عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 02:07 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ويوم نحشرهم} نجمعهم.
{وما يعبدون من دون اللّه فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء} [الفرقان: 17] على الاستفهام.
وقد علم أنّهم لم يضلّوهم.
يقوله للملائكة في تفسير الحسن.
وقال مجاهدٌ: يقوله لعيسى وعزيرٍ والملائكة.
قال يحيى: ونظير قول الحسن في هذه الآية: {ويوم يحشرهم جميعًا ثمّ يقول للملائكة أهؤلاء إيّاكم كانوا يعبدون {40} قالوا سبحانك أنت وليّنا من دونهم بل كانوا يعبدون الجنّ} [سبأ: 40-41] أي: الشّياطين من الجنّ.
{أم هم ضلّوا السّبيل} [الفرقان: 17] قالت الملائكة في تفسير الحسن.
[تفسير القرآن العظيم: 1/472]
وقال مجاهدٌ: الملائكة وعيسى وعزيرٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/473]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) :
(وقوله جل وعز: {ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله}

قال مجاهد المسيح وعزيرا والملائكة). [معاني القرآن: 5/14]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا (18)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {قالوا سبحانك} [الفرقان: 18] ينزّهون اللّه عن ذلك.
{ما كان ينبغي لنا أن نتّخذ من دونك من أولياء} [الفرقان: 18] أي: لم نكن نواليهم على عبادتهم إيّانا.
وبعضهم يقرأها: {أن نتّخذ من دونك من أولياء} [الفرقان: 18] يعبدوننا من دونك.
{ولكن متّعتهم وآباءهم} [الفرقان: 18] في عيشهم في الدّنيا بغير عذابٍ.
{حتّى نسوا الذّكر} [الفرقان: 18] حتّى تركوا الذّكر لمّا جاءهم في الدّنيا.
{وكانوا قومًا بورًا} [الفرقان: 18] وقال قتادة: والبور الفاسد، يعني فساد الشّرك.
وقال ابن مجاهدٍ عن أبيه: {بورًا}: هالكين). [تفسير القرآن العظيم: 1/473]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نّتّخذ من دونك من أولياء...}

قالت الأصنام: ما كان لنا أن نعبد غيرك فكيف ندعو إلى عبادتنا! ثم قالت: ولكنك يا ربّ متّتعهم بالأموال والأولاد حتّى نسوا ذكرك. فقال الله للآدميين {فقد كذّبوكم}
يقول: {كذّبتكم الآلهة بما تقولون} وتقرأ (بما يقولون) بالياء (والتّاء) فمن قرأ بالتّاء فهو كقولك كذّبك يكذّبك. ومن قرأ بالياء قال: كذّبوكم بقولهم. والقراء مجتمعة على نصب النون في (نتّخذ) إلا أبا جعفر المدنيّ فإنه قرأ (أن نتّخذ) بضم النون {من دونك} فلو لم تكن في الأولياء (من) كان وجهاً جيّداً، وهو على (شذوذه و) قلّة من قرأ به قد يجوز على أن يجعل الاسم في {من أولياء} وإن كانت قد وقعت في موقع الفعل وإنما آثرت قول الجماعة لأن العرب إنما تدخل (من) في الأسماء لا في الأخبار؛ ألا ترى أنهم يقولون: ما أخذت من شيء وما عندي من شيء، ولا يقولون ما رأيت عبد الله من رجل. ولو أرادوا ما رأيت من رجل عبد الله فجعلوا عبد الله هو الفعل جاز ذلك. وهو مذهب أبي جعفر المدنيّ.
