عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 26 جمادى الآخرة 1434هـ/6-05-2013م, 06:46 AM
أم أسماء باقيس أم أسماء باقيس غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 529
افتراضي بيان وجوب الإيمان بالقرآن الكريم

تلخيص أقوال الفرق في مسألة الكلام والصوت

قال أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني (ت:728هـ): ( (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ المُشْرِكينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأمَنهُ)، وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ: ( وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمُعونَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمونَ، يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلاَمَ اللهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللهُ مِنْ قَبْلُ )، (وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ )، وقَوْلُهُ تَعَالَى: ( إِنَّ هَذا القُرْآنَ يَقُصُّ عَلى بَني إِسْرَائيلَ أَكْثَرَ الَّذي هُمْ فيهِ مخْتَلِفونَ )، ( وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ )، ( لَوْ أَنْزَلْنَا هذا القُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ )، (وَإِذا بَدَّلْنَا آيَةً مَكانَ آيَةٍ واللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمونَ ).). [العقيدة الواسطية:؟؟]
- قال زيد بن عبد العزيز الفياض (ت: 1416هـ) : ( (( وقَد افْترقَ النَّاسُ فِي مسألةِ الْكَلاَمِ عَلَى تَسعةِ أقوالٍ :

أحدُها : أَنَّ كَلاَمَ اللهِ ما يَفيضُ عَلَى النُّفوسِ إمَّا مِن العقلِ الفعَّالِ عندَ بعضِهم أو مِن غيرِه؛ وهَذَا قَوْلُ الصَّائبةِ والمُتفلسِفةِ .
وثَانِيها : أَنَّه مخلوقٌ مُنفصِلٌ عنه؛ وهَذَا قَوْلُ الْمُعْتَزِلَةِ .
وثالِثُها : أَنَّه مَعنًى واحدٌ قائمٌ بذاتِ اللهِ هُوَ الأمرُ والنَّهْيُ والخبرُ والاستخبارُ، وإْنّ عُبِّرَ عنه بالعربِيَّةِ كَانَ قُرآناً ، وإِنْ عُبِّرَ عنه بالعبْرانِيَّةِ كَانَ تَوراةً، وهَذَا قَوْلُ ابنِ كُلاَّبٍ ومَن وَافَقَهُ كالأشْعريِّ وغيرِه .
ورابِعُها : أَنَّه حروفٌ وأصواتٌ أَزليَّةٌ مُجتمِعةٌ فِي الأزلِ، وهَذَا قَوْلُ طائفةٍ مِن أَهْلِ الْكَلاَمِ ومِن أَهْلِ الحَدِيثِ .
وخامِسُها : أَنَّه حروفٌ وأصواتٌ لكن تَكلَّمَ اللهُ بها بعد أَنْ لم يَكُنْ مُتكَلِّماً، وهَذَا قَوْلُ الكرَّاميَّةِ وغَيْرِهم .
وسادسِهُا : أَنَّ كلامَه يَرجعُ إلى ما يُحدِثُه مِن عِلمِه وإرادَتِه القائِمةِ بذاتِه وهَذَا يَقُولُهُ صاحبُ المُعتَبرِ ويَميلُ إليه الرَّازيُّ فِي المَطالبِ العاليِةِ .
وسابِعُها : أَنَّ كلامَه يَتضمَّنُ معنًى قائماً بذاتِه هُوَ ما خَلَقَهُ فِي غيرِه، وهَذَا قَوْلُ أبي منصورٍ المَاتُريديِّ .
وثامِنُها : أَنَّه مُشترَكٌ بين المَعْنى القديمِ القائمِ بالذَّاتِ، وبين ما يَخلقُه فِي غيرِه مِن الأصواتِ، وهَذَا قَوْلُ أبي المعَالي ومَن اتَّبعَهُ .
وتاسِعُها : أَنَّه تَعَالَى لم يَزلْ مُتكلِّماً إذا شَاءَ ومتى شَاءَ وكَيْفَ شَاء وهُوَ يتكَلَّمُ بصوتٍ يُسمَعُ وأَنَّ نوعَ الْكَلاَمِ قديمٌ وإِنْ لم يَكُنِ الصَّوتُ الُمعَيَّنُ قديماً، وهَذَا المأثورُ عَن أئمَّةِ الحَدِيثِ والسُّنَّةِ .). [الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية: ؟؟] (م)

قال أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني (ت:728هـ): ( ومِن الإِيمانِ باللهِ وكُتُبِهِ الإِيمانُ بأَنَّ القرآنَ: كَلامُ اللهِ، مُنَزَّلٌ، غَيْرُ مَخْلوقٍ، منهُ بَدَأَ، وإِليهِ يَعودُ، وأَنَّ اللهَ تَكَلَّمَ بِهِ حَقيقةً، وأَنَّ هذا القرآنَ الَّذي أَنْزَلَهُ على محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُو كلامُ اللهِ حقيقةً، لا كَلامَ غيرِهِ.
