عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 04:58 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى {اللات والعزى (19) ومناة الثالثة الأخرى} قال هي آلهة كان يعبدها المشركون وكانت اللات لأهل الطائف وكانت العزى لقريش وكانت مناة للأنصار). [تفسير عبد الرزاق: 2/253]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب {أفرأيتم اللّات والعزّى} [النجم: 19]
- حدّثنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا أبو الأشهب، حدّثنا أبو الجوزاء، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله: {اللّات والعزّى} [النجم: 19] «كان اللّات رجلًا يلتّ سويق الحاجّ»
- حدّثنا عبد اللّه بن محمّدٍ، أخبرنا هشام بن يوسف، أخبرنا معمرٌ، عن الزّهريّ، عن حميد بن عبد الرّحمن، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: " من حلف فقال في حلفه: واللّات والعزّى، فليقل: لا إله إلّا اللّه، ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك، فليتصدّق "). [صحيح البخاري: 6/141]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب أفرأيتم اللات والعزى)
ذكر فيه حديثين أحدهما حديث بن عبّاسٍ وأبو الأشهب المذكور في الإسناد هو جعفر بن حيّان وأبو الجوزاء بالجيم والزّاي هو أوس بن عبد اللّه والإسناد كلّه بصريّون قوله في قوله اللّات والعزّى كان اللّات رجلًا يلتّ سويق الحاجّ سقط في قوله لغير أبي ذرٍّ وهذا موقوفٌ على بن عبّاسٍ قال الإسماعيليّ هذا التّفسير على قراءة من قرأ اللّاتّ بتشديد التّاء قلت وليس ذلك بلازمٍ بل يحتمل أن يكون هذا أصله وخفّف لكثرة الاستعمال والجمهور على القراءة بالتّخفيف وقد روى التّشديد عن قراءة بن عبّاس وجماعة من أتباعه ورويت عن بن كثيرٍ أيضًا والمشهور عنه التّخفيف كالجمهور وأخرج بن أبي حاتمٍ من طريق عمرو بن مالكٍ عن أبي الجوزاء عن بن عبّاسٍ ولفظه فيه زيادةٌ كان يلتّ السّويق على الحجر فلا يشرب منه أحدٌ إلّا سمن فعبدوه واختلف في اسم هذا الرّجل فروى الفاكهيّ من طريق مجاهدٍ قال كان رجلٌ في الجاهليّة على صخرةٍ بالطّائف وعليها له غنمٌ فكان يسلو من رسلها ويأخذ من زبيب الطّائف والأقط فيجعل منه حيسًا ويطعم من يمرّ به من النّاس فلمّا مات عبدوه وكان مجاهدٌ يقرأ اللّاتّ مشدّدةً ومن طريق بن جريجٍ نحوه قال وزعم بعض النّاس أنّه عامر بن الظّرب انتهى وهو بفتح الظّاء المشالة وكسر الرّاء ثمّ موحّدةٌ وهو العدوانيّ بضمّ المهملة وسكون الدّال وكان حكم العرب في زمانه وفيه يقول شاعرهم ومنّا حكمٌ يقضي ولا ينقض ما يقضي وحكى السّهيليّ أنّه عمرو بن لحيّ بن قمعة بن إلياس بن مضر قال ويقال هو عمرو بن لحيٍّ وهو ربيعة بن حارثة وهو والد خزاعة انتهى وحرّف بعض الشّرّاح كلام السّهيليّ وظنّ أنّ ربيعة بن حارثة قولٌ آخر في اسم اللّات وليس كذلك وإنّما ربيعة بن حارثة اسم لحيٍّ فيما قيل والصّحيح أنّ اللّات غير عمرو بن لحيٍّ فقد أخرج الفاكهيّ من وجهٍ آخر عن بن عبّاسٍ أنّ اللّات لمّا مات قال لهم عمرو بن لحيٍّ إنّه لم يمت ولكنّه دخل الصّخرة فعبدوها وبنوا عليها بيتًا وقد تقدّم في مناقب قريشٍ أنّ عمرو بن لحيٍّ هو الّذي حمل العرب على عبادة الأصنام وهو يؤيّد هذه الرّواية وحكى بن الكلبيّ أنّ اسمه صرمة بن غنمٍ وكانت اللّات بالطّائف وقيل بنخلة وقيل بعكاظٍ والأوّل أصحّ وقد أخرجه الفاكهيّ أيضًا من طريق مقسم عن بن عبّاسٍ قال هشام بن الكلبيّ كانت مناةٌ أقدم من اللّات فهدمها عليٌّ عام الفتح بأمر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وكانت اللّات أحدث من مناة فهدمها المغيرة بن شعبة بأمر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لما أسلمت ثقيفٌ وكانت العزّى أحدث من اللّات وكان الّذي اتّخذها ظالم بن سعدٍ بوادي نخلة فوق ذات عرقٍ فهدمها خالد بن الوليد بأمر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عام الفتح الحديث الثّاني
- قوله فقال في حلفه أي في يمينه وعند النّسائيّ وبن ماجة وصححه بن حبّان من حديث سعد بن أبي وقّاصٍ ما يشبه أن يكون سببًا لحديث الباب فأخرجوا من طريق مصعب بن سعدٍ عن أبيه قال كنّا حديث عهدٍ بجاهليّةٍ فحلفت باللّات والعزّى فقال لي أصحابي بئس ما قلت فذكرت ذلك للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال قل لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له الحديث قال الخطّابيّ اليمين إنّما تكون بالمعبود المعظّم فإذا حلف باللّات ونحوها فقد ضاهى الكفّار فأمر أن يتدارك بكلمة التّوحيد وقال بن العربيّ من حلف بها جادًّا فهو كافرٌ ومن قالها جاهلًا أو ذاهلًا يقول لا إله إلّا اللّه يكفّر اللّه عنه ويردّ قلبه عن السّهو إلى الذّكر ولسانه إلى الحقّ وينفي عنه ما جرى به من اللّغو قوله ومن قال لصاحبه تعال أقامرك فليتصدّق قال الخطّابيّ أي بالمال الّذي كان يريد أن يقامر به وقيل بصدقةٍ ما لتكفّر عنه القول الّذي جرى على لسانه قال النّوويّ وهذا هو الصّواب وعليه يدلّ ما في رواية مسلمٍ فليتصدّق بشيءٍ وزعم بعض الحنفيّة أنّه يلزمه كفّارة يمينٍ وفيه ما فيه قال عياضٌ في هذا الحديث حجّةٌ للجمهور أنّ العزم على المعصية إذا استقرّ في القلب كان ذنبًا يكتب عليه بخلاف الخاطر الّذي لا يستمرّ قلت ولا أدري من أين أخذ ذلك مع التّصريح في هذا الحديث بصدور القول حيث نطق بقوله تعال أقامرك فدعاه إلى المعصية والقمار حرامٌ باتّفاقٍ فالدّعاء إلى فعله حرامٌ فليس هنا عزمٌ مجرّدٌ وسيأتي بقيّة شرحه في كتاب الأيمان والنّذور ووقع الإلمام بمسألة العزم في أواخر الرّقاق في شرح حديث من همّ بحسنةٍ). [فتح الباري: 8/612-613]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (بابٌ: {أفرأيتم اللات والعزّى} (النّجم: 19)
أي: هذا باب في قوله عز وجل: {أفرأيتم اللات والعزى} وفي بعض النّسخ لم يذكر لفظ باب: واللات مأخوذ من لفظة الله ثمّ ألحقت بها تاء التّأنيث، فأنثت، كما قيل للرجل عمرو ثمّ يقال للأنثى عمرة كذا قاله الثّعلبيّ، وقيل: أرادوا أن يسمعوا إلاههم الباطل باسم الله فصرفه الله تعالى إلى اللات صونا له وحفظا لحرمته، وفي التّفسير: كانت اللات صخرة بالطّائف. وعن ابن زيد: بيت بنخلة كانت قريش تعبده، والعزى شجرة لغطفان يعبدونها، قاله مجاهد. قلت: هي الّتي بعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد فقطعها وله قصّة مشهورة، وعن الضّحّاك: صنم لغطفان وضعها لهم سعد بن ظالم الغطفاني، وعن ابن زيد بيت بالطّائف كانت ثقيف تعبده.
