عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 11:04 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {من يوم الجمعة...}.خفضها الأعمش فقال: الجمعة، وثقلها عاصم وأهل الحجاز، وفيها لغة: جمعة، وهي لغة لبني عقيل لو قرئ بها كان صوابا. والذين قالوا: {الجمعة}: ذهبوا بها إلى صفة اليوم أنه يوم جمعة؛ كما تقول: رجل ضحكة للذي يكثر الضحك.
وقوله: {فاسعوا إلى ذكر اللّه...} وفي قراءة عبد الله: (فامضوا إلى ذكر الله)، والمضي والسعي والذهاب في معنى واحد؛ لأنك تقول للرجل: هو يسعى في الأرض يبتغي من فضل الله، وليس هذا باشتداد.
وقد قال بعض الأئمة: لو قرأتها: "فاسعوا" لاشتددت يقول: لأسرعت، والعرب تجعل السعي أسرع من المضي، والقول فيها القول الأول.
وقوله تبارك وتعالى: {وذروا البيع...} إذا أمر بترك البيع فقد أمر بترك الشراء؛ لأن المشتري والبيّع يقع عليهما البيّعان، فإذا أذن المؤذن من يوم الجمعة حرم البيع والشراء). [معاني القرآن: 3/156-157]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فاسعوا إلى ذكر اللّه} أجيبوا وليس من العدو). [مجاز القرآن: 2/258]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({يا أيّها الّذين آمنوا إذا نودي للصّلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر اللّه وذروا البيع ذلكم خيرٌ لّكم إن كنتم تعلمون}، وقال: {من يوم الجمعة} يقول - والله أعلم - من صلاة يوم الجمعة. [معاني القرآن: 4/30]
وقال بعض النحويين لا يكون لـ"الأسفار" واحد كنحو "أبابيل" و"أساطير"، ونحو قول العرب: "ثوبٌ أكباشٌ" وهو الرديء الغزل، و"ثوبٌ مزقٌ" للمتمزّق). [معاني القرآن: 4/31]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({فاسعوا إلى ذكر الله}: أجيبوا. ليس من العدو). [غريب القرآن وتفسيره: 377]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({فاسعوا إلى ذكر اللّه}: بادروا بالنية والجد. ولم يرد العدو، ولا الإسراع في المشي).
[تفسير غريب القرآن: 465]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال: {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} أي امشوا.
وقرأ بعض السلف: (فامضوا إلى ذكر الله)). [تأويل مشكل القرآن: 509]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يا أيّها الّذين آمنوا إذا نودي للصّلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر اللّه وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون} وقرئت (الجمعة) -بإسكان الميم- ويجوز في اللغة (الجمعة) -بفتح الميم- ولا ينبغي أن يقرأ بها إلا أن تثبت بها رواية عن إمام من القرّاء.فمن قرأ الجمعة فهو تخفيف الجمعة، لثقل الضمّتين.
ومن قال في غير القراءة الجمعة، فمعناه التي تجمع النّاس، كما تقول رجل لعنة، أي يكثر لعن الناس، ورجل ضحكة، يكثر الضّحك.
وقوله: {فاسعوا إلى ذكر اللّه} معناه فاقصدوا إلى ذكر اللّه، وليس معناه العدو.
وقرأ ابن مسعود: (فامضوا إلى ذكر اللّه) وقال: لو كانت فاسعوا لسعيت حتى يسقط ردائي. وكذلك قرأ أبيّ بن كعب: (فامضوا). وقد رويت عن عمر بن الخطاب.
ولكن اتباع المصحف أولى، ولو كانت عند عمر " فامضوا " لا غير، لغيرها في المصحف.
والدليل على أن معنى السّعي التصرف في كل عمل قول اللّه عز وجل: {وأن ليس للإنسان إلّا ما سعى * وأنّ سعيه سوف يرى} فلا اختلاف في أن معناه: وأن ليس للإنسان إلّا ما عمل.
وقوله عزّ وجلّ: {وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون} فالبيع من وقت الزوال في يوم الجمعة إلى انقضاء الصلاة كالمحرّم). [معاني القرآن: 5/171-172]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَاسْعَوْا}: أجيبوا الداعي). [العمدة في غريب القرآن: 305]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل اللّه...} هذا: إذنٌ، وإباحةٌ، من شاء باع، ومن شاء لزم المسجد). [معاني القرآن: 3/157]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({فإذا قضيت الصّلاة} أي فرغ منها). [تفسير غريب القرآن: 466]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وعلى لفظ الأمر وهو إباحة:
كقوله: {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً}، {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ}). [تأويل مشكل القرآن: 280](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {فإذا قضيت الصّلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل اللّه واذكروا اللّه كثيرا لعلّكم تفلحون} هذا معناه الإباحة، ليس معناه إذا انقضت الصلاة وجب أن يتجر الإنسان كما قال: {وإذا حللتم فاصطادوا} فليس على من حلّ من إحرام أن يصطاد إنما هو مباح له، مثل ذلك قوله في الكلام: إذا حضرتني فلا تنطق وإذا غبت عني فتكلم بما شئت، إنّما معناه الإباحة.
