عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 13 محرم 1432هـ/19-12-2010م, 07:53 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 77 إلى آخر السورة]

{أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآَيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا (77) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (78) كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (79) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا (80) وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آَلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (81) كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا (82) أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (83) فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (84) يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (85) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا (86) لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (87) وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (96) فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا (97) وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا (98)}

تفسير قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآَيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا (77)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {أفرأيت الّذي كفر بآياتنا وقال لأوتينّ مالا وولدًا} [مريم: 77] أي في الآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 1/241]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
( وقوله: {أفرأيت الّذي...}

بغير همز). [معاني القرآن: 2/171]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ( وقوله: {لأوتينّ مالاً وولداً...}
... حدثني المغيرة عن إبراهيم أنه كان يقرأ (ماله وولده) وفي كهيعص {مالاً وولداً} ... وكذلك

قرأ يحيى بن وثّاب. ونصب عاصم الواو. وثقّل في كلّ القرآن. وقرأ مجاهد (ماله وولده إلاّ خساراً) بالرفع ونصب سائر القرآن.
وقال الشاعر:


ولقد رأيت معاشرا = قد ثمّروا مالاً وولدا
فخفف (وثمروا) والولد والولد لغتان مثل (ما قالوا): العدم والعدم (والولد والولد) وهما واحد. (وليس بجمع) ومن أمثال العرب ولدك من دمّي عقبيك.


وقال بعض الشعراء:
فليت فلاناً مات في بطن أمّه = وليت فلانا كان ولد حمار
فهذا واحد. وقيس تجعل الولد جمعاً والولد واحداً). [معاني القرآن: 2/173،172]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أفرأيت الذّي كفر بآياتنا} إذا استفهموا بـ " رأيت "
فمنهم من يدعها على حالها كأنه لم يعده أحدث فيها شيئاً كما أحدث في " يرى " فيبقى همزتها، ومنهم من يرى أنه أحدث فيها شيئاً فيدع همزتها، قال أبو الأسود:

أريت امرءاً كنت لم أبله= أتاني فقال اتّخذني خليلا
فخاللته ثم أكرمته= فلم أستفد من لديه فتيلا
ألست حقيقاً بتوديعه=وإتباع ذلك صرماً جميلا
وقال المتوكل الليثي:
أرأيت إن أهلكت مالي كلّه= وتركت مالك فيم أنت تلوم).
[مجاز القرآن: 2/11-10]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( وقوله: {أفرأيت الّذي كفر بآياتنا وقال لأوتينّ مالا وولدا}
ويقرأ: وولدا، فمن قرأ ولدا بالضّم فهو على وجهين على جمع ولد.
يقال ولد وولد مثل أسد وأسد، وجائز أن يكون الولد في معنى الولد، والولد يصلح للواحد والجمع، والولد والولد بمعنى واحد، مثل العرب والعرب، والعجم والعجم.
وقد جاء في التفسير أنه يعنى به العاص بن وائل.
ويروى أن خبّابا قال: كنت قينا في الجاهلية. والقين، هو الذي يصلح الأسنّة، والحدّاد يقال له قين، قال: وكان لي على العاص بن وائل دين، فدفعني بقضائه
وقال: لا أدفعه إليك حتى تكفر بمحمد - صلى الله عليه وسلم - فقال خبّاب: لا أكفر بمحمد حتى تموت وتبعث.
فقال: إذا متّ ثم بعثت أعطيت مالا وولدا وقضيتك مما أعطى، يقول ذلك مستهزئا فقال اللّه سبحانه:
{أطّلع الغيب أم اتّخذ عند الرّحمن عهدا} ). [معاني القرآن: 3/344]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا}
قال أبو جعفر: حدثنا عبد الله بن أحمد بن عبد السلام، قال: حدثنا أبو الأزهر، قال: حدثنا روح ابن عبادة، قال شعبة عن سليمان عن أبي الضحى عن مسروق عن خباب،
قال: كنت قينا في الجاهلية، فعملت للعاص بن وائل حتى اجتمعت لي عليه دراهم، فجئت أتقاضاه، فقال: لا أقضيك حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم،
فقلت: لا أكفر بمحمد حتى تموت وتبعث، قال: وإني لمبعوث، قلت: نعم، قال: فإنه سيكون لي ثم مال وولد فأقضيك،
فأنزل الله عز وجل: {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا} إلى آخر القصة
قال أبو جعفر وهذا معنى الحديث). [معاني القرآن: 4/355]