- حدّثنا مسلمٌ حدّثنا أبو الأشهب حدّثنا أبو الجوزاء عن ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما في قوله: {اللاّت والعزّى} كان الّلات رجلاً يلت سويق الحاجّ.
مطابقته للتّرجمة ظاهرة. ومسلم هو ابن إبراهيم، وفي بعض النّسخ إبراهيم مذكور، وأبو الأشهب اسمه جعفر بن حيّان العطاردي البصريّ، وأبو الجوزاء، بالجيم المفتوحة وسكون الواو وبالزاي والمدّ اسمه: أوس بن عبد الله الربعي، بفتح الرّاء والباء الموحدة وبالعين المهملة الأزديّ البصريّ قتل عام الجماجم سنة ثلاث وثمانين.
قوله: (عن ابن عبّاس) ، في قوله: لفظ: وفي قوله: سقط لغير أبي ذر وأراد أبو الجوزاء أن ابن عبّاس قال في قوله تعالى: {أفرأيتم اللات والعزى} (النّجم: 19) كان اللات رجلا يلت سويق الحاج: وهذا موقوف على ابن عبّاس، وقال الزّجاج: قرىء اللات بتشديد التّاء زعموا أن رجلا كان يلت السويق ويبيعه عند ذلك الصّنم فسمي الصّنم اللات بتشديد التّاء والأكثر بتخفيف التّاء، وكان الكسائي يقف عليها بالهاء اللاه وهذا قياس والأجود في هذا اتّباع المصحف والوقف عليها بالتّاء، وفي (غرر التّبيان) اللات فعله من لوى لأنهم كانوا يلوون عليها أي: يطوفون، وزعم السّهيلي أن أصل هذا الرجل يعني في قول ابن عبّاس كان اللات رجلا كان يلت السويق للحاج إذا قدموا وكانت العرب تعظم هذا الرجل بإطعامه النّاس في كل موسم، ويقال: إنّه عمرو بن لحى قال: ويقال: هو ربيعة بن حارثة، وهو والد خزاعة وعمّر عمرا طويلا فلمّا مات اتّخذوا مقعده الّذي كان يلت فيه السويق منسكا ثمّ سنح الأمر بهم إلى أن عبدوا تلك الصّخرة الّتي كان يقعد عليها ومثلوها صنما وسموها اللات اشتق لها من اللّاتي أعني: لت السويق وكانت بالطّائف، وقيل: في طريقه، وقيل: كانت بمكّة وقال قتادة كانت بنخلة.
- حدّثنا عبد الله بن محمّدٍ أخبرنا هشام بن يوسف أخبرنا معمرٌ عن الزّهريّ عن حميدٍ بن عبد الرّحمان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف فقال في حلفه والّلات والعزّي فليقل لا إلاه إلاّ الله ومن قال لصاحبه تعال أقامرك فليتصدّق.
مطابقته للتّرجمة ظاهرة. ورجاله قد ذكروا غير مرّة، والحديث أخرجه البخاريّ أيضا في النذور عن عبد الله بن محمّد وفي الأدب عن إسحاق وفي الاستئذان عن يحيى بن بكير، وأخرجه مسلم في الأيمان والنّذور عن أبي الطّاهر وحرملة وعن سويد بن سعيد وعن إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد وأخرجه أبو داود فيه عن الحسن بن عليّ وأخرجه التّرمذيّ فيه عن إسحاق بن منصور وأخرجه النّسائيّ فيه عن كثير بن عبيد وفي اليوم واللّيلة عن يونس بن عبد الأعلى وعن أحمد بن سليمان وأخرجه ابن ماجه في الكفّارات عن وحيم.
قوله: (من حلف) ، إلى آخره، قال الخطابيّ: اليمين إنّما يكون بالمعبود الّذي يعظم فإذا حلف بها فقد ضاهى الكفّار في ذلك فأمر أن يتداركه بكلمة التّوحيد، وأما قوله: (فليتصدق) فمعناه يتصدّق بالمال الّذي يريد أن يقامر عليه، وقيل: يتصدّق بصدقة من ماله كفّارة لما جرى على لسانه من هذا القول. قوله: (فقال في حلفه) ، أي: في يمينه، والحلف بفتح الحاء وكسر اللّام وإسكانها أيضا والحلف بكسر الحاء وإسكان اللّام العهد. قوله: (فليقل لا إلاه إلّا الله) إنّما أمره بذلك لأنّه تعاطى تعظيم الأصنام. وقال النّوويّ: قال أصحابنا إذا حلف باللات أو غيرها من الأصنام أو قال: إن فعلت كذا فأنا بعد يهوديّ أو نصرانيّ أو بريء من الإسلام أو من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك لم ينعقد يمينه بل عليه أن يستغفر الله تعالى ويقول: لا إلاه إلّا الله ولا كفّارة عليه سواء فعله أم لا. هذا مذهب الشّافعي ومالك وجماهير العلماء، وقال أبو حنيفة: تجب الكفّارة في كل ذلك إلاّ في قوله: أنا مبتدع أو بريء من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو اليهوديّة انتهى. وفي (فتاوى الظّهيريّة) ولو قال: هو يهوديّ أو بريء من الإسلام أن فعل كذا عندنا يكون يمينا. فإذا فعل ذلك الفعل هل يصير كافرًا هذا على وجهين: إن حلف بهذه الألفاظ وعلق بفعل ماض وهو عالم وقت اليمين أنه كاذب اختلفوا فيه. قال بعضهم: يصير كافرًا لأنّه تعليق بشرط كائن وهو تنجيز، وقال بعضهم: لا يكفر ولا يلزمه الكفّارة، وإليه مال شيخ الإسلام خواهر زاده، وإن حلف بهذه الألفاظ على أمر مستقبل. قال بعضهم: لا يكفر ويلزمه الكفّار، والصّحيح ما قاله السّرخسيّ أنه ينظر إن كان في اعتقاد الحالف أنه لو حلف بذلك على أمر في الماضي يصير كافرًا في الحال. وإن لم يكن في اعتقاده ذلك لا يكفر، سواء كانت اليمين على أمر في المستقبل أو في الماضي. قوله تعالى أمر من التعالي، وهو الارتفاع. تقول منه إذا أمرت تعال يا رجل، بفتح اللّام، وللمرأة تعالي، وللمرأتين تعاليا، وللنسوة تعالين، ولا يجوز أن يقال منه: تعاليت ولا ينهى عنه. قوله: (أقامرك) ، مجزوم لأنّه جواب الأمر، يقال: قامره يقامره قمارا إذا طلب كل واحد أن يغلب صاحبه في عمل أو قول ليأخذ مالا جعلاه للغالب، وهو حرام بالإجماع. قوله: (فليتصدق) وفي رواية مسلم، فليتصدق بشيء. قال العلماء: أمر بالتصدق تكفيرا لخطيئته في كلامه بهذه المعصية. قال الخطابيّ: يتصدّق بمقدار ما كان يريد أن يقامره به، وهو قول الأوزاعيّ، وقال النّوويّ: رحمه الله: الصّواب أن يتصدّق بما تيسّر ممّا يطلق عليه اسم الصّدقة. وفي (التّلويح) عن بعض الحنفيّة. إن قوله: فليتصدق، المراد بها كفّارة اليمين، وقال بعضهم: وفيه ما فيه. قلت: ما فيه إلاّ عدم فهم من لا يفهم ما فيه، وإنّما قال بعضهم: المراد بها كفّارة اليمين لأن هذا ينعقد يمينا على رأي هذا القائل: فإذا انعقد يمينا تجب عليه الكفّارة). [عمدة القاري: 19/200-202]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب {أفرأيتم اللاّت والعزّى}
هذا (باب) بالتنوين أي في قوله تعالى: ({أفرأيتم اللات والعزى}) [النجم: 19] اللات صنم لثقيف بالطائف أو لقريش بنخلة والعزى سمرة لغطفان كانوا يعبدونها.
