عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 23 ذو الحجة 1435هـ/17-10-2014م, 07:46 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

قال محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري(ت:256هـ): (حدثنا حفص بن عمر، حدثنا شعبة، عن عمرٍو، عن إبراهيم، عن مسروقٍ، ذكر عبد الله بن عمرٍو عبد الله بن مسعودٍ فقال: لا أزال أحبه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «خذوا القرآن من أربعةٍ من عبد الله بن مسعودٍ، وسالمٍ، ومعاذ بن جبلٍ، وأبي بن كعبٍ» ). [صحيح البخاري: ]

قال أحمد بن علي بن حجر العسقلاني(ت:852هـ): ( (قوله باب القراء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم)
أي الذين اشتهروا بحفظ القرآن والتصدي لتعليمه وهذا اللفظ كان في عرف السلف أيضًا لمن تفقه في القرآن وذكر فيه ستة أحاديث الأول عن عمرو هو بن مرة وقد نسبه المصنف في المناقب من هذا الوجه وذهلٌ الكرماني فقال هو عمرو بن عبد الله أبو إسحاق السبيعي وليس كما قال.
قوله: (عن مسروقٍ) جاء عن إبراهيم وهو النخعي فيه شيخٌ آخر أخرجه الحاكم من طريق أبي سعيدٍ المؤدب عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله وهو مقلوبٌ فإن المحفوظ في هذا عن الأعمش عن أبي وائلٍ عن مسروقٍ كما تقدم في المناقب ويحتمل أن يكون إبراهيم حمله عن شيخين والأعمش حمله عن شيخين قوله خذوا القرآن من أربعةٍ أي تعلموه منهم والأربعة المذكورون اثنان من المهاجرين وهما المبدأ بهما واثنان من الأنصار وسالم هو بن معقل مولى أبي حذيفة ومعاذ هو بن جبلٍ وقد تقدم هذا الحديث في مناقب سالمٍ مولى أبي حذيفة من هذا الوجه وفي أوله ذكر عبد الله بن مسعودٍ عند عبد الله بن عمرٍو فقال ذاك رجل لا أزال أحبه بعد ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خذوا القرآن من أربعةٍ فبدأ به فذكر حديث الباب ويستفاد منه محبة من يكون ماهرًا في القرآن وأن البداءة بالرجل في الذكر على غيره في أمرٍ اشترك فيه مع غيره يدل على تقدمه فيه وتقدم بقية شرحه هناك وقال الكرماني يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم أراد الإعلام بما يكون بعده أي أن هؤلاء الأربعة يبقون حتى ينفردوا بذلك وتعقب بأنهم لم ينفردوا بل الذين مهروا في تجويد القرآن بعد العصر النبوي أضعاف المذكورين وقد قتل سالمٌ مولى أبي حذيفة بعد النبي صلى الله عليه وسلم في وقعة اليمامة ومات معاذ في خلافة عمر ومات أبي وبن مسعودٍ في خلافة عثمان وقد تأخر زيد بن ثابتٍ وانتهت إليه الرياسة في القراءة وعاش بعدهم زمانًا طويلًا فالظاهر أنه أمر بالأخذ عنهم في الوقت الذي صدر فيه ذلك القول ولا يلزم من ذلك أن لا يكون أحدٌ في ذلك الوقت شاركهم في حفظ القرآن بل كان الذين يحفظون مثل الذين حفظوه وأزيد منهم جماعةٌ من الصحابة وقد تقدم في غزوة بئر معونة أن الذين قتلوا بها من الصحابة كان يقال لهم القراء وكانوا سبعين رجلًا الحديث الثاني) [فتح الباري:؟؟]