تفسير قوله تعالى: {أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (78)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {أطّلع الغيب} [مريم: 78] على الاستفهام، فعلم ما فيه، أي لم يطّلع على الغيب.
قال: {أم اتّخذ عند الرّحمن عهدًا} [مريم: 78] أي لم يفعل، وتفسيره في آخر هذه الآية.
- أخبرني صاحبٌ لي، عن الأعمش، عن أبي الضّحى، عن مسروقٍ، عن خبّاب بن الأرتّ قال: كنت قينًا في الجاهليّة فعملت للعاصي بن وائلٍ حتّى اجتمعت لي عنده دراهم، فأتيته أتقاضاه فقال: واللّه لا أقضيك حتّى تكفر بمحمّدٍ.
فقلت: واللّه لا أكفر بمحمّدٍ حتّى تموت ثمّ تبعث.
قال: وإنّي لمبعوثٌ؟ قلت: نعم، قال: فسيكون لي ثمّ مالٌ وولدٌ فأقضيك.
فأتيت النّبيّ عليه السّلام فأخبرته، فأنزل اللّه تبارك وتعالى هذه الآية إلى قوله: {ويأتينا فردًا} [مريم: 80]
- سعيدٌ، عن قتادة قال: ذكر لنا أنّ رجلًا من أصحاب النّبيّ عليه السّلام أتى رجلًا من المشركين يتقاضاه دينًا له فقال: أليس يزعم صاحبكم أنّ في الجنّة حريرًا وذهبًا؟ قال: بلى، قال: فميعادكم الجنّة.
فواللّه لا أؤمن بكتابكم الّذي جئتم به {لأوتينّ مالا وولدًا} [مريم: 77].
قال اللّه: {أطّلع الغيب} [مريم: 78] فعلم ما له فيه.
{أم اتّخذ عند الرّحمن عهدًا} [مريم: 78] بعملٍ صالحٍ.
وقوله: {أم اتّخذ عند الرّحمن عهدًا} [مريم: 78]
- حدّثني أبو بكر بن عيّاشٍ، عن يحيى بن سعيدٍ، عن محمّد بن يحيى بن حيّان، عن عبد اللّه بن محيريزٍ، عن عبادة بن الصّامت قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «خمس صلواتٍ كتبهنّ اللّه على عباده من جاء بهنّ تامّاتٍ
[تفسير القرآن العظيم: 1/242]
فإنّ له عند اللّه عهدًا أن يدخله الجنّة، ومن لم يأت بهنّ تامّاتٍ فليس له عند اللّه عهدٌ، إن شاء عذّبه، وإن شاء غفر له».
وقد قال سعيدٌ، عن قتادة قال: {أم اتّخذ عند الرّحمن عهدًا} [مريم: 78] بعملٍ صالحٍ.
وقال بعضهم: العهد التّوحيد). [تفسير القرآن العظيم: 1/243]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) :
( {أطّلع الغيب أم اتّخذ عند الرّحمن عهداً}

وقال: {أطّلع الغيب} فهذه ألف الاستفهام وذهبت ألف الوصل لما دخلت ألف الاستفهام). [معاني القرآن: 3/3]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {أطّلع الغيب أم اتّخذ عند الرّحمن عهدا}
أي علم ذلك غيبا أم أعطي عهدا، وهو مثل الذي قال: {ولئن رددت إلى ربّي لأجدنّ خيرا منها منقلبا}. [معاني القرآن: 3/345]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وفي قوله تعالى: {أم أتخذ عند الرحمن عهدا} أقوال:
قال سفيان عملا صالحا
وقيل العهد ههنا توحيد الله والإيمان به
وقيل العهد ههنا الوعد بما قال
وقال الأسود بن زيد، قال عبد الله: يقول الله عز وجل يوم القيامة من كان له عندي عهد فليقم، فقالوا: يا أبا عبد الرحمن فعلمنا، قال: قولوا اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة إني أعهد إليك عهدا في هذه الحياة الدنيا إنك إن تكلني إلى عملي تقربني من الشر وتباعدني من الخير وإني لا أثق إلا برحمتك فاجعله لي عندك عهدا تؤديه إلى يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد.
قال أبو جعفر: هذه الأقوال متقاربة، والعهد في اللغة يكون الأمان ومنه أهل العهد ومنه قول الله تعالى: {قال لا ينال عهدي الظالمين}
قال أبو عبيد كأنه قال: لا أؤمنهم من عذاب يوم القيامة
وكذلك قول قتادة قال: في الآخرة فأما في الدنيا فقد أكلوا وشربوا وعاشوا وأبصروا
فإذا قيل للتوحيد عهد فلأنه يؤمن به وكذلك الوعد). [معاني القرآن: 4/357،356]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (79)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {كلّا سنكتب ما يقول ونمدّ له من العذاب مدًّا} [مريم: 79] يعني لا انقطاع له.
تفسير السّدّيّ.
قال يحيى: وهو كقوله: {فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابًا} [النبأ: 30] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/243]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( {كلّا سنكتب ما يقول ونمدّ له من العذاب مدّا}

