عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 13 محرم 1432هـ/19-12-2010م, 08:33 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى 10]

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ (3) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (4) يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) وَأَنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (7) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (10)}

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم إنّ زلزلة السّاعة شيء عظيم}
{يا أيّها} نداء مبهم مفرد، وها للتنبيه، وهو مبنى على الضم، والناس رفع تبع لـ (يا أيها)، والنحويون لا يجيزون إلا رفع الناس ههنا.
والمازني أجاز النصب في يا أيها الرجل أقبل، كما تقول يا زيد الظريف والظريف، وهذا غلط من المازني، لأن زيدا يجوز الوقف والاقتصار عليه دون الظريف ويا أيها ليس بكلام،
وإنما القصد الناس، فكأنّه بمنزلة - يا ناس اتقوا ربكم.
وجاء في التفسير أن كل شيء جاء في كتاب اللّه من {يا أيها الناس} فمكي، وما كان فيه من {يا أيها الذين آمنوا} فمدني.
وقوله: {إنّ زلزلة السّاعة شيء عظيم}.
قيل إن هذه الزلزلة في الدنيا وأن يكون بعدها طلوع الشمس من مغربها وقيل إنها الزلزلة التي تكون مع الساعة). [معاني القرآن: 3/409]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( قوله جل وعز: {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم}
روى سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة قال هذا قبل يوم القيامة). [معاني القرآن: 4/372]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم إنّ زلزلة السّاعة شيءٌ عظيمٌ} [الحج: 1].
{يوم ترونها تذهل} [الحج: 2] يعني تعرض.
{كلّ مرضعةٍ عمّا أرضعت وتضع كلّ ذات حملٍ حملها وترى النّاس سكارى وما هم بسكارى ولكنّ عذاب اللّه شديدٌ} [الحج: 2] وهذه النّفخة الآخرة.
- أبو الأشهب عن الحسن قال: بينما رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في مسيرٍ له لا يقصر، إذا رفع صوته فقال: {يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم إنّ زلزلة السّاعة شيءٌ عظيمٌ} [الحج: 1] حتّى انتهى إلى قوله: {ولكنّ عذاب اللّه شديدٌ} [الحج: 2] فلمّا سمعوا صوت نبيّهم اعصوصبوا به فتلاهما عليهم ثمّ قال لهم: " هل تدرون أيّ يومٍ ذاكم؟ قالوا: اللّه ورسوله أعلم.
قال: " ذاكم يوم يقول اللّه تبارك وتعالى لآدم: يا آدم قم ابعث بعث النّار.
قال: فيقول: يا ربّ وما بعث النّار؟ قال: من كلّ ألفٍ تسع مائةٍ وتسعةً وتسعين إنسانًا إلى النّار وواحدًا إلى الجنّة ".
فلمّا سمعوا ما قال نبيّهم أبلسوا حتّى ما يجلى أحدهم عن واضحةٍ.
فلمّا رأى ما بهم قال: «أبشروا فما أنتم في النّاس إلا كالرّقمة في ذراع الدّابّة، أو
[تفسير القرآن العظيم: 1/353]
كالشّامة في جنب البعير، وإنّكم مع خليقتين ما كانتا مع شيءٍ قطّ إلا كثّرتاه، يأجوج ومأجوج ومن هلك، يعني ومن كفر من بني إبليس، وتكمل العدّة من المنافقين».
- أخبرنا حمّادٌ، عن عمرو بن دينارٍ، عن عبيد بن عميرٍ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: المسلمون يومئذٍ في جموع الكفّار كشعرةٍ بيضاء في جلد ثورٍ أسود، فعند ذلك يهرم الكبير، ويشيب الصّغير، وتضع كلّ ذات حملٍ حملها إلى آخر الآية.
قال يحيى: وبلغني أنّ الكبير يحطّ يوم القيامة إلى ثلاثٍ وثلاثين سنةً، ويرفع الصّغير إلى ثلاثٍ وثلاثين سنةً.
- الحسن بن دينارٍ عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا تقوم السّاعة إلا بغضبةٍ يغضبها ربّكم لم يغضب قبلها مثلها»). [تفسير القرآن العظيم: 1/354]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(قوله: {تذهل كلّ مرضعةٍ...}

رفعت القراء (كلّ مرضعة) لأنهم جعلوا الفعل لها. ولو قيل: تذهل كلّ مرضعة وأنت تريد الساعة أنها تذهل أهلها كان وجهاً. ولم أسمع أحداً قرأ به والمرضعة: الأمّ.
والمرضع: التي معها صبيّ ترضعه. ولو قيل في الأمّ: مرضع لأنّ الرضاع لا يكون إلا من الإناث فيكون مثل قولك: طامث وحائض. ولو قيل في التي معها صبيّ: مرضعة كان صواباً.