ولا يجوزُ إِطلاقُ القَوْلِ بأَنَّهُ حِكايةٌ عَنْ كلامِ اللهِ، أَو عِبارَةٌ، بلْ إِذا قَرَأَهُ النَّاسُ أَوْ كَتَبُوهُ في المصاحِفِ؛ لمْ يخْرُجْ بذلك عنْ أَنْ يَكونَ كَلامَ اللهِ تعالى حَقيقةً، فإِنَّ الكلامَ إِنَّما يُضَافُ حقيقةً إِلى مَنْ قالَهُ مُبْتَدِئاً، لا إِلى مَن قالَهُ مُبَلِّغاً مُؤدِّياً.
وهُوَ كَلامُ اللهِ؛ حُروفُهُ، ومَعانيهِ، ليسَ كَلامُ اللهِ الحُروفَ دُونَ المَعاني، ولا المَعانِيَ دُونَ الحُروفِ). [العقيدة الواسطية:؟؟]

- قال زيد بن عبد العزيز الفياض (ت: 1416هـ) : ( وَالذين قَالُوا: " إِنَّ اللَّهَ يَتَكَلَّمُ بِصَوْتٍ " أَرْبَعُ فِرَقٍ،
فِرْقَةٌ قَالَتْ: يَتَكَلَّمُ بِصَوْتٍ مَخْلُوقٍ مُنْفَصِلٍ عَنْهُ، وَهُمُ المُعْتَزِلَةُ،
وَفِرْقَةٌ قَالَتْ: يَتَكَلَّمُ بِصَوْتٍ قَدِيمٍ لمْ يَزَلْ وَلا يَزَالُ، وَهُمُ السَّالمِيَّةُ والاقْتِرانِيَّةُ.
وَفِرْقَةٌ قَالَتْ: يَتَكَلَّمُ بِصَوْتٍ حَادِثٍ فِي ذَاتِهِ بَعْدَ أَنْ لم يَكُنْ، وَهُمُ الكَرَّامِيَّةُ.
وَقَالَ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالحَدِيثِ: لمْ يَزَلِ اللَّهُ مُتَكلِّماً بِصَوْتٍ إِذَا شَاءَ.
وَالذين قَالُوا: لا يَتَكَلَّمُ بِصَوْتٍ فِرْقَتَانِ: أَصْحَابُ الفَيْضِ وَالقَائِلُونَ: إِنَّ الكَلامَ مَعْنًى قَائِمٌ بِالنَّفْسِ.
وَالمَذْهَبُ الحَقُّ أَنَّ كَلامَ اللَّهِ قَدِيمُ النَّوْعِ حَادِثُ الآحَادِ كَمَا دَلَّ عَلَى ذَلكَ الكِتَابُ وَالسُّنَّةُ. ). [الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية: ؟؟]


التّصديق بأنّ اللّه تبارك وتعالى كلّم موسى، وبيان كفر من جحده وأنكره
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( باب التّصديق بأنّ اللّه تبارك وتعالى كلّم موسى، وبيان كفر من جحده وأنكره
اعلموا رحمكم اللّه أنّه من زعم أنّه على ملّة إبراهيم ودين محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم وأنّه من أهل شريعة الإسلام ثمّ جحد أنّ اللّه كلّم موسى، فقد أبطل فيما ادّعاه من دين الإسلام، وكذب في قوله: إنّه من المسلمين، وردّ على اللّه قوله، وكذّب بما جاء به جبريل إلى محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، وردّ الكتاب والسّنّة وإجماع الأمّة، قال اللّه عزّ وجلّ {وكلّم اللّه موسى تكليمًا} [النساء: 164]، وقال {ولمّا جاء موسى لميقاتنا وكلّمه ربّه} [الأعراف: 143]، وقال {إنّي اصطفيتك على النّاس برسالاتي وبكلامي} [الأعراف: 144]، وقال {إنّني أنا اللّه لا إله إلّا أنا فاعبدني وأقم الصّلاة لذكري} [طه: 14]، وقال {يا موسى إنّه أنا اللّه العزيز الحكيم} [النمل: 9]، وقال {يا موسى إنّي أنا اللّه ربّ العالمين} [القصص: 30]،

وقال {يا موسى إنّي أنا ربّك فاخلع نعليك} [طه: 12]، وقال {هل أتاك حديث موسى إذ ناداه ربّه بالوادي المقدّس} [النازعات: 15] فأنكر الجهميّ الخبيث الملعون هذا كلّه، وردّه وجحد به، وقال: إنّ اللّه ما تكلّم قطّ ولا يتكلّم، وزعم أنّ ربّه كالحجارة الصّمّ البكم الجماد الخرس الّتي كانت تعبدها الجاهليّة، لا تسمع، ولا تبصر، ولا تنطق، ولا تنفع، ولا تضرّ، وهو مع هذا يزعم أنّه يريد أن ينزّه اللّه ويرفعه عن التّشبيه ببني آدم يتكلّمون ويسمعون ويبصرون، ويقول: إنّ الكلام لا يجوز أن يكون إلّا من جوفٍ بلسانٍ وشفتين وحلقٍ ولهواتً، فينفون عن اللّه القدرة، ويزعمون أنّه لا يقدر أن يتكلّم إلّا بآلات الكلام، وقالوا: إنّ اللّه كوّن شيئًا فعبّر عنه، وخلق صوتًا، فأسمع موسى ذلك الكلام، قلنا: هل شاهدتموه وعاينتموه حتّى علمتم أنّ هذا هكذا كان؟
قالوا: لا،
قلنا: بلغكم أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال ذلك؟
قالوا: لا.