{كلّا} ردع وتنبيه، أي هذا مما يرتدع منه، وينبه على وجه الضلالة فيه.
{سنكتب ما يقول} أي سنحفظ عليه). [معاني القرآن: 3/345]

تفسير قوله تعالى: {وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا (80)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ونرثه ما يقول} [مريم: 80] سعيدٌ، عن قتادة قال: نرثه ما عنده.
وقال مجاهدٌ: {ونرثه ما يقول} [مريم: 80] ماله وولده.
وكذلك الّذي قال العاصي بن وائلٍ.
{ويأتينا فردًا} [مريم: 80] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/243]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ونرثه ما يقول...}

يعني ما يزعم العاصي بن وائل أنّه له في الجنّة فتجعله لغيره {ويأتينا فرداً}: خالياً من المال والولد). [معاني القرآن: 2/171]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ونرثه ما يقول} أي المال والولد الذي قال: لأوتينّه.
{ويأتينا فرداً} لا شيء معه). [تفسير غريب القرآن: 275]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ونرثه ما يقول ويأتينا فردا}
أي نجعل المال والولد لغيره ونسلبه ذلك ويأتينا فردا). [معاني القرآن: 3/345]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ونرثه ما يقول ويأتينا فردا}
قال قتادة: أي نرثه ما عنده أي قوله: {لأوتين مالا وولدا}
قال وفي قراءة ابن مسعود ونرثه ما عنده
وقيل نبقي عليه الإثم فكأنه موروث
قال أبو جعفر قيل هذا مفسر في حديث خباب قيل
والمعنى والله أعلم نسلبه ماله وولده يوم القيامة ألا ترى أن بعده ويأتينا فردا
قال أبو جعفر: وأصح ما قيل في هذا أن معنى ونرثه ما يقول نحفظ عليه ما يقول حتى نوفيه عقوبته عليه
ومن هذا حديث أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم: العلماء ورثة الأنبياء
ومنه وأورثكم أرضهم وديارهم). [معاني القرآن: 4/358،357]

تفسير قوله تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آَلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (81)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {واتّخذوا من دون اللّه آلهةً ليكونوا لهم عزًّا} [مريم: 81] كقوله: {واتّخذوا من دون اللّه آلهةً لعلّهم ينصرون} [يس: 74] وإنّما يرجون منفعة أوثانهم في الدّنيا، لا يقرّون بالآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 1/243]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لّيكونوا لهم عزّاً...}

يقول: ليكونوا لهم شفعاء في الآخرة.
فقال الله: {كلاّ سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدّاً...}
يكونون عليهم أعواناً). [معاني القرآن: 2/172،171]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {واتّخذوا من دون اللّه آلهة ليكونوا لهم عزّا}
أي أعوانا). [معاني القرآن: 3/345]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا}
أي أعوانا). [معاني القرآن: 4/358]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا (82)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {كلّا سيكفرون بعبادتهم} [مريم: 82] في الآخرة وفي الدّنيا.
{ويكونون عليهم ضدًّا} [مريم: 82] في النّار.
سعيدٌ، عن قتادة قال: قرناء في النّار يلعن بعضهم بعضًا ويبرأ بعضهم من بعضٍ.
[تفسير القرآن العظيم: 1/243]
قال يحيى: بلغني أنّه يقرن هو وشيطانه في سلسلةٍ واحدةٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/244]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لّيكونوا لهم عزّاً...}

يقول: ليكونوا لهم شفعاء في الآخرة.
فقال الله: {كلاّ سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدّاً...}
يكونون عليهم أعواناً). [معاني القرآن: 2/172،171] (م)
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {كلاّ سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدّاً}
[و] قال: {ويكونون عليهم ضدّاً} لأنّ "الضدّ" يكون واحدا وجماعة مثل "الرصد" و"الأرصاد" - ويكون الرّصد أيضاً اسما للجماعة). [معاني القرآن: 3/3]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ويكونون عليهم ضدًّا} أي أعداء يوم القيامة. وكانوا في الدنيا أولياءهم). [تفسير غريب القرآن: 275]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {كلّا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدّا}
أي يصيرون عليهم أعوانا). [معاني القرآن: 3/345]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال سبحانه: {كلا سيكفرون بعبادتهم} [معاني القرآن: 4/358]
كلا عند أهل العربية تنقسم قسمين :
أحدهما أن يكون ردعا وتنبيها وردا لكلام وهي ههنا كذلك أي ارتدعوا عن هذا وتنبهوا على وجه الضلالة فيه
فإذا كانت كذا فالوقوف عليها التمام
وتكون ردعا وتنبيها ولا تكون ردا لكلام نحو قوله تعالى: {كلا إن الإنسان ليطغى} ). [معاني القرآن: 4/359]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ويكونون عليهم ضدا} أي أعوانا
قال مجاهد: أي تكون أوثانهم عليهم في النار تخاصمهم وتكذبهم). [معاني القرآن: 4/359]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (83)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ألم تر أنّا أرسلنا الشّياطين على الكافرين تؤزّهم أزًّا} [مريم: 83] سعيدٌ، عن قتادة قال: تزعجهم إزعاجًا في معصية اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 1/244]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أنّا أرسلنا الشّياطين على الكافرين...}