- حدّثنا مسلمٌ بن إبراهيم، حدّثنا أبو الأشهب، حدّثنا أبو الجوزاء عن ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما في قوله: {اللاّت والعزّى}: كان الّلات رجلًا يلتّ سويق الحاجّ.
وبه قال: (حدّثنا مسلم بن إبراهيم) الفراهيدي بالفاء وسقط لأبي ذر ابن إبراهيم قال: (حدّثنا أبو الأشهب) بفتح الهمزة وسكون المعجمة وبعد الهاء المفتوحة موحدة جعفر بن حيان العطاردي البصري قال: (حدّثنا أبو الجوزاء) أوس بن عبد الله الربعي بفتح الراء والموحدة بعدها عين مهملة (عن ابن عباس -رضي الله عنهما-) أنه قال (في قوله) تعالى: ({اللات والعزى} كان اللات رجلًا يلت سويق الحاج) قيل هذا التفسير على قراءة رويس بتشديد التاء أما على قراءة من خففها فلا يلائمها وأجيب باحتمال أن يكون أصله التشديد وخفف لكثرة الاستعمال وكان الكسائي يقف عليها بالهاء، وقيل إن اسم الرجل عمرو بن لحي، وقيل صرمة بن غنم وكان يلت السمن والسويق عند صخرة ويطعمه الحاج، فلما مات عبدوا ذلك الحجر الذي كان عنده إجلالًا لذلك الرجل وسموه باسمه، وعند ابن أبي حاتم عن ابن عباس كان يلت السويق على الحجر فلا يشرب منه أحد إلا سمن فعبدوه، وسقط لغير أبي ذر في قوله:
- حدّثنا عبد اللّه بن محمّدٍ أخبرنا هشام بن يوسف، أخبرنا معمرٌ عن الزّهريّ عن حميد بن عبد الرّحمن، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: «من حلف، فقال في حلفه واللاّت والعزّى، فليقل: لا إله إلاّ اللّه ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك، فليتصدّق». [الحديث 4860 - أطرافه في: 6107 6301 6650].
وبه قال: (حدّثنا عبد الله بن محمد) المسندي قال: (أخبرنا هشام بن يوسف) الصنعاني قال: (أخبرنا معمر) بعين ساكنة بين فتحتين ابن راشد (عن الزهري) محمد بن مسلم بن شهاب (عن حميد بن عبد الرحمن) بن عوف الزهري (عن أبي هريرة -رضي الله عنه-) أنه (قال: قال رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-):
(من حلف) بغير الله (فقال في حلفه) بفتح المهملة وكسر اللام يمينه (واللات والعزى) كيمين المشركين (فليقل) متداركًا لنفسه (لا إله إلا الله) المبرأ من الشرك فإنه قد ضاهى بحلفه بذلك الكفار حيث أشركهما بالله في التعظيم إذ الحلف يقتضي تعظيم المحلوف به وحقيقة العظمة مختصة بالله تعالى فلا يضاهى به مخلوق قال ابن العربي: من حلف بهما جادًّا فهو كافر ومن قال جاهلًا أو ذاهلًا يقول كلمة التوحيد تكفر عنه وترد قلبه عن السهو إلى الذكر ولسانه إلى الحق وتنفي عنه ما جرى به من اللغو (ومن قال لصاحبه: تعال) بفتح اللام (أقامرك) بالجزم جواب الأمر (فليتصدق) أي بشيء كما في مسلم ليكفر عنه ما اكتسبه من إثم دعائه صاحبه إلى معصية القمار المحرم بالاتفاق وقرن القمار بذكر الحلف باللات والعزى لكونهما من فعل الجاهلية.
وهذا الحديث أخرجه أيضًا في النذور والأدب والاستئذان ومسلم وأبو داود والترمذي في الأيمان والنذور وابن ماجة في الكفارات). [إرشاد الساري: 7/361]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {أفرأيتم اللّات والعزّى}
- أخبرنا أحمد بن بكّارٍ، وعبد الحميد بن محمّدٍ، قالا: حدّثنا مخلدٌ، قال: حدّثنا يونس، عن أبيه، قال: حدّثني مصعب بن سعد بن أبي وقّاصٍ، عن أبيه، قال: حلفت باللّات والعزّى، فقال لي أصحابي: بئس ما قلت، قلت هجرًا، فأتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فذكرت ذلك له، فقال: " قل: لا إله إلّا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ، وانفث عن شمالك ثلاثًا، وتعوّذ بالله من الشّيطان الرّجيم، ثمّ لا تعد "
- أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدّثنا مسكين بن بكيرٍ، قال: حدّثنا الأوزاعيّ، قال: حدّثني الزّهريّ، عن حميد بن عبد الرّحمن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " من حلف منكم فقال في حلفه باللّات والعزّى، فليقل: لا إله إلّا الله "
- أخبرنا عليّ بن المنذر، قال: حدّثنا ابن فضيلٍ، قال: حدّثنا الوليد بن جميعٍ، عن أبي الطّفيل، قال: لمّا فتح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مكّة بعث خالد بن الوليد إلى نخلةٍ، وكانت بها العزّى، فأتاها خالدٌ، وكانت على ثلاث سمراتٍ، فقطع السّمرات، وهدم البيت الّذي كان عليها، ثمّ أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأخبره، فقال: «ارجع فإنّك لم تصنع شيئًا»، فرجع خالدٌ، فلمّا بصرت به السّدنة وهم حجبتها، أمعنوا في الجبل، وهم يقولون: يا عزّى يا عزّى، فأتاها خالدٌ، فإذا امرأةٌ عريانةٌ، ناشرةٌ شعرها، تحتفن التّراب على رأسها، فعمّمها بالسّيف حتّى قتلها، ثمّ رجع إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأخبره، فقال: «تلك العزّى»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/278-279]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أفرأيتم اللاّت والعزّى (19) ومناة الثّالثة الأخرى (20) ألكم الذّكر وله الأنثى (21) تلك إذًا قسمةٌ ضيزى}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: أفرأيتم أيّها المشركون اللاّت، وهي من اللّه ألحقت فيه التّاء فأنّثت، كما قيل: عمرٌو للذّكرٍ، ثمّ قيل للأنثى عمرة؛ وكما قيل للذّكر عبّاسٌ، ثمّ قيل للأنثى عبّاسة، فكذلك سمّى المشركون أوثانهم بأسماء اللّه تعالى ذكره، وتقدّست أسماؤه، فقالوا من اللّه اللاّت، ومن العزيز العزّى؛ وزعموا أنّهنّ بنات اللّه، تعالى اللّه عمّا يقولون وافتروا، فقال جلّ ثناؤه لهم: أفرأيتم أيّها الزّاعمون أنّ اللاّت والعزّى ومناة الثّالثة بنات اللّه {ألكم الذّكر} يقول: أتختارون لأنفسكم الذّكر من الأولاد، وتكرهون لها الأنثى، وتجعلون له الأنثى الّتي لا ترضونها لأنفسكم، ولكنّكم تقتلونها كراهةً منكم لهنّ.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {اللاّت} فقرأته عامّة قرّاء الأمصار بتخفيف التّاء على المعنى الّذي وصفت.
وذكر أنّ اللاّت بيتٌ كان بنخلة تعبده قريشٌ وقال بعضهم: كان بالطّائف.
- ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {أفرأيتم اللاّت والعزّى} أمّا اللاّت فكانت بالطّائف.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {أفرأيتم اللاّت والعزّى} قال: اللاّت بيتٌ كان بنخلة تعبده قريشٌ.
