عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 8 جمادى الأولى 1434هـ/19-03-2013م, 04:09 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (11)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولو يعجّل اللّه للنّاس الشّرّ استعجالهم بالخير...}
يقول: لو أجيب الناس في دعاء أحدهم على ابنه وشبهه بقولهم. أماتك الله، ولعنك الله، وأخزاك الله لهلكوا. و{استعجالهم} منصوب بوقوع الفعل: {يعجل}؛
كما تقول: قد ضربت اليوم ضربتك، والمعنى: ضربت كضربتك وليس المعنى ها هنا كقولك: ضربت ضربا؛ لأن ضربا لا تضمر الكاف فيه؛ لأنك لم تشبهه بشيء،
وإنما شبهت ضربك بضرب غيرك فحسنت فيه الكاف.
وقوله: {لقضي إليهم أجلهم} ويقرأ: {لقضى إليهم أجلهم}. ومثله {فيمسك التي قضى عليها الموت} و {قضي عليها الموت} ). [معاني القرآن: 1/458]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لقضي إليهم أجلهم} مجازه: لفزغ ولقطع ونبذ إليهم، وقال أبو ذؤيب:
وعليهما مسرودتان قضاهما= داود أو صنع السوابغ تبّع).
[مجاز القرآن: 1/275]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة العامة {لقضى إليهم أجلهم} لا يذكر فاعلاً.
قراءة عبد الله بن أبي إسحاق وعبد الله بن عامر - [عن محمد بن صالح] -: {لقضى إليهم أجلهم} بالنصب.
وقراءة ابن مسعود "لقضينا إليهم" وهي مخالفة للكتاب). [معاني القرآن لقطرب: 653]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولو يعجّل اللّه للنّاس الشّرّ استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم} أي لو عجل اللّه للناس الشر إذا دعوا به على أنفسهم عند الغضب وعلى أهليهم وأولادهم، واستعجلوا به كما يستعجلون بالخير فيسألونه الرزق والرحمة: {لقضي إليهم أجلهم} أي لماتوا). [تفسير غريب القرآن: 194]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}.
يريد أن الناس عند الغضب وعند الضّجر، قد يدعون على أنفسهم وأهلهم وأولادهم بالموت وبالخزي وتعجيل البلاء، كما قد يدعونه بالرزق والرحمة وإعطاء السّؤل.
يقول: فلو أجابهم الله إذا دعوه بالشر الذي يستعجلونه استعجالهم بالخير- لقضي إليهم أجلهم، أي لهلكوا.
وفي الكلام حذف للاختصار، كأنه قال: ولو يعجّل الله للنّاس إجابتهم بالشر الذي يستعجلونه استعجالهم بالخير، لهلكوا). [تأويل مشكل القرآن: 393]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولو يعجّل اللّه للنّاس الشّرّ استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم فنذر الّذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون}
يروى أنهم لو أجيبوا في الدعاء على أنفسهم وأهليهم، كقول الرجل لابنه وحميمه: أماتك اللّه، وفعل بك كذا وكذا.
وجائز أن يكون عنى قوله: {فأمطر علينا حجارة من السّماء}، وما أشبه ذلك فلو عجل الله ذلك كما يعجّل لهم الخير لأهلكهم به.
ونصب {استعجالهم} على مثل استعجالهم بالخير، أي على نعت مصدر محذوف.
والمعنى: ولو يعجّل اللّه للنّاس الشر تعجيلا مثل استعجالهم بالخير، {لقضي إليهم أجلهم}.
ويقرأ: لقضى إليهم أجلهم جميعا، جيّدتان، ولقضي أحسنهما، لأن
قوله: {ولو يعجل اللّه للناس الشر} يتصل به {لقضي إليهم أجلهم}.
{فنذر الّذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون}.
الطغيان في كل شيء ارتفاعه وعلوّه.
والعمه التحير.
المعنى فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في غلوهم وكفرهم يتحيرون). [معاني القرآن: 3/8-9]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم}
قال مجاهد وهو دعاء الرجل عند الغضب على أهله وولده فلو عجل لهم ذلك لماتوا
وقيل إنه قولهم {اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء}
فلو عجل لهم هذا لهلكوا). [معاني القرآن: 3/280]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (12)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {مرّ كأن لّم يدعنا إلى ضرٍّ مّسّه...}
يقول: استمرّ على طريقته الأولى قبل أن يصيبه البلاء). [معاني القرآن: 1/459]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {دعانا لجنبه أو قاعداً أو قائماً} مجازه: دعانا على إحدى هذه الحلات، ومجاز دعانا لجنبه مجاز المختصر الذي فيه ضمير كقولك: دعانا وهو مضطجع لجنبه.