(في الدنيا) {تؤزّهم أزّاً}: تزعجهم إلى المعاصي وتغريهم بها). [معاني القرآن: 2/172]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {تؤزّهم أزّاً} أي تهيجهم وتغوبهم، فقال رؤبة:
لا يأخذ التأفيك والتّحزّي= فينا ولا قذف العدى ذو الأزّ
العدى بضم العين الأعداء، والعدى بكسر العين الغرباء). [مجاز القرآن: 2/11]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {تؤزهم أزا}: أي تقويهم وتهيجهم). [غريب القرآن وتفسيره: 241]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {تؤزّهم}: تزعجهم وتحرّكهم إلى المعاصي). [تفسير غريب القرآن: 275]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ألم تر أنّا أرسلنا الشّياطين على الكافرين تؤزّهم أزّا}
في قوله {أرسلنا} وجهان:
أحدهما أنا خلينا الشياطين وإياهم، فلم نعصمهم من القبول منهم - قال أبو إسحاق
والوجه الثاني - وهو المختار - أنهم أرسلوا عليهم وقيّضوا لهم بكفرهم كما قال عزّ وجلّ: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانا فهو له قرين}.
ومعنى {تؤزّهم أزّا} تزعجهم حتى يركبوا المعاصي إزعاجا فهو يدل على صحة الإرسال والتقييض، ومعنى الإرسال ههنا التسليط،
يقال قد أرسلت فلانا على فلان إذا سلطته عليه، كما قال: {إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطان إلّا من اتّبعك من الغاوين}.
فأعلم اللّه عزّ وجلّ: (أن من اتبعه هو مسلط عليه). [معاني القرآن: 3/346،345]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا}
في معناه قولان:
أحدهما: لم تعصمهم من الشياطين.
والقول الآخر: قيضنا لهم الشياطين مجازاة على كفرهم.
قال الله جل وعز: {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا}
ومعنى أرسلنا في اللغة ههنا سلطنا
ثم قال سبحانه: {تؤزهم أزا}
قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، قال: تغريهم إغراء
قال ابن جريج: الشياطين تؤز الكافرين إلى الشر امضوا امضوا حتى توقعهم في النار
قال قتادة: تؤزهم أي تزعجهم إلى المعاصي
قال أبو جعفر هذه الأقوال متقاربة المعاني وأصله من أززت الشيء أوزة أزا وأزيزا أي حركته ومنه الحديث إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل أي من البكاء). [معاني القرآن: 4/361،360]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {تؤزهم أزا} أي: تزعجهم إزعاجا). [ياقوتة الصراط: 342]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تؤزهم} تزعجهم إلى المعاصي). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 149]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَؤُزُّهم}: تزعجهم). [العمدة في غريب القرآن: 197]

تفسير قوله تعالى: {فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (84)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فلا تعجل عليهم} [مريم: 84] وهذا وعيدٌ.
{إنّما نعدّ لهم عدًّا} [مريم: 84] الأنفاس، يعني الأجل.
حدّثني حمّاد بن سلمة، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ قال: كتب في أوّل الصّحيفة، أجله ثمّ يكتب أسفل من ذلك: ذهب يوم كذا، وذهب يوم كذا حتّى يأتي على أجله). [تفسير القرآن العظيم: 1/244]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إنّما نعدّ لهم عدّاً...}