وقوله: {قوماً بوراً} والبور مصدر واحد وجمع؛ والبائر الذي لا شيء فيه. تقول: أصبحت منازلهم بوراً أي لا شيء فيها. فكذلك أعمال الكفار باطل. ويقال: رجل بور وقوم بور). [معاني القرآن: 2/264-263]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" ما كان ينبغي لنا " مجازه ما يكون لنا و " كان " من حروف الزوائد هاهنا قال ابن أحمر:

ما أمّ غفر على دعجاء ذي علق=ينفي القراميد عنها الأعصم الوقل
في رأس خلقاء من عنقاء مشرفة= لا ينبغي دونها سهلٌ ولا جبل
وقلٌ ووقل وندس وندس وحدث وحدث وفرد وفرد، والغفر ولد الوعل الصغير، والدعجاء: اسم هضبة وذو علق جبلٌ، والقراميد أولاد الوعول واحدها قرمود، والقراهيد الصغار أيضاً: الأعصم الذي بإحدى يديه بياض. والوقل المتوقل في الجبال والخلقاء الملساء والعنقاء الطويلة قال أبو عبيدة: أي لا يكون سهل ولا جبل مثلها). [مجاز القرآن: 2/72-71]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولكن متّعّتهم وآباءهم} أي أنسأتهم وأخرتهم ومددت لهم). [مجاز القرآن: 2/72]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وكانوا قوماً بوراً} واحدهم بائر أي هالك ومنه قولهم: نعوذ بالله من بوار الأيم، وبار الطعام وبارت السوق أي هلكت وقال عبد الله ابن الزبعري:
يا رسول المليك إنّ لساني=راتقٌ ما فتقت إذ أنا بور
وقال بعضهم: رجل بور ورجلان بور ورجال بور وقوم بور، وكذلك الواحدة والثنتان والجميع من المؤنثة). [مجاز القرآن: 2/73-72]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نّتّخذ من دونك من أولياء ولكن مّتّعتهم وآباءهم حتّى نسوا الذّكر وكانوا قوماً بوراً}
قال: {قوماً بوراً} جماعة "البائر" مثل "اليهود" وواحدهم "الهائد" وقال بعضهم: "هي لغة على غير واحد كما يقال "أنت بشرٌ" و"أنتم بشر"). [معاني القرآن: 3/15]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {قوما بورا}: يقال بار السعر والطعام أي هلك، والبوار الهلاك). [غريب القرآن وتفسيره: 276]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {نسوا الذّكر} يعني: القرآن.
{وكانوا قوماً بوراً} أي هلكي، وهو من «بار يبور»: إذا هلك وبطل. يقال: بار الطعام، إذا كسد. وبارت الأيّم: إذا لم يرغب فيها.
وكان رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - يتعوّذ باللّه من بوار الأيّم.
قال أبو عبيدة: «يقال: رجل بور، [ورجلان بور]، وقوم بور. ولا يجمع ولا يثني». واحتج بقول الشاعر:
يا رسول المليك! إنّ لساني راتق ما فتقت إذ أنا بور
وقد سمعنا [هم يقولون]: رجل بائر. ورأيناهم ربما جمعوا «فاعلا» على «فعل»، نحو عائذ وعوذ، وشارف وشرف). [تفسير غريب القرآن: 311]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتّخذ من دونك من أولياء ولكن متّعتهم وآباءهم حتّى نسوا الذّكر وكانوا قوما بورا}
لما سئلت الملائكة فقيل: {أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلّوا السّبيل}.
وجائز أن يكون الخطاب لعيسى والعزير.
وقرأ أبو جعفر المدني وحده: ((قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن [نتّخذ] من دونك من أولياء)، بضم النّون على ما لم يسمّ فاعله وهذه القراءة عند أكثر النحويين خطأ، وإنما كانت خطأ لأن " من " إنّما يدخل في هذا الباب في الأسماء إذا كانت مفعولة أولا، ولا تدخل على مفعول الحال، تقول ما اتخذت من أحد وليّا، ولا يجوز ما اتخذت أحدا من وليّ، لأن " من " إنّما دخلت لأنها تنفي واحدا في معنى جميع، تقول: - ما من أحد قائما، وما من رجل محبّا لما يضره.
ولا يجوز " ما رجل من محبّ ما يضره ".
ولا وجه لهذه القراءة، إلا أن الفرّاء أجازها على ضعف، وزعم أنه يجعل من أولياء هو الاسم، ويجعل الخبر ما في تتخذ كأنه يجعل على القلب، ولا وجه عندنا لهذا ألبتّة، لو جاز هذا لجاز في (فما منكم من أحد عنه حاجزين)
ما أحد عنه من حاجزين. وهذا خطأ لا وجه له فاعرفه، فإن معرفة الخطأ فيه أمثل من القراءة، والقراء كلهم يخالفون هذا منه.
