا.). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/ 403-404]