قلنا: فهل أنزل اللّه عزّ وجلّ ذلك في كتبه السّالفة، أو قاله نبيٌّ من الأنبياء المتقدّمين؟
قالوا: لا، ولكنّ المعقول يدلّ على ما قلناه،
قلنا: فهل يجوز لمخلوقٍ خلقه اللّه وكوّنه أن يقول {إنّني أنا اللّه لا إله إلّا أنا فاعبدني وأقم الصّلاة لذكري} [طه: 14] ؟ فمن زعم أنّ المكلّم لموسى كان غير اللّه، فقد زعم أنّ اللّه خلق خلقًا ادّعى الرّبوبيّة، وأنّ موسى أجابه وعبده من دونه، ومضى إلى فرعون برسالة مخلوقٍ، وأمر فرعون أن يعبد غير اللّه، تعالى اللّه عن ذلك علوًّا كبيرًا،
قال اللّه عزّ وجلّ فيما وصف به كتابه {بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ} [الشعراء: 195]، وقال {وما أرسلنا من رسولٍ إلّا بلسان قومه} [إبراهيم: 4] فقد علم أهل العلم بكلام العرب وفصيح اللّسان أنّه لا يكون كلامٌ إلّا من متكلّمٍ، كما لا يكون رسولٌ إلّا من مرسلٍ، ولا عطاءٌ إلّا من معطٍ وقال تعالى {وكلّم اللّه موسى تكليمًا} [النساء: 164]، فأدخل {تكليمًا} [النساء: 164] تأكيدًا للكلام ولنفي المجاز، فإنّه لا جائز أن يقول إنسانٌ: كلّمت فلانًا في كتابي وعلى لسان رسولي تكليمًا.
- حدّثني أبو يوسف يعقوب بن يوسف قال: حدّثنا أبو بكر بن فردة، قال: حدّثنا إسحاق بن يعقوب، قال: حدّثني محمّد بن غزوان، قال: سألت الأصمعيّ عن قول اللّه تعالى {وكلّم اللّه موسى تكليمًا} [النساء: 164] قال: «تأكيدًا لكلامه، يريد أنّه لا ترجمان بينهما ولا رسول»،
قلت: فما موضعه من الكلام؟
قال: " كقول الرّجل: لأضربنّك ضربًا، ولأفعلنّ بك فعلا، ثمّ قال تعالى: {يا موسى إنّي اصطفيتك على النّاس برسالاتي وبكلامي} [الأعراف: 144]، ففصل بين الرّسالة والكلام، لأنّ جميع رسل اللّه وأنبيائه إنّما أرسلهم اللّه بالوحي. فلولا ما خصّ اللّه تعالى به موسى من الكلام الّذي لا ترجمان بينه وبينه فيه، لما قال: {وبكلامي} [الأعراف: 144]، ولما كان له هناك فضيلةٌ ومزيّةٌ على غيره ممّن لم يكلّمه اللّه ولم يخصّه بما خصّ به موسى، ولكنّ الجهميّة لا بمشاهدةٍ علموا ما يدّعون، ولا بما أخبر اللّه عن نفسه في كتابه يصدّقون، ولا ما قاله صلّى اللّه عليه وسلّم وصحابته يقبلون، ولا في جملة أهل الإسلام يدخلون، ولا لكلام العرب وفصيح اللّسان يعرفون، فهم لأهوائهم يعبدون، وبالمعقول من غير عقلٍ صحيحٍ يدينون، وتعالى اللّه علوًّا كبيرًا عمّا يقولون "
فأمّا قولهم: إنّ الكلام لا يكون إلّا من جوفٍ وفمٍ ولسانٍ وشفتين، أفترى الجوارح الّتي تشهد على أهلها يوم القيامة بما كانوا يعلمون، حتّى تنطق بكلامٍ مفهومٍ وأمرٍ معلومٍ، فهل كان لها جوفٌ وألسنةٌ وشفاهٌ ولهواتٌ؟ فإنّ اللّه تعالى قد أخبرنا بذلك، فقال: {حتّى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا اللّه الّذي أنطق كلّ شيءٍ} . فالّذي أنطق كلّ شيءٍ من غير الحيوان النّاطق من غير جوفٍ ولا لسانٍ ولا شفتين قادرٌ أن يتكلّم هو بما شاء كيف شاء لمن شاء، ولا نقول بلسانٍ ولا بجوفٍ ولا شفتين. قد أخبرنا أنّ الملائكة صمدٌ روحانيّون، لا أجواف لهم {يسبّحون اللّيل والنّهار لا يفترون} [الأنبياء: 20] . وقال {يسبّح الرّعد بحمده والملائكة من خيفته} [الرعد: 13] . وقد أخبرنا عن الجبال أنّها تسبّح، فقال {وسخّرنا مع داود الجبال يسبّحن} . وقد قال {يا جبال أوّبي معه والطّير} [سبأ: 10] وقد أخبرنا عن السّماء والأرض كذلك، فقال {ثمّ استوى إلى السّماء وهي دخانٌ فقال لها وللأرض ائتيا طوعًا أو كرهًا قالتا أتينا طائعين} [فصلت: 11] .
