عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 7 ربيع الأول 1440هـ/15-11-2018م, 12:51 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (41) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (42) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأصحاب الشّمال ما أصحاب الشّمال (41) في سمومٍ وحميمٍ (42) وظلٍّ من يحمومٍ (43) لا باردٍ ولا كريمٍ (44) إنّهم كانوا قبل ذلك مترفين (45) وكانوا يصرّون على الحنث العظيم (46) وكانوا يقولون أئذا متنا وكنّا ترابًا وعظامًا أئنّا لمبعوثون (47) أوآباؤنا الأوّلون (48) قل إنّ الأوّلين والآخرين (49) لمجموعون إلى ميقات يومٍ معلومٍ (50) ثمّ إنّكم أيّها الضّالّون المكذّبون (51) لآكلون من شجرٍ من زقّومٍ (52) فمالئون منها البطون (53) فشاربون عليه من الحميم (54) فشاربون شرب الهيم (55) هذا نزلهم يوم الدّين (56)}.
لـمّا ذكر تعالى حال أصحاب اليمين، عطف عليهم بذكر أصحاب الشّمال، فقال: {وأصحاب الشّمال ما أصحاب الشّمال} أي: أيّ شيءٍ هم فيه أصحاب الشّمال؟
ثمّ فسّر ذلك فقال: {في سمومٍ} وهو: الهواء الحارّ {وحميمٍ} وهو: الماء الحارّ). [تفسير ابن كثير: 7/ 537]

تفسير قوله تعالى: {وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (43) لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ (44) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({وظلٍّ من يحمومٍ} قال ابن عبّاسٍ: ظلّ الدّخان. وكذا قال مجاهدٌ، وعكرمة، وأبو صالحٍ، وقتادة، والسّدّيّ، وغيرهم. وهذه كقوله تعالى: {انطلقوا إلى ما كنتم به تكذّبون. انطلقوا إلى ظلٍّ ذي ثلاث شعبٍ. لا ظليلٍ ولا يغني من اللّهب. إنّها ترمي بشررٍ كالقصر. كأنّه جمالةٌ صفرٌ. ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين} [المرسلات: 29، 34]، ولهذا قال هاهنا: {وظلٍّ من يحمومٍ} وهو الدّخّان الأسود
{لا باردٍ ولا كريمٍ} أي: ليس طيّب الهبوب ولا حسن المنظر، كما قال الحسن وقتادة: {ولا كريمٍ} أي: ولا كريم المنظر. وقال الضّحّاك: كلّ شرابٍ ليس بعذبٍ فليس بكريمٍ.
وقال ابن جريرٍ: العرب تتبع هذه اللّفظة في النّفي، فيقولون: "هذا الطّعام ليس بطيّبٍ ولا كريمٍ، هذا اللّحم ليس بسمينٍ ولا كريمٍ، وهذه الدّار ليست بنظيفةٍ ولا كريمةٍ"). [تفسير ابن كثير: 7/ 537-538]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ (45) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ ذكر تعالى استحقاقهم لذلك، فقال تعالى: {إنّهم كانوا قبل ذلك مترفين} أي: كانوا في الدّار الدّنيا منعّمين مقبلين على لذّات أنفسهم، لا يلوون على ما جاءتهم به الرّسل). [تفسير ابن كثير: 7/ 538]

تفسير قوله تعالى: {وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ (46) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({وكانوا يصرّون} أي: يصمّمون ولا ينوون توبةً {على الحنث العظيم} وهو الكفر باللّه، وجعل الأوثان والأنداد أربابًا من دون اللّه.
قال ابن عبّاسٍ: {الحنث العظيم} الشّرك. وكذا قال مجاهدٌ، وعكرمة، والضّحّاك، وقتادة، والسّدّيّ، وغيرهم.
وقال الشّعبيّ: هو اليمين الغموس). [تفسير ابن كثير: 7/ 538]

تفسير قوله تعالى: {وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (47) أَوَآَبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (48) قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآَخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (50) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({وكانوا يقولون أئذا متنا وكنّا ترابًا وعظامًا أئنّا لمبعوثون. أوآباؤنا الأوّلون}؟ يعني: أنّهم يقولون ذلك مكذّبين به مستبعدين لوقوعه،
قال اللّه تعالى: {قل إنّ الأوّلين والآخرين. لمجموعون إلى ميقات يومٍ معلومٍ} أي: أخبرهم يا محمّد أنّ الأوّلين والآخرين من بني آدم سيجمعون إلى عرصات القيامة، لا نغادر منهم أحدًا، كما قال: {ذلك يومٌ مجموعٌ له النّاس وذلك يومٌ مشهودٌ. وما نؤخّره إلا لأجلٍ معدودٍ. يوم يأت لا تكلّم نفسٌ إلا بإذنه فمنهم شقيٌّ وسعيدٌ} [هودٍ: 103-105]. ولهذا قال هاهنا: {لمجموعون إلى ميقات يومٍ معلومٍ} أي: هو موقّتٌ بوقتٍ محدّد، لا يتقدّم ولا يتأخّر، ولا يزيد ولا ينقص). [تفسير ابن كثير: 7/ 538]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51) لَآَكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (52) فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({ثمّ إنّكم أيّها الضّالّون المكذّبون. لآكلون من شجرٍ من زقّومٍ. فمالئون منها البطون}: وذلك أنّهم يقبضون ويسجرون حتّى يأكلوا من شجر الزّقّوم، حتى يملؤوا منها بطونهم). [تفسير ابن كثير: 7/ 538]

تفسير قوله تعالى: {فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (54) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فشاربون عليه من الحميم. فشاربون شرب الهيم} وهي الإبل العطاش، واحدها أهيم، والأنثى هيماء، ويقال: هائمٌ وهائمةٌ.
قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وسعيد بن جبير، وعكرمة: الهيم: الإبل العطاش الظّماء.
وعن عكرمة أنّه قال: الهيم: الإبل المراض، تمص الماء مصًّا ولا تروى.
وقال السّدّيّ: الهيم: داءٌ يأخذ الإبل فلا تروى أبدًا حتّى تموت، فكذلك أهل جهنّم لا يروون من الحميم أبدًا.
وعن خالد بن معدان: أنّه كان يكره أن يشرب شرب الهيم عبّة واحدةً من غير أن يتنفّس ثلاثًا). [تفسير ابن كثير: 7/ 538-539]

تفسير قوله تعالى: {هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (56) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى: {هذا نزلهم يوم الدّين} أي: هذا الّذي وصفنا هو ضيافتهم عند ربّهم يوم حسابهم، كما قال في حقّ المؤمنين: {إنّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات كانت لهم جنّات الفردوس نزلًا} [الكهف: 107] أي: ضيافةً وكرامةً). [تفسير ابن كثير: 7/ 539]

رد مع اقتباس