عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 15 جمادى الأولى 1434هـ/26-03-2013م, 03:57 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّا نراك من المحسنين...}
يقول: من العالمين قد أحسنت العلم...
- حدّثنا ابن الغسيل الأنصاريّ عن عكرمة قال: الحين حينان: حين لا يدرك وهو قوله عزّ وجلّ: {هل أتى على الإنسان حينٌ من الدّهر}
(قال الفرّاء فهذا يقلّ ويكثر) ليست له غاية. قال عكرمة: وحينٌ يدرك وهو قوله: {تؤتي أكلها كلّ حينٍ} يعني ستّة أشهر). [معاني القرآن: 2/45]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {أعصر خمرًا} فحكي عن الشعبي أنه قال: {أعصر خمرا} أي عنبا في لغة عمان؛ وكذلك قال ابن عباس.
وهذا على الجواز في اللغة كقول لبيد:
رقميات عليها ناهض = ..............
أي ريش ناهض؛ كأنه قال أعصر عنب خمر؛ لأن الخمر منه، فاختصر ذلك). [معاني القرآن لقطرب: 744]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أعصر خمراً} يقال لا، عنبا. قال الأصمعي: أخبرني المعتمر بن سليمان أنه لقي أعرابيا معه عنب، فقال ما معك؟
فقال: خمر.
وتكون الخمر بعينها، كما يقال: عصرت زيتا، وإنما عصرت زيتونا). [تفسير غريب القرآن: 217]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({ودخل معه السّجن فتيان قال أحدهما إنّي أراني أعصر خمرا وقال الآخر إنّي أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطّير منه نبّئنا بتأويله إنّا نراك من المحسنين}
ولم يقل فحبس لأن في قوله: (ودخل معه السّجن) دليلا أنه حبس.
و " فتيان، جائز أن يكونا حدثين أو شيخين، لأنهم كانوا يسمون المملوك فتى.
{قال أحدهما إنّي أراني أعصر خمرا}.
ولم يقل إني أراني في النوم أعصر خمرا، لأن الحال تدلّ على أنه ليس يرى نفسه في اليقظة يعصر خمرا.
وقال أهل اللغة: الخمر في لغة عمان اسم للعنب، فكأنّه قال: أراني أعصر عنبا، ويجوز أن يكون عنى الخمر بعينها، لأنه يقال للذي يصنع من التمر الدبس هذا يعمل دبسا، وإنّما يعمل التمر حتى يصير دبسا، وكذلك كل شيء نقل من شيء.
وكذلك قوله أعصر خمرا، أي أعصر عنب الخمر أي العنب الّذي يكون عصيره خمرا.
{وقال الآخر إنّي أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطّير منه نبّئنا بتأويله}.
أي تأويل ما رأينا.
وقولهما {نبّئنا بتأويله} يدل على أنهما رأيا ذلك في النوم، لأنه لا تأويل لرؤية اليقظة غير ما يراه الإنسان.
{إنّا نراك من المحسنين}.
جاء في التفسير أنه كان يعين المظلوم وينصر الضعيف، ويعود العليل.
وقيل من المحسنين، أي ممن يحسن التأويل. وهذا دليل أنّ أمر الرؤيا صحيح، وأنها لم تزل في الأمم الخالية، ومن دفع أمر الرؤيا وأنّه منها ما يصح فليس بمسلم لأنه يدفع القرآن والأثر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنه روي عن رسول الله أن الرؤيا جزء من أربعين جزءا من النبوة.
وتأويله أن الأنبياء يخبرون بما سيكون.
والرؤيا الصادقة تدل على ما سيكون). [معاني القرآن: 3/110-109]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ودخل معه السجن فتيان}
يجوز أن يكونا شابين وأن يكون شيخين والعرب تستعمل هذا
ثم قال جل ذكره: {قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا}
في هذا أقوال منها
أن الخمر ههنا العنب ومنها أن المعنى عنب خمر ومنها أن يكون مثل قولك أن أعصر زيتا أي أعصر ما يؤول أمره إلى الزيت كما قال:
الحمد لله العلي المنان = صار الثريد في رؤوس العيدان
وإنما يعني السنبل فسماه ثريدا لأن الثريد منه وهذا قول حسن
والأول أبينها وأهل التفسير علي
حدثنا أحمد بن شعيب قال أخبرني أحمد بن سعيد قال وهب بن جرير عن أبيه عن علي بن الحكم عن الضحاك في وقوله: {إني أراني أعصر خمرا} قال فالخمر العنب وإنما يسمي أهل عمان العنب الخمر
ثم قال تبارك وتعالى: {وقال الآخر إني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين}
في هذا قولان:
أحدهما إنا نراك تحسن تأويل الرؤيا
والقول الآخر يروى عن الضحاك أنه كان يعين المظلوم ويعود المريض وينصر الضعيف ويوسع للرجال
فحاد عن جوابهما إلى غير ما سألاه عنه فقال لا يأتيكما
وفي هذا قولان:
أحدهما أن ابن جريج قال لم يرد أن يعبر لهما الرؤيا فحاد عن مسئلتهما فلم يتركاه حتى عبرها
وقال غيره أراد أن يعلمهما أنه نبي وأنه يعلمها بالغيب فقال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما
ويروى أن الملك كان إذا أراد قتل إنسان وجه إليه بطعام بعينه لا يتجاوزه
ثم أعلمهما أن ذلك العلم من عند الله لا بكهانة ولا تنجيم فقال ذلكما مما علمني ربي). [معاني القرآن: 3/427-425]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أعصر خمرا} أي عنبا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 114]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إلاّ نبّأتكما بتأويله...}
يقول: بسببه وألوانه. وقوله: {وهم بالآخرة هم كافرون} العرب لا تجمع اسمين قد كني عنهما ليس بينهما شيء إلاّ أن ينووا التكرير وإفهام المكلّم؛ فإذا أرادوا ذلك قالوا: أنت أنت فعلت، وهو هو أخذها. ولا يجوز أن نجعل الآخرة توكيداً للأولى، لأن لفظهما واحد. ولكنهم إذا وصلوا الأوّل بناصب أو خافض أو رافع أدخلوا له اسمه فكان توكيداً. أمّا المنصوب فقولك: ضربتك أنت، والمخفوض: مررت بك أنت، والمرفوع: قمت أنت. وإنما فعلوا ذلك لأن الأوّل قلّ واختلف لفظه، فأدخلوا اسمه المبتدأ. فإذا قالوا: أنت فينا أنت راغب ففرقوا بينهما بصفة قالوا ذلك، وكأنه في مذهبه بمنزلة قوله: {كتب عليه أنّه من تولاّه فأنّه يضلّه} كأنّ الأوّل ملغىً والاتّكاء والخبر عن الثاني. وكذلك قوله: {أيعدكم أنّكم إذا متّم} ثم قال: {أنّكم مخرجون} وهما جميعاً في معنى واحد، إلا أن ذلك جاز حين فرق بينهما بإذا. ومثله: {وهم بالآخرة هم يوقنون} ). [معاني القرآن: 2/45]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلّا نبّأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ذلكما ممّا علّمني ربّي إنّي تركت ملّة قوم لا يؤمنون باللّه وهم بالآخرة هم كافرون}
وليس هذا جواب ما سألا عنه، إنما سألا أن يخبرهما بتأويل ما رأياه فأحب يوسف عليه السلام أن يدعوهما إلى الإيمان وأن يعلمهما أنه نبي، وأن يدلهما على نبوته بآية معجزة، فأعلمهما أنه يخبرهما بكلّ طعام يؤتيان به قبل أن يرياه، ثم أعلمهما أن كل ذلك مما عرفه الله إياه فقال: {ذلكما ممّا علّمني ربّي}.
أي لست أخبركما على جهة التكهّن، والتنجّم، إنما أخبركما بوحي من اللّه وعلم، ثم أعلمهما أن هذا لا يكون إلا لمؤمن بنبي فقال:
{إنّي تركت ملّة قوم لا يؤمنون باللّه وهم بالآخرة هم كافرون * واتّبعت ملّة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك باللّه من شيء ذلك من فضل اللّه علينا وعلى النّاس ولكنّ أكثر النّاس لا يشكرون} ). [معاني القرآن: 3/110]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم أعلمهما أنه مؤمن فقال: {إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله}
ثم قال بعد ذلك {من فضل الله علينا وعلى الناس}
روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ذلك من فضل الله علينا أن جعلنا أنبياء وعلى الناس أن بعثنا إليهم رسلا). [معاني القرآن: 3/427]

