عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:06 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ الإنسان خلق هلوعًا (19) إذا مسّه الشّرّ جزوعًا (20) وإذا مسّه الخير منوعًا (21) إلّا المصلّين (22) الّذين هم على صلاتهم دائمون (23) والّذين في أموالهم حقٌّ معلومٌ (24) للسّائل والمحروم (25) والّذين يصدّقون بيوم الدّين (26) والّذين هم من عذاب ربّهم مشفقون (27) إنّ عذاب ربّهم غير مأمونٍ (28) والّذين هم لفروجهم حافظون (29) إلّا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنّهم غير ملومين (30) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون (31) والّذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون (32) والّذين هم بشهاداتهم قائمون (33) والّذين هم على صلاتهم يحافظون (34) أولئك في جنّاتٍ مكرمون (35)}
يقول تعالى مخبرًا عن الإنسان وما هو مجبولٌ عليه من الأخلاق الدّنيئة: {إنّ الإنسان خلق هلوعًا} ثمّ فسّره بقوله: {إذا مسّه الشّرّ جزوعًا} أي: إذا أصابه الضّرّ فزع وجزع وانخلع قلبه من شدّة الرّعب، وأيس أن يحصل له بعد ذلك خيرٌ.
{وإذا مسّه الخير منوعًا} أي: إذا حصلت له نعمةٌ من اللّه بخل بها على غيره، ومنع حقّ اللّه فيها.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا أبو عبد الرّحمن، حدّثنا موسى بن عليّ بن رباح: سمعت أبي يحدّث عن عبد العزيز بن مروان بن الحكم قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "شرّ ما في رجلٍ شحٌ هالعٌ، وجبنٌ خالعٌ".
ورواه أبو داود عن عبد اللّه بن الجرّاح، عن أبي عبد الرّحمن المقري، به وليس لعبد العزيز عنده سواه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 226]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {إلا المصلّين} أي: الإنسان من حيث هو متّصفٌ بصفات الذّمّ إلّا من عصمه اللّه ووفّقه، وهداه إلى الخير ويسّر له أسبابه، وهم المصلّون). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 226]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({الّذين هم على صلاتهم دائمون} قيل: معناه يحافظون على أوقاتهم وواجباتهم. قاله ابن مسعودٍ، ومسروقٌ، وإبراهيم النّخعيّ.
وقيل: المراد بالدّوام هاهنا السّكون والخشوع، كقوله: {قد أفلح المؤمنون الّذين هم في صلاتهم خاشعون} [المؤمنون: 1، 2]. قاله عتبة بن عامرٍ. ومنه الماء الدّائم، أي: السّاكن الرّاكد.
وقيل: المراد بذلك الّذين إذا عملوا عملًا داوموا عليه وأثبتوه، كما جاء في الصّحيح عن عائشة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "أحبّ الأعمال إلى اللّه أدومها وإن قلّ". وفي لفظٍ: "ما داوم عليه صاحبه"، قالت: وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا عمل عملًا داوم عليه. وفي لفظ: أثبته.
وقال قتادة في قوله: {الّذين هم على صلاتهم دائمون} ذكر لنا أنّ دانيال، عليه السّلام، نعت أمّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يصلّون صلاةً لو صلّاها قوم نوحٍ ما غرقوا، أو قوم عادٍ ما أرسلت عليهم الرّيح العقيم، أو ثمود ما أخذتهم الصّيحة. فعليكم بالصّلاة فإنّها خلق للمؤمنين حسنٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 226-227]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {والّذين في أموالهم حقٌّ معلومٌ * للسّائل والمحروم} أي: في أموالهم نصيبٌ مقرّرٌ لذوي الحاجات. وقد تقدّم الكلام على ذلك في "سورة الذّاريات"). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 227]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {والّذين يصدّقون بيوم الدّين} أي: يوقنون بالمعاد والحساب والجزاء، فهم يعملون عمل من يرجو الثّواب ويخاف العقاب؛ ولهذا قال: {والّذين هم من عذاب ربّهم مشفقون}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 227]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({والّذين هم من عذاب ربّهم مشفقون} أي: خائفون وجلون). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 227]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ عذاب ربّهم غير مأمونٍ} أي: لا يأمنه أحدٌ ممّن عقل عن اللّه أمره إلّا بأمانٍ من اللّه تبارك وتعالى). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 227]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {والّذين هم لفروجهم حافظون} أي: يكفّونها عن الحرام ويمنعونها أن توضع في غير ما أذن اللّه [فيه] ولهذا قال: {إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم} أي: من الإماء، {فإنّهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} وقد تقدّم تفسير ذلك في أوّل سورة {قد أفلح المؤمنون} بما أغنى عنّي إعادته هاهنا). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 227]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {والّذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون} أي: إذا اؤتمنوا لم يخونوا، وإذا عاهدوا لم يغدروا. وهذه صفات المؤمنين، وضدّها صفات المنافقين، كما ورد في الحديث الصّحيح: "آية المنافق ثلاثٌ: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان". وفي روايةٍ: "إذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر"). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 227]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {والّذين هم بشهاداتهم قائمون} أي: محافظون عليها لا يزيدون فيها، ولا ينقصون منها، ولا يكتمونها، {ومن يكتمها فإنّه آثمٌ قلبه} [البقرة: 283]). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 227]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {والّذين هم على صلاتهم يحافظون} أي: على مواقيتها وأركانها وواجباتها ومستحبّاتها، فافتتح الكلام بذكر الصّلاة واختتمه بذكرها، فدلّ على الاعتناء بها والتّنويه بشرفها، كما تقدّم في أوّل سورةٍ: {قد أفلح المؤمنون} سواءٌ، لهذا قال هناك: {أولئك هم الوارثون * الّذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون} [المؤمنون: 10، 11] وقال هاهنا: {أولئك في جنّاتٍ مكرمون} أي: مكرمون بأنواع الملاذّ والمسارّ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 227]


رد مع اقتباس