وقوله: {وترى النّاس سكارى وما هم بسكارى} اجتمع الناس والقراء على (سكارى وما هم بسكارى) ... حدثني هشيم عن مغيرة عن إبراهيم عن عبد الله بن مسعود أنه قرأ (وترى الناس سكرى وما هم بسكرى) وهو وجه جيّد في العربية: (لأنه بمنزلة الهلكى والجرحى، وليس بمذهب النشوان والنشاوى). والعرب تذهب بفاعل وفعيل وفعل إذا كان صاحبه كالمريض أو الصريع أو الجريح فيجمعونه على الفعلى فجعلوا الفعلى علامةً لجمع كل ذي زمانةٍ وضررٍ وهلاكٍ. ولا يبالون أكان واحده فاعلاً أم فعيلاً أم فعلان فاختير سكرى بطرح الألف من هول ذلك اليوم وفزعه. ولو قيل (سكرى) على أن الجمع يقع عليه التأنيث فيكون كالواحدة كان وجهاً،
كما قال الله: {ولله الأسماء الحسنى} {والقرون الأولى} والناس. جماعة فجائز أن يقع ذلك عليهم. وقد قالت العرب: قد جاءتك الناس:
وأنشدني بعضهم:

أضحت بنو عامر غضبى =أنّي عفوت فلا عارٌ ولا باس
فقال: غضبى للأنوف على ما فسّرت لك.
وقد ذكر أن بعض القراء قرأ (وترى الناس) وهو وجه جيد يريد: مثل قولك رئيت أنك قائم ورئيتك قائماً فتجعل (سكارى) في موضع نصب لأن (ترى) تحتاج إلى شيئين تنصبهما. كما يحتاج الظنّ). [معاني القرآن: 2/215-214]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {يوم ترونها تذهل كلّ مرضعةٍ} أي تسلو وتنسى،
قال كثير عزة:
صحا قلبه يا عزّ أو كاد يذهل
أي يصحو ويسلو). [مجاز القرآن: 2/44]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {يوم ترونها تذهل كلّ مرضعةٍ عمّا أرضعت وتضع كلّ ذات حملٍ حملها وترى النّاس سكارى وما هم بسكارى ولكنّ عذاب اللّه شديدٌ}
قال: {تذهل كلّ مرضعةٍ عمّا أرضعت} وذلك أنه أراد - والله أعلم - الفعل ولو أراد الصفة فيما نرى لقال: "مرضع". وكذلك كلّ "مفعل" و"فاعل" يكون للأنثى ولا يكون للذكر فهو بغير هاء نحو "مقرب" و"موقر": نخلةٌ موقرٌ و"مشدن": معها شادن و"حامل" و"حائض" و"فادك" و"طامث" و"طالق"). [معاني القرآن: 3/8]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {تذهل كل مرضعة}: تسلو وتنسى. يقال:ذهلت عن كذا وكذا). [غريب القرآن وتفسيره: 258]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {تذهل كلّ مرضعةٍ عمّا أرضعت} أي تسلو عن ولدها وتتركه). [تفسير غريب القرآن: 290]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({يوم ترونها تذهل كلّ مرضعة عمّا أرضعت وتضع كلّ ذات حمل حملها وترى النّاس سكارى وما هم بسكارى ولكنّ عذاب اللّه شديد}
ويجوز {تذهل كلّ مرضعة}، ومعنى تذهل تحيّر، وتترك كل مرضعة قد ذهلت عمّا أرضعت.
و{مرضعة} جار على المفعل على ما أرضعت، ويقال:
امرأة مرضع أي ذات رضاع أرضعت ولدها أو أرضعت غيره والقصد قصد ملبن أي ذات لبون ولبن.
وقوله: {وترى النّاس سكارى}.
وقرئت: {وترى النّاس سكرى} واسم الفاعل مضمر في ترى.
المعنى ترى أنت أيها الإنسان الناس، ومن قرأ: (وترى النّاس سكرى) كان بمنزلة وترى أنت الناس سكرى.
وفيه وجه آخر ما قرئ به وهو (ويرى الناس سكرى)
فيكون الناس اسم يرى، ووجه آخر لم يقرأ به: (ويرى النّاس سكرى).
المعنى ويرى الإنسان الناس سكرى.
ويقرأ وترى الناس سكرى وما هم بسكرى، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى.
ويجوز وترى الناس سكارى وما هم بسكارى.
والقراءة الكثيرة: (وترى الناس سكرى وما هم بسكرى).
{وترى النّاس سكارى وما هم بسكارى} أيضا.