ومن الغلط في قراءة الحسن: (وما تنزلت به الشياطون).
وقوله تعالى: {وكانوا قوما بورا} قيل في التفسير " هلكى "
والبائر في اللغة الفاسد، والذي لا خير فيه.
وكذلك أرض بائرة متروكة من أن يزرع فيها). [معاني القرآن: 4/61-60]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا}
قال مجاهد أي هالكين
قال أبو جعفر يقال لما هلك أو فسد أو كسد بائر ومنه بارت السوق وبارت الأيم وبور يقع للواحد والجماعة على قول أكثر النحويين
وقال بعضهم الواحد بائر والجمع بور كما يقال عائد وعود وهائد وهود). [معاني القرآن: 5/14]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( (بورا) أي: هلكى). [ياقوتة الصراط: 382]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بُورًا}: أي هلكى، لا يجمع ولا يثنى). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 171]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بُورًا}: فاسد). [العمدة في غريب القرآن: 222]

تفسير قوله تعالى: {فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا (19)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه لهم في الآخرة: {فقد كذّبوكم بما تقولون} [الفرقان: 19] حدّثني إسماعيل بن مسلمٍ قال: سألت الحسن عن قوله: {فقد كذّبوكم بما تقولون} [الفرقان: 19] فقال: {بما تقولون} [الفرقان: 19] قال: يقول للمشركين: {فقد كذّبوكم بما تقولون} [الفرقان: 19] أي إنّهم آلهةٌ.
وقال ابن مجاهدٍ عن أبيه: {فقد كذّبوكم بما تقولون} [الفرقان: 19] عيسى، وعزيرٌ، والملائكة.
قال: يكذّبون المشركين بقولهم.
أي إذ جعلوهم آلهةً، فانتفوا من ذلك ونزّهوا اللّه عنهم.
وبعضهم يقرأها بالياء: بما يقولون يعني قول الملائكة في قول الحسن.
وفي قول مجاهدٍ: عيسى وعزيرٌ والملائكة.
قال: {فما تستطيعون صرفًا ولا نصرًا} [الفرقان: 19] حدّثني إسماعيل بن مسلمٍ قال: سألت الحسن: {فما تستطيعون صرفًا ولا نصرًا} [الفرقان: 19] قال: لا تستطيع لهم آلهتهم صرفًا، أي من العذاب، ولا نصرًا.
[تفسير القرآن العظيم: 1/473]
قوله: {ومن يظلم منكم} [الفرقان: 19] من يشرك منكم.
{نذقه} [الفرقان: 19] نعذّبه.
{عذابًا كبيرًا} [الفرقان: 19] قال يحيى: كقوله: {إلا من تولّى وكفر {23} فيعذّبه اللّه العذاب الأكبر {24}} [الغاشية: 23-24] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/474]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) :
( {فقد كذّبوكم بما تقولون فما تستطيعون صرفاً ولا نصراً ومن يظلم مّنكم نذقه عذاباً كبيراً}

وقال: {فما تستطيعون صرفاً ولا نصراً} فحذف "عن الكفّار" وقد يكون ذلك عن الملائكة والدليل على وجه مخاطبة الكفار أنه قال: {ومن يظلم مّنكم} وقال بعضهم "يعني الملائكة"). [معاني القرآن: 3/15]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فما تستطيعون صرفاً ولا نصراً}. قال يونس: الصّرف:
الحيلة من قولهم: إنه ليتصرف [أي يحتال].
فأما قولهم: «ما يقبل منه صرف ولا عدل»، فيقال: إن العدل الفريضة، والصرف النافلة. سميت صرفا: لأنها زيادة على الواجب.
وقال أبو إدريس الخولانيّ : «من طلب صرف الحديث - يبتغي به إقبال وجوه الناس إليه - لم يرح رائحة الجنة». أي طلب تحسينه بالزيادة فيه.
وفي رواية أبي صالح: «الصّرف: الدّية. والعدل: رجل مثله» كأنه يراد: لا يقبل منه أن يفتدي برجل مثله وعدله، ولا أن يصرف عن نفسه بدية.
ومنه قيل: صيرفيّ، وصرفت الدراهم بدنانير. لأنك تصرف هذا إلى هذا.