يقال: الأيّام والليالي والشهور والسنون. وقال بعض المفسّرين: الأنفاس). [معاني القرآن: 2/172]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إنّما نعدّ لهم عدًّا} أي أيام الحياة. ويقال: الأنفاس). [تفسير غريب القرآن: 275]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا}
روى هشيم، عن أبي يزيد، عن أبي جعفر محمد بن علي في قوله تعالى: {إنما نعد لهم عدا} قال كل شيء حتى الأنفاس). [معاني القرآن: 4/362،361]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (85)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا} [مريم: 85] حدّثني عاصم بن حكيمٍ، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ عن من سمع أبا هريرة يقول: على الإبل.
- وبلغني ثم، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك بن مزاحمٍ، عن الحارث، عن عليٍّ أنّه سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن قوله: {يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا} [مريم: 85]، يا رسول اللّه هل يكون الوافد إلا الرّاكب؟ فقال: «والّذي نفسي بيده إنّهم إذا خرجوا من قبورهم استقبلوا بنوقٍ بيضٍ لها أجنحةٌ عليها رحائل الذّهب، كلّ خطوةٍ منها مدّ البصر».
- عاصم بن حكيمٍ وخداشٌ، عن بهز بن حكيمٍ، عن أبيه، عن جدّه قال: قلت: يا رسول اللّه خر لي.
قال: «هاهنا، وأومأ بيده إلى الشّام، إنّكم محشورون رجالا وركبانًا، وتجرّون على وجوهكم».
- سعيد، عن قتادة قال: قيل: يا رسول اللّه، كيف يمشي على وجهه؟ قال: «إنّ الّذي أمشاه على رجليه قادرٌ أن يمشيه على وجهه».
- إبراهيم بن محمّدٍ، عن أبي رشدين، عن حميد بن مالك بن الخثيم أنّه
[تفسير القرآن العظيم: 1/244]
سمع أبا هريرة يقول: إذا بنيت الجبّانة فاخرج إلى أرض المحشر والمنشر، فإنّ النّاس يحشرون ثلاث أممٍ: أمّةً على وجوههم، وأمّةً على أقدامهم، وأمّةً على الإبل). [تفسير القرآن العظيم: 1/245]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفداً...}

الوفد: الركبان). [معاني القرآن: 2/172]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إلى الرّحمن وفداً} جمع وافد). [مجاز القرآن: 2/11]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({وفدا}: واحدهم وافد). [غريب القرآن وتفسيره: 241]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وفداً}: جمع وافد. مثل ركب جمع راكب، وصحب جمع صاحب.
والورد: جماعة يريدون الماء). [تفسير غريب القرآن: 275]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : {وقوله عزّ وجلّ: {يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدا}
معنى الوفد الركبان المكرمون). [معاني القرآن: 3/346]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل اسمه: {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا}
قال أهل التفسير أي ركبانا قال النعمان بن سعد قرأ علي بن أبي طالب رضوان الله عليه يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا فقال أما والله لا يحشرون على أقدامهم ولكنهم يؤتون بنوق لم تر الخلائق مثلها عليه أرحلة الذهب وأزمتها الزبرجد ثم تنطلق بهم إلى الجنة حتى يقرعوا بابها). [معاني القرآن: 4/362]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وفدا}: ركبانا). [ياقوتة الصراط: 343]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وفداً}: جمع وافد). [العمدة في غريب القرآن: 197]