والتفسير أنك تراهم سكارى من العذاب والخوف، وما هم بسكارى من الشراب ويدل عليه: {ولكنّ عذاب اللّه شديد} ). [معاني القرآن: 3/410-409]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت} أي تسلو عنه وتتركه وتحير لصعوبة ما هي فيه
وبين الله جل وعز ذلك على لسان نبيه صلى الله عيه وسلم في أي موطن يكون هذا يوم القيامة
حدثنا أحمد بن عبد الخالق قال حدثنا عمر بن محمد بن الحسن الأسدي قال حدثني أبي قال حدثنا عصام بن طليق عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق عن عائشة
قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم في حجري فقطرت دموعي على خده فاستيقظ صلى الله عليه وسلم فقلت ذكرت القيامة وهولها فهل تذكرون أهاليكم يا رسول الله فقال يا عائشة ثلاثة لا يذكر فيها أحد إلا نفسه :
أ- عند الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه أم يثقل
ب- وعند الصحف حتى يعلم ما في صحيفته
ج وعند الصراط حتى يجاوزه). [معاني القرآن: 4/373-372]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وترى الناس سكارى وما هم بسكارى}
أي وترى الناس سكارى من العذاب والخوف وما هم بسكارى من الشراب
وقرأ أبو هريرة وأبو زرعة بن عمرو بن جرير {وترى الناس} أي تظنهم لشدة ما هم فيه
حدثنا أحمد بن محمد بن نافع قال حدثنا سلمة قال حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة وأبان عن أنس بن مالك قال: {نزلت يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم} إلى قوله: {ولكن عذاب الله شديد}
قال نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مسير له فرفع بها صوته حتى ثاب إليه أصحابه فقال: (( أتدرون أي يوم هذا؟ هذا يوم يقول الله عز وجل لآدم يا آدم قم فابعث بعث أهل النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحدا إلى الجنة؛ فكبر ذلك على المسلمين فقال النبي صلى الله عليه وسلم سددوا وقاربوا وأبشروا،
فوالذي نفسي بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير أو كالرقمة في ذراع الدابة وإن معكم لخليقتين ما كانتا مع شيء إلا كثرتاه يأجوج ومأجوج،
ومن هلك من كثرة الجن والإنس)).[معاني القرآن: 4/374،373]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {سكارى وما هم بسكارى} قال: تراهم سكارى من الغم والهم، وما هم بسكارى من الشراب). [ياقوتة الصراط: 367]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَذْهَلُ كل مرضعة}: أي تسلو عن ولدها وتتركه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 159]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَذْهَـلُ}: تنسـى). [العمدة في غريب القرآن: 210]

تفسير قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ (3)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ومن النّاس من يجادل في اللّه بغير علمٍ} [الحج: 3] يعني المشرك يلحد في اللّه فيجعل معه آلهةً.
{بغير علمٍ} [الحج: 3] أتاه من اللّه.
{ويتّبع كلّ شيطانٍ مريدٍ} [الحج: 3] مرد، يعني اجترأ على المعصية.
والشّياطين هي الّتي أمرتهم بعبادة الأوثان). [تفسير القرآن العظيم: 1/354]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {ومن النّاس من يجادل في اللّه بغير علم ويتّبع كلّ شيطان مريد}

أي يتبع ما يسول له الشيطان، ومريد ومارد معناه أنه قد مرد في الشرّ.
وتأويل المرود أن يبلغ الغاية التي يخرج بها من جملة ما عليه ذلك الصنف.
وجائز أن يستعمل ذلك في غير الشيطان، فتقول قد تمرد هذا السيّئ أي قد جاوز حدّ مثله، وأصله في اللغة املساس الشيء، من ذلك قولك للإنسان أمرد إذا لم يكن في وجهه شعر، ويقال للصخرة مرداء إذا كانت ملساء). [معاني القرآن: 3/411،410]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( قال ابن جريج في قوله تعالى: {ومن الناس من يجادل في الله بغير علم}
هو النضر بن الحارث
وقال غيره يجادل يخاصم في الله بزعمه أن الله تعالى جل وعز غير قادر على إحياء من قد بلي وعاد ترابا بغير علم). [معاني القرآن: 4/375]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ويتبع كل شيطان مريد} أي ويتبع قوله ذلك وجداله كل شيطان مريد
كتب عليه قال قتادة أي على الشيطان
المريد الممتد في الشر المتجاوز فيه ومنه قوله تعالى: {قال إنه صرح ممرد من قوارير}
قيل: مطول
وقيل: مملس). [معاني القرآن: 4/376-375]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {مريد} أي: متمرد). [ياقوتة الصراط: 367]

تفسير قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (4)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {كتب عليه أنّه من تولاه} [الحج: 4] تولّى الشّيطان، اتّبعه.
{فأنّه يضلّه ويهديه إلى عذاب السّعير} [الحج: 4] وهو اسمٌ من أسماء جهنّم). [تفسير القرآن العظيم: 1/354]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {كتب عليه...}

الهاء للشيطان المريد في (عليه) وفي (أنّه يضلّه) ومعناه قضي عليه أنه يضلّ من اتّبعه). [معاني القرآن: 2/215]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {كتب عليه} أي على شيطانه {أنّه من تولّاه فأنّه يضلّه} ). [تفسير غريب القرآن: 290]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {كتب عليه أنّه من تولّاه فأنّه يضلّه ويهديه إلى عذاب السّعير}
(أنّه) في موضع رفع.