{مرّ كأن لمّ يدعنا} أي استمر فمضى). [مجاز القرآن: 1/275]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وإذا مسّ الإنسان الضّرّ دعانا لجنبه أو قاعداً أو قائماً فلمّا كشفنا عنه ضرّه مرّ كأن لّم يدعنا إلى ضرٍّ مّسّه كذلك زيّن للمسرفين ما كانوا يعملون}
وقال: {كأن لّم يدعنا إلى ضرٍّ مّسّه} و{كأن لّم يلبثوا إلاّ ساعةً} وهذا في الكلام كثير وهي {كأنّ} الثقيلة ولكنه اضمر فيها فخفف كما تخفف {أنّ} ويضمر فيها وإنما هي {كأنه لم} وقال الشاعر:
*وي كأن من يكن له نشبٌ يحبب ومن يفتقر يعش عيش ضرّ*
وكما قال
[وصدرٍ مشرق النّحر] كأن ثدياه حقّان
أي: كأنه ثدياه حقّان. وقال بعضهم "كأن ثدييه" فخففها واعلمها ولم يضمر فيها كما قال: {إن كلّ نفسٍ لما عليها حافظٌ}
أراد معنى الثقيلة فأعملها كما يعمل الثقيلة ولم يضمر فيها). [معاني القرآن: 2/31]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {مر كأن لم يدعنا} قال ابن عباس: استمر على ترك الدعاء). [معاني القرآن لقطرب: 664]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإذا مسّ الإنسان الضّرّ دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلمّا كشفنا عنه ضرّه مرّ كأن لم يدعنا إلى ضرّ مسّه كذلك زيّن للمسرفين ما كانوا يعملون}
المعنى - واللّه أعلم -: وإذا مسّ الإنسان الضر من حال من الأحوال فجائز أن يكون دعانا لجنبه، ودعانا وهو سطيح، أو دعانا قائما.
ويجور أن يكون: وإذا مس الإنسان الضر لجنبه أو مسّه قاعدا، أو مسّه قائما، دعانا.
{فلمّا كشفنا عنه ضرّه مرّ كأن لم يدعنا إلى ضرّ مسّه}.
المعنى مر في العافية على ما كان عليه قبل أن يبتلى، ولم يتعظ بما ناله.
وقوله: {كذلك زيّن للمسرفين ما كانوا يعملون}.
ويجوز زيّن للمسرفين.
موضع الكاف نصب على مفعول ما لم يسم فاعله المعنى زين للمسرفين عملهم كذلك أي مثل ذلك، أي جعل جزاءهم الإضلال بإسرافهم بكفرهم). [معاني القرآن: 3/9]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما}
ويجوز أن يكون المعنى وإذا مس الإنسان الضر مضطجعا أو قاعدا أو قائما دعانا
ويجوز أن يكون التقدير دعانا على إحدى هذه الأحوال
ثم قال جل وعز: {فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه}
روى أبو عبيد عن أبي عبيدة أن مر من مذهب استمر
وقال الفراء أي استمر على ما كان عليه من قبل أن يمسه الضر). [معاني القرآن: 3/280-281]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (13)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لمّا ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبيّنات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين}
المعنى كالمعنى من قوله: {فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل}.
أعلم اللّه - جل ثناؤه أنهم لا يؤمنون ولو أبقاهم أبدا. فجائز أن يكون جعل جزاءهم الطبع على قلوبهم، وجائز أن يكون أعلم ما قد علم منهم.
والدّليل على أنّه طبع على قلوبهم جزاء لهم
قوله: {كذلك نجزي القوم المجرمين}.
قوله: {كأن لم يدعنا إلى ضرّ مسّه}.
{كأن} مخففة من الشديدة، المعنى كأنّه لم يدعنا.
قالت الخنساء:

كأن لم يكونوا حمى يتّقى= إذ الناس إذ ذاك من عزّ بزّا
أي كأنهم لم يكونوا). [معاني القرآن: 3/10]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا}
قوله تعالى: {وما كانوا ليؤمنوا} فيه قولان:
أحدهما الله جل وعز أخبر بما يعلم منهم لو بقاهم
والآخر أنه جازاهم على كفرهم بأن طبع على قلوبهم
ويدل على هذا أنه قال كذلك نجزي القوم المجرمين). [معاني القرآن: 3/281-282]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (14)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ثمّ جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون}
موضع {كيف} نصب بقوله {تعملون} لأنها حرف استفهام، ولا يعمل فيها {لننظر} لأن ما قبل الاستفهام لا يعمل في الاستفهام.
ولو قلت: لننظر أخيرا تعملون أم شرّا كان العامل في خير وشيء تعملون). [معاني القرآن: 3/10]


رد مع اقتباس