عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 27 ربيع الثاني 1434هـ/9-03-2013م, 11:25 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (64) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65) الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66)}


تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (64) )

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يا أيّها النّبيّ حسبك اللّه ومن اتّبعك...}
جاء التفسير: يكفيك الله ويكفى من اتبعك؛ فموضع الكاف في {حسبك} خفض. و{من} في موضع نصب على التفسير؛ كما قال الشاعر:
إذا كانت الهيجاء وانشقّت العصا =فحسبك والضّحاك سيفٌ مهنّد
وليس بكثير من كلامهم أن يقولوا: حسبك وأخاك، حتى يقولوا: حسبك وحسب أخيك، ولكنا أجرناه لأن في {حسبك} معنى واقعٍ من الفعل، رددناه على تأويل الكاف لا على لفظها؛ كقوله: {إنّا منجّوك وأهلك} فردّ الأهل على تأويل الكاف. وإن شئت جعلت {من}في موضع رفع، وهو أحبّ الوجهين إليّ؛ لأن التلاوة تدلّ على معنى الرفع؛ ألا ترى أنه قال:
{إن يكن مّنكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين...} ). [معاني القرآن: 1/417]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين} [آية: 64]
أي الله يكفيك ويكفي من اتبعك
وقيل المعنى ومن اتبعك ينصرك). [معاني القرآن: 3/168]
تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ( {إن يكن مّنكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين...}
فكان النبي صلى الله عليه وسلم يغزي أصحابه على أنّ العشرة للمائة، والواحد للعشرة، فكانوا كذلك، ثم شقّ عليهم أن يقرن الواحد للعشرة فنزل:
{الآن خفّف اللّه عنكم وعلم أنّ فيكم ضعفاً فإن يكن مّنكم مّئةٌ صابرةٌ يغلبوا مائتين وإن يكن مّنكم ألفٌ يغلبوا ألفين}.
فبين الله قوّتهم أوّلا وآخرا. وقد قال هذا القول الكسائيّ ورفع {من} ). [معاني القرآن: 1/417-418]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يا أيّها النّبيّ حرّض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الّذين كفروا بأنّهم قوم لا يفقهون}
تأويله حثّهم على القتال.
وتأويل التحريض في اللغة أن يحث الإنسان على الشيء حثّا يعلم معه أنه حارض إن تخلف عنه، والحارض الذي قد قارب الهلاك، وقوله تعالى:
[معاني القرآن: 2/423]
{حتى تكون حرضا} أي حتى تذوب غمّا فتقارب الهلاك فتكون من الهالكين.
وقوله: {إن يكن منكم عشرون صابرون}.
لا يجوز إلا كسر العين. وزعم أهل اللغة أن أول عشرين كسر كما كسر أول اثنين، لأن عشرين من عشرة مثل اثنين من واحد.
ودليلهم على ذلك فتحهم ثلاثين كفتح ثلاثة.
وكسرة تسعين ككسرة تسعة). [معاني القرآن: 2/424]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال} [آية: 65]
التحريض الحث الشديد وهو مأخوذ من الحرض وهو المقاربة
للهلاك أي حثهم حتى يعلم من يخالف أنه قد قارب الهلاك
قال جل عز: {إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين} [آية: 65] ثم قال ابن عباس فرض على الرجل أن يقاتل عشرة ثم سهل عليهم فقال الآن خفف الله عنكم إلى قوله: {والله مع الصابرين} وكتب عليهم أن لا يفر مائة من مائتين
قال ابن شبرمة وأنا أرى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كذا
وروى الأعمش عن مرو بن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله قال لما كان يوم بدر جيء بالأسرى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ما ترون في هؤلاء الأسرى)) فقال أبو بكر يا رسول الله قومك وأصلك استبقهم فلعل الله يتوب عليهم فقال عمر:
يا رسول الله كذبوك وأخرجوك وقاتلوك قدمهم فاضرب أعناقهم وذكر الحديث وقال فيه فأنزل الله). [معاني القرآن: 3/168- 170]

تفسير قوله تعالى: (الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ( {إن يكن مّنكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين...}
فكان النبي صلى الله عليه وسلم يغزي أصحابه على أنّ العشرة للمائة، والواحد للعشرة، فكانوا كذلك، ثم شقّ عليهم أن يقرن الواحد للعشرة فنزل:
{الآن خفّف اللّه عنكم وعلم أنّ فيكم ضعفاً فإن يكن مّنكم مّئةٌ صابرةٌ يغلبوا مائتين وإن يكن مّنكم ألفٌ يغلبوا ألفين}.
فبين الله قوّتهم أوّلا وآخرا. وقد قال هذا القول الكسائيّ ورفع {من}). [معاني القرآن: 1/417-418 ] (م)
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن {فإن يكن منكم مائة صابرة} بالياء، والأعرج {تكن} بالتاء، وقد فسرنا ذلك في صدر الكتاب.
الحسن في كلهن {يكن}.
وأبو عمرو {يكن} بالياء حتى يبلغ {مائة صابرة} ثم يجعلها {تكن} بالتاء.
قال أبو علي: وبلغنا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ {ضعفا} وهي قراءة أبي عمرو.
والحسن {ضعفا} بنصب الضاد.
أبو جعفر المدني {وعلم أن فيكم ضعفاء} على فعلاء). [معاني القرآن لقطرب: 618]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: ({الآن خفّف اللّه عنكم وعلم أنّ فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن اللّه واللّه مع الصّابرين})
{وعلم أنّ فيكم ضعفا}.
قرئت على ثلاثة أوجه: قرئت ضعفا بفتح الضاد، وضعفا بضم الضاد والمعنى واحد، يقال هو الضعف والضّعف، والمكث والمكث، والفقر والفقر، وباب فعل وفعل بمعنى واحد في اللغة كثير.
وقرأ بعض الشيخة: وعلم أن فيكم ضعفاء على فعلاء، على جمع ضعيف وضعفاء ولم يصرف ولم ينوّن لأن فعلاء في آخرها ألف التأنيث.
{فإن يكن منكم مائة صابرة}
وقرئت { فإن تكن } بالتاء، فمن أنث فلأن لفظ المائة مؤنث، ومن ذكّر فلأنّ المائة وقعت على عدد فذكّر). [معاني القرآن: 2/424]


رد مع اقتباس