عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 20 ربيع الثاني 1434هـ/2-03-2013م, 11:18 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (109) )

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قالوا لا علم لنا...}
قالوا: فيما ذكر من هول يوم القيامة. ثم قالوا: إلا ما علمتنا، فإن كانت على ما ذكر فـ (ما) التي بعد (إلا) في موضع نصب؛ لحسن السكوت على قوله: (لا علم لنا)، والرفع جائز). [معاني القرآن: 1/324]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({يوم يجمع اللّه الرّسل فيقول ما ذا أجبتم قالوا لا علم لنا} قيل: تدخلهم حيرة من هول القيامة وهول المسألة). [تفسير غريب القرآن: 148]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (يوم يجمع اللّه الرّسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنّك أنت علّام الغيوب (109)
أما نصب " يوم " فمحمول على قوله... (واتّقوا اللّه واسمعوا) أي، واتّقوا يوم يجمع اللّه الرسل، كما قال: (واتّقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا).
ومعنى المسألة من الله تعالى للرسل تكون على جهة التوبيخ للذين أرسلوا إليهم، كما قال عزّ وجلّ: (وإذا الموءودة سئلت (8) بأيّ ذنب قتلت (9).
فإنّما تسأل ليوبّخ قاتلوها، وأمّا إجابة الرسل وقولهم: " لا علم لنا " فقد قال الناس في هذا غير قول:
جاء في بعض التفسير إنّه عزبت عنهم أفهامهم لهول يوم القيامة فقالوا: لا علم لنا مع علمك.
وقال بعضهم: لو كانت عزبت أفهامهم لم يقولوا إنك أنت علام الغيوب.
وقال بعضهم معنى قول الرسل (لا علم لنا) أي بما غاب عنا ممن أرسلنا إليه، أنت يا ربنا تعلم باطنهم ولسنا نعلم غيبهم إنك أنت علام الغيوب). [معاني القرآن: 2/217-218]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم} هذا السؤال على جهة التوبيخ لمن كذبهم وفي معنى الآية قولان:
أحدهما أنهم لما سئلوا فزعوا فزال وهمهم فقالوا: لا علم لنا. قال مجاهد: لما قيل لهم: ماذا أجبتم فزعوا فقالوا: لا علم لنا فلما ثابت عقولهم خبروا بما علموا.
والقول الآخر أن المعنى لا علم لنا بما غاب عنا وقيل: يدل على صحة هذا القول {إنك أنت علام الغيوب}

وهذا مذهب ابن جريج وروى حجاج عن ابن جريج في قوله عز وجل: {يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا} قال: قيل لهم: ما علمتم من الأمم بعدكم، قالوا: لا علم لنا.
قال أبو عبيد: ويشبه هذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يرد الحوض أقوام فيختلجون فأقول: أمتي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك))). [معاني القرآن: 2/381-382]


تفسير قوله تعالى: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (110) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إذ أيّدتّك...}
على فعّلتك؛ كما تقول: قويتك.
وقرأ مجاهد (آيدتك) على أفعلتك.
وقال الكسائيّ: فاعلتك، وهي تجوز. وفي مثل عاونتك.

وقوله: {في المهد} يقول: صبيّا {وكهلاً} فردّ الكهل على الصفة؛ كقوله: {دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما}). [معاني القرآن: 1/325]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (أيّدتك) (110) أي قوّيتك، يقال: رجل أيّد أي شديد قويٌّ.
(كهيئة الطّير) (110) أي كمثل الطير، ومنه قولهم: دعه على هيئته). [مجاز القرآن: 1/181-182]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو وأصحاب عبد الله {فتكون طيرا}.
وأهل المدينة {فتكون طائرا} وقد فسرنا الطائر والطير). [معاني القرآن لقطرب: 487]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({أيّدتك بروح القدس} أي قويتك وأعنتك {وكهلًا} ابن ثلاثين سنة.
{وإذ علّمتك الكتاب} أي الخط {والحكمة} يعني الفقه). [تفسير غريب القرآن: 148]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والخلق: التّصوير، قال الله تعالى: {وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ}أي: تصوّره). [تأويل مشكل القرآن: 506]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (إذ قال اللّه يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيّدتك بروح القدس تكلّم النّاس في المهد وكهلا وإذ علّمتك الكتاب والحكمة والتّوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطّين كهيئة الطّير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبيّنات فقال الّذين كفروا منهم إن هذا إلّا سحر مبين (110)
أمّا نعمته على والدته فإنه اصطفاها وطهرها واصطفاها على نساء العالمين، وكان رزقها يأتيها من عنده وهي في محرابها.
وقوله: (إذ أيّدتك بروح القدس).
أي أيّدتك بجبريل، جائز أن يكون قوله به، إذ حاولت بنو إسرائيل قتله، وجائز أن يكون أيّده به في كل أحواله، لأن في الكلام دليلا على ذلك.
وقوله: (تكلّم النّاس في المهد).
أي أيّدتك مكلّما النّاس في المهد (وكهلا) أي أيدتك كهلا، وجائز أن يكون (وكهلا) محمولا على تكلم، كان المعنى أيدتك مخاطبا للناس في صغرك ومخاطبا الناس كهلا، وقرأ بعضهم: " أأيدتك " على أفعلتك من الأيد وقرأ بعضهم آيدتك على فاعلتك أي عاونتك.
وقوله: (وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني).
الأكمه قال بعضهم: الذي يولد أعمى.
قال الخليل: هو الذي يولد أعمى، وهو الذي يعمى بعد أن كان بصيرا). [معاني القرآن: 2/218-219]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله عز وجل: {إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك} نعمته على مريم أنه جل وعز اصطفاها وطهرها.
وقال جل وعز: {كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا}). [معاني القرآن: 2/382-383]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إذ أيدتك بروح القدس} أيدتك قويتك وروح القدس جبريل صلى الله عليه وسلم قيل قواه به حين هموا بقتله وقواه به في الحجة). [معاني القرآن: 2/383]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ} أي قويتك وأعنتك، وروح القُدس: جبريل عليه السلام، والقُدس: الطهر.
و{وَكَهْلاً} ابن ثلاثين سنة.
{وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ} أي الخط، {وَالْحِكْمَةَ} أي الفقه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 72-73]


رد مع اقتباس