تفسير قوله تعالى: {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (38)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {واتّبعت ملّة آبائي...}
تهمز وتثبت فيها الياء. وأصحابنا يروون عن الأعمش
{ملّة آباي إبراهيم} و{دعاي إلاّ فراراً} بنصب الياء لأنه يترك الهمز ويقصر الممدود فيصير بمنزلة محياي وهداي). [معاني القرآن: 2/46-45]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إنّي تركت ملّة قوم لا يؤمنون باللّه وهم بالآخرة هم كافرون * واتّبعت ملّة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك باللّه من شيء ذلك من فضل اللّه علينا وعلى النّاس ولكنّ أكثر النّاس لا يشكرون}
أي اتباعا الإيمان بتوفيق اللّه لنا بفضله علينا (وعلى الناس) بأن دلهم على دينه المؤدّي إلى صلاحهم.
{ولكنّ أكثر النّاس لا يشكرون} ). [معاني القرآن: 3/111-110]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم أعلمهما أنه مؤمن فقال: {إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله}
ثم قال بعد ذلك {من فضل الله علينا وعلى الناس}
روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ذلك من فضل الله علنا أن جعلنا أنبياء وعلى الناس أن بعثنا إليهم رسلا). [معاني القرآن: 3/427] (م)

تفسير قوله تعالى: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم قال لهما: {يا صاحبي السّجن أأرباب متفرّقون خير أم اللّه الواحد القهّار}
فدعاهم إلى توحيد اللّه بعد أن علمهما أنه يخبرهما بالغيب). [معاني القرآن: 3/111]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم دعاهما إلى الإسلام بعد فقال: {يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار} ).
[معاني القرآن: 3/428]

تفسير قوله تعالى: {مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم قال: {ما تعبدون من دونه إلّا أسماء سمّيتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل اللّه بها من سلطان إن الحكم إلّا للّه أمر ألّا تعبدوا إلّا إيّاه ذلك الدّين القيّم ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون}
أي أنتم جعلتم هذه الأسماء آلهة.
ثم أخبرهم بتأويل الرؤيا بعد أن دعاهم إلى الإيمان.
فأما تكرير قوله هم فعلى جهة التوكيد). [معاني القرآن: 3/111]


رد مع اقتباس