وقرأ ذلك ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ وأبو صالحٍ (اللاّتّ) بتشديد التّاء وجعلوه صفةً للوثن الّذي عبدوه، وقالوا: كان رجلاً يلتّ السّويق للحاجّ؛ فلمّا مات عكفوا على قبره فعبدوه
ذكر الخبر عمّن قاله:
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، أفرأيتم اللاّتّ والعزّى قال: كان يلتّ السّويق للحاجٍّ، فعكف على قبره.
- وحدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا مؤمّلٌ قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ أفرأيتم اللاّتّ قال: اللاّتّ: كان يلتّ السّويق للحاجّ.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ اللاّتّ قال: كان يلتّ السّويق فمات، فعكفوا على قبره فعبدوه.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {اللاّتّ} قال: رجلٌ يلتّ للمشركين السّويق، فمات فعكفوا على قبره.
- حدّثنا أحمد بن هشامٍ قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي صالحٍ، في قوله: اللاّتّ قال: اللاّتّ: الّذي كان يقوم على آلهتهم، يلتّ لهم السّويق، وكان بالطّائف.
- حدّثني أحمد بن يوسف قال: حدّثنا أبو عبيدٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن، عن أبي الأشهب، عن أبي الجوزاء، عن ابن عبّاسٍ قال: كان يلتّ السّويق للحاجّ.
وأولى القراءتين بالصّواب عندنا في ذلك قراءة من قرأه بتخفيف التّاء على المعنى الّذي وصفت لقارئه كذلك لإجماع الحجّة من قرّاء الأمصار عليه.
وأمّا العزّى فإنّ أهل التّأويل اختلفوا فيها، فقال بعضهم: كان شجراتٍ يعبدونها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا مؤمّلٌ قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، {والعزّى} قال: العزّى: شجيراتٌ.
وقال آخرون: كانت العزّى حجرًا أبيض.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يعقوب، عن جعفرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ قال: {العزّى}: حجرٌ أبيض.
وقال آخرون: كان بيتًا بالطّائف تعبده ثقيفٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {والعزّى} قال: العزّى: بيتٌ بالطّائف تعبده ثقيفٌ.
وقال آخرون: بل كانت ببطن نخلة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {والعزّى} قال: أمّا العزّى فكانت ببطن نخلة). [جامع البيان: 22/46-50]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما -: {أفرأيتم الّلات والعزّى} [النجم:19] قال: كان الّلات رجلاً يلتّ سويق الحاجّ. أخرجه البخاري). [جامع الأصول: 2/371]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {أفرأيتم اللّات والعزّى} [النجم: 19].
- عن ابن عبّاسٍ - فيما يحسب سعيد بن جبيرٍ - «أنّ النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - كان بمكّة، فقرأ سورة والنّجم حتّى انتهى إلى {أفرأيتم اللّات والعزّى ومناة الثّالثة الأخرى} [النجم: 19] فجرى على لسانه: تلك الغرانيق العلى الشّفاعة منهم ترتجى. قال: فسمع بذلك مشركو أهل مكّة فسرّوا بذلك، فاشتدّ على رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - فأنزل اللّه - تبارك وتعالى - {وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبيٍّ إلّا إذا تمنّى ألقى الشّيطان في أمنيّته فينسخ اللّه ما يلقي الشّيطان ثمّ يحكم اللّه آياته} [الحج: 52]».
رواه [البزّار] والطّبرانيّ، وزاد إلى قوله (عذاب يومٍ عقيمٍ) يوم بدرٍ، ورجالهما رجال الصّحيح إلّا أنّ الطّبرانيّ قال: لا أعلمه إلّا عن ابن عبّاسٍ عن النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - وقد تقدّم حديثٌ مرسلٌ في سورة الحجّ أطول من هذا، ولكنّه ضعيف الإسناد.
- وعن ابن عبّاسٍ [قال] أنّ العزّى كانت ببطن نخلة، وأنّ اللّات كانت بالطّائف، وأنّ مناة كانت بقديدٍ. قال عليّ بن الجعد: بطن نخلة هو بستان بني عامرٍ.
رواه الطّبرانيّ، وفيه أبو شيبة وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/115]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (حدّثنا يوسف بن حمّادٍ، ثنا أميّة بن خالدٍ، ثنا شعبة، عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، فيما أحسب - أشكّ في الحديث - إنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان بمكّة، فقرأ سورة النّجم حتّى انتهى إلى: {أفرأيتم اللّات والعزّى (19) ومناة الثّالثة الأخرى (20) } [النجم: 19-20] فجرى على لسانه: «تلك الغرانيق العلى، الشّفاعة منهم ترتجى»، قال: فسمع ذلك مشركو أهل مكّة، فسرّوا بذلك فاشتدّ على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فأنزل اللّه تبارك وتعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبيٍّ إلا إذا تمنّى ألقى الشّيطان في أمنيّته فينسخ اللّه ما يلقي الشّيطان ثمّ يحكم اللّه آياته} [الحج: 52].
قال البزّار: لا نعلمه يروى بإسنادٍ متّصلٍ يجوز ذكره إلا بهذا الإسناد، وأميّة بن خالدٍ ثقةٌ مشهورٌ، وإنّما يعرف هذا من حديث الكلبيّ، عن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ). [كشف الأستار عن زوائد البزار: 3/72]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 19 - 27.
أخرج عبد بن حميد والبخاري، وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه عن ابن عباس قال: كان اللات رجلا يلت سويق الحاج ولفظ عبد بن حميد: يلت السويق يسقيه الحاج). [الدر المنثور: 14/30]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج النسائي، وابن مردويه عن أبي الطفيل قال: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بعث خالد بن الوليد إلى نخلة وكان بها العزى فأتاها خالد وكانت على ثلاث سمرات فقطع السمرات وهدم البيت الذي كان عليها ثم أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: ارجع فإنك لم تصنع شيئا فرجع خالد فلما أبصرته السدنة وهم حجبتها أمعنوا في الجبل وهم يقولون: يا عزى يا عزى فأتاها خالد فإذا امرأة عريانة ناشرة شعرها تحفن التراب على رأسها فعممها بالسيف حتى قتلها ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: تلك العزى). [الدر المنثور: 14/30-31]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني، وابن مردويه عن ابن عباس أن العزى كانت ببطن نخلة وأن اللات كانت بالطائف وأن مناة كانت بقديد). [الدر المنثور: 14/31]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور والفاكهي عن مجاهد قال: كانت اللات رجلا في الجاهلية على صخرة بالطائف وكان له غنم فكان يأخذ من رسلها ويأخذ من زبيب الطائف والأقط فيجعل منه حيسا ويطعم من يمر من الناس فلما مات عبدوه وقالوا: هو اللات وكان يقرأ: اللات مشددة). [الدر المنثور: 14/31]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس قال: كان اللات يلت السويق على الحاج فلا يشرب منه أحدا إلا سمن فعبدوه). [الدر المنثور: 14/32]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفاكهي عن ابن عباس أن اللات لما مات قال لهم عمرو بن لحي: إنه لم يمت ولكنه دخل الصخرة فعبدوها وبنوا عليها بيتا). [الدر المنثور: 14/32]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {أفرأيتم اللات} قال: كان رجل من ثقيف يلت السويق بالزيت فلما توفي جعلوا قبره وثنا وزعم الناس أنه عامر بن الظرب أخذ عدوانا). [الدر المنثور: 14/32]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله {أفرأيتم اللات والعزى} قال: اللات كان يلت السويق بالطائف فاعتكفوا على قبره والعزى شجرات). [الدر المنثور: 14/32]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة في قوله {أفرأيتم اللات والعزى (19) ومناة} قال: آلهة كانوا يعبدونها فكان اللات لأهل الطائف وكانت العزى لقريش بسقام شعب ببطن نخلة وكانت مناة للأنصار بقديد). [الدر المنثور: 14/32-33]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن أبي صالح قال: اللات الذي كان يقوم على آلهتهم وكان يلت لهم السويق والعزى بنخلة كانوا يعلقون عليها السبور والعهن ومناة حجر بقديد). [الدر المنثور: 14/33]

