عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 14 جمادى الأولى 1434هـ/25-03-2013م, 08:32 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويرى الّذين أوتوا العلم الّذي أنزل إليك من ربّك هو الحقّ ويهدي إلى صراط العزيز الحميد}.
يقول تعالى ذكره: أثبت ذلك في كتابٍ مبينٍ؛ ليجزي الّذين آمنوا، والّذين سعوا في آياتنا ما قد بيّن لكم، وليرى الّذين أوتوا العلم؛ فيرى في موضع نصبٍ عطفًا به على قوله: يجزي، في قوله: {ليجزي الّذين آمنوا} وعنى بالّذين أوتوا العلم: مسلمة أهل الكتاب كعبد اللّه بن سلاّمٍ، ونظرائه الّذين قد قرؤوا كتب اللّه الّتي أنزلت قبل الفرقان، فقال تعالى ذكره: وليرى هؤلاء الّذين أوتوا العلم بكتاب اللّه الّذي هو التّوراة، الكتاب الّذي أنزل إليك يا محمّد من ربّك هو الحقّ.
وقيل: عنى بالّذين أوتوا العلم: أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {ويرى الّذين أوتوا العلم الّذي أنزل إليك من ربّك هو الحقّ} قال: أصحاب محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.
وقوله: {ويهدي إلى صراط العزيز الحميد} يقول: ويرشد من اتّبعه، وعمل بما فيه إلى سبيل اللّه العزيز في انتقامه من أعدائه، الحميد عند خلقه، فأياديه عندهم، ونعمه لديهم. وإنّما يعني أنّ الكتاب الّذي أنزل على محمّدٍ يهدي إلى الإسلام). [جامع البيان: 19/213-214]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {أولئك لهم مغفرة ورزق كريم} قال: مغفرة لذنوبهم {ورزق كريم} في الجنة {والذين سعوا في آياتنا معاجزين} قال: أي لا يعجزون وفي قوله {أولئك لهم عذاب من رجز أليم} قال: الرجز هو العذاب الأليم الموجع، وفي قوله {ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق} قال: أصحاب محمد). [الدر المنثور: 12/164-165] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله {ويرى الذين أوتوا العلم} قال: الذين أوتوا الحكمة {من قبل} قال: يعني المؤمنين من أهل الكتاب). [الدر المنثور: 12/165]

تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (7) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد يقول إذا أكلتكم الأرض وكنتم عظاما ورفاتا إنكم لفي خلق جديد). [تفسير عبد الرزاق: 2/126]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقال الّذين كفروا هل ندلّكم على رجلٍ ينبّئكم إذا مزّقتم كلّ ممزّقٍ إنّكم لفي خلقٍ جديدٍ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: وقال الّذين كفروا باللّه وبرسوله محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، متعجّبين من وعده إيّاهم البعث بعد الممات بعضهم لبعضٍ: {هل ندلّكم} أيّها النّاس {على رجلٍ ينبّئكم إذا مزّقتم كلّ ممزّقٍ إنّكم لفي خلقٍ جديدٍ} يقول: يخبركم أنّكم بعد تقطيعكم في الأرض بلي، وبعد مصيركم في التّراب رفاتًا، عائدون كهيئتكم قبل الممات خلقًا جديدًا.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وقال الّذين كفروا هل ندلّكم على رجلٍ ينبّئكم إذا مزّقتم كلّ ممزّقٍ} قال: ذلك مشركو قريشٍ والمشركون من النّاس {ينبّئكم إذا مزّقتم كلّ ممزّقٍ} إذا أكلتكم الأرض، وصرتم رفاتًا وعظامًا، وقطّعتكم السّباع والطّير {إنّكم لفي خلقٍ جديدٍ} ستحيون وتبعثون.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {هل ندلّكم على رجلٍ} إلى {خلقٍ جديدٍ} قال: يقول: {إذا مزّقتم} وإذا بليتم وكنتم عظامًا وترابًا ورفاتًا ذلك {كلّ ممزّقٍ إنّكم لفي خلقٍ جديدٍ}.
وقال: {ينبّئكم إذا مزّقتم كلّ ممزّقٍ} فكسر (إنّ) ولم يعمل {ينبّئكم} فيها، ولكن ابتدأ بها، لأنّ النّبأ خبرٌ وقولٌ، فالكسر في (إنّ) لمعنى الحكاية في قوله: {ينبّئكم} دون لفظه، كأنّه قيل: يقول لكم: {إنّكم لفي خلقٍ جديدٍ}.