{فأنّه يضلّه}، عطف عليه، وموضعه رفع أيضا، والفاء الأجود فيها أن تكون في معنى الجزاء، وجائز كسر إنّ مع الفاء، ويكون جزاء لا غير.
والتأويل: كتب عليه أي على الشيطان إضلال متولّيه وهدايتهم إلى عذاب السعير، وحقيقة " أن " الثانية أنها مكررة مع الأولى على جهة التوكيد،
لأن المعنى كتب عليه أنه من تولاه أضله). [معاني القرآن: 3/411]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله عز وجل: {كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله}
قال مجاهد وقتادة أنه من تولى الشيطان أي تبعه
قال أبو جعفر والمعنى قضي على الشيطان أنه يضل من أتبعه). [معاني القرآن: 4/376]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {يا أيّها النّاس إن كنتم في ريبٍ من البعث} [الحج: 5] في شكٍّ من البعث.
{فإنّا خلقناكم من ترابٍ} [الحج: 5] وهذا خلق آدم.
{ثمّ من نطفةٍ} [الحج: 5] يعني نسل آدم.
{ثمّ من علقةٍ ثمّ من مضغةٍ مخلّقةٍ وغير مخلّقةٍ} [الحج: 5] قال: هو السّقط.
وقال مجاهدٌ: هما جميعًا السّقط مخلّقٌ وغير مخلّقٍ.
{ونقرّ في الأرحام ما نشاء} [الحج: 5] يعني التّمام.
- يحيى، عن صاحبٍ له، عن الأعمش، عن أبي وائلٍ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ قال:
[تفسير القرآن العظيم: 1/354]
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " إنّ خلق أحدكم يجمع في بطن أمّه، أو يكون في بطن أمّه نطفةً أربعين يومًا، ثمّ يكون علقةً أربعين يومًا، ثمّ يكون مضغةً أربعين يومًا، ثمّ يؤمر الملك أو قال: يأتي الملك فيؤمر أن يكتب أربعًا: رزقه، وأجله، وعمله، وشقيٌّ أم سعيدٌ ".
- حدّثني ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن أبي تميمٍ الجيشانيّ، عن أبي ذرٍّ أنّ المنيّ إذا مكث في الرّحم أربعين ليلةً، أتاه ملك النّفوس فخرج به إلى اللّه تبارك وتعالى في راحته فقال: أي ربّ، عبدك أذكرٌ أم أنثى؟ فيقضي اللّه ما هو قاضٍ.
أشقيٌّ أم سعيدٌ؟ فيكتب ما هو لاقٍ بين عينيه.
ثمّ قرأ أبو ذرٍّ من فاتحة سورة التّغابن خمس آياتٍ.
وقوله: {لنبيّن لكم} [الحج: 5] بدوّ خلقكم.
قوله: {ونقرّ في الأرحام} [الحج: 5] أرحام النّساء.
{ما نشاء إلى أجلٍ مسمًّى} [الحج: 5] الوقت الّذي يولد فيه.
{ثمّ نخرجكم طفلا ثمّ لتبلغوا أشدّكم} [الحج: 5] يعني الاحتلام.
{ومنكم من يتوفّى} [الحج: 5] وفيها إضمارٌ: أي يتوفّى من قبل أن يبلغ أرذل العمر.
وقال في حم: {ومنكم من يتوفّى من قبل} [غافر: 67] أن يبلغ أرذل العمر.
{ومنكم من يردّ إلى أرذل العمر} [الحج: 5] الهرم.
{لكيلا يعلم من بعد علمٍ شيئًا} [الحج: 5] يصير بمنزلة الصّبيّ الّذي لا يعقل شيئًا.
قوله: {وترى الأرض هامدةً} [الحج: 5] أي: غبراء متهشّمةً.
{فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزّت وربت} [الحج: 5] وفيها تقديمٌ: ربت للنّبات انفتحت واهتزّت بالنّبات إذا أنبتت.
قال: {وأنبتت من كلّ زوجٍ بهيجٍ} [الحج: 5] حسنٍ.
وكلّ ما ينبت في الأرض فالواحد منها زوجٌ.
وحسن ذلك النّبات أنّها تنبت ألوانًا من صفرةٍ، وحمرةٍ، وخضرةٍ وغير ذلك من الألوان). [تفسير القرآن العظيم: 1/355]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {مّخلّقةٍ وغير مخلّقةٍ...}

يقول: تماما وسقطاً. ويجوز مخلّقةً وغير مخلّقةٍ على الحال:
والحال تنصب في معرفة الأسماء ونكرتها. كما تقول: هل من رجل يضرب مجرّداً. فهذا حال وليس بنعت.