تفسير قوله تعالى: (وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى {اللات والعزى (19) ومناة الثالثة الأخرى} قال هي آلهة كان يعبدها المشركون وكانت اللات لأهل الطائف وكانت العزى لقريش وكانت مناة للأنصار). [تفسير عبد الرزاق: 2/253] (م)
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب {ومناة الثّالثة الأخرى} [النجم: 20]
- حدّثنا الحميديّ، حدّثنا سفيان، حدّثنا الزّهريّ، سمعت عروة، قلت لعائشة رضي اللّه عنها فقالت: " إنّما كان من أهلّ بمناة الطّاغية الّتي بالمشلّل، لا يطوفون بين الصّفا والمروة، فأنزل اللّه تعالى: {إنّ الصّفا والمروة من شعائر اللّه} [البقرة: 158] فطاف رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم والمسلمون " قال سفيان: «مناة بالمشلّل من قديدٍ» وقال عبد الرّحمن بن خالدٍ، عن ابن شهابٍ، قال عروة: قالت عائشة: «نزلت في الأنصار، كانوا هم وغسّان قبل أن يسلموا يهلّون لمناة مثله» وقال معمرٌ عن الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة، كان رجالٌ من الأنصار ممّن كان يهلّ لمناة - ومناة صنمٌ بين مكّة والمدينة - قالوا: «يا نبيّ اللّه كنّا لا نطوف بين الصّفا والمروة تعظيمًا لمناة نحوه»). [صحيح البخاري: 6/141]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله ومناة الثّالثة الأخرى)
سقط باب لغير أبي ذرٍّ وقد تقدّم شرح مناة في سورة البقرة وقرأ بن كثير وبن محيصنٍ مناءة بالمدّ والهمز
- قوله قلت لعائشة رضي اللّه عنها فقالت كذا أورده مختصرًا وتقدّم في تفسير البقرة بيان ما قال وأنّه سأل عن وجوب السّعي بين الصّفا والمروة مع قوله تعالى إنّ الصّفا والمروة من شعائر الله الآية وجواب عائشة له وفيه قولها إلى آخره قوله من أهل المناة أي لأجل مناة في رواية غير أبي ذرٍّ بمناة بالموحّدة بدل اللّام أي أهلّ عندها أو أهلّ باسمها قوله قال سفيان مناة بالمشلّل بفتح المعجمة واللّام الثّقيلة ثمّ لامٍ ثانيةٍ وهو موضعٌ من قديدٍ من ناحية البحر وهو الجبل الّذي يهبط منه إليها قوله من قديدٍ بالقاف والمهملة مصغّرٌ هو مكانٌ معروفٌ بين مكّة والمدينة قوله وقال عبد الرّحمن بن خالد أي بن مسافر عن بن شهابٍ هو الزّهريّ وصله الذّهليّ والطّحاويّ من طريق عبد اللّه بن صالحٍ عن اللّيث عن عبد الرّحمن بطوله قوله نزلت في الأنصار كانوا هم وغسّان قبل أن يسلموا يهلون لمناة مثله أي مثل حديث بن عيينة الّذي قبله وأخرج الفاكهيّ من طريق بن إسحاق قال نصب عمرو بن لحيٍّ مناة على ساحل البحر ممّا يلي قديدٍ يحجّونها ويعظّمونها إذا طافوا بالبيت وأفاضوا من عرفاتٍ وفرغوا من منًى أتوا مناة فأهلّوا لها فمن أهلّ لها لم يطف بين الصّفا والمروة قوله وقال معمرٌ إلخ وصله الطّبريّ عن الحسن بن يحيى عن عبد الرّزّاق مطوّلًا وقد تقدّم الحديث بطوله من وجهٍ آخر عن الزّهريّ في كتاب الحجّ قوله صنمٌ بين مكّة والمدينة قد تقدّم بيان مكانه وهو بين مكّة والمدينة كما قال قوله تعظيمًا لمناة نحوه بقيّته عند الطّبريّ فهل علينا من حرجٍ أن نطوف بهما الحديث
وفيه قال الزّهريّ فذكرت ذلك لأبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشامٍ فذكر حديثه عن رجالٍ من أهل العلم وفي آخره نزلت في الفريقين كليهما من طاف ومن لم يطف). [فتح الباري: 8/613-614]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
- ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا الزّهريّ سمعت عروة يقول قلت لعائشة رضي اللّه عنها فقالت إنّما كان من أهل لمناة الطاغية الّتي بالمشلل لا يطوفون بين الصّفا والمروة الحديث
وقال عبد الرّحمن بن خالد عن ابن شهاب قال عروة قالت عائشة نزلت في الأنصار كانوا هم وغسان قبل أن يسلموا يهلون لمناة مثله
وقال معمر عن الزّهريّ عن عروة عن عائشة كان رجال من الأنصار ممّن كان يهل لمناة ومناة صنم بين مكّة والمدينة قالوا يا نبي الله كنّا لا نطوف بين الصّفا والمروة تعظيمًا لمناة نحوه
أما حديث عبد الرّحمن بن خالد وهو ابن مسافر فقال الذهلي في الزهريات ثنا عبد الله بن صالح ثنا اللّيث ثنا عبد الرّحمن به
وأخرجه الطّحاويّ في مشكل الآثار عن فهد وهارون جميعًا عن عبد الله بن صالح به
وأما حديث معمر فقال الإمام أحمد ثنا عبد الرّزّاق ثنا معمر وقال ابن جرير ثنا الحسن بن يحيى أنا عبد الرّزّاق أنا معمر عن الزّهريّ عن عروة عن عائشة قالت كان رجال من الأنصار ممّن يهل لمناة في الجاهليّة ومناة صنم بين مكّة والمدينة قالوا يا نبي الله إنّا كنّا لا نطوف بين الصّفا والمروة تعظيمًا لمناة فهل علينا من حرج أن نطوف بهما فأنزل الله عزّ وجلّ 158 البقرة {إن الصّفا والمروة من شعائر الله} الآية
قال عروة فقلت لعائشة ما أبالي أن لا أطوف بين الصّفا والمروة قال الله 158 البقرة {فلا جناح عليه} قالت يا ابن أختي ألا ترى أنه يقول {إن الصّفا والمروة من شعائر الله}
قال الزّهريّ فذكرت ذلك لأبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام فقال هذا العلم قال أبو بكر ولقد سمعت رجالًا من أهل العلم يقولون لما أنزل الله عزّ وجلّ الطّواف بالبيت ولم ينزل الطّواف بين الصّفا والمروة قيل للنّبي صلّى اللّه عليه وسلّم إنّا كنّا نطوف في الجاهليّة بين الصّفا والمروة وأن الله قد ذكر الطّواف بالبيت ولم يذكر الطّواف بين الصّفا والمروة فهل علينا من جناح أن لا نطوف بهما فأنزل الله عزّ وجلّ {إن الصّفا والمروة من شعائر الله} الآية كلها قال أبو بكر فأسمع هذه الآية نزلت في الفريقين كليهما فيمن طاف وفيمن لم يطف). [تغليق التعليق: 4/324-326]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (بابٌ: {ومناة الثّالثة الأخرى} (النّجم: 2)
أي: هذا باب في قوله تعالى: {ومناة الثّالثة الأخرى} ولم يثبت لفظ: إلاّ لأبي ذر، وسيأتي تفسيرها في الحديث، ولكن يفسر معنى الآية. فقوله: الثّالثة لا يقال لها الأخرى، وإنّما الأخرى نعت للثّانية، وقال الخليل: إنّما قال ذلك ليوافق رؤوس الآي، كقوله: {مآرب أخرى} (طه: 18) وقال الحسين بن فضل في الآية تقديم وتأخير مجازها أفرأيتم الّلات والعزى الأخرى ومناة؟ .