ويجوز كسرها لدخول اللاّم في الخبر، كما قال: {إنّ ربّهم بهم يومئذٍ لّخبيرٌ}؛ لأنّ اللاّم إذا دخلت في الخبر كسرت المفتوح). [جامع البيان: 19/214-215]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم} قال: قال ذلك مشركو قريش {إذا مزقتم كل ممزق} يقول: اذا أكلتكم الأرض وصرتم عظاما ورفاتا، وتقطعتكم السباع والطير {إنكم لفي خلق جديد} انكم ستحيون وتبعثون قالوا: ذلك تكذيبا به {أفترى على الله كذبا أم به جنة} قال: قالوا: إما أن يكون يكذب على الله واما أن يكون مجنونا {أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض} قال: انك ان نظرت عن يمينك وعن شمالك ومن بين يديك ومن خلفك رأيت السماء والأرض {إن نشأ نخسف بهم الأرض} كما خسفنا بمن كان قبلهم {أو نسقط عليهم كسفا من السماء} أي قطعا من السماء ان يشأ يعذب بسمائه فعل وان يشأ يعذب بأرضه فعل وكل خلقه له جند قال قتادة رضي الله عنه: وكان الحسن رضي الله عنه يقول: ان الزبد لمن جنود الله {إن في ذلك لآية لكل عبد منيب} قال قتادة: تائب مقبل على الله عز وجل). [الدر المنثور: 12/165-166]

تفسير قوله تعالى: (أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ (8) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أفترى على اللّه كذبًا أم به جنّةٌ، بل الّذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضّلال البعيد}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل هؤلاء الّذين كفروا به، وأنكروا البعث بعد الممات بعضهم لبعضٍ، معجبين من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في وعده إيّاهم ذلك: أفترى هذا الّذي يعدنا أنّا بعد أن نمزّق كلّ ممزّقٍ في خلقٍ جديدٍ على اللّه كذبًا، فتخلّق عليه بذلك باطلاً من القول، وتخرّص عليه قول الزّور {أم به جنّةٌ} يقول: أم هو مجنونٌ فيتكلّم بما لا معنى له.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: قالوا تكذيبًا: {أفترى على اللّه كذبًا} قال: قالوا: إمّا أن يكون يكذب على اللّه، أم به جنّةٌ، وإمّا أن يكون مجنونًا {بل الّذين لا يؤمنون} الآية.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ؛ ثمّ قال بعضهم لبعضٍ: {أفترى على اللّه كذبًا أم به جنّةٌ} الرّجل مجنون فيتكلّم بما لا يعقل، فقال اللّه: {بل الّذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضّلال البعيد}.
وقوله: {بل الّذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضّلال البعيد} يقول تعالى ذكره: ما الأمر كما قال هؤلاء المشركون في محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، وظنّوا به من أنّه أفترى على اللّه كذبًا، أو أنّ به جنّةً، لكن الّذين لا يؤمنون بالآخرة من هؤلاء المشركين في عذاب اللّه في الآخرة، وفي الذّهاب البعيد عن طريق الحقّ، وقصد السّبيل، فهم من أجل ذلك يقولون فيه ما يقولون.
- حدّثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ؛ قال اللّه: {بل الّذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضّلال البعيد} وأمره أن يحلف لهم ليعتبروا، وقرأ: {قل بلى وربّي لتبعثنّ} الآية كلّها، وقرأ: {قل بلى وربّي لتأتينّكم}.