تفسير قوله تعالى: {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا (86)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ونسوق المجرمين} [مريم: 86] يعني المشركين.
{إلى جهنّم وردًا} [مريم: 86] حدّثني عاصم بن حكيمٍ، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ عمّن سمع أبا هريرة يقول: عطاشًا.
وحدّثني إسرائيل بن يونس، عن الحسن قال: عطاشًا واللّه.
سعيدٌ، عن قتادة قال: سيقوا إليها وهم ظماءٌ قد تقطّعت أعناقهم.
أي من العطش). [تفسير القرآن العظيم: 1/245]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ونسوق المجرمين إلى جهنّم ورداً...}
مشاة عطاشاً). [معاني القرآن: 2/172]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إلى جهنّم ورداً} مصدر " ورد يرد"). [مجاز القرآن: 2/11]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وردا}: من وردت شيئا). [غريب القرآن وتفسيره: 241]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ونسوق المجرمين إلى جهنّم وردا} مشاة عطاشا). [معاني القرآن: 3/346]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا}
قال أهل التفسير: أي عطاشا
قال أهل اللغة: هو مصدر وردت فالتقدير عندهم ذوي ورد
وقد حكوا أنه يقال للواردين الماء ورد فلما كانوا يردون على
النار كما يرد العطاش على الماء قيل لهم ورد فعلى هذا يوافق اللغة). [معاني القرآن: 4/363،362]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وردا}: حفاة مشاة). [ياقوتة الصراط: 343]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وِرْداً}: عِطاشاً). [العمدة في غريب القرآن: 197]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (87)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {لا يملكون الشّفاعة إلا من اتّخذ عند الرّحمن عهدًا} [مريم: 87] قد فسّرنا العهد في الآية الأولى.
وأمّا الشّفاعة
- فحدّثني أبو أميّة بن يعلى الثّقفيّ عن سعيدٍ المقبريّ عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " إذا كان يوم القيامة شفع النّبيّ لأمّته، وشفع الشّهيد لأهل بيته، والمؤمن لأهل بيته، وتبقى شفاعة الرّحمن.
يخرج اللّه أقوامًا من النّار قد احترقوا فيها فصاروا حممًا، فتبثثهم بالعراء بين الجنّة والنّار، ثمّ يرسل اللّه عليهم نهرًا من الجنّة يقال له الحياة فينبتون كما ينبت الغثاء في بطن المسيل، ألا ترون أنّه يبدأ فيكون
[تفسير القرآن العظيم: 1/245]
أبيض، ثمّ يكون أصفر، ثمّ يكون أخضر؟ قالوا: يا رسول اللّه كأنّك قد رأيته، قال: ثمّ يقومون فيدخلون الجنّة، فإذا رآهم أهل الجنّة قالوا: هؤلاء
عتقاء الرّحمن، فهم آخر أهل الجنّة دخولًا، وأدناهم منزلةً ".
- وحدّثني درست، عن يزيد الرّقاشيّ، عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا أزال أشفع حتّى أقول ربّ شفّعني فيمن قال لا إله إلا اللّه، فيقول يا محمّد، إنّها ليست لك ولكنّها لي».
- وحدّثني عبد الرّحمن بن يزيد، عن سليم بن عامرٍ الكلاعيّ، عن عوف بن مالكٍ الأشجعيّ قال: نزلنا مع رسول اللّه....
قال: فرفعت رأسي من اللّيل فإذا أنا لا أرى في العسكر شيئًا أطول من مؤخّرة رحلٍ، قد لصق كلّ إنسانٍ وبعيرٍ بالأرض.
فقمت أتخلّل النّاس حتّى دفعت إلى مضجع رسول اللّه، فإذا هو ليس فيه، فوضعت يدي على الفراش فإذا هو باردٌ.
فخرجت أتخلّل النّاس وأقول: إنّا للّه وإنّا إليه راجعون، ذهب برسول اللّه، حتّى خرجت من العسكر، فإذا أنا بسوادٍ.
فمضيت إليه فإذا معاذ بن جبلٍ ورجلٌ أو رجلان وإذا بين أيدينا صوتٌ كدويّ الرّحا وكصوت القصباء حين تصيبها الرّيح.
فقال بعضنا لبعضٍ: يا قوم اثبتوا حتّى تصبحوا أو يأتيكم رسول اللّه.
فلبثنا ما شاء اللّه ثمّ نادى....
معاذ بن جبلٍ، وأبو عبيدة بن الجرّاح، وفلانٌ، وعوف بن مالكٍ، قلنا: نعم، فأقبل إلينا فجئنا نمشي معه لا نسأله عن شيءٍ ولا يخبرنا حتّى قعد على فراشه فقال: «أتدرون ما خيّرني ربّي اللّيلة؟».
قلنا: اللّه ورسوله أعلم.
قال: «إنّه خيّرني بين أن يدخل لي نصف أمّتي الجنّة وبين الشّفاعة، فاخترت الشّفاعة».
قلنا: يا رسول اللّه فادع اللّه أن يجعلنا من أهلها قال: «إنّها لكلّ مسلمٍ، إنّها لكلّ مسلمٍ».
- ابن لهيعة، عن أبي الزّبير، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ لكلّ نبيٍّ دعوةً يدعو بها في أمّته واستخبأت دعوتي شفاعةً
[تفسير القرآن العظيم: 1/246]
لأمّتي يوم القيامة».
ابن لهيعة، عن عبد الرّحمن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النّبيّ نحوه.
همّامٌ، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ، عن النّبيّ نحوه.
الرّبيع بن صبيحٍ والحسن بن دينارٍ، عن الحسن، عن النّبيّ نحو ذلك.
- وحدّثني أبو الأشهب والحسن بن دينارٍ عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «خيّرت بين أن يدخل نصف أمّتي الجنّة وبين الشّفاعة، فاخترت الشّفاعة»). [تفسير القرآن العظيم: 1/247]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لاّ يملكون الشّفاعة...}:

