عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24 ربيع الثاني 1434هـ/6-03-2013م, 05:38 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (165)}

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164)}:

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {قل أغير اللّه أبغي ربّا وهو ربّ كلّ شيء ولا تكسب كلّ نفس إلّا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى ثمّ إلى ربّكم مرجعكم فينبّئكم بما كنتم فيه تختلفون}
أي هو ابتدع الأشياء كلها لا يقدر أحد على ابتداع شيء منها.
وقوله: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} أي لا تؤخذ نفس آثمة بإثم أخرى، لا يؤخذ أحد بذنب غيره). [معاني القرآن: 2/ 311-312]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء}
معنى {أبغي}: أريد وأطلب). [معاني القرآن: 2/ 526]

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (165)}:
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وهو الّذي جعلكم خلائف الأرض...}
جعلت أمة محمد صلى الله عليه وسلم خلائف كل الأمم {ورفع بعضكم فوق بعضٍ درجاتٍ} في الرزق (ليبلوكم) بذلك (فيما آتاكم) ). [معاني القرآن: 1/368]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({خلائف الأًرض}: واحدهم: خليفة في الأرض بعد خليفة، قال الشّماخ وهو الرجل المتكبر:

تصيبهم وتخطئني المنايا ....... وأخلف في ربوع عن ربوع
الربع: الدار والجميع ربوع، والرّبع أيضاً: قبيلة، قال: يقال رجل من ربعه يعنى من قبيلته). [مجاز القرآن: 1/ 209]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({خلائف الأرض} أي سكان الأرض يخلف بعضكم بعضا: واحدهم خليفة.
{ورفع بعضكم فوق بعضٍ} أي فضَّل في المال والشرف.
{ليبلوكم في ما آتاكم} أي يختبركم فيعلم كيف شكركم). [تفسير غريب القرآن: 164]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وهو الّذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم إنّ ربّك سريع العقاب وإنّه لغفور رحيم}
قيل: خلائف الأرض أمّة محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين فأمّته قد خلفت سائر الأمم.
وقال بعضهم: خلائف الأرض يخلف بعضكم بعضا.
{ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم}.
فدلّ بهذا أنه فضّل بعض الناس ليختبرهم فيما رزقهم وهو جل ثناؤه عالم بما يكون منهم قبل ذلك، إلا أنه اختبرهم ليظهر منهم ما يكون عليه الثواب والعقاب.
وقوله: {إنّ ربّك سريع العقاب وإنّه لغفور رحيم}.
إن قال قائل: كيف قيل سريع العقاب. وعقابه إنما يكون في القيامة.
وإن كان بعضه قد وقع في الدنيا؟
فإنما ذلك لأن أمر الساعة سريع، لأن كل ما زال وإن تطاول فهو بمنزله ما لم يحسّ سرعة، وكذلك قوله جل ثناؤه: {وما أمر السّاعة إلّا كلمح البصر أو هو أقرب}
وكذلك قوله جلّ وعزّ: {إنّهم يرونه بعيدا * ونراه قريبا}). [معاني القرآن: 2/ 312]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وهو الذي جعلكم خلائف الأرض}

يعني أمة محمد صلى الله عليه وسلم. وقيل: لأنهم آخر الأمم فقد خلفوا من كان قبلهم.
وقيل: لأن بعضهم يخلف بعضا حتى تقوم الساعة عليهم والحديث يقوي هذا القول). [معاني القرآن: 2/ 526]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما آتاكم}

أي فضل بعضكم على بعض في الزرق ليبلوكم فيما آتاكم أي ليختبركم فيما أعطاكم فينظر كيف شكركم وقد علم ما يكون علم غيب وإنما تقع المجازاة على الشهادة). [معاني القرآن: 2/ 527]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {إن ربك سريع العقاب} وإنه لغفور رحيم فعقابه جل وعز وإن كان أكثره يوم القيامة فإن كل آت قريب.
وروي عن ابن عباس أنه قال: نزلت سورة الأنعام بمكة جملة واحدة إلا ثلاث آيات منها فإنهن أنزلن بالمدينة، وهو قوله جل وعز: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا} إلى آخر الآيات). [معاني القرآن: 2/ 527-528]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({خَلاَئِفَ} أي سكاناً في الأرض، يخلف بعضهم بعضاً، والواحد خليفة.
{لِّيَبْلُوَكُمْ} أي يختبركم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 81]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لِّيَبْلُوَكُمْ}: ليختبركم). [العمدة في غريب القرآن: 132]


رد مع اقتباس