{ومن يظلم منكم} أي يكفر). [تفسير غريب القرآن: 312-311]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {فقد كذّبوكم بما تقولون فما تستطيعون صرفا ولا نصرا ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا}
(بما تقولون) وتقرأ (بما يقولون - بالياء والتاء - فمن قرأ بما تقولون - بالتاء - فالمعنى فقد كذبوكم بقولهم إنهم آلهة، ومن قرأ بالياء فالمعنى فقد كذّبوكم بقولهم: (سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء).
وقوله عزّ وجلّ: {فما تستطيعون صرفا ولا نصرا}.
أي ما تستطيعون أن تصرفوا عن أنفسهم ما يحل بهم من العذاب.
ولا أن ينصروا أنفسهم). [معاني القرآن: 4/61]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {فقد كذبوكم بما تقولون}
أي بقولكم إنهم آلهة
وحكى الفراء أنه يقرأ فقد كذبوكم بما يقولون
قال أبو جعفر والمعنى على هذا فقد كذبوكم بقولهم: {ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء}
ثم قال تعالى: {فما يستطيعون صرفا ولا نصرا}
قال يونس الصرف الحيلة من قولهم فلان يتصرف في الأشياء أي فما يستطيعون أن يصرفوا عن أنفسهم العذاب ولا ينصروها
وقوله جل وعز: {ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا}
قال الحسن الشرك). [معاني القرآن: 5/15-14]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {صَرْفًا وَلَا نَصْرًا}: قيل: الصرف: الحيلة، وقيل الدية والعدل، أي يفدي نفسه برجل مثله). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 171]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا (20)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنّهم ليأكلون الطّعام} [الفرقان: 20] إلا أنّهم كانوا يأكلون الطّعام.
كقوله: {وما جعلناهم جسدًا لا يأكلون الطّعام} [الأنبياء: 8] ولكن جعلناهم جسدًا يأكلون الطّعام.
قال: {ويمشون في الأسواق} [الفرقان: 20] وهذا جوابٌ للمشركين حيث قالوا: {مال هذا الرّسول يأكل الطّعام ويمشي في الأسواق} [الفرقان: 7] قوله: {وجعلنا بعضكم لبعضٍ فتنةً أتصبرون وكان ربّك بصيرًا} [الفرقان: 20]
- أبو الأشهب عن الحسن، والمبارك عن الحسن قال: قال رسول اللّه: «ويلٌ للمالك من المملوك، ويلٌ للمملوك من المالك، ويلٌ للعالم من الجاهل، ويلٌ للجاهل من العالم، ويلٌ للغنيّ من الفقير، ويلٌ للفقير من الغنيّ، ويلٌ للشّديد من الضّعيف، ويلٌ للضّعيف من الشّديد».
قال المبارك: قال الحسن: ويلٌ لهذا المالك إذ رزقه اللّه هذا المملوك كيف لم يحسن إليه ويصبر.
ويلٌ لهذا المملوك الّذي ابتلاه اللّه فجعله لهذا المالك كيف لم يصبر ويحسن.
ويلٌ لهذا الغنيّ إذ رزقه اللّه ما لم يرزق هذا الفقير كيف لم يحسن ويصبر.
ويلٌ لهذا الفقير الّذي ابتلاه بالفقر ولم يعطه ما أعطى هذا الغنيّ كيف لم يصبر.
وبقيّة الحديث على هذا النّحو.
- وحدّثني جعفر بن برقان الجزريّ، عن ميمون بن مهران، عن أبي الدّرداء قال: ويلٌ لمن لا يعلم، مرّةً، ويلٌ لمن يعلم ثمّ لا يعمل، سبع مرّاتٍ.
قال يحيى: وبعضهم يقول: {وجعلنا بعضكم لبعضٍ فتنةً} [الفرقان: 20] الأنبياء وقومهم.
[تفسير القرآن العظيم: 1/474]
{أتصبرون} [الفرقان: 20] يعني الرّسل على ما يقول لهم قومهم.