- حدّثنا الحميدي حدّثنا سفيان حدّثنا الزّهريّ سمعت عروة قلت ل عائشة رضي الله عنها فقالت إنّما كان من أهلّ بمناة الطّاغية الّتي بالمشلّل لا يطوفون بين الصّفا والمروة فأنزل الله تعالى إنّ الصّفا والمروة من شعائر الله فطاف رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون قال سفيان مناة بالمشلّل من قديدٍ.
وقال عبد الرّحمان بن خالدٍ عن ابن شهابٍ قال عروة قالت عائشة نزلت في الأنصار كانوا هم وغسان قبل أن يسلموا يهلّون لمناة مثله وقال معمرٌ عن الزّهريّ عن عروة عن عائشة كان رجالٌ من الأنصار ممّن كان يهلّ لمناة ومناة صنمٌ بين مكّة والمدينة قالوا يا نبيّ الله صلى الله عليه وسلم كنّا لا نطوف بين الصّفا والمروة تعظيما لمناة نحوه.
مطابقته للتّرجمة ظاهرة. والحميدي عبد الله بن الزبير، وسفيان هو ابن عيينة، وهذا الحديث قد مضى مطولا في الحج في: باب وجوب الصّفا والمروة، فإنّه أخرجه هناك عن أبي اليمان عن شعيب عن الزّهريّ إلى آخره.
قوله: (قلت لعائشة فقالت) ، فيه حذف بينه في تفسير سورة البقرة في: باب {إن الصّفا والمروة من شعائر الله} (البقرة: 158) وهو أن عروة قال: قلت: لعائشة زوج النّبي صلى الله عليه وسلم وأنا يومئذٍ حديث السن: أرأيت قول الله تعالى: {إن الصّفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما} فما أرى على أحد شيئا أن لا يطوف بهما. فقالت عائشة: إنّما كان من أهل. أي: أحرم بمناة بالباء الموحدة في رواية أبي ذر، وعند غيره: لمناة. باللّام أي: لأجل مناة، والطاغية صفة لها باعتبار طغيان عبدتها، ويجوز أن يكون مضافا إليها على معنى: أحرم باسم مناة القوم الطاغية. قوله: (الّتي بالمشلل) ، صفة أخرى أي: الكائنة بالمشلل، بضم الميم وفتح الشين المعجمة وتشديد اللّام المفتوحة، وهو موضع من قديد على ما يأتي الآن. قوله: (لا يطوفون) ، أي: من كان يحجّ لهذا الصّنم كان لا يسعى بين الصّفا والمروة تعظيمًا لصنعهم حيث لم يكن في المسعى، وكان فيه صنمان إساف ونائلة، فأنزل الله تعال ردا عليهم بقوله: {إن الصّفا والمروة من شعائر الله} فطاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وطاف معه المسلمون. قوله: (قال سفيان) ، هو ابن عيينة الرّاوي في الحديث المذكور. قوله: (مناة بالمشلل من قديد) ، مقول قول سفيان، وأشار به إلى تفسير مناة. أي: مناة مكان كائن بالمشلل الكائن من قديد، بضم القاف مصغر القدد، وهو من منازل طريق مكّة إلى المدينة.
قوله: (وقال عبد الرّحمن بن خالد بن مسافر الفهمي) ، بالفاء المصريّ. كان أمير مصر لهشام مات سنة سبع وعشرين ومائة وأخرج له مسلم متابعة. قوله: (عن ابن شهاب) ، وهو الزّهريّ أي: يروي عن ابن شهاب، وهو الزّهريّ الرّاوي في الحديث المذكور، ووصل هذا التّعليق الطّحاويّ من طريق عبد الله بن صالح عن اللّيث عن عبد الرّحمن بطوله. قوله: (هم) أي: الأنصار. قوله: (وغسان) ، عطف عليه وهم قبيلة. قوله: (يهلون بمناة) أي: يحرمون بمناة قبل الإسلام. قوله: (مثله) أي: مثل حديث سفيان بن عيينة المذكور قبله. قوله: (وقال معمر) بفتح الميمين، وهو ابن راشد عن الزّهريّ وهو محمّد بن مسلم، وهذا التّعليق وصله الطّبريّ عن الحسن بن يحيى عن عبد الرّزّاق عن معمر إلى آخره مطولا. قوله: (ومناة صنم بين مكّة والمدينة) أي: مناة اسم صنم كائن بين مكّة والمدينة كانت صنما لخزاعة وهذيل، سميت بذلك لأن دم الذّبائح كان يمني عليها أي يراق، وفي (تفسير ابن عبّاس) كانت مناة على ساحل البحر تعبد، وفي (تفسير عبد الرّزّاق) أخبرنا معمر عن قتادة: اللات لأهل الطّائف، وعزى لقريش، ومناة للأنصار، وعن ابن زيد: مناة بيت بالمشلل تبعده بنو كعب، ويقال: مناة أصنام من حجارة كانت في جوف الكعبة يعبدونها. قوله: (نحوه) أي: نحو الحديث المذكور). [عمدة القاري: 19/202-203]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب {ومناة الثّالثة الأخرى}
هذا (باب) بالتنوين أي في قوله تعالى: ({ومناة الثالثة الأخرى} [النجم: 20]) صفة لمناة وقال أبو البقاء الأخرى توكيد لأن الثالثة لا تكون إلا أخرى. وقال الزمخشري: والأخرى ذم وهي المتأخرة الوضيعة المقدار كقوله: {قالت أخراهم لأولاهم} [الأعراف: 38] أي ضعفاؤهم لأشرافهم ويجوز أن تكون الأوّلية والتقدم عندهم للآت والعزى. اهـ.
قال صاحب الدر وفيه نظر لأن الأخرى إنما تدل على الغيرية وليس بها تعرض لمدح ولا ذم فإن جاء شيء فلقرينة خارجية، وقيل الأخرى صفة للعزى لأن الثانية أخرى بالنسبة إلى الأولى وقال في الأنوار الثالثة الأخرى صفتان للتأكيد كقوله يطير بجناحيه ومعنى الآية هل رأيتم هذه الأصنام حق الرؤية فإن رأيتموها علمتم أنها لا تصلح للألوهية والمقصود إبطال الشركاء وإثبات التوحيد.
- حدّثنا الحميديّ، حدّثنا سفيان حدّثنا الزّهريّ، سمعت عروة قلت لعائشة -رضي الله عنها- فقالت: إنّما كان من أهلّ بمناة الطّاغية الّتي بالمشلّل لا يطوفون بين الصّفا والمروة، فأنزل اللّه تعالى: {إنّ الصّفا والمروة من شعائر اللّه} [البقرة: 158] فطاف رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- والمسلمون، قال سفيان: مناة بالمشلّل من قديدٍ، وقال عبد الرّحمن بن خالدٍ عن ابن شهابٍ: قال عروة قالت عائشة: نزلت في الأنصار، كانوا هم وغسّان قبل أن يسلموا يهلّون لمناة مثله، وقال معمرٌ عن
الزّهريّ عن عروة عن عائشة: كان رجالٌ من الأنصار ممّن كان يهلّ لمناة، ومناة صنمٌ بين مكّة والمدينة، قالوا: يا نبيّ اللّه كنّا لا نطوف بين الصّفا والمروة تعظيمًا لمناة نحوه.