وقوله: {لّنبيّن لكم ونقرّ في الأرحام ما نشاء} استأنف (ونقرّ في الأرحام) ولم يرددها على (لنبيّن) ولو قرئت (ليبيّن) يريد الله ليبيّن لكم كان صواباً ولم أسمعها.
وقوله: {ومنكم مّن يردّ إلى أرذل العمر}: إلى أسفل العمر {لكيلا يعلم} يقول لكيلا يعقل من بعد عقله الأوّل (شيئاً).
قوله: (وربت) قرأ القراء (وربت) (من تربو). ... حدثني أبو عبد الله التميمي عن أبي جعفر المدني أنه قرأ (اهتزّت وربأت) مهموزة فإن كان ذهب إلى الرّبيئة الذي يحرس القوم فهذا مذهب، أي ارتفعت حتى صارت كالموضع للربيئة. فإن لم يكن أراد (من هذا) هذا فهو من غلط قد تغلطه العرب فتقول: حلأت السّويق، ولبّأت بالحجّ، ورثأت الميّت، وهو كما قرأ الحسن (ولأدرأتكم به) يهمز. وهو ممّا يرفض من القراءة). [معاني القرآن: 2/216-215]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {من مّضغةٍ مخلّقةٍ} أي مخلوقة). [مجاز القرآن: 2/44]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ثمّ يخرجكم طفلاً} مجازه أنه في موضع أطفال والعرب تضع لفظ الواحد في معنى الجميع قال:
في حلقكم عظمٌ وقد شجينا
وقال عباس بن مرداس:
فقلنا أسلموا إنا أخوكم=فقد برئت من الإحن الصدور
وفي آية أخرى: {والملائكة بعد ذلك ظهيرٌ} أي ظهراء
وقال:
إن العواذل ليس لي بأمير
أراد أمراء: {أرذل العمر}: مجازه أن يذهب العقل ويخرف). [مجاز القرآن: 2/45-44]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وترى الأرض هامدةً} أي يابسة لا نبات فيها ويقال: ويقال رماد هامد إذا كان يدرس). [مجاز القرآن: 2/45]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {زوج بهيجٍ} أي حسن قشيب جديد ويقال أيضاً بهج: " وأنّ اللّه يبعث " أي يجيء). [مجاز القرآن: 2/45]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {مخلقة وغير مخلقة}:قالوا {المخلقة} الحي الخارج {وغير مخلقة} قالوا السقط.
{طفلا}: للجميع والمؤنث والاثنين على هيئة الواحد.
{أرذل العمر}: ذهاب العقل والخرف.
{هامدة}: يابسة لا نبات فيها. يقال همدت تهمد.
{بهيج}: حسن. يقال بهيج وبهج). [غريب القرآن وتفسيره:258 -259]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {مخلّقةٍ}: تامّة.
{وغير مخلّقةٍ}: غير تامّة. يعني السقط.
{لنبيّن لكم} كيف نخلقكم {في الأرحام}.
{ومنكم من يتوفّى} يعني قبل بلوغ الهرم.
{ومنكم من يردّ إلى أرذل العمر} أي الخرف والهرم.
{وترى الأرض هامدةً} أي ميّتة يابسة. ومثل ذلك همود النار: إذا طفئت فذهبت.
{اهتزّت} بالنبات.
{وربت}: انتفخت وأنبتت من كلّ زوجٍ بهيجٍ أي من كل جنس حسن، يبهج، أي يشرح. وهو فعيل في معنى فاعل. يقال: امرأة ذات خلق باهج). [تفسير غريب القرآن: 290]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (وكتبوا: {أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاؤا} بواو بعد الألف، وفي موضع آخر {مَا نَشَاءُ}
بغير واو، ولا فرق بينهما). [تأويل مشكل القرآن: 56-58] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه واحد يراد به جميع:
كقوله: {هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ} وقوله: {إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. وقوله: {نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا}.
وقوله: {لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} والتفريق لا يكون إلا بين اثنين فصاعدا.
وقوله: {فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ}.
والعرب تقول: فلان كثير الدرهم والدينار، يريدون الدراهم والدنانير.
وقال الشاعر:
هم المولى وإن جنفوا علينا = وإنّا من لقائهم لزور
وقال الله عز وجل: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ}، أي الأعداء، {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}، أي رفقاء.
وقال الشاعر:
فقلنا: أسلموا إنّا أخوكم = وقد برئت من الإحن الصّدور).
[تأويل مشكل القرآن: 285-284] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الكريم: الشريف الفاضل...، والكريم: الحسن، وذلك من الفضل. قال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ} أي: حسن. وكذلك قوله: {مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} أي: حسن يبتهج به. وقال تعالى: {وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}، أي حسنا.