وأخبرني صاحبٌ لي، عن الصّلت بن دينارٍ، عن الحسن، وأظنّني قد سمعته من الصّلت مثل حديث أبي الأشهب والمبارك عن الحسن، وقال: هو قوله: {وجعلنا بعضكم لبعضٍ فتنةً أتصبرون} [الفرقان: 20] وحدّثني أبو الأشهب، عن الحسن قال: لمّا عرض على آدم ذرّيّته فرأى فضل بعضهم على بعضٍ قال: يا ربّ ألا سوّيت بينهم؟ : قال: يا آدم إنّي أحبّ أن أشكر ليرى ذو الفضل فضله فيحمدني
ويشكرني). [تفسير القرآن العظيم: 1/475]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إلاّ إنّهم ليأكلون الطّعام...}

(ليأكلون) صلة لاسم متروك اكتفى بمن المرسلين منه؛ كقيلك في الكلام: ما بعثت إليك من الناس إلا من إنه ليطيعك، ألا ترى أن (إنه ليطيعك) صلة لمن. وجاز ضميرها كما قال {وما منّا إلا له مقام معلومٌ} معناه - والله أعلم - إلا من له مقام وكذلك قوله: {وإن منكم إلاّ واردها} ما منكم إلا من يردها، ولو لم تكن اللام جواباً لإنّ كانت إنّ مكسورةً أيضاً، لأنها مبتدأة، إذ كانت صلةً.
وقوله: {وجعلنا بعضكم لبعضٍ فتنةً أتصبرون} كان الشريف من قريشٍ يقول: قد أسلم هذا من قبلي - لمن هو دونه - أفأسلم بعده فتكون له السّابقة؛ فذلك افتتان بعضهم ببعضٍ. قال الله{أتصبرون} قال الفرّاء يقول: هو هذا الذي ترون). [معاني القرآن: 2/265-264]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وجعلنا بعضكم لبعضٍ فتنةً} يعني: الشريف للوضيع، والوضيع للشريف). [تفسير غريب القرآن: 312]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلّا إنّهم ليأكلون الطّعام ويمشون في الأسواق وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربّك بصيرا}
هذا احتجاج عليهم في قولهم: {مال هذا الرّسول يأكل الطّعام ويمشي في الأسواق}.
فقيل لهم: كذلك كان من خلا من الرسل يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، فكيف يكون محمد - صلى الله عليه وسلم - بدعا من الرسل. فأمّا دخول " إنّهم " بعد " إلا " فهو على تأويل ما أرسلنا رسلا إلا هم يأكلون الطعام، وإلا أنهم ليأكلون الطعام، وحذفت رسلا لأن " من " في قوله تعالى (من المرسلين) دليل على ما حذف منه، فأمّا مثل اللام بعد " إلّا " فقول الشاعر:
ما أنطياني ولا سالتهما=إلا وإني لحاجز كرمي

يريد أعطياني، وزعم بعض النحويين أن " من " بعد إلا محذوفة، كان المعنى عنده إلا " من " ليأكلون الطعام.
وهذا خطأ بيّن، لأنّ " من " صلتها " أنّهم ليأكون "، فلا يجوز حذف الموصول وتبقية الصلة.
وقوله: {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة}.
فيه قولان: قيل كان الرجل الشريف ربما أراد الإسلام فعلم أن من دونه في الشرف قد أسلم قبله فيمتنع من الإسلام لئلا يقال أسلم قبله من هو دونه،
وقيل كان الفقير يقول: لم لم أجعل بمنزلة الغنيّ، ويقول ذو البلاء: لم لم أجعل بمنزلة المعافى، نحو الأعمى والزّمن ومن أشبه هؤلاء.
وقوله تعالى: (أتصبرون وكان ربّك بصيرا) أي: أتصبرون على البلاء فقد عرفتم ما وعد الصابرون). [معاني القرآن: 4/62-63]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا}
قال قتادة فتنة أي بلاء
قال أبو جعفر الفتنة في اللغة الاختبار
والمعنى جعلنا الشريف للوضيع والوضيع للشريف فتنة
يروى أن الشريف كان يريد أن يسلم فيمنعه من ذلك أن من هو دونه قد أسلم قبله فيقول أعير بسبقه إياي
وإن بعض الزمنى والفقراء كان يقول لم لم أكن غنيا وصحيحا فأسلم
ثم قال جل وعز: {أتصبرون} أي إن صبرتم فقد عرفتم أجر الصابرين). [معاني القرآن: 5/16-15]

رد مع اقتباس