وبه قال: (حدّثنا الحميدي) عبد الله بن الزبير المكي قال: (حدّثنا سفيان) بن عيينة قال: (حدّثنا الزهري) محمد بن مسلم (سمعت عروة) بن الزبير بن العوّام يقول: (قلت لعائشة - رضي الله عنها- فقالت) فيه حذف ذكره في باب {من الصفا والمروة من شعائر الله} من البقرة بلفظ قلت لعائشة وأنا يومئذٍ حديث السن: أرأيت قول الله: {من الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوّف بهما} [البقرة: 158] فما أرى على أحد شيئًا أن لا يطوّف بهما فقالت (إنما كان من أهل) أحرم (بمناة) بالموحدة باسمها أو عندها ولأبي ذر لمناة مجرورًا بالفتحة لأنه لا ينصرف وهو باللام لأجلها (الطاغية) بالجر بالكسرة صفة لمناة باعتبار طغيان عبدتها أو مضاف إليها والمعنى أحرم باسم مناة القوم الطاغية (التي بالمشلل) بضم الميم وفتح المعجمة وفتح اللام الأولى مشدّدة أي مناة الكائنة بالمثلل (لا يطوفون بين الصفا والمروة) تعظيمًا لصنمهم مناة حيث لم يكن في المسعى وكان فيه صنمان لغيرهم أساف ونائلة (فأنزل الله تعالى) ردًّا ({إن الصفا والمروة من شعائر الله} فطاف رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم- والمسلمون}) معه بهما.
(قال سفيان) بن عيينة (مناة) كائن (بالمشلل) موضع (من قديد) بضم القاف مصغرًا من ناحية البحر وهو الجبل الذي يهبط إليها منه، (وقال عبد الرحمن بن خالد) الفهمي بالفاء المصري أميرها لهشام مما وصله الذهلي والطحاوي (عن ابن شهاب) الزهري أنه قال: (قال عروة) بن الزبير (قالت عائشة) -رضي الله عنها- (نزلت) آية {إن الصفا} (في الأنصار) الأوس والخزرج (كانوا هم وغسان) قال الجوهري اسم قبيلة (قبل أن يسلموا يهلون) يحرمون (لمناة مثله) أي مثل حديث ابن عيينة.
(وقال معمر) بفتحتين بينهما مهملة ساكنة ابن راشد مما وصله الطبري (عن الزهري عن عروة عن عائشة) أنها قالت (كان رجال من الأنصار ممن كان يهلّ لمناة ومناة صنم) كائن (بين مكة والمدينة) وكان لخزاعة وهذيل وسمي بذلك لأن دم الذبائح كان يمنى عندها أي يذبح (قالوا: يا نبي الله كنا لا نطوف بين الصفا والمروة تعظيمًا لمناة) حيث لم يكن بينهما (نحوه) أي نحو الحديث السابق). [إرشاد الساري: 7/361-362]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {ومناة الثّالثة الأخرى}
- أخبرنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثيرٍ، قال: حدّثنا أبي، عن شعيبٍ، عن الزّهريّ، عن عروة، قال: سألت عائشة عن قول الله، عزّ وجلّ: {فلا جناح عليه أن يطّوّف بهما} [البقرة: 158]، فوالله ما على أحدٍ جناحٌ ألّا يطّوّف بالصّفا والمروة، قالت عائشة: بئس ما قلت يا ابن أختي، إنّ هذه الآية لو كانت كما أوّلتها، كانت: لا جناح عليه ألّا يطّوّف بهما، ولكنّها أنزلت في أنّ الأنصار قبل أن يسلموا، كانوا يهلّون لمناة الطّاغية الّتي كانوا يعبدون عند المشلّل، وكان من أهلّ لها يتحرّج أن يطّوّف بالصّفا والمروة، فلمّا سألوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن ذلك أنزل الله عزّ وجلّ {إنّ الصّفا والمروة من شعائر الله فمن حجّ البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطّوّف بهما} [البقرة: 158]، ثمّ قد سنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الطّواف بهما، فليس لأحدٍ أن يترك الطّواف بهما "). [السنن الكبرى للنسائي: 10/279]

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وأمّا مناة فإنّها كانت فيما ذكر لخزاعة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {ومناة الثّالثة الأخرى} قال: أمّا مناة فكانت بقديدٍ، آلهةٌ كانوا يعبدونها، يعني اللاّت والعزّى ومناة.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ومناة الثّالثة الأخرى} قال: مناة بيتٌ كان بالمشلّل يعبده بنو كعبٍ.
واختلف أهل العربيّة في وجه الوقف على اللاّت ومناة، فكان بعض نحويّي البصرة يقول: إذا سكتّ قلت اللاّت، وكذلك مناة تقول: مناه، قال: وقال بعضهم: اللاّت، فجعله من اللّتّ الّذي يلتّ؛ ولغةٌ للعرب يسكتون على ما فيه الهاء بالتّاء يقولون: رأيت طلحت، وكلّ شيءٍ في القرآن مكتوبٌ بالتّاء فإنّما تقف عليه بالتّاء، نحو {بنعمت ربّك} و{شجرت الزّقوم}.
وكان بعض نحويّي الكوفة يقف على اللاّت بالهاء (أفرأيتم اللاّه).
وكان غيره منهم يقول: الاختيار في كلّ ما لم يضف أن يكون بالهاء رحمةً من ربّي، وشجرةً تخرج، وما كان مضافًا فجائزًا بالهاء والتّاء، فالتّاء للإضافة، والهاء لأنّه يفرد ويوقف عليه دون الثّاني.
وهذا القول الثّالث أقيس اللّغات وأكثرها في العرب وإن كان للأخرى وجهٌ معروفٌ وكان بعض أهل المعرفة بكلام العرب من أهل البصرة يقول: اللاّت والعزّى ومناة الثّالثة: أصنامٌ من حجارةٍ كانت في جوف الكعبة يعبدونها). [جامع البيان: 22/50-51]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني، وابن مردويه عن ابن عباس أن العزى كانت ببطن نخلة وأن اللات كانت بالطائف وأن مناة كانت بقديد). [الدر المنثور: 14/31] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة في قوله {أفرأيتم اللات والعزى (19) ومناة} قال: آلهة كانوا يعبدونها فكان اللات لأهل الطائف وكانت العزى لقريش بسقام شعب ببطن نخلة وكانت مناة للأنصار بقديد). [الدر المنثور: 14/32-33] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن أبي صالح قال: اللات الذي كان يقوم على آلهتهم وكان يلت لهم السويق والعزى بنخلة كانوا يعلقون عليها السبور والعهن ومناة حجر بقديد). [الدر المنثور: 14/33] (م)

تفسير قوله تعالى: (أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (21) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ألكم الذّكر وله الأنثى} يقول: أتزعمون أنّ لكم الذّكر الّذي ترضونه، وللّه الأنثى الّتي لا ترضونها لأنفسكم). [جامع البيان: 22/51]

تفسير قوله تعالى: (تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (22) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى قسمة ضيزى قال جائرة). [تفسير عبد الرزاق: 2/255]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({ضيزى} [النجم: 22] : «عوجاء»). [صحيح البخاري: 6/140]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله ضيزى عوجاء وصله الفريابيّ أيضًا وقال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة ضيزى جائرةٌ وأخرج الطّبريّ من وجه ضعيف عن بن عبّاسٍ مثله وقال أبو عبيدة ناقصةٌ تقول ضأزته حقّه نقصته). [فتح الباري: 8/604]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد ذو مرّة ذو قوّة قاب قوسين حيث الوتر من القوس ضيزى عوجاء وأكدى قطع عطاءه ورب الشعرى هو مرزم الجوزاء الّذي وفى وفي ما فرض عليه أزفت الآزفة اقتربت السّاعة سامدون البرطمة وقال عكرمة يتغنون بالحميرية
قال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 5 النّجم {علمه شديد القوى} قال قوّة {ذو مرّة} فال جبريل {فكان قاب قوسين أو أدنى} 9 النّجم حيث الوتر من القوس
وبه في قوله 22 النّجم {تلك إذا قسمة ضيزى} قال عوجاء). [تغليق التعليق: 4/321-322] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (ضيزى: عوجاء
أشار به إلى قوله تعالى: {تلك إذا قسمة ضيزي} (النّجم: 22) وفسره بقوله: (عوجاء) وهو مرويّ عن مقاتل، وعن ابن عبّاس وقتادة: قسمة جائرة حيث جعلتم لربكم من الولد ما تكرهون لأنفسكم وعن ابن سيرين: غير مستوية أن يكون لكم الذّكر وللّه الإناث تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا). [عمدة القاري: 19/196]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({ضيزى}) [النجم: 22] قال مجاهد فيما وصله الفريابي أيضًا (عوجاء) وقال الحسن غير معتدلة وقيل جائزة حيث جعلتم له البنات التي تستنكفون عنهن وهي فعلى بضم الفاء من الضيز وهو الجور لأنه ليس في كلام العرب فعلى بكسر الفاء صفة وإنما كسرت محافظة على تصحيح الياء كبيض وإلاّ فلو بقيت الضمة انقلبت الياء واوًا وفي نسخة حدباء). [إرشاد الساري: 7/358]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({تلك إذًا قسمةٌ ضيزى} يقول جلّ ثناؤه: قسمتكم هذه قسمةٌ جائرةٌ غير مستويةٍ، ناقصةٌ غير تامّةٍ، لأنّكم جعلتم لربّكم من الولد ما تكرهون لأنفسكم، وآثرتم أنفسكم بما ترضونه، والعرب تقول: ضزته حقّه بكسر الضّاد، وضزته بضمّها فأنا أضيزه وأضوزه، وذلك إذا نقصته حقّه ومنعته.