****************



قال محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري (ت:256هـ): (حدثنا عمر بن حفصٍ، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، حدثنا شقيق بن سلمة، قال: خطبنا عبد الله بن مسعودٍ فقال: «والله لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعًا وسبعين سورةً، والله لقد علم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله، وما أنا بخيرهم»، قال شقيقٌ: فجلست في الحلق أسمع ما يقولون، فما سمعت رادا يقول غير ذلك). [صحيح البخاري:؟؟]
قال أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت:852هـ): (قوله حدثنا عمر بن حفص حدثناابي كذا للأكثر وحكى الجياني أنه وقع في رواية الأصيلي عن الجرجاني حدثنا حفص بن عمر حدثنا أبي وهو خطأٌ مقلوبٌ وليس لحفص بن عمر أبٌ يروي عنه في الصحيح وإنما هو عمر بن حفص بن غياثٍ بالغين المعجمة والتحتانية والمثلثة وكان أبوه قاضي الكوفة وقد أخرج أبو نعيمٍ الحديث المذكور في المستخرج من طريق سهل بن بحرٍ عن عمر بن حفص بن غياثٍ ونسبه ثم قال أخرجه البخاري عن عمر بن حفصٍ قوله حدثنا شقيق بن سلمة في رواية مسلمٍ والنسائي جميعًا عن إسحاق عن عبدة عن الأعمش عن أبي وائلٍ وهو شقيقٌ المذكور وجاء عن الأعمش فيه شيخٌ آخر أخرجه النسائي عن الحسن بن إسماعيل عن عبدة بن سليمان عنه عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم عن بن مسعودٍ فإن كان محفوظًا احتمل أن يكون للأعمش فيه طريقان وإلا فإسحاق وهو بن راهويه أتقن من الحسن بن إسماعيل مع أن المحفوظ عن أبي إسحاق فيه ما أخرجه أحمد وبن أبي داود من طريق الثوري وإسرائيل وغيرهما عن أبي إسحاق عن خميرٍ بالخاء المعجمة مصغر عن بن مسعودٍ فحصل الشذوذ في رواية الحسن بن إسماعيل في موضعين قوله خطبنا عبد الله بن مسعودٍ فقال والله لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعًا وسبعين سورةً زاد عاصمٌ عن بدرٍ عن عبد الله وأخذت بقية القرآن عن أصحابه وعند إسحاق بن راهويه في روايته المذكورة في أوله ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم قال على قراءة من تأمرونني أن أقرأ وقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وفي رواية النسائي وأبي عوانة وبن أبي داود من طريق بن شهاب عن الأعمش عنأبي وائلٍ قال خطبنا عبد الله بن مسعودٍ على المنبر فقال ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة غلوا مصاحفكم وكيف تأمرونني أن أقرأ على قراءة زيد بن ثابتٍ وقد قرأت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله وفي رواية خمير بن مالكٍ المذكورة بيان السبب في قول بن مسعودٍ هذا ولفظه لما أمر بالمصاحف أن تغير ساء ذلك عبد الله بن مسعودٍ فقال من استطاع وقال في آخره أفأترك ما أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي روايةٍ له فقال إني غال مصحفي فمن استطاع أن يغل مصحفه فليفعل وعند الحاكم من طريق أبي ميسرة قال رحت فإذا أنا بالأشعري وحذيفة وبن مسعود فقال بن مسعودٍ والله لا أدفعه يعني مصحفه أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره قوله والله لقد علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله وقع في رواية عبدة وأبي شهابٍ جميعًا عن الأعمش أني أعلمهم بكتاب الله بحذف من وزاد ولو أعلم أن أحدًا أعلم مني لرحلت إليه وهذا لا ينفي إثبات من فإنه نفى الأغلبية ولم ينف المساواة وسيأتي مزيدٌ لذلك في الحديث الرابع قوله وما أنا بخيرهم يستفاد منه أن الزيادة في صفةٍ من صفات الفضل لا تقتضي الأفضلية المطلقة فالأعلمية بكتاب الله لا تستلزم الأعلمية المطلقة بل يحتمل أن يكون غيره أعلم منه بعلومٍ أخرى فلهذا قال وما أنا بخيرهم وسيأتي في هذا بحثٌ في باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه إن شاء الله تعالى قوله قال شقيقٌ أي بالإسناد المذكور فجلست في الحلق بفتح المهملة واللام فما سمعت رادا يقول غير ذلك يعني لم يسمع من يخالف بن مسعودٍ يقول غير ذلك أو المراد من يرد قوله ذلك ووقع في رواية مسلمٍ قال شقيقٌ فجلست في حلق أصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم فما سمعت أحدًا يرد ذلك ولا يعيبه وفي رواية أبي شهابٍ فلما نزل عن المنبر جلست في الحلق فما أحدٌ ينكر ما قال وهذا يخصص عموم قوله أصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم بمن كان منهم بالكوفة ولا يعارض ذلك ما أخرجه بن أبي داود من طريق الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعودٍ عن عبد الله بن مسعودٍ فذكر نحو حديث الباب وفيه قال الزهري فبلغني أن ذلك كرهه من قول بن مسعودٍ رجالٌ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه محمولٌ على أن الذين كرهوا ذلك من غير الصحابة الذين شاهدهم شقيق بالكوفة ويحتمل اختلاف الجهة فالذي نفى شقيقٌ أن أحدًا رده أو عابه وصف بن مسعودٍ بأنه أعلمهم بالقرآن والذي أثبته الزهري ما يتعلق بأمره بغل المصاحف وكأن مراد بن مسعودٍ بغل المصاحف كتمها وإخفاؤها لئلا تخرج فتعدم وكأن بن مسعودٍ رأى خلاف ما رأى عثمان ومن وافقه في الاقتصار على قراءةٍ واحدةٍ وإلغاء ما عدا ذلك أو كان لا ينكر الاقتصار لما في عدمه من الاختلاف بل كان يريد أن تكون قراءته هي التي يعول عليها دون غيرها لما له من المزية في ذلك مما ليس لغيره كما يؤخذ ذلك من ظاهر كلامه فلما فاته ذلك ورأى أن الاقتصار على قراءة زيدٍ ترجيحٌ بغير مرجحٍ عنده اختار استمرار القراءة على ما كانت عليه على أن بن أبي داود ترجم باب رضي بن مسعودٍ بعد ذلك بما صنع عثمان لكن لم يورد ما يصرح بمطابقة ما ترجم به الحديث الثالث). [فتح الباري:؟؟]

رد مع اقتباس