عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 19 ذو القعدة 1439هـ/31-07-2018م, 09:09 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ (42)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {وإن يكذبوك} يعني قريشا، وهذه آية تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم ووعيد لقريش، وذلك أنه مثلهم بالأمم المكذبة المعذبة). [المحرر الوجيز: 6/257]

تفسير قوله تعالى: {وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ (43)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وأسند فعلا فيه علامة التأنيث إلى "قوم" من حيث أراد والقبيلة ليطرد القول في عاد وثمود، وقوم نوح هم أول أمة كذبت نبيها). [المحرر الوجيز: 6/257]

تفسير قوله تعالى: {وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (44)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أسند التكذيب في موسى عليه السلام إلى من لم يسم فاعله من حيث لم يكذبه قومه بل كذبه القبط وقومه مؤمنون به. و"أمليت" معناه: أمهلت، وكأن الإمهال أن تمهل من تنوي فيه المعاقبة وأنت في حيز إمهالك عالم بفعله. و"النكير" مصدر كالغدير بمعنى الإنكار والإعذار، وهو في هذه المصادر بناء مبالغة، فمعنى هذه الآية: فكما فعلت بهذه الأمم كذلك أفعل بقومك). [المحرر الوجيز: 6/257]

تفسير قوله تعالى: {فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلي المصير}
"كأين" هي كاف التشبيه دخلت على "أي": قاله سيبويه، وقد أوعبت القول في
[المحرر الوجيز: 6/257]
معنى هذه اللفظة وقراءتها في سورة آل عمران، في قوله تعالى: {وكأين من نبي}، وهي لفظة إخبار، وقد تجيء استفهاما، وحكى الفراء: كأين ما لك؟ أي: كم ما لك؟ وقرأت فرقة: "أهلكناها"، وقرأت فرقة: "أهلكتها" بالإفراد، والمراد أهل القرية، و"ظالمة" معناه: بالكفر، و"خاوية" معناه: خالية، ومنه: خوى النجم إذا خلا من القوة، ونحوه "ساقطة على عروشها"، و"العروش": السقوف، فالمعنى أن السقوف سقطت ثم وقعت الحيطان عليها فهي على العروش.
وقوله تعالى: {وبئر معطلة}، قيل: هو معطوف على "العروش"، وقيل: على "القرية"، وهو أصوب، وقرأت فرقة: "وبئر" بهمزة على الياء، وسهلها الجمهور، وقرأت فرقة: "معطلة" بفتح الميم وسكون العين وفتح الطاء وتخفيفها، والجمهور على "معطلة" بضم الميم وفتح العين وشد الطاء. و"المشيد": المبني بالشيد وهو الجص، وقيل: المشيد: المعلى بالآجر ونحوه فمن المشيد قول عدي بن زيد:
شاده مرمرا وجلله كلـ ـسا فللطير في ذراه وكور
[المحرر الوجيز: 6/258]
شاده: بناه بالشيد، والأظهر في البيت أنه أراد: علاه بالمرمر، وقالت فرقة في هذه الآية: إن "مشيدا معناه: معلى محصنا، ومعنى الآية يقتضي أنه كان كذلك قبل خرابه). [المحرر الوجيز: 6/259]

رد مع اقتباس