عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 2 شعبان 1434هـ/10-06-2013م, 05:42 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آَتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا (51)}

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ):(قوله تعالى: {ترجي من تشاء منهن} الآية.
قال المفسرون: نزلت حين غار بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم وآذينه بالغيرة وطلبن زيادة النفقة، فهجرهن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا حتى نزلت آية التخيير، وأمره الله تعالى أن يخيرهن بين الدنيا والآخرة، وأن يخلي سبيل من اختارت الدنيا ويمسك منهن من اختارت الله سبحانه ورسوله على أنهن أمهات المؤمنين ولا ينكحن أبدا، وعلى أن يؤوي إليه من يشاء ويرجي منهن إليه من يشاء، فيرضين به قسم لهن أو لم يقسم، أو فضل بعضهن على بعض بالنفقة والقسمة والعشرة، ويكون الأمر في ذلك إليه يفعل ما يشاء، فرضين بذلك كله فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ما جعل الله تعالى له من التوسعة يسوي بينهن في القسمة.
- أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المزكي قال: أخبرنا عبد الملك بن الحسن بن يوسف السقطي قال: حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني قال: حدثنا يحيى بن معين قال: حدثنا عباد بن عباد: عن عاصم الأحول عن معاذة، عن عائشة قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما نزلت {ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء} يستأذننا إذا كان في يوم المرأة منا، قالت معاذة: فقلت: ما كنت تقولين؟ قالت: كنت أقول: إن كان ذلك إلي لم أوثر أحدا على نفسي)، رواه البخاري، عن حبان بن موسى، عن ابن المبارك ورواه مسلم، عن شريح بن يونس، عن عباد كلاهما عن عاصم.
وقال قوم: لما نزلت آية التخيير أشفقن أن يطلقهن فقلن: يا نبي الله اجعل لنا من مالك ونفسك ما شئت ودعنا على حالنا، فنزلت هذه الآية.
- أخبرنا عبد الرحمن بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن نعيم قال: حدثنا محمد بن يعقوب الأخرم قال: حدثنا محمد بن عبد الوهاب قال: حدثنا محاضر بن المودع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنها كانت تقول لنساء النبي صلى الله عليه وسلم: أما تستحي المرأة أن تهب نفسها؟ فأنزل الله تعالى{ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء}فقالت عائشة: أرى ربك يسارع لك في هواك.
رواه البخاري عن زكريا بن يحيى، ورواه مسلم عن أبي كريب كلاهما عن أبي أسامة عن هشام). [أسباب النزول: 375-377]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ):(قوله تعالى: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آَتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا}
أخرج الشيخان عن عائشة أنها كانت تقول: أما تستحي المرأة أن تهب نفسها فأنزل الله: {ترجي من تشاء..} الآية، فقالت عائشة: أرى ربك يسارع لك في هواك.
وأخرج ابن سعد عن أبي رزين قال: هم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطلق من نسائه، فلما رأين ذلك جعلنه في حل من أنفسهن يؤثر من يشاء على من يشاء. فأنزل الله: {إنا أحللنا لك أزواجك} إلى قوله: {ترجي من تشاء منهن} الآية). ). [لباب النقول: 211]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ):(قوله تعالى: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ}.
قالالبخاري [10/ص144]: حدثنا زكريا بن يحيى حدثنا أبو أسامة قال هشام حدثنا عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأقول: أتهب المرأة نفسها؟ فلما أنزل الله تعالى {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكَ} قلت: ما أرى ربك إلا يسارع في هواك.
الحديث رواه مسلم [1 /49]، وأخرجه أحمد [6 /158]، وابن جرير [22 /26]، والحاكم في المستدرك [2 /436] وفيه: (فأنزل الله هذه الآية في نساء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم) ثم قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة وسكت عليه الذهبي.
وأقول: البخاري لم يرو لمحاضر بن المورع إلا تعليقا، ومسلم لم يرو له إلا حديثا واحدا متابعة كما في تهذيب التهذيب فعلى هذا ليس هو على شرطهما والله أعلم). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 189-190]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



رد مع اقتباس