ومثل هذا في كتاب اللّه كثيرٌ، ولكنّ الجهميّة الملحدة تجحده كلّه وتنكره، فتجحد القرآن وتردّ الآثار، //فمن أنكر أنّ اللّه كلّم موسى كلامًا بصوتٍ تسمعه الأذنان وتعيه القلوب، لا واسطة بينهما، ولا ترجمان ولا رسول، فقد كفر باللّه العظيم وجحد بالقرآن، وعلى إمام المسلمين أن يستتيبه، فإن تاب ورجع عن مقالته، وإلّا ضرب عنقه، فإن لم يقتله الإمام وصحّ عند المسلمين أنّ هذه مقالته ففرضٌ على المسلمين هجرانه وقطيعته، فلا يكلّمونه، ولا يعاملونه، ولا يعودونه إذا مرض، ولا يشهدونه إذا مات، ولا يصلّى خلفه، ومن صلّى خلفه أعاد الصّلاة، ولا تقبل شهادته، ولا يزوّج، وإن مات لم ترثه عصبته من المسلمين إلّا أن يتوب "
- حدّثنا إسماعيل بن محمّدٍ الصّفّار، وأبو محمّدٍ الحسن بن عليّ بن زيد بن حميدٍ العسكريّ، قالا: حدّثنا الحسن بن عرفة، قال: حدّثنا خلف بن خليفة، عن حميدٍ الأعرج، عن عبد اللّه بن الحارث، عن عبد اللّه بن مسعودٍ، قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: " كلّم اللّه موسى يوم كلّمه عليه جبّة صوفٍ وكساء صوفٍ، وبرنس صوفٍ، ونعلان من جلد حمارٍ غير ذكيٍّ، فقال: من ذا العبرانيّ الّذي يكلّمني من الشّجرة؟ قال: أنا اللّه "
- حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن سليمان النّجاد، قال: حدّثنا محمّد بن مسلمٍ الواسطيّ، قال: حدّثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا محمّد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " احتجّ آدم وموسى عليهما السّلام، فقال موسى: أنت الّذي خلقك اللّه بيده ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، وأسكنك الجنّة، فأخرجتنا منها. فقال آدم: أنت موسى الّذي اصطفاك اللّه برسالته، وقرّبك نجيًّا، وكلّمك تكليمًا، وأنزل عليك التّوراة " وذكر الحديث بتمامه.
- حدّثنا أبو بكرٍ عبد اللّه بن زيادٍ النّيسابوريّ، قال: حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن وهبٍ

- وحدّثنا أبو العبّاس عبد اللّه بن عبد الرّحمن العسكريّ، قال: حدّثنا عبد الكريم بن الهيثم العاقوليّ، قال: حدّثنا إبراهيم بن المنذر الخزاميّ، قال: حدّثنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني هشام بن سعدٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، أنّ عمر بن الخطّاب، رحمه اللّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " إنّ موسى عليه السّلام، قال: يا ربّ أرنا آدم الّذي أخرجنا من الجنّة. فأراه اللّه تعالى آدم، فقال: أنت أبونا آدم؟
فقال آدم: نعم،

قال: أنت الّذي نفخ اللّه فيك من روحه وعلّمك الأسماء كلّها، وأمر الملائكة فسجدوا لك؟
قال: نعم.
قال: فما حملك على أن أخرجتنا ونفسك من الجنّة؟
قال آدم: ومن أنت؟ قال: أنا موسى،
قال: أنت نبيّ بني إسرائيل؟ أنت الّذي كلّمك اللّه من وراء حجابٍ ولم يجعل بينك وبينه رسولًا من خلقه؟
قال: نعم.
قال: فما وجدت في كتاب اللّه أنّ ذلك كان في كتاب اللّه قبل أن أخلق؟
قال: نعم. قال: فلم تلومني في شيءٍ سبق من اللّه تعالى فيه القضاء قبل أن يخلقني "؟
قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عند ذلك: «فحجّ آدم موسى».
