الاستعمال الثالث
معنى التبديل: التغيير، وإن لم يأت ببدل، ذكر هذا المعنى الراغب في مفرداته وصاحب لسان العرب، ولم يذكرا شواهد لهذا الاستعمال.
وقد وجدت له شواهد كثيرة في القرآن الكريم:
1- {فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه} [2: 181]
2- {وما بدلوا تبديلا} [33: 23]
3- {قال الذين لا يرجون لقاءنا أئت بقرآن غير هذا أو بدله} [10: 15]
4- {قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي} [10: 15]
5- {إني أخاف أن يبدل دينكم} [40: 26]
6- {يريدون أن يبدلوا كلام الله} [48: 15]
قلنا إن الباء تدخل على المتروك في {بدل} وكذلك تدخل على المتروك في تبدل يتبدل واستبدل يستبدل. قال تعالى:
1- {لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج} [33: 52]
{من أزواج} من زائدة في المفعول الأول والثاني {بهن}.
2- {ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب} [4: 2]
بالطيب المفعول الثاني.
[العكبري: 1/ 93].
3- {ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل} [2: 108]
4- {قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير} [2: 61]
{الذي}: مفعول أول تستبدلون، وهو الحاصل، والذي دخلت عليه الباء هو الزائل.
[البحر: 1/ 223].
5- {إلا تنفروا يعذبكم عذابا ويستبدل قوما غيركم} [9: 39]
6- {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم} [47: 48]
المفعول الثاني حذف مع الباء، التقدير: ويستبدل بكم قوما غيركم.
في كل ما تقدم من الشواهد القرآنية والشعرية دخلت الباء على المتروك وقد أخطأ كثير من اللغويين، فقالوا بعكس هذا، وقد نبه أبو حيان – رحمه الله – على هذا الخطأ في غير موضع من البحر المحيط:
1- قال في [البحر: 1/ 218]: «وقد وهم كثير من الناس، فجعلوا ما دخلت عليه الباء هو الحاصل، والمنصوب هو الذاهب».
2- قال في [البحر: 5/ 424]: «فالمنصوب هو الحاصل، والمجرور بالباء أو المنصوب على إسقاطها هو الذاهب، على هذا لسان العرب، وهو على خلاف ما يفهمه العوام، وكثير ممن ينتمي إلى العلم».
3- أخطأ الحوفي وأبو البقاء في إعراب الآية {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا} [14: 28].
[البحر: 5/ 424].
تأثر بهذا الخطأ صاحب لسان العرب فقال: «واستبدل الشيء بغيره» كرر هذه العبارة، فأدخل الباء على غير المتروك، وهي لا تدخل إلا على المتروك، فالصواب: واستبدل بالشيء غيره فهذا الأسلوب خطأ في نظرنا حتى نجد في كلام العرب ما يؤيده ويدعمه.