لا يملكون أن يشفعوا {إلاّ من اتّخذ عند الرّحمن عهداً} والعهد لا إله إلا الله. و(من) في موضع نصب على الاستثناء ولا تكون خفضاً بضمير اللام ولكنها تكون نصباً على معنى الخفض كما تقول في الكلام: أردت المرور اليوم إلاّ العدوّ فإني لا أمرّ به فتستثنيه من المعنى ولو أظهرت الباء فقلت: أردت المرور إلاّ بالعدوّ لخفضت.
وكذلك لو قيل: لا يملكون الشّفاعة إلاّ لمن اتّخذ عند الرحمن عهداً). [معاني القرآن: 2/172]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لا يملكون الشّفاعة إلّا من اتّخذ عند الرّحمن عهداً}: أي وعدا منه له بالعمل الصالح والإيمان). [تفسير غريب القرآن: 275]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {لا يملكون الشّفاعة إلّا من اتّخذ عند الرّحمن عهدا}
" من " جائز أن تكون في موضع رفع، وفي موضع نصب.
فأمّا الرفع فعلى البدل من الواو والنون، والمعنى لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا.
والعهد ههنا توحيد اللّه جل ثناؤه والإيمان به.
والنصب على الاستثناء ليس من الأول على: لا يملك الشفاعة المجرمون، ثم قال: {إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا}، على معنى لكن من اتخذ عند الرحمن عهدا فإنه يملك الشفاعة). [معاني القرآن: 3/346]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا}
إن جعلت من بدلا من الواو كان المعنى لا يملك الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا فإنه يشفع
وإن جعلته استثناء ليس من الأول كان المعنى لكن من اتخذ عند الرحمن عهدا فإنه يشفع فيه). [معاني القرآن: 4/363]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88)}

تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وقالوا اتّخذ الرّحمن ولدًا {88} لقد جئتم شيئًا إدًّا {89}} [مريم: 88-89] لقد أتيتم شيئًا إدًّا.
عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدًا قال: عظيمًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/247]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ( وقوله: {لّقد جئتم شيئاً إدّاً...}
قرأت القرّاء بكسر الألف، إلا أبا عبد الرحمن السّلمي فإنه قرأها بالفتح (أدّا) ومن العرب من يقول: لقد جئت بشيء آدٍّ مثل مادّ. وهو في الوجوه كلها: بشيء عظيم).
[معاني القرآن: 2/173]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {جئتم شيئاً إدّاً} عظيماً من أعظم الدواهي،
قال رؤبة:
نطح بني أدٍ رؤوس الأداد
وقال:
كيلاً على دجوة كيلا إدّاً= كيلا عليه أربعين مدّا
وكذلك " إمراً " وكذلك " شيئاً نكراً " وكذلك {شيئاً فريّاً} عظيماً من أعظم الدواهي). [مجاز القرآن: 2/12]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({إدا}: شديدا عظيما. يقال هذا أمر إد أي عظيم). [غريب القرآن وتفسيره: 241]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {جئتم شيئاً إدًّا} أي عظيما). [تفسير غريب القرآن: 276]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {لقد جئتم شيئا إدّا}
وتقرأ (أدّا) - بالفتح - ومعناه شيئا عظيما من الكفر، وفيها لغة أخرى لا أعلم أنه قرئ بها، وهي: " شيء آدّا على وزن راد وماد، ومعناه كله: جئتم شيئا عظيما). [معاني القرآن: 3/346]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا}
قال مجاهد: أي عظيما، وذلك معروف في اللغة يقال جاء شيئا إدا وجاء بشيء إد
وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي إدا بفتح الهمزة والكسر أعرف
قال أبو عبيد ومنه الحديث أن عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله لما هم بقتل علي رضوان الله عليه ذاكر فلانا قال أبو عبيد وقد سماه فقال ثكلتك أمك لقد جئت شيئا إدا أتقتل علي بن أبي طالب). [معاني القرآن: 4/364،363]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {شيئا إدا} أي: شيئا عجبا). [ياقوتة الصراط: 342]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({إدا} عظيما). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 149]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({شَيْئاً إِدًّا}: عظيما). [العمدة في غريب القرآن: 197]

تفسير قوله تعالى: {تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {تكاد السّموات يتفطّرن منه} [مريم: 90] ينشققن منه). [تفسير القرآن العظيم: 1/247]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يتفطّرن منه...}