- وحدّثت عن معمر بن المثنّى قال: أنشدني الأخفش:
- فإن تنأ عنّا ننتقصك وإن تغب فسهمك مضئوزٌ وأنفك راغم.
ومن العرب من يقول: ضيزى بفتح الضّاد وترك الهمز منها؛ ومنهم من يقول: ضأزى بالفتح والهمز، وضؤزى بالضّمّ والهمز، ولم يقرأ أحدٌ بشيءٍ من هذه اللّغات، وأمّا الضّيزى بالكسر فإنّها فعلى بضمّ الفاء، وإنّما كسرت الضّاد منها كما كسرت من قولهم: قومٌ بيضٌ وعينٌ، وهي فعلٌ لأنّ واحدها: بيضاء وعيناء ليؤلّفوا بين الجمع والاثنين والواحد، وكذلك كرهوا ضمّ الضّاد من ضيزى، فتقول: ضوزى، مخافة أن تصير بالواو وهي من الياء.
وقال الفرّاء: إنّما قضيت على أوّلها بالضّمّ، لأنّ النّعوت للمؤنّث تأتي إمّا بفتحٍ، وإمّا بضمٍّ؛ فالمفتوح: سكرى وعطشى؛ والمضموم: الأنثى والحبلى؛ فإذا كان اسمًا ليس بنعتٍ كسر أوّله، كقوله: {وذكّر فإنّ الذّكرى تنفع المؤمنين} كسر أوّلها، لأنّها اسمٌ ليس بنعتٍ، وكذلك الشّعرى كسر أوّلها، لأنّها اسمٌ ليس بنعتٍ.
وبنحو الّذي قلنا في تأويل قوله: {قسمةٌ ضيزى} قال أهل التّأويل، وإن اختلفت ألفاظهم بالعبارة عنها، فقال بعضهم: قسمةٌ عوجاء.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {تلك إذًا قسمةٌ ضيزى} قال: عوجاء.
وقال آخرون: قسمةٌ جائرةٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {تلك إذًا قسمةٌ ضيزى} يقول: قسمةٌ جائرةٌ.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {قسمةٌ ضيزى} قال: جائرةٌ.
- حدّثنا محمّد بن حفصٍ أبو عبيدٍ الوصّابيّ قال: حدّثنا ابن حميرٍ قال: حدّثنا ابن لهيعة، عن ابن أبي عمرة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {تلك إذًا قسمةٌ ضيزى} قال: تلك إذًا قسمةٌ جائرةٌ لا حقّ فيها.
وقال آخرون: قسمةٌ منقوصةٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {تلك إذًا قسمةٌ ضيزى} قال: منقوصةٌ.
وقال آخرون: قسمةٌ مخالفةٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {تلك إذا قسمةٌ ضيزى} قال: جعلوا للّه تبارك وتعالى بناتٍ، وجعلوا الملائكة للّه بناتٍ، وعبدوهم، وقرأ {أم اتّخذ ممّا يخلق بناتٍ وأصفاكم بالبنين وإذا بشّر أحدهم بما ضرب للرّحمن مثلاً ظلّ وجهه مسودًّا وهو كظيمٌ}، وقرأ {ويجعلون للّه البنات} إلى آخر الآية، وقال: دعوا للّه ولدًا، كما دعت اليهود والنّصارى، وقرأ {كذلك قال الّذين من قبلهم} قال: والضّيزى في كلام العرب: المخالفة، وقرأ {إن هي إلاّ أسماءٌ سمّيتموها أنتم وآباؤكم}). [جامع البيان: 22/51-54]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله قسمة ضيزى قال عوجاء). [تفسير مجاهد: 2/630-631]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي الجوزاء قال: اللات حجر كان يلت السويق عليه فسمي اللات، قوله تعالى: {تلك إذا قسمة ضيزى}). [الدر المنثور: 14/33]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {ضيزى} قال: جائرة، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت قول امرئ القيس:
ضازت بنو أسد بحكمهم * إذ يعدلون الرأس بالذنب). [الدر المنثور: 14/33]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد في قوله: {ضيزى} قال: منقوصة). [الدر المنثور: 14/33-34]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة في قوله {ضيزى} قال: جائرة.
وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك مثله). [الدر المنثور: 14/34]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله {ضيزى} قال: جائرة لا حق فيها). [الدر المنثور: 14/34]

تفسير قوله تعالى: (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى (23) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إن هي إلاّ أسماءٌ سمّيتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل اللّه بها من سلطانٍ إن يتّبعون إلاّ الظّنّ وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من رّبّهم الهدى}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: ما هذه الأسماء الّتي سمّيتموها وهي اللاّت والعزّى ومناة الثّالثة الأخرى، إلاّ أسماءٌ سمّيتموها أنتم وآباؤكم أيّها المشركون باللّه، وآباؤكم من قبلكم، {ما أنزل اللّه بها}، يعني بهذه الأسماء، {من سلطانٍ} يقول: من حجّةٍ لكم بصحّة ما افتريتم من هذه الأسماء، يقول: لم يبح اللّه ذلك لكم، ولا أذن لكم به.
- كما حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ:: {إن هي إلاّ أسماءٌ سمّيتموها أنتم وآباؤكم، ما كذلكم قال الله: { ما أنزل اللّه بها من سلطانٍ} إلى آخر الآية.
وقوله: {إن يتّبعون إلاّ الظّنّ} يقول تعالى ذكره: ما يتبع هؤلاء المشركون في هذه الأسماء الّتي سمّوا بها آلهتهم إلاّ الظّنّ بأنّ ما يقولون حقٌّ لا اليقين {وما تهوى الأنفس} يقول: وهوى أنفسهم، لأنّهم لم يأخذوا ذلك عن وحي جاءهم من اللّه، ولا عن رسول اللّه أخبرهم به، وإنّما اختراقٌ اخترقوه من قبل أنفسهم، أو أخذوه عن آبائهم الّذين كانوا من الكفر باللّه على مثل ما هم عليه منه.
وقوله: {ولقد جاءهم من ربّهم الهدى} يقول: ولقد جاء هؤلاء المشركين باللّه من ربّهم البيان فيما هم منه على غير يقينٍ، وذلك تسميتهم اللاّت والعزّى ومناة الثّالثة بهذه الأسماء وعبادتهم إيّاها يقول: لقد جاءهم من ربّهم الهدى في ذلك البيان بالوحي الّذي أوحيناه إلى محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّ عبادتها لا تنبغي لأحدٍ، ولا تصلح العبادة إلاّ للّه الواحد القهّار.
- وقال ابن زيدٍ في ذلك ما: حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ولقد جاءهم من ربّهم الهدى} فما انتفعوا به). [جامع البيان: 22/54-56]


رد مع اقتباس