وقوله: (فتمنّوا الموت) بضم الواو لسكونها وسكون اللام. واختير الضم مع الواو، لأن الواو ههنا أصل حركتها الرفع؛ لأنها تنوب عن أسماء مرفوعة.
وقد قرئت (فتمنو الموت) بكسر الواو لالتقاء السّاكنين، إذا التقيا من كلمتين كسر الأول منهما كما تقول: قل الحق فتكسر اللام لسكون لام الحق). [معاني القرآن: 5/172]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإذا رأوا تجارةً أو لهواً انفضّوا إليها...} فجعل الهاء للتجارة دون اللهو، وفي قراءة عبد الله: (وإذا رأوا لهوا أو تجارة انفضوا إليها).
وذكروا أن النبي صلى الله [عليه] كان يخطب يوم الجمعة، فقد دحية الكلبي بتجارة من الشام فيها كل ما يحتاج إليه الناس، فضرب بالطبل ليؤذن الناس بقدومه؛ فخرج جميع الناس إليه إلاّ ثمانية نفر، فأنزل الله عز وجل: {وإذا رأوا تجارةً} يعني: التجارة التي قدم بها، {أو لهواً}: يعني: الضرب بالطبل. ولو قيل: انفضوا إليه، يريد: اللهو كان صوابا، كما قال: {ومن يكسب خطيئةً أو إثماً ثمّ يرم به بريئاً} ولم يقل: بها. ولو قيل: بهما، وانفضوا إليهما كما قال: {إن يكن غنيّاً أو فقيراً فالله أولى بهما}، كان صوابا وأجود من ذلك في العربية أن تجعل الراجع من الذكر للآخر من الاسمين وما بعد ذا فهو جائز. وإنما اختير في انفضوا إليها - في قراءتنا وقراءة عبد الله؛ لأن التجارة كانت أهم إليهم، وهم بها أسرّ منهم بضرب الطبل؛ لأن الطبل إنما دل عليها، فالمعنى كله لها). [معاني القرآن: 3/157]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وإذا رأوا تجارةً أو لهواً انفضّوا إليها} مجازها: إذا رأوا تجارة انفضوا إليها أو لهواً قال الشاعر:
من كان يسعى في تفّرق فالجٍ = فلبونه جربت معاً وأغدّت). [مجاز القرآن: 2/258]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وإذا رأوا تجارةً أو لهواً} يقال: «قدم دحية الكلبي - رضي اللّه عنه - بتجارة له من الشام، فضرب بالطبل: ليؤذن الناس بقدومه».{انفضّوا إليها} أي تفرّقوا عنك إليها. وقال (إليها)، ولو قال: «إليهما» أو «إليه»، لكان جائزا.{وتركوك قائماً} تخطب. يقال: «إن الناس خرجوا إلا ثمانية نفر» ). [تفسير غريب القرآن: 466]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يجتمع شيئان فيجعل الفعل لأحدهما، أو تنسبه إلى أحدهما وهو لهما:
كقوله: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا}). [تأويل مشكل القرآن: 288](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضّوا إليها وتركوك قائما قل ما عند اللّه خير من اللّهو ومن التّجارة واللّه خير الرّازقين} ولم يقل إليهما، ويجوز من الكلام، وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليه انفضوا إليها، وانفضوا إليهما فحذف خبر أحدهما لأن الخبر الثاني يدل على الخبر المحذوف والمعنى إذا رأوا تجارة انفضوا إليها أو لهوا انفضوا إليه.
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في خطبته فجاءت إبل لدحية بن خليفة الكلبي وعليها زيت فانفضوا ينظرون إليها وتركوا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب، وبقي النبي عليه السلام مع اثني عشر رجلا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو لحق آخرهم أوّلهم لالتهب الوادي نارا.فأعلم اللّه عزّ وجلّ أن ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة، وأعلم النبي عليه السلام غليظ ما في التولي عن الإمام إذا كان يخطب يوم الجمعة.واللّهو ههنا قيل الطّبل، وهو -واللّه أعلم- كل ما يلهى به.
{واللّه خير الرّازقين} أي ليس يفوتهم من أرزاقهم لتخلفهم عن النظر إلى الميرة شيء من رزق ولا بتركهم البيع في وقت الصلاة والخطبة). [معاني القرآن: 5/172-173]

رد مع اقتباس