وقطعت (الألف) من قوله: {أفترى على اللّه} في القطع والوصل، ففتحت لأنّها ألف استفهام فأمّا الألف الّتي بعدها، الّتي هي ألف (افتعل)، فإنّها ذهبت لأنّها خفيفةٌ زائدةٌ تسقط في اتّصال الكلام، ونظيرها: {سواءٌ عليهم أستغفرت لهم}، و{بيديّ أستكبرت} و{أصطفى البنات} وما أشبه ذلك، ولا يجوز كسر الألف في شيءٍ من ذلك؛ لأنّ دلالة الاستفهام تسقك من الكلام إذا كسرت وخالفت هيئته قوله: {آلذّكرين حرّم أم الأنثيين} و{آلآن} وما أشبه ذلك، وطوّلت هذه، ولم تطوّل تلك؛ لأن ألف {آلآن}، و{آلذّكرين} كانت مفتوحةً، فلو أسقطت لم يكن بين الاستفهام والخبر فرقٌ، فجعل التّطويل فيها فرقًا بين الاستفهام والخبر، والألف من {أفترى} كانت مكسورةً، وألف الاستفهام مفتوحةٌ، فكانتا مفترقتين بذلك، فأغنى ذلك دلالةً على الفرق من التّطويل). [جامع البيان: 19/215-217]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم} قال: قال ذلك مشركو قريش {إذا مزقتم كل ممزق} يقول: اذا أكلتكم الأرض وصرتم عظاما ورفاتا، وتقطعتكم السباع والطير {إنكم لفي خلق جديد} انكم ستحيون وتبعثون قالوا: ذلك تكذيبا به {أفترى على الله كذبا أم به جنة} قال: قالوا: إما أن يكون يكذب على الله واما أن يكون مجنونا {أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض} قال: انك ان نظرت عن يمينك وعن شمالك ومن بين يديك ومن خلفك رأيت السماء والأرض {إن نشأ نخسف بهم الأرض} كما خسفنا بمن كان قبلهم {أو نسقط عليهم كسفا من السماء} أي قطعا من السماء ان يشأ يعذب بسمائه فعل وان يشأ يعذب بأرضه فعل وكل خلقه له جند قال قتادة رضي الله عنه: وكان الحسن رضي الله عنه يقول: ان الزبد لمن جنود الله {إن في ذلك لآية لكل عبد منيب} قال قتادة: تائب مقبل على الله عز وجل). [الدر المنثور: 12/165-166] (م)

تفسير قوله تعالى: (أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (9) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض قال إنك إن نظرت عن يمينك وعن شمالك أو بين يديك أو من خلفك رأيت السماء والأرض). [تفسير عبد الرزاق: 2/126]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى لكل عبد منيب قال تائب). [تفسير عبد الرزاق: 2/126]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السّماء والأرض إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفًا من السّماء إنّ في ذلك لآيةً لكلّ عبدٍ منيبٍ}.
يقول تعالى ذكره: أفلم ينظر هؤلاء المكذّبون بالمعاد، الجاحدون البعث بعد الممات، القائلون لرسولنا محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {أفترى على اللّه كذبًا أم به جنّةٌ} إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السّماء والأرض، فيعلموا أنّهم حيث كانوا، فإنّ أرضي وسمائي محيطةٌ بهم من بين أيديهم ومن خلفهم، وعن أيمانهم، وعن شمائلهم، فيرتدعوا عن جهلهم، ويتزجّروا عن تكذيبهم بآياتنا حذرًا أن نأمر الأرض فتخسف بهم، أو السّماء فتسقط عليه قطعًا، فإنّا إن نشأ نفعل ذلك بهم فعلنا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم} قال: لينظروا عن أيمانهم، وعن شمائلهم، كيف السّماء قد أحاطت بهم {إن نشأ نخسف بهم الأرض} كما خسفنا بمن كان قبلهم {أو نسقط عليهم كسفًا من السّماء} أي قطعًا من السّماء.
وقوله: {إنّ في ذلك لآيةً لكلّ عبدٍ منيبٍ} يقول تعالى ذكره: إنّ في إحاطة السّماء والأرض بعباد اللّه {لآيةً} يقول: لدلالةً {لكلّ عبدٍ منيبٍ} يقول: لكلّ عبدٍ أناب إلى ربّه بالتّوبة، ورجع إلى معرفة توحيده، والإقرار بربوبيّته، والاعتراف بوحدانيّته، والإذعان لطاعته، على أنّ فاعل ذلك لا يمتنع عليه فعل شيءٍ أراد فعله، ولا يتعذّر عليه فعل شيءٍ شاءه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {إنّ في ذلك لآيةً لكلّ عبدٍ منيبٍ} والمنيب: المقبل التّائب). [جامع البيان: 19/218-219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم} قال: قال ذلك مشركو قريش {إذا مزقتم كل ممزق} يقول: اذا أكلتكم الأرض وصرتم عظاما ورفاتا، وتقطعتكم السباع والطير {إنكم لفي خلق جديد} انكم ستحيون وتبعثون قالوا: ذلك تكذيبا به {أفترى على الله كذبا أم به جنة} قال: قالوا: إما أن يكون يكذب على الله واما أن يكون مجنونا {أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض} قال: انك ان نظرت عن يمينك وعن شمالك ومن بين يديك ومن خلفك رأيت السماء والأرض {إن نشأ نخسف بهم الأرض} كما خسفنا بمن كان قبلهم {أو نسقط عليهم كسفا من السماء} أي قطعا من السماء ان يشأ يعذب بسمائه فعل وان يشأ يعذب بأرضه فعل وكل خلقه له جند قال قتادة رضي الله عنه: وكان الحسن رضي الله عنه يقول: ان الزبد لمن جنود الله {إن في ذلك لآية لكل عبد منيب} قال قتادة: تائب مقبل على الله عز وجل). [الدر المنثور: 12/165-166] (م)


رد مع اقتباس