وهذا وإن اختلف، فأصله الشرف). [تأويل مشكل القرآن: 495] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يا أيّها النّاس إن كنتم في ريب من البعث فإنّا خلقناكم من تراب ثمّ من نطفة ثمّ من علقة ثمّ من مضغة مخلّقة وغير مخلّقة لنبيّن لكم ونقرّ في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمّى ثمّ نخرجكم طفلا ثمّ لتبلغوا أشدّكم ومنكم من يتوفّى ومنكم من يردّ إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزّت وربت وأنبتت من كلّ زوج بهيج}
{يا أيّها النّاس إن كنتم في ريب من البعث}
ويقرأ من البعث بفتح العين، والريب الشك، فأمّا البعث بفتح العين - فذكر جميع الكوفيين أن كل ما كان ثانيه حرفا من حروف الحلق، وكان مسكنا مفتوح الأول جاز فيه فتح المسكن نحو نعل ونعل، وشعر وشعر، ونهر ونهر، ونخل ونخل.
فأمّا البصريون فيزعمون أن ما جاء من هذا فيه اللغتان تكلّم به على ما جاء.
وما كان لم يسمع لم يجز فيه التحريك نحو وعد، لأنك لا تقول: لك عليّ وعد، أي عليّ وعدة، ولا في هذا الأمر وهن – في معنى وهن -. وهذا في بابه مثل ركّ، وركك وقدر وقدر، وقصّ الشاة وقصصها فلا فرق في هذا بين حروف الحلق وغيرها.
وقيل للذين جحدوا البعث وهم المشركون: إن كنتم في شكّ من أنّ اللّه يبعث الموتى فتدبروا أمر خلقكم وابتدائكم فإنكم لا تجدون في القدرة فرقا بين ابتداء الخلق وإعادته، وإحياء الموتى.
ثم بين لهم ابتداء خلقهم فأعلمهم أنهم خلقوا من تراب، وهو خلق آدم عليه السلام، ثم خلق ولده من نطفة، ثم من علقة ثم من مضغة.
وأعلمهم أحوال خلقهم.
ويروى أن الإنسان يكون في البطن نطفة أربعين يوما ثم مضغة أربعين يوما، ثم يبعث اللّه ملكا فينفخ - فيه الروح.
ومعنى {مخلّقة وغير مخلّقة}
وصف الخلق أو منهم من يتمّم مضغته فتخلق له الأعضاء التي تكمل آلات الإنسان ومنهم من لا يتمم اللّه خلقه.
وقوله: {لنبيّن لكم} أي ذكرنا أحوال خلق الإنسان.
ووجه آخر هو خلقناكم هذا الخلق {لنبيّن لكم}.
{ونقرّ في الأرحام ما نشاء}.
لا يجوز فيها إلا الرفع، - ولا يجوز أن يكون معناه فعلنا ذلك لنقر في الأرحام، وأنّ اللّه - عزّ وجلّ - لم يخلق الأنام لما يقر في الأرحام، وإنما خلقهم ليدلّهم على رشدهم وصلاحهم.
وقوله - عزّ وجلّ -: {ثمّ نخرجكم طفلا}.
في معنى أطفال، ودل عليه ذكر الجماعة.
وكأنّ طفلا يدل على معنى ويخرج كل واحد منكم طفلا.
{ثمّ لتبلغوا أشدّكم} قد فسرنا الأشدّ، وتأويله الكمال في القوّة والتمييز، وهو ما بين الثلاثين إلى الأربعين.
وقوله: {ومنكم من يردّ إلى أرذل العمر} أرذل العمر هو الذي يخرف فيه الإنسان من الكبر حتى لا يعقل، وبين ذلك بقوله: (لكيلا يعلم من بعد علم).
ثم دلّهم على إحيائه الموتى بإحيائه الأرض فقال:
{وترى الأرض هامدة} يعنى جافة ذات تراب.
{فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزّت وربت} وتقرأ وربأت. فاهتزازها تحركها عند وقوع الماء بها وإنباتها.
ومن قرأ: {وربت} فهو من ربا يربو إذا زاد على أي الجهات، ومن قرأ وربأت بالهمز فمعناه ارتفعت.
