عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 14 جمادى الأولى 1434هـ/25-03-2013م, 08:42 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآَنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (31) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقال الّذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالّذي بين يديه ولو ترى إذ الظّالمون موقوفون عند ربّهم يرجع بعضهم إلى بعضٍ القول يقول الّذين استضعفوا للّذين استكبروا لولا أنتم لكنّا مؤمنين}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: {وقال الّذين كفروا} من مشركي العرب: {لن نؤمن بهذا القرآن} الّذي جاء به محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم ولا بالكتاب الّذي جاء به من قبله غيره من بين يديه.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالّذي بين يديه} قال: قال المشركون: لن نؤمن بهذا القرآن، ولا بالّذي بين يديه من الكتب والأنبياء.
وقوله: {ولو ترى إذ الظّالمون موقوفون عند ربّهم} يقول تعالى ذكره: ولو ترى يا محمّد الظّالمين إذ هم موقوفون عند ربّهم يتلاومون؛ يحاور بعضهم بعضًا، يقول المستضعفون كانوا في الدّنيا للّذين كانوا عليهم فيها يستكبرون: لولا أنتم أيّها الرّؤساء والكبراء في الدّنيا لكنّا مؤمنين باللّه وآياته). [جامع البيان: 19/289-290]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ولو ترى غذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين * قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين * وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون.
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة في قوله {وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن} قال: هذا قول مشركي العرب كفروا بالقرآن {ولا بالذي بين يديه} من الكتب والانبياء). [الدر المنثور: 12/219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله {ولا بالذي بين يديه} قال: التوراة والانجيل وفي قوله {يقول الذين استضعفوا} قال: هم الاتباع {للذين استكبروا} قال: هم القادة وفي قوله {بل مكر الليل والنهار} يقول: غركم اختلاف الليل والنهار). [الدر المنثور: 12/219-220]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ (32) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال الّذين استكبروا للّذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: {قال الّذين استكبروا} في الدّنيا، فترأسوا في الضّلالة والكفر باللّه {للّذين استضعفوا} فيها فكانوا أتباعًا لأهل الضّلالة منهم إذ قالوا لهم: {لولا أنتم لكنّا مؤمنين}، {أنحن صددناكم عن الهدى} ومنعناكم من اتّباع الحقّ {بعد إذ جاءكم} من عند اللّه، فتبيّن لكم {بل كنتم مجرمين} فمنعكم إيثاركم الكفر باللّه على الإيمان من اتّباع الهدى والإيمان باللّه ورسوله). [جامع البيان: 19/290]

تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (33) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى بل مكر الليل قال بل مكركم بالليل والنهار). [تفسير عبد الرزاق: 2/132]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا يحيى بن يمانٍ، عن أشعث، عن جعفرٍ، عن ابن جبيرٍ {بل مكر اللّيل والنّهار} قال مرّ اللّيل والنّهار). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 406]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (وعن سعيدٍ في قوله: {بل مكر اللّيل والنهار} قال: بل مرّ اللّيل والنّهار). [جزء تفسير يحيى بن اليمان: 38] [سعيد: هو ابن جبير]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقال الّذين استضعفوا للّذين استكبروا بل مكر اللّيل والنّهار إذ تأمروننا أن نكفر باللّه ونجعل له أندادًا وأسرّوا النّدامة لمّا رأوا العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق الّذين كفروا هل يجزون إلاّ ما كانوا يعملون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: {وقال الّذين استضعفوا} من الكفرة باللّه في الدّنيا، فكانوا أتباعًا لرؤسائهم في الضّلالة {للّذين استكبروا} فيها، فكانوا لهم رؤساء بل مكركم بنا باللّيل والنّهار صدّنا عن الهدى {إذ تأمروننا أن نكفر باللّه ونجعل له} أمثالاً وأشباهًا في العبادة والألوهة.
وأضيف المكر إلى اللّيل والنّهار والمعنى ما ذكرنا من مكر المستكبرين بالمستضعفين في اللّيل والنّهار، على اتّساع العرب في الّذي قد عرف معناها فيه من منطقها، من نقل صفة الشّيء إلى غيره، فتقول للرّجل: يا فلان نهارك صائمٌ وليلك قائمٌ، وكما قال الشّاعر:
ونمت وما ليل المطيّ بنائم
وما أشبه ذلك ممّا قد مضى بيانًا له في غير هذا الموضع من كتابنا هذا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {بل مكر اللّيل والنّهار إذ تأمروننا أن نكفر باللّه ونجعل له أندادًا} يقول: بل مكركم بنا في اللّيل والنّهار أيّها العظماء الرّؤساء حتّى أزلتمونا عن عبادة اللّه.
وقد ذكر في تأويله عن سعيد بن جبيرٍ ما حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن أشعث، عن جعفرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ {بل مكر اللّيل والنّهار} قال: مرّ اللّيل والنّهار.
وقوله: {إذ تأمروننا أن نكفر باللّه} يقول: حين تأمروننا أن نكفر باللّه.
وقوله: {ونجعل له أندادًا} يقول: شركاء.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ونجعل له أندادًا} شركاء.
قوله: {وأسرّوا النّدامة لمّا رأوا العذاب} يقول: وندموا على ما فرّطوا فيه من طاعة اللّه في الدّنيا حين عاينوا عذاب اللّه الّذي أعدّه لهم
- كما: حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {وأسرّوا النّدامة} بينهم {لمّا رأوا العذاب}.
وقوله: {وجعلنا الأغلال في أعناق الّذين كفروا} يقول: وغلّت أيدي الكافرين باللّه في جهنّم إلى أعناقهم في جوامع من نار جهنّم، جزاءً بما كانوا باللّه في الدّنيا يكفرون، يقول جلّ ثناؤه: ما يفعل اللّه ذلك بهم إلاّ ثوابًا لأعمالهم الخبيثة الّتي كانوا في الدّنيا يعملونها، ومكافأةً لهم عليها). [جامع البيان: 19/290-293]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {بل مكر الليل والنهار} قال: بل مكركم بما في الليل والنهار). [الدر المنثور: 12/220]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {بل مكر الليل والنهار} قال: بل مكركم بالليل والنهار). [الدر المنثور: 12/220]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله {بل مكر الليل والنهار} قال: بل مكركم بما في الليل والنهار يا أيها العظماء والرؤساء حتى أزلتمونا عن عبادة الله تعالى.
أما قوله تعالى: {وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا}.
أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال: ما في جهنم دار ولا مغار ولا غل ولا قيد ولا سلسلة إلا اسم صاحبها عليها مكتوب.
فحدث به أبو سليمان الداراني رضي الله عنه فبكى ثم قال: فكيف به لو جمع هذا كله عليه فجعل القيد في رجليه والغل في يديه والسلسلة في عنقه ثم أدخل الدار وأدخل المغار). [الدر المنثور: 12/220-221]


رد مع اقتباس