عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 24 شعبان 1438هـ/20-05-2017م, 10:28 AM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

شرح ابن القيم (ت:751هـ) [الشرح المختصر]

قال ابن القيم محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (ت:751هـ) كما في المرتبع الأسنى:
(الأَوَّلُ والآخِرُ والظَّاهِرُ والبَاطِنُ:
(الأَوَّلُ: الذي لَيْسَ قَبْلَهُ شَيْءٌ، الآخِرُ: الذي لَيْسَ بَعْدَهُ شَيْءٌ، الظَّاهِرُ: الذي لَيْسَ فَوْقَهُ شَيْءٌ، البَاطِنُ: الذي لَيْسَ دُونَهُ شَيْءٌ؛ سبَقَ كلَّ شيءٍ بأوَّلِيَّتِهِ، وبَقِيَ بعدَ كُلِّ شَيْءٍ بآخِريَّتِهِ، وعَلا فَوْقَ كلِّ شيءٍ بظُهورِهِ، وأحاطَ بكلِّ شيءٍ ببُطُونِهِ) ([21]).
(فأوليَّةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ سَابِقَةٌ على أَوَّليَّةِ كُلِّ مَا سِوَاهُ، وآخِرِيَّتُهُ ثَابِتَةٌ بعدَ آخِرِيَّةِ كُلِّ ما سِوَاهُ، فأوَّلِيَّتُهُ سَبْقُهُ لكُلِّ شَيْءٍ، وآخِرِيَّتُهُ بقَاؤُهُ بعدَ كُلِّ شَيْءٍ، وظَاهِرِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ فَوْقِيَّتُهُ وعُلُوُّهُ على كُلِّ شَيْءٍ، ومَعْنَى الظُّهُورِ يَقْتَضِي العُلُوَّ، وظَاهِرُ الشَّيْءِ هوَ مَا عَلا منهُ وأَحَاطَ ببَاطِنِهِ، وبُطُونُهُ سُبْحانَهُ إِحَاطَتُهُ بكُلِّ شَيْءٍ بِحَيْثُ يَكُونُ أَقْرَبَ إليهِ مِنْ نَفْسِهِ، وهذا قُرْبٌ غَيْرُ قُرْبِ المُحِبِّ مِنْ حَبِيبِهِ، هذا لَوْنٌ وهذا لَوْنٌ.
((فهذه الأسماءُ الأَرْبَعَةُ مُتَقَابِلَةٌ: اسمانِ لأَزَلِ الرَّبِّ تعالى وأَبَدِهِ، واسمانِ لعُلُوِّهِ وقُرْبِه)). ([22])، [ومَدَا رُها].. على الإحاطَةِ، وهيَ إحاطتانِ: زَمَانِيَّةٌ ومَكَانِيَّةٌ، فأَحَاطَتْ أَوَّلِيَّتُهُ، وآخِرِيَّتُهُ بالقَبْلِ والبَعْدِ، فكُلُّ سَابِقٍ انْتَهَى إلى أَوَّلِيَّتِهِ، وكُلُّ آخِرٍ انْتَهَى إلى آخِرِيَّتِهِ، فأَحَاطَتْ أَوَّلِيَّتُهُ وآخِرِيَّتُهُ بالأَوَائِلِ والأَوَاخِرِ، وأَحَاطَتْ ظَاهِرِيَّتُهُ وبَاطِنِيَّتُهُ بكُلِّ ظَاهِرٍ وبَاطِنٍ، فما مِنْ ظَاهِرٍ إلاَّ واللهُ فَوْقَهُ، ومَا مِنْ بَاطِنٍ إلاَّ واللهُ دُونَهُ، وما مِنْ أَوَّلٍ إلاَّ واللهُ قَبْلَهُ، وما مِنْ آخِرٍ إلاَّ واللهُ بَعْدَهُ: فالأَوَّلُ قِدَمُهُ، والآخِرُ دَوَامُهُ وبَقَاؤُهُ، والظَّاهِرُ عُلُوُّهُ وعَظَمَتُهُ، والبَاطِنُ قُرْبُهُ ودُنُوُّهُ، فسَبَقَ كلَّ شَيْءٍ بأَوَّلِيَّتِهِ، وبَقِيَ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ بآخِرِيَّتِهِ، وعَلا عَلَى كُلِّ شَيْءٍ بظُهُورِهِ، ودَنَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ببُطُونِهِ، فَلا تُوارِي منهُ سَماءٌ سَماءً، ولا أَرْضٌ أَرْضاً ، ولا يَحْجُبُ عنهُ ظَاهِرٌ باطناً، بل البَاطِنُ لهُ ظَاهِرٌ، والغَيْبُ عندَهُ شَهَادَةٌ، والبَعِيدُ منهُ قَرِيبٌ، والسِّرُّ عندَهُ عَلانِيَةٌ.
فهذه الأَسْماءُ الأَرْبَعَةُ تَشْتَمِلُ على أَرْكَانِ التَّوْحِيدِ فهوَ الأَوَّلُ في آخِرِيَّتِهِ والآخِرُ في أَوَّلِيَّتِهِ، والظَّاهِرُ في بُطُونِهِ، والبَاطِنُ في ظُهُورِهِ، لَمْ يَزَلْ أَوَّلاً وآخِراً وظَاهِراً وباطِناً). ([23])
). [المرتبع الأسنى: ؟؟]


([21]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (3/111).
([22]) مُختصَرُ الصواعقِ المُرسَلةِ (357).
([23]) طَرِيقُ الهِجرتَيَنِ (23).


رد مع اقتباس