{وأنبتت من كلّ زوج بهيج}. أي من كل صنف حسن من النبات). [معاني القرآن: 3/411-413]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله عز وجل: {يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث }
أي ان كنتم في شك من أنكم تبعثون فتدبروا في أول خلقكم وابتدائكم فإنكم لا تجدون فرقا بين الابتداء والإعادة
ثم قال عز وجل: {فإنا خلقناكم من تراب }
يعني آدم صلى الله عليه وسلم ثم من نطفة ثم من علقة
قال الخليل العلق الدم قبل أن ييبس الواحدة علقة وهكذا تصير النطفة
قال أبو عبيد العلق من الدم ما اشتدت حمرته ثم من مضغة وهي لحمة صغيرة بقدر ما يمضغ مخلقة وغير مخلقة
روى معمر عن قتادة قال تامة وغير تامة
قال الشعبي النطفة والعلقة والمضغة فإذا نكست في الخلق الرابع كانت مخلقة وإذا قذفتها قبل ذلك فهي غير مخلقة
قال أبو العالية غير مخلقة السقط
قال أبو جعفر مخلقة مصورة ويبين ذلك هذا الحديث المرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو مروي من طرق شتى
فمن طرقه ما رواه سلمة بن كهيل عن زيد بن وهب
قال سمعت ابن مسعود يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو الصادق المصدوق ((يجمع خلق أحدكم في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون علقة أربعين يوما ثم يكون مضغة أربعين يوما ثم يبعث الله جل وعز إليه ملكا فيقول اكتب عمله وأجله ورزقه واكتبه شقيا أو سعيدا ))
قال عبد الله والذي نفسي بيده إن الرجل ليعمل بعمل أهل السعادة فيعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها غير ذراع ثم يدركه الشقاء فيعمل بعمل أهل النار أو الشقاء فيدخل النار
وروى عبيد الله بن أبي بكر عن أنس بن مالك جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل قد وكل بالرحم ملكا فيقول أي رب أنطفة أي رب أعلقة أي رب أمضغة فإذا أراد الله جل وعز أن يقضي خلقها قال يقول الملك أذكر أم أنثى، أشقي أم سعيد فما الأجل فما الرزق فيكتب ذلك في بطن أمه
قال علقمة إذا وقعت النطفة في الرحم قال الملك مخلقة أو غير مخلقة فإن قال غير مخلقة مجت الرحم دما وإن قال مخلقة قال أذكر أم أنثى أشقي أم سعيد فيقول اكتبها من اللوح المحفوظ فيجد صفتها فيستنسخه فلا يزال العبد يعمل عليه حتى يموت
وقوله جل وعز: {لنبين لكم} أي ذكرنا أحوال الخلق لنبين لكم
ويجوز أن يكون المعنى خلقنا هذا الخلق لنبين لكم
ثم قال جل وعز: {ونقر في الأرحام ما نشاء }
أي ونحن نقر في الأرحام ما نشاء
ثم قال: {ومنكم من يتوفى}
وحكى أبو حاتم أن بعضهم قرأ ومنكم من يتوفى
ومعناه يستوفي أجله
وقوله عز وجل: {لكيلا يعلم من بعد علم شيئا }
قال الفراء لكيلا يعقل من بعد ما عقل شيئا
وقوله عز وجل: {وترى الأرض هامدة }
روى سعيد عن قتادة قال أي غبراء متهشمة
قال أبو جعفر يقال همدت النار إذا طفئت وذهب لهبها وأرض هامدة أي جافة عليها تراب). [معاني القرآن: 4/380-376]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت}
أي تحركت وربت أي زادت وقرأ يزيد بن القعقاع وخالد بن إلياس وربأت أي ارتفعت حتى صارت بمنزلة الربيئة وهو الذي يحفظ القوم على شيء مشرف فهو رابيء وربئة على المبالغة). [معاني القرآن: 4/381-380]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال عز وجل: {وأنبتت من كل زوج بهيج }
أي من كل صنف من النبات
وروى سعيد عن قتادة قال بهيج حسن
قال أبو جعفر يقال بهج فهو بهج إذا حسن وأبهجني أعجبني لحسنه). [معاني القرآن: 4/381]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {مخلقة} أي: قد بدا فيها الخلق). [ياقوتة الصراط: 367]
{وغير مخلقة} أي: لم تصور بعد). [ياقوتة الصراط: 368]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {بهيج} أي: حسن). [ياقوتة الصراط: 368]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مخلقة وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ}: أي غير تامة يريد السقط.
{هَامِدَةً}: أي ميتة ويابسة.
{بَهِيجٍ}: حسن. يبهج من يراه، وهو "فعيل" بمعنى "فاعل"). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 159]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مُخَلَّقَةٍ}: المولود.
{وغَيْرِ مُخَلَّقَـةٍ}: السـقط.
{طِفْلاً}: الذكر والأنثى.
{أرذَلِ العُمُرِ}: الخـرف.
{هامِـدَةً}: يابسـة.
{بَهِيجٍ}: حسـن). [العمدة في غريب القرآن: 211-210]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ذلك بأنّ اللّه هو الحقّ} [الحج: 6] والحقّ اسمٌ من أسماء اللّه.
[تفسير القرآن العظيم: 1/355]
{وأنّه يحيي الموتى وأنّه على كلّ شيءٍ قديرٌ} [الحج: 6] إنّ الّذي أخرج من هذه الأرض الهامدة الميّتة ما أخرج من النّبات قادرٌ على أن يحيي الموتى). [تفسير القرآن العظيم: 1/356]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( {ذلك بأنّ اللّه هو الحقّ وأنّه يحي الموتى وأنّه على كلّ شيء قدير}

المعنى الأمر ذلك، أي الأمر ما وصف لكم وبيّن لكم {بأنّ اللّه هو الحقّ وأنّه يحي الموتى وأنّه على كلّ شيء قدير}.
فالأجود أن يكون موضع (ذلك) رفعا.
ويجوز أن يكون نصبا على معنى فعل اللّه ذلك بأنه هو الحق وأنه يحي الموتى). [معاني القرآن: 3/413]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ذلك بأن الله هو الحق } أي الأمر ذلك والأمر ما وصف لكم وبين
ثم قال جل وعز: {وأنه يحيي الموتى} أي كما أحيا الأرض بقدرته). [معاني القرآن: 4/382-381]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (7)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وأنّ السّاعة آتيةٌ لا ريب فيها} [الحج: 7] لا شكّ فيها.
{وأنّ اللّه يبعث من في القبور} [الحج: 7] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/356]

تفسير قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ومن النّاس من يجادل في اللّه بغير علمٍ} [الحج: 8] يعني المشرك يلحد في اللّه فيجعل معه الآلهة يعبدها بغير علمٍ أتاه من اللّه.
{ولا هدًى} [الحج: 8] أتاه منه.
{ولا كتابٍ منيرٍ} [الحج: 8] قضى بعبادة الأوثان). [تفسير القرآن العظيم: 1/356]

تفسير قوله تعالى: {ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {ثاني عطفه} [الحج: 9] ثاني رقبته، معرضٌ عن اللّه، وعن رسوله، ودينه.
{ليضلّ عن سبيل اللّه له في الدّنيا خزيٌ} [الحج: 9] القتل.
{ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق} [الحج: 9] عذاب جهنّم، يحرق بالنّار.
وتفسير الكلبيّ أنّها نزلت في النّضر بن الحارث فقتل، أحسبه قال: يوم بدرٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/356]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ثاني عطفه...}

منصوب على: يجادل ثانياً عطفه: معرضا عن الذكر). [معاني القرآن: 2/216]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ثاني عطفه ليضلّ} يقال جاءني فلان ثاني عطفه أي يتبختر من التكبر، قال الشماخ:
نبّئت أن ربيعاً أن رعى إبلاً=يهدى إلىّ خناه ثاني الجيد
قال أبو زبيد:
فجاءهم يستنٌّ ثاني عطفه=له غيبٌ كأنما بات يمكر).
[مجاز القرآن: 2/46-45]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {ثاني عطفه}: قالوا متكبر. يقال جاء فلان ثاني عطفه إذا جاء متكبر). [غريب القرآن وتفسيره: 259]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ثاني عطفه} أي متكبر معرض). [تفسير غريب القرآن: 290]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ثاني عطفه ليضلّ عن سبيل اللّه له في الدّنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق}
وليضل عن سبيل اللّه، و (ثاني) منصوب على الحال، ومعناه التنوين.
ومعناه ثانيا عطفه، وجاء في التفسير أن معناه لاويا عنقه، وهذا يوصف به.
فالمعنى ومن الناس من يجادل في الله بغير علم متكبّرا). [معاني القرآن: 3/414]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ثاني عطفه }
وقال مجاهد أي رقبته
وقال قتادة أي عنقه
قال أبو العباس العطف ما انثنى من العنق ويقال للأردية العطف لأنها تقع على ذلك الموقع
وقال غيره يوصف بهذا المتكبر المعرض تجبرا). [معاني القرآن: 4/382]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( اني عطفه} أي: متكبرا، يقال: ثنى عطفه ونأى بجانبه، إذا تكبر). [ياقوتة الصراط: 368]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ثَانِيَ عِطْفِهِ}: أي متكبر معرض). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 159]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ثَانِيَ عِطْفِهِ}: متكبـر). [العمدة في غريب القرآن: 211]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (10)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ذلك بما قدّمت يداك وأنّ اللّه ليس بظلّام للعبيد}
يقال: هذا العذاب بما قدمت يداك، وموضع (ذلك) رفع بالابتداء.
وخبره {بما قدّمت يداك}، وموضع " أن " خفض المعنى ذلك بما قدمت يداك وبأن الله ليس بظلام للعبيد.
ولو قرئت (إن) بالكسر لجاز.
ويجوز أن يكون موضع (ذلك) رفعا على خبر الابتداء.
المعنى الأمر {ذلك بما قدمت يداك}.
ويكون موضع أن الرفع على معنى {أنّ اللّه ليس بظلام للعبيد} ). [معاني القرآن: 3/414]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( قوله جل وعز: {ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد }
والمعنى يقال له هذا العذاب بما قدمت يداك وبأن الله ليس بظلام للعبيد). [معاني القرآن: 4/383-382]


رد مع اقتباس