عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 05:54 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45)}

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يا نوح إنّه ليس من أهلك...}
الذي و-- أنجيهم ثم قال عزّ وجلّ: {إنّه عملٌ غير صالحٍ} (وعامّة القراء عليه)...
- وحدثني حبّان عن الكلميّ عن أبي صالح عن ابن عباس بذلك يقول: سؤالك إيّاي ما ليس لك به علم عمل غير صالح. وعامّة القراء عليه...
- وحدثني أبو اسحق الشيبانيّ قال حدثني أبو روق عن محمد بن حجادة عن أبيه عن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ {إنه عمل غير صالحٍ}...
- وحدثني ابن أبي يحيى عن رجل قد سمّاه قال، لا أراه إلا ثابتاً البنانيّ عن شهر بن حوشب عن أمّ سلمة قالت: قلت يا رسول الله: كيف أقرؤها؟
قال {إنه عمل غير صالحٍ}
وقوله: {فلا تسألن ما ليس لك به علمٌ} ويقرأ: تسألنيّ بإثبات الياء وتشديد النون ويجوز أن تقرأ (فلا تسألنّ ما ليس) بنصب النون، ولا توقعها إلاّ على (ما) وليس فيها ياء في الكتاب والقراء قد اختلفوا فيما يكون في آخره الياء وتحذف في الكتاب: فبعضهم يثبتها، وبعضهم يلقيها من ذلك {أكرمن} و{أهانن} {فما آتان اللّه} وهو كثير في القرآن).
[معاني القرآن: 2/18-17]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({قال يا نوح إنّه ليس من أهلك إنّه عملٌ غير صالحٍ فلا تسألن ما ليس لك به علمٌ إنّي أعظك أن تكون من الجاهلين}
وقال: {إنّه عملٌ غير صالحٍ} منوّن لأنه حين قال -والله أعلم- {لا تسألني ما ليس لك به علمٌ} كان في معنى "أن تسألني" فقال: {إنّه عملٌ غير صالحٍ فلا تسألني ما ليس لك به علمٌ} وقال بعضهم (عمل غير صالحٍ) وبه نقرأ). [معاني القرآن: 2/42]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : ( [وزاد محمد بن صالح]:
الحسن وأبو عمرو {إنه عمل غير صالح} يصير وصفًا.
وبلغنا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال {إنه عمل غير صالح} على الفعل وإعماله، وكذلك قرأ ابن عباس وعكرمة.
الحسن وأبو عمرو {فلا تسألن}.
وقراءة أخرى "فلا تسلن" أحسبها قراءة عبد الله بن أبي مليكة.
قراءة ابن عباس وأهل مكة {فلا تسألن} من سألت بالهمز). [معاني القرآن لقطرب: 673]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({إنّه ليس من أهلك} لمخالفته إياك. وهذا كما يقول الرجل لابنه إذا خالفه: اذهب فلست منك ولست مني.
لا يريد به دفع نسبه. أي قد فارقتك). [تفسير غريب القرآن: 204]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ونادى نوح ربّه فقال ربّ إنّ ابني من أهلي وإنّ وعدك الحقّ وأنت أحكم الحاكمين * قال يا نوح إنّه ليس من أهلك إنّه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إنّي أعظك أن تكون من الجاهلين}
قرأ الحسن وابن سيرين " عمل غير صالح " وكان مذهبهما أنه ليس بابنه، لم يولد من صلبه، قال الحسن: واللّه ما هو بابنه.
وقال ابن عباس وابن مسعود إنه ابنه، ولم يبتل اللّه نبيا في أهله بمثل هذه البلوى.
فأمّا من قرأ: {إنّه عمل غير صالح}.
فيجوز أن يكون يعني به أنه ذو عمل غير صالح، كما قالت الخنساء.
ترتع ما رتعت حتى إذا ادكرت= فإنما هي إقبال وإدبار
أي ذات إقبال، وقد قال اللّه -عزّ وجلّ- {ونادى نوح ابنه} فنسبه إليه.
وللقائل أن يقول نسبه إليه على الاستعمال، كما قال اللّه -جلّ وعزّ- (أين شركائي الّذين كنتم تشاقّون فيهم)، فنسبهم إليه على قولهم، واللّه لا شريك له، ولكن الأجود في التفسير أن يكون: إنه ليس من أهلك الذين وعدتك أن أنجّيهم، ويجوز أن يكون (إنّه ليس من أهلك) إنّه ليس من أهل دينك.
{فلا تسألن ما ليس لك به علم}.
ويقرأ "فلا تسألن ما ليس لك به علم"). [معاني القرآن: 3/55-56]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {إنه عمل غير صالح}
في معناه أقوال:
منها أن المعنى انه ذو عمل غير صالح
وقيل إن عمله عمل غير صالح
وقال قتادة معناه إن سؤالك إياي ما ليس لك به علم في قوله: {سآوي إلى جبل يعصمني من الماء} عمل غير صالح وهذا عمل غير صالح
قال أبو جعفر وهذا أحسن ما قيل فيه لأن عبد الله بن مسعود قرأ إنه عمل غير صالح أن تسألني ما ليس لك به علم). [معاني القرآن: 3/354-355]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (47)}

تفسير قوله تعالى: {قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (48)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {بسلامٍ مّنّا وبركاتٍ عليك وعلى أممٍ مّمّن مّعك...}
يعني ذريّة من معه من أهل السعادة. ثم قال: (وأممٌ) من أهل الشقاء (سنمتّعهم) ولو كانت (وأممًاً سنمتّعهم) نصباً لجاز توقع عليهم (سنمتّعهم) كما قال {فريقاً هدى وفريقاً حق عليهم الضّلالة} ). [معاني القرآن: 2/18]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({قيل يا نوح اهبط بسلامٍ مّنّا وبركاتٍ عليك وعلى أممٍ مّمّن مّعك وأممٌ سنمتّعهم ثمّ يمسّهم مّنّا عذابٌ أليمٌ}
وقال: {وأممٌ سنمتّعهم} رفع على الابتداء نحو قولك "ضربت زيداً وعمرو لقيته" على الابتداء). [معاني القرآن: 2/42]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك}
قال محمد بن كعب قد دخل في هذا كل مؤمن إلى يوم القيامة ودخل في قوله: {وأمم سنمتعهم} كل فاجر إلى يوم القيامة
وقال الضحاك نحوا من هذا إلا أنه بخلاف هذه الألفاظ وتقديره في العربية على مذهبه على ذرية أمم ممن معك وذرية أمم سنمتعهم ثم حذف كما قال واسأل القرية). [معاني القرآن: 3/355-356]

تفسير قوله تعالى: {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {تلك من أنباء الغيب...}
يصلح مكانها (ذلك) مثل قوله: {ذلك من أنباء القرى نقصّه عليك} والعرب تفعل هذا في مصادر الفعل إذا لم يذكر مثل قولك: قد قدم فلان، فيقول الآخر: قد فرحت بها وبه. فمن أنّث ذهب بها إلى القدمة، ومن ذكّر ذهب إلى القدوم. وهو مثل قوله: {ثمّ تابوا من بعدها وآمنوا}.
وقوله: {ما كنت تعلمها أنت ولا قومك} يقول: لم يكن علم نوح والأمم بعده من علمك ولا علم قومك {من قبل هذا} يعني القرآن). [معاني القرآن: 2/18-19]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا}
أي ما أوحيناه إليك من خبر نوح لم تكن تعلمه أنت ولا قومك لأنهم ليسوا أهل كتاب). [معاني القرآن: 3/356]


رد مع اقتباس