عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 03:44 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (42) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و "المنتهى": يحتمل أن يريد به الحشر والمصير بعد الموت، فهو منتهى بالإضافة إلى الدنيا وإن كان بعده منتهى آخر وهو الجنة أو النار، ويحتمل أن يريد بالمنتهى الجنة أو النار، فهو منتهى على الإطلاق، لكن في الكلام حذف مضاف، أي: إلى عذاب ربك أو رحمته، وقال أبي بن كعب رضي الله عنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {وأن إلى ربك المنتهى} "لا فكرة في الرب"، وروى أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا ذكر الرب فانتهوا"، وقال أبو هريرة رضي الله عنه: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما على أصحابه فقال: "فيم أنتم"؟ قالوا: نتفكر في الخالق سبحانه وتعالى، فقال عليه الصلاة والسلام: "تفكروا في الخلق، ولا تتفكروا في الخالق؛ فإنه لا تحيط به الفكرة" ... الحديث). [المحرر الوجيز: 8/ 127-128]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (43) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وذكر تعالى الضحك والبكاء لأنهما صفتان تجمعان أصنافا كثيرة من الناس; إذ الواحدة دليل السرور والأخرى دليل الحزن في الدنيا والآخرة، فنبه تعالى على هاتين الخاصتين اللتين هما للإنسان وحده، وقال مجاهد: المعنى: أضحك أهل الجنة وأبكى أهل النار، وحكى الثعلبي في هذا أقوالا استعارية كمن قال: أضحك الأرض بالنبات وأبكى السماء بالمطر، ونحوه). [المحرر الوجيز: 8/ 128]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا (44) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"أمات وأحيا" بين، وحكى الثعلبي قولا أنه أحيا بالإيمان وأمات بالكفر). [المحرر الوجيز: 8/ 128]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (45) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الزوجين" في هذه الآية يريد به المصطحبين من الناس، من الرجل والمرأة وما ضارع من الحيوان، والخنثى متميز ولا بد لإحدى الجهتين). [المحرر الوجيز: 8/ 128]

تفسير قوله تعالى: {مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى (46) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"النطفة" في اللغة: القطعة من الماء كانت يسيرة أو كثيرة، ويراد بها هنا الذكران.
وقوله: "تمنى" يحتمل أن يكون من قولك: "أمنى الرجل" إذا خرج منه المني، ويحتمل أن يكون من قولك: "منى الله الشيء" إذا خلقه، فكأنه قال: إذا تخلق وتقدر). [المحرر الوجيز: 8/ 128]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى (47) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"النشأة الأخرى" هي إعادة الأجسام إلى الحشر بعد البلى في التركيب، وقرأ الناس: "النشأة" بسكون الشين وبالهمز والقصر، وقرأ أبو عمرو، والأعرج: "النشاءة" ممدودة).[المحرر الوجيز: 8/ 128-129]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى (48) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"أقنى" معناه: أكسب، تقول: قنيت المال أي كسبته، ثم تعدى بعد ذلك بالهمزة، وتعدى بالتضعيف، ومنه قول الشاعر:
كم من غني أصاب الدهر ثروته ... ومن فقير تقنى بعد إقلال
وعبر المفسرون عن "أقنى" بعبارات مختلفة، فقال بعضهم: أقنى معناه: اكتسب ما يقتني، وقال مجاهد: معناه: أرضى وأغنى، وقال حضرمي: معناه: أغنى نفسه و"أقنى" أفقر عباده إليه، وقال الأخفش: أغنى: أفقر، وهذه عبارات لا تقتضيها اللفظة، والوجه فيها بحسب اللغة: أكسب ما يقتنى، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: أقنى: أقنع.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والقناعة خير قنية، والغنى عرض زائل، فلله در ابن عباس رضي الله عنهما). [المحرر الوجيز: 8/ 129]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى (49) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الشعرى": نجم في السماء، وقال مجاهد وابن زيد: هو مرزم الجوزاء، وهما شعريان: إحداهما: الغميصاء والأخرى العبور، لأنها عبرت المجرة، وكانت خزاعة ممن يعبد هذه الشعرى، ومنهم أبو كبشة، ذكره الزهراوي والثعلبي، واسمه عبد الشعرى، فلذلك خصت بالذكر، أي: وهو رب هذا المعبود الذي هو لكم). [المحرر الوجيز: 8/ 129]

رد مع اقتباس