- حدّثني أبو يوسف يعقوب بن يوسف قال: حدّثنا أبو يحيى السّاجيّ، قال: سمعت أبا داود السّجستانيّ، يقول: بيّن في هذا الحديث " أنّ القرآن كلام اللّه غير مخلوقٍ لقول آدم لموسى: أنت موسى نبيّ بني إسرائيل الّذي كلّمك اللّه من وراء حجابٍ، ولم يجعل بينك وبينه رسولًا من خلقه؟ فقال المعتزلة: بل أحدث كلامًا في شجرةٍ سمعه موسى، قال: فيقال لهم: وقد أحدث اللّه كلامًا لنبيّنا صلّى اللّه عليه وسلّم في ذراع شاةٍ، فقد استويا في الكلام.
- حدّثنا ابن مخلدٍ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أيّوب، قال: حدّثنا عليّ بن عاصمٍ، قال: حدّثنا الفضل بن عيسى، قال: حدّثني محمّد بن المنكدر، قال: حدّثنا جابر بن عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " لمّا كلّم اللّه موسى عليه السّلام يوم الطّور كلّمه بغير الكلام الّذي ناداه، قال موسى: يا ربّ هذا كلامك الّذي كلّمتني به؟ قال: يا موسى كلّمتك بقوّة عشرة آلاف لسانٍ، ولي قوّة الألسن كلّها، وأنا قويٌّ من ذلك. فلمّا رجع موسى إلى بني إسرائيل، قالوا: يا موسى صف لنا كلام الرّحمن، قال: سبحان اللّه إذًا لا أستطيع. قالوا: يا موسى فشبّهه. قال: ألم تروا إلى أصوات الصّواعق الّتي تقبل في أجلى جلاوةٍ، وسمعتوه قطّ، فإنّه قريبٌ منه وليس به ".
- قال عليّ بن عاصمٍ: فحدّثت بهذا الحديث في مجلس اللّيثيّ وفيه ختن سليمان بن عليٍّ، رجلٌ من بني زهرة، فقال الزّهريّ: حدّثني ابن شهابٍ الزّهريّ، عن كعبٍ قال: " قال له موسى: يا ربّ هذا كلامك؟ قال: يا موسى «أنا أكلّمك بقدر ما يستطيع بدنك احتماله، ولو كلّمتك بأشدّ من هذا لمتّ».
- حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن سلمان، قال: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان، قال: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن نميرٍ، قال: حدّثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدّثنا أبان العطّار، عن أبي عمران الجونيّ، قال: " لمّا نودي موسى من شاطئ الوادي الأيمن قال: من أنت الّذي تناديني؟ قال: «أنا ربّك الأعلى».
- حدّثنا إسماعيل بن محمّدٍ الصّفّار، قال: حدّثنا أحمد بن منصورٍ الرّماديّ، قال: حدّثنا عبد الرّزّاق، قال: حدّثنا معمرٌ، عن الزّهريّ، عن أبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث، عن جرير بن جابرٍ الحمصيّ، عن كعبٍ، قال: " إنّ اللّه تعالى لمّا كلّم موسى وكلّمه بالألسنة كلّها سوى كلامه، فقال له موسى: أي ربّ هذا كلامك؟
قال: «لا، ولو كلّمتك بكلامي لم تستقم له»
قال: " يا ربّ فهل من خلقك شيءٌ أشبه كلامك؟
قال: «لا، وأشدّ شبهًا بكلامي أشدّ ما تسمعون من هذه الصّواعق».
- حدّثني أبو يوسف يعقوب بن يوسف قال: حدّثنا أبو بكر بن فردة، قال: حدّثنا إسحاق بن يعقوب، قال: حدّثنا الحسن بن حمّادٍ الحضرميّ، قال: حدّثنا عمرو بن هاشمٍ الجنبيّ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ اللّه تعالى ناجى موسى بمائة ألفٍ وأربعين ألف كلمةٍ في ثلاثة أيّامٍ، وصايا كلّها، فلمّا سمع موسى كلام الآدميّين، مقتهم ممّا وقع في مسامعه من كلام الرّبّ عزّ وجلّ».
- حدّثنا أبو عمر حمزة بن القاسم، قال: حدّثنا حنبل بن إسحاق، قال: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه البيّاضيّ الأنصاريّ، قال: حدّثنا طلحة، عن يونس، أظنّه عن الزّهريّ، عن أبي بكر بن عبد الرّحمن، أنّه سمع كعب الأحبار، يقول: " لمّا كلّم اللّه موسى كلّمه بالألسنة كلّها قبل لسانه، فطفق يقول: «أي ربّ ما أفقه هذا»، فكلّمه اللّه بلسانه أخو الألسنة بمثل صوته، فقال موسى: «أي ربّ هكذا كلامك؟» قال اللّه له: «لا، لو كلّمتك كلامي، لم تك شيئًا» . قال موسى: «أي ربّ هل من خلقك شيءٌ يشبه كلامك؟» قال: «لا، وأقرب خلقي شبهًا بكلامي الصّواعق».