وينفطرن. وفي قراءة عبد الله (إن تكاد السّموات لتتصدّع منه) وقرأها حمزة (ينفطرن) على هذا المعنى). [معاني القرآن: 2/174]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وتخرّ الجبال هدّاً...}:كسراً). [معاني القرآن: 2/173]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({تكاد السّموات يتفطّرن منه}أي يتشققن كما يتفطر الزجاجة والحجر، ويقال: فطر نابه إذا شق نابه.
{وتخرّ الجبال هدّاً} مصدر هددت، أي سقطت ؛ فجاء مصدره صفةً للجبال.
{أن دعوا للرّحمن ولداً} وليس هو من دعاء الصوت، مجازه: أن جعلوا لله ولداً،
قال الشاعر:
ألا ربّ من تدعو نصيحا وإن تغب= تجده بغيب غير منتصح الصدر
وقال ابن أحمر:
أهوى لها مشقصاً حشراً فشبرقها=وكنت أدعو قذاها الإثمد القردا
القرد المنقطع من الإثمد يلزم بعضه بعضاً، أدعو أجمل ؛ الحشر السهم الذي حشر حشراً، وهو المخفف الريش ويقال للحمار: حشرٌ، إذا كان خفيفاً، وللرجل إذا كان صدعاً، والصدع: الربعة من الرجال). [مجاز القرآن: 2/13-12]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {تكاد السّماوات يتفطّرن منه وتنشقّ الأرض وتخرّ الجبال هدّاً}
وقال: {تكاد السّماوات يتفطّرن منه} فالمعنى: يردن. لأنهن لا يكون [منهن] أن يتفطرن ولا يدنون من ذلك ولكنهن هممن به إعظاما لقول المشركين. ولا يكون على من هم بالشيء أن يدنو منه ألا ترى أن رجلا لو أراد أن ينال السماء لم يدن من ذلك وقد كانت منه إرادة. وتقرأ {يتفطّرن منه} ويقرأ (ينفطرن) للكثرة). [معاني القرآن: 3/3]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( (ينفطرون): يتشققن.
{وتخر الجبال هدا}: سقوطا). [غريب القرآن وتفسيره: 242]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يتفطّرن}: يتشقّقن.
{هدًّا} أي سقوطا). [تفسير غريب القرآن: 276]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن هذا الباب قول الله عز وجل: {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ} يريد أنهم ينظرون إليك بالعداوة نظرا شديدا يكاد يزلقك من شدّته، أي يسقطك.
ومثله قول الشاعر:
يتقارضون إذا التقوا في موطن = نظرا يزيل مواطئ الأقدام
أي ينظر بعضهم إلى بعض نظرا شديدا بالعداوة والبغضاء، يزيل الأقدام عن مواطئها.
فتفهّم قول الله عز وجل: {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ} أي يقاربون أن يفعلوا ذلك، ولم يفعلوا.
وتفهّم قول الشاعر: (نظرا يزيل) ولم يقل: يكاد يزيل، لأنه نواها في نفسه.
وكذلك قول الله عز وجل: {تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا} إعظاما لقولهم.
وقوله جل وعز: {وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ}.
إكبارا لمكرهم. وقرأها بعضهم: {وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ}.
وأكثر ما في القرآن من مثل هذا فإنه يأتي بكاد، فما لم يأت بكاد ففيه إضمارها، كقوله: {وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ}، وأي كادت من شدّة الخوف تبلغ الحلوق.
وقد يجوز أن يكون أراد: أنها ترجف من شدّة الفزع وتجف ويتصل وجيفها بالحلوق، فكأنها بلغت الحلوق بالوجيب). [تأويل مشكل القرآن: 171] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {تكاد السماوات يتفطرن منه}
قال مجاهد الانفطار الانشقاق
قال أبو جعفر وذلك معروف في اللغة يقال فطر ناب البعير إذا انشق اللحم وخرج). [معاني القرآن: 4/364]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وتخر الجبال هدا} أي سقوطا). [معاني القرآن: 4/364]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَتَفَطَّرْنَ}: يتشقّقنَ.
{هـَداًّ}: سقوطا). [العمدة في غريب القرآن: 198]

تفسير قوله تعالى: {أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وتنشقّ الأرض وتخرّ الجبال هدًّا {90} أن دعوا} [مريم: 90-91] بأن دعوا.
{للرّحمن ولدًا} [مريم: 91] سعيدٌ، عن قتادة قال: بلغنا أنّ كعبًا قال: غضبت الملائكة وأسعرت جهنّم حين قالوا ما قالوا). [تفسير القرآن العظيم: 1/247]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أن دعوا...}

لأن دعوا، ومن أن دعوا، وموضع (أن) نصب لاتصالها. والكسائيّ كان يقول: (موضع أن) خفض). [معاني القرآن: 2/173]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {أن دعوا للرحمن ولدا}
أي لأن دعوا للرحمن ولدا ومن أن دعوا). [معاني القرآن: 4/365]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92)}

تفسير قوله تعالى: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إلاّ آتي الرّحمن عبداً...}
ولو قلت: آتٍ الرحمن عبداً كان صوابا. ولم أسمعه من قارئ). [معاني القرآن: 2/173]

تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94)}

تفسير قوله تعالى: {وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وما ينبغي للرّحمن أن يتّخذ ولدًا {92} إن كلّ من في السّموات والأرض إلا آتي الرّحمن عبدًا {93}} [مريم: 92-93] