عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 07:16 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ (42) وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ (43) وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (44)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإن يكذّبوك فقد كذّبت قبلهم قوم نوحٍ وعادٌ وثمود (42) وقوم إبراهيم وقوم لوطٍ (43) وأصحاب مدين وكذّب موسى فأمليت للكافرين ثمّ أخذتهم فكيف كان نكير (44) فكأيّن من قريةٍ أهلكناها وهي ظالمةٌ فهي خاويةٌ على عروشها وبئرٍ معطّلةٍ وقصرٍ مشيدٍ (45) أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوبٌ يعقلون بها أو آذانٌ يسمعون بها فإنّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب الّتي في الصّدور (46)}.
يقول تعالى مسلّيًا نبيّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم في تكذيب من خالفه من قومه: {وإن يكذّبوك فقد كذّبت قبلهم قوم نوحٍ} إلى أن قال: {وكذّب موسى} أي: مع ما جاء به من الآيات البيّنات والدّلائل الواضحات.
{فأمليت للكافرين} أي: أنظرتهم وأخّرتهم، {ثمّ أخذتهم فكيف كان نكير} أي: فكيف كان إنكاري عليهم، ومعاقبتي لهم؟!
ذكر بعض السّلف أنّه كان بين قول فرعون لقومه: {أنا ربّكم الأعلى} [النّازعات: 24]، وبين إهلاك اللّه له أربعون سنةً.
وفي الصّحيحين عن أبي موسى، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال: "إنّ اللّه ليملي للظّالم حتّى إذا أخذه لم يفلته، ثمّ قرأ: {وكذلك أخذ ربّك إذا أخذ القرى وهي ظالمةٌ إنّ أخذه أليمٌ شديدٌ} [هود: 102]).[تفسير ابن كثير: 5/ 437]

تفسير قوله تعالى: {فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {فكأيّن من قريةٍ أهلكناها} أي: كم من قريةٍ أهلكتها {وهي ظالمةٌ}] أي: مكذّبةٌ لرسولها، {فهي خاويةٌ على عروشها} قال الضّحّاك: سقوفها، أي: قد خرّبت منازلها وتعطّلت حواضرها.
{وبئرٍ معطّلةٍ} أي: لا يستقى منها، ولا يردها أحدٌ بعد كثرة وارديها والازدحام عليها.
{وقصرٍ مشيدٍ} قال عكرمة: يعني المبيّض بالجصّ.
وروي عن عليّ بن أبي طالبٍ، ومجاهدٍ، وعطاءٍ، وسعيد بن جبيرٍ، وأبي المليح، والضّحّاك، نحو ذلك.
وقال آخرون: هو المنيف المرتفع.
وقال آخرون: الشّديد المنيع الحصين.
وكلّ هذه الأقوال متقاربةٌ، ولا منافاة بينها، فإنّه لم يحم أهله شدّة بنائه ولا ارتفاعه، ولا إحكامه ولا حصانته، عن حلول بأس اللّه بهم، كما قال تعالى: {أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروجٍ مشيّدةٍ} [النّساء: 78]). [تفسير ابن كثير: 5/ 438]

رد مع اقتباس