- حدّثنا أبو صالحٍ محمّد بن أحمد، قال: حدّثنا أبو الأحوص، قال: حدّثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدّثنا أبان، قال: حدّثنا أبو عمران الجونيّ، عن نوفٍ البكاليّ، قال: " لمّا نودي موسى من شاطئ الوادي الأيمن قال: «ومن أنت الّذي تناديني؟» قال: «أنا ربّك الأعلى».
- حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن سلمان، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبلٍ، حدّثني أبي، قال: حدّثني عبد المتعال بن عبد الوهّاب، قال: حدّثنا ضمرة، عن ابن شوذبٍ، قال: أوحى اللّه إلى موسى: «هل تدري لم اصطفيتك بكلامي؟»، قال: «لا يا ربّ»، قال: «لأنّه لم يتواضع لي تواضعك أحدٌ قطّ».
- حدّثنا حفص بن عمر، قال: حدّثنا أحمد بن إبراهيم الدّورقيّ، قال: حدّثنا محرز بن عونٍ، قال: حدّثنا خلف بن خليفة، عن أبي هاشمٍ، عن أبي وائلٍ، في قوله {وكلّم اللّه موسى تكليمًا} [النساء: 164] قال: «مرارًا»
- حدّثنا ابن مخلدٍ، قال: حدّثنا الحسن بن الفضل بن السّمح البصرويّ، قال: حدّثنا محمّد بن عيسى الدّامغانيّ، قال: حدّثنا أبو تميلة، عن أبي عصمة، قال: قال: «كلّم اللّه موسى مشافهةً».
- حدّثنا أحمد بن سلمان، قال: حدّثني من، سمع محمّد بن حميدٍ، قال: حدّثنا أبو تميلة، قال: سألت نوح بن أبي مريم أبا عصمة: " كيف كلّم اللّه موسى؟ قال: مشافهةً "
- حدّثنا أحمد بن سلمان، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، قال: حدّثني أبي قال: سمعت عبد الرّحمن بن مهديٍّ، يقول: «من زعم أنّ اللّه لم يكلّم موسى بن عمران يستتاب، فإن تاب، وإلّا ضربت عنقه»
- حدّثنا ابن مخلدٍ، قال: حدّثنا صالح بن أحمد، قال: سمعت عبد الرّحمن بن مهديٍّ، فذكر مثله سواءً
- حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن بكرٍ التّمّار، قال: حدّثنا أبو داود السّجستانيّ، قال: حدّثنا محمّد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، قال: حدّثنا أبو الوزير محمّد بن أعين، قال: سمعت النّضر بن محمّدٍ، يقول: " من قال في هذه الآية {إنّني أنا اللّه لا إله إلّا أنا فاعبدني} [طه: 14] مخلوقٌ، فهو كافرٌ ".
فجئت إلى عبد اللّه بن المبارك، فأخبرته بقول النّضر، فقال: «صدق، عافاه اللّه، ما كان تعالى ليأمر أن يعبد مخلوقٌ»
- حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن سلمان النّجّاد، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبلٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا سريج بن النّعمان، قال: حدّثنا عبد اللّه بن نافعٍ، قال: كان مالك بن أنسٍ يقول: «كلّم اللّه موسى بن عمران»
- حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن عليٍّ الشّيلمانيّ، قال: حدّثنا أبو محمّدٍ عبد اللّه بن العبّاس الطّيالسيّ، قال: حدّثنا إسحاق بن منصورٍ الكوسج، قال: قال أحمد بن حنبلٍ رحمه اللّه: قال عبد الرّحمن بن مهديٍّ: «من قال إنّ اللّه لم يكلّم موسى يستتاب، فإن تاب، وإلّا قتل»
- حدّثنا أبو حفصٍ عمر بن محمّد بن رجاءٍ، قال: حدّثنا أبو نصرٍ عصمة بن أبي عصمة قال: حدّثنا الفضل بن زيادٍ قال: حدّثنا أبو طالبٍ، قال: سألت أبا عبد اللّه أحمد بن حنبلٍ، عن من قال: إنّ اللّه لم يكلّم موسى، فقال: «كافرٌ يستتاب، فإن تاب، وإلّا ضربت عنقه»
سمعت عبد الرّحمن بن مهديٍّ في هذه المسألة بعينها يقول: «من قال إنّ اللّه لم يكلّم موسى، فهو كافرٌ يستتاب، فإن تاب، وإلّا ضربت عنقه»
- حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن بكرٍ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: سمعت أحمد بن حنبلٍ، قال: سمعت عبد الرّحمن بن مهديٍّ، أيّام صنع بشرٌ ما صنع يعني: المرّيسيّ، يقول: «من زعم أنّ اللّه لم يكلّم موسى يستتاب، فإن تاب، وإلّا ضربت عنقه»
- حدّثنا أبو عمر حمزة بن القاسم، قال: حدّثنا حنبل بن إسحاق، قال: وسمعت أبا عبد اللّه، يقول: «من زعم أنّ اللّه لم يكلّم موسى، فهو كافرٌ باللّه، وكذّب بالقرآن، وردّ على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، يستتاب من هذه المقالة، فإن تاب، وإلّا ضربت عنقه».
- وسمعت أبا عبد اللّه، قال: " {وكلّم اللّه موسى تكليمًا} [النساء: 164]، فأثبت الكلام لموسى كرامةً منه لموسى، ثمّ قال بعد كلامه {تكليمًا} [النساء: 164] :
قلت لأبي عبد اللّه: يكلّم عبده يوم القيامة؟
قال: نعم، فمن يقضي بين الخلق إلّا اللّه؟ يكلّم اللّه عبده ويسأله، اللّه متكلّمٌ، لم يزل اللّه يأمر بما شاء ويحكم، وليس للّه عدلٌ ولا مثلٌ كيف شاء وأنّى شاء ".
- وحدّثني أبو صالحٍ محمّد بن أحمد قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود، قال: حدّثنا أبو الحارث، أنّه سمع أبا عبد اللّه، قال: " إذا قال: إنّ اللّه لم يكلّم موسى، فقد كفر بقول اللّه تعالى في كتابه {وكلّم اللّه موسى تكليمًا} [النساء: 164]، وهو يقول: لم يكلّمه يستتاب فإن تاب، وإلّا ضربت عنقه، وقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما منكم من أحدٍ إلّا سيكلّمه اللّه ليس بينه وبينه ترجمان»، فمن زعم أنّ اللّه ليس بمتكلّمٍ، فقد ردّ القرآن، ومن ردّ آيةً من كتاب اللّه فقد كفر.
- وأخبرني أبو القاسم عمر بن أحمد القصبانيّ، عن أبي بكرٍ أحمد بن هارون قال: حدّثني عبد الملك الميمونيّ، أنّه سمع أبا عبد اللّه،
يقول في من قال: " إنّ اللّه لم يكلّم موسى قال: كافرٌ لا شكّ فيه "
- وأخبرني أبو القاسم، عن أبي بكرٍ أحمد بن هارون، قال: حدّثني الحسن بن عبد الوهّاب، قال: حدّثنا أبو بكر بن حمّادٍ المقريّ، قال: سمعت محمّد بن الهيثم، يقول: قال عليّ بن عاصمٍ: «ما اليهود والنّصارى بأعظم على اللّه فريةً ممّن زعم أنّه لا يتكلّم»
- حدّثنا إسماعيل بن العبّاس الورّاق، وأبو عبد اللّه محمّد بن مخلدٍ، قالا: حدّثنا عليّ بن أشكابٍ، قال: حدّثنا أبو معاوية،
- وحدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن محمّد بن إسماعيل الآدميّ، وأبو عليٍّ إسحاق بن إبراهيم الحلوانيّ، قالا: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه المخرّميّ، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلمٍ، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " إنّ اللّه تعالى إذا تكلّم بالوحي سمع أهل السّماء صلصلةً كجرّ السّلسلة على الصّفا، فيصعقون، فلا يزالون كذلك حتّى يأتيهم جبريل فيقولون: يا جبريل ماذا قال ربّك؟ قال: يقول الحقّ. قال: فيتنادون: الحقّ الحقّ ".). [الإبانة الكبرى: 6/ 301-323]






مسألة: هل التلاوة هي عين المتلوّ أو غيره؟
قال أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني (ت:728هـ): ( ومِن الإِيمانِ باللهِ وكُتُبِهِ الإِيمانُ بأَنَّ القرآنَ: كَلامُ اللهِ، مُنَزَّلٌ، غَيْرُ مَخْلوقٍ، منهُ بَدَأَ، وإِليهِ يَعودُ، وأَنَّ اللهَ تَكَلَّمَ بِهِ حَقيقةً، وأَنَّ هذا القرآنَ الَّذي أَنْزَلَهُ على محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُو كلامُ اللهِ حقيقةً، لا كَلامَ غيرِهِ.

ولا يجوزُ إِطلاقُ القَوْلِ بأَنَّهُ حِكايةٌ عَنْ كلامِ اللهِ، أَو عِبارَةٌ، بلْ إِذا قَرَأَهُ النَّاسُ أَوْ كَتَبُوهُ في المصاحِفِ؛ لمْ يخْرُجْ بذلك عنْ أَنْ يَكونَ كَلامَ اللهِ تعالى حَقيقةً، فإِنَّ الكلامَ إِنَّما يُضَافُ حقيقةً إِلى مَنْ قالَهُ مُبْتَدِئاً، لا إِلى مَن قالَهُ مُبَلِّغاً مُؤدِّياً.
وهُوَ كَلامُ اللهِ؛ حُروفُهُ، ومَعانيهِ، ليسَ كَلامُ اللهِ الحُروفَ دُونَ المَعاني، ولا المَعانِيَ دُونَ الحُروفِ). [العقيدة الواسطية:؟؟]

- قال زيد بن عبد العزيز الفياض (ت: 1416هـ) : ( وَقَدْ اخْتَلَفَ النَّاسُ: هَلِ التِّلاَوةُ غَيْرُ المَتْلُوِّ ؟ أَوْ هِيَ المَتْلُوُّ ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ،
وَالذينَ قَالُوا: التِّلاوَةُ هِيَ المَتْلُوُّ فَلَيْسَتْ حَرَكَاتُ الإِنْسَانِ عِنْدَهُمْ هِيَ التِّلاوَةُ وَإِنَّمَا أَظْهَرَتِ التِّلاوَةَ وَكَانَتْ سبباً لظُهُورِهَا وَإِلاَّ فَالتِّلاوَةُ عِنْدَهُمْ هِيَ نَفْسُ الحُرُوفِ وَالأَصْوَاتِ وَهِيَ قَدِيمَةٌ،
وَالذين قَالُوا: التِّلاوَةُ غَيْرُ المَتْلُوِّ طَائِفَتَانِ:
إِحْدَاهُمَا قَالَتْ: التِّلاوَةُ: هِيَ هَذِهِ الحُرُوفُ وَالأَصْوَاتُ المَسْمُوعَةُ وَهِيَ مَخْلُوقَةٌ، وَالمَتْلُوُّ: المَعْنَى القَائِمُ بِالنَّفْسِ وَهُوَ قَدِيمٌ. وَهَذَا قَوْلُ الأَشْعَرِيِّ.
وَالطَّائِفَةُ الثَّانِيَةُ قَالُوا: التِّلاوَةُ: هِيَ قِرَاءَتُنَا وَتَلَفُّظُنَا بِالقُرْآنِ، وَالمَتْلُوُّ هُوَ القُرْآنُ العَزِيزُ المَسْمُوعُ بِالآذَانِ بِالأَدَاءِ مِن فِيِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ حُرُوفٌ وَكَلمَاتٌ وَسُورٌ وَآيَاتٌ تَلاهُ جَبْرَائِيلُ وَبَلَّغَهُ جَبْرَائِيلُ عَن اللَّهِ تَعَالَى كَمَا سَمِعَهُ، وَهَذَا قَوْلُ السَّلَفِ وَأَئِمَّةِ السُّنَّةِ وَالحَدِيثِ فَهُمْ يُمَيِّزُونَ بَيْنَ مَا قَامَ بِالعَبْدِ وَمَا قَامَ بِالرَّبِّ، وَالقُرْآنُ عِنْدَهُمْ جَمِيعُهُ كَلامُ اللَّهِ وَحُرُوفُهُ وَمَعَانِيهِ، وَأَصْوَاتُ العِبَادِ وَحَرَكَاتُهُمْ وَأَدَاؤُهُمْ وَتَلَفُّظُهُمْ كُلُّ ذَلكَ مَخْلُوقٌ بَائِنٌ عَن اللَّهِ.
وَأَمَّا إِنْكَارُ أَحْمَدَ عَلَى مَن قَالَ لفْظِي بِالقُرْآنِ مَخْلُوقٌ أَوْ قَالَ غَيْرَ مَخْلُوقٍ فَقَصْدُهُ أَنَّ اللَّفْظَ يُرَادُ بِهِ أَمْرَانِ:
أَحَدُهُمَا: المَلْفُوظُ نَفْسُهُ وَهُوَ غَيْرُ مَقْدُورٍ للْعَبْدِ وَلا فِعْلَ لهُ فِيهِ.
وَالثَّانِي: التَّلَفُّـظُ بِهِ وَالأَدَاءُ لهُ وَهُوَ فِعْلُ العَبْد،ِ فَإِطْلاقُ الخَلْقِ عَن اللَّفْظِ قَدْ يُوهِمُ المَعْنَى الأَوَّلَ وَهُوَ خَطَأٌ، وَإِطْلاقُ نَفْيِ الخَلْقِ عَلَيْهِ قَدْ يُوهِمُ المَعْنَى الثَّانِيَ وَهُوَ خَطَأٌ، فَمَنَعَ الإطْلاقَيْنِ.
وَرُوِيَ عَن أَبِي أُمَامَةَ عَن النَّبِيِّ صَـلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا تَقَرَّبَ العِبَادُ إِلَى اللَّهِ بِمِثْلِ مَا خَرَجَ مِنْهُ " - يَعْنِي القُرْآنَ. وَرُوِيَ عَن جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، وَخَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ نَحْوُ ذَلكَ. ). [الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية: ؟؟]


رد مع اقتباس