عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 29 ذو الحجة 1439هـ/9-09-2018م, 04:30 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({من كان يريد العاجلة عجّلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثمّ جعلنا له جهنّم يصلاها مذمومًا مدحورًا (18) ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمنٌ فأولئك كان سعيهم مشكورًا (19)}
يخبر تعالى أنّه ما كلّ من طلب الدّنيا وما فيها من النّعيم يحصل له، بل إنّما يحصل لمن أراد الله ما يشاء.
وهذه مقيّدةٌ لإطلاق ما سواها من الآيات فإنّه قال: {عجّلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثمّ جعلنا له جهنّم يصلاها} أي: في الآخرة {يصلاها} أي: يدخلها حتّى تغمره من جميع جوانبه {مذمومًا} أي: في حال كونه مذمومًا على سوء تصرّفه وصنيعه إذ اختار الفاني على الباقي {مدحورًا}: مبعدًا مقصيًّا حقيرًا ذليلًا مهانًا.
قال الإمام أحمد: حدثنا حسين، حدثنا ذويد، عن أبي إسحاق، عن زرعة، عن عائشة، رضي اللّه عنها، قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "الدّنيا دار من لا دار له، ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له"). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 62-63]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ومن أراد الآخرة} أي: أراد الدّار الآخرة وما فيها من النّعيم والسّرور {وسعى لها سعيها} أي: طلب ذلك من طريقه وهو متابعة الرّسول {وهو مؤمنٌ} أي: وقلبه مؤمنٌ، أي: مصدّقٌ بالثّواب والجزاء {فأولئك كان سعيهم مشكورًا}). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 63]

تفسير قوله تعالى: {كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({كلًّا نمدّ هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربّك وما كان عطاء ربّك محظورًا (20) انظر كيف فضّلنا بعضهم على بعضٍ وللآخرة أكبر درجاتٍ وأكبر تفضيلًا (21)}
[يقول تعالى: {كلا} أي كلّ واحدٍ من الفريقين الّذين أرادوا الدّنيا والّذين أرادوا الآخرة، نمدّهم فيما هم فيه {من عطاء ربّك} أي: هو المتصرّف الحاكم الّذي لا يجور، فيعطي كلًّا ما يستحقّه من الشّقاوة والسّعادة ولا رادّ لحكمه ولا مانع لما أعطى، ولا مغيّر لما أراد؛ ولهذا قال: {وما كان عطاء ربّك محظورًا} أي: ممنوعًا، أي: لا يمنعه أحدٌ ولا يردّه رادٌّ.
قال قتادة: {وما كان عطاء ربّك محظورًا} أي: منقوصًا.
وقال الحسن وابن جريجٍ وابن زيدٍ: ممنوعًا). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 63]

تفسير قوله تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (21)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {انظر كيف فضّلنا بعضهم على بعضٍ} في الدّنيا، فمنهم الغنيّ والفقير وبين ذلك، والحسن والقبيح وبين ذلك، ومن يموت صغيرًا، ومن يعمّر حتّى يبقى شيخًا كبيرًا، وبين ذلك {وللآخرة أكبر درجاتٍ وأكبر تفضيلا} أي: ولتفاوتهم في الدّار الآخرة أكبر من الدّنيا؛ فإنّ منهم من يكون في الدّركات في جهنّم وسلاسلها وأغلالها، ومنهم من يكون في الدّرجات العلى ونعيمها وسرورها، ثمّ أهل الدّركات يتفاوتون فيما هم فيه، كما أنّ أهل الدّرجات يتفاوتون، فإنّ الجنّة مائة درجةٍ ما بين كلّ درجتين كما بين السّماء والأرض. وفي الصّحيحين: "إنّ أهل الدّرجات العلى ليرون أهل علّيّين، كما ترون الكوكب الغابر في أفق السّماء" ؛ ولهذا قال تعالى: {وللآخرة أكبر درجاتٍ وأكبر تفضيلا}]).[تفسير القرآن العظيم: 5/ 63]

رد مع اقتباس