عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 2 محرم 1440هـ/12-09-2018م, 06:13 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آَثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فلعلّك باخعٌ نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفًا (6) إنّا جعلنا ما على الأرض زينةً لها لنبلوهم أيّهم أحسن عملًا (7) وإنّا لجاعلون ما عليها صعيدًا جرزًا (8)}
يقول تعالى مسلّيًا رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم في حزنه على المشركين، لتركهم الإيمان وبعدهم عنه، كما قال تعالى: {فلا تذهب نفسك عليهم حسراتٍ} [فاطرٍ:8]، وقال {ولا تحزن عليهم} [النّحل:127]، وقال {لعلّك باخعٌ نفسك ألا يكونوا مؤمنين} [الشّعراء:3]
باخعٌ: أي مهلكٌ نفسك بحزنك عليهم؛ ولهذا قال {فلعلّك باخعٌ نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث} يعني: القرآن {أسفًا} يقول: لا تهلك نفسك أسفًا.
قال قتادة: قاتل نفسك غضبًا وحزنًا عليهم. وقال مجاهدٌ: جزعًا. والمعنى متقاربٌ، أي: لا تأسف عليهم، بل أبلغهم رسالة اللّه، فمن اهتدى فلنفسه، ومن ضلّ فإنّما يضلّ عليها، فلا تذهب نفسك عليهم حسراتٍ). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 137]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ أخبر تعالى أنّه جعل الدّنيا دارًا فانيةً مزيّنة بزينةٍ زائلةٍ. وإنّما جعلها دار اختبارٍ لا دار قرارٍ، فقال: {إنّا جعلنا ما على الأرض زينةً لها لنبلوهم أيّهم أحسن عملا}.
قال قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيدٍ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "إنّ الدّنيا خضرةٌ حلوةٌ وإنّ اللّه مستخلفكم فيها فناظرٌ ماذا تعملون، فاتّقوا الدّنيا، واتّقوا النّساء، فإنّ أوّل فتنة بني إسرائيل كانت في النّساء"). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 137]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (8)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أخبر تعالى بزوالها وفنائها، وفراغها وانقضائها، وذهابها وخرابها، فقال: {وإنّا لجاعلون ما عليها صعيدًا جرزًا} أي: وإنّا لمصيّروها بعد الزّينة إلى الخراب والدّمار، فنجعل كلّ شيءٍ عليها هالكًا {صعيدًا جرزًا}: لا ينبت ولا ينتفع به، كما قال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ في قوله تعالى {وإنّا لجاعلون ما عليها صعيدًا جرزًا} يقول: يهلك كلّ شيءٍ عليها ويبيد. وقال مجاهدٌ: {صعيدًا جرزًا} بلقعًا.
وقال قتادة: الصّعيد: الأرض الّتي ليس فيها شجرٌ ولا نباتٌ.
وقال ابن زيدٍ: الصّعيد: الأرض الّتي ليس فيها شيءٌ، ألا ترى إلى قوله تعالى: {أولم يروا أنّا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعًا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون} [السّجدة:27].
وقال محمّد بن إسحاق: {وإنّا لجاعلون ما عليها صعيدًا جرزًا} يعني الأرض، إنّ ما عليها لفانٍ وبائدٌ، وإنّ المرجع لإلى اللّه فلا تأس ولا يحزنك ما تسمع وترى). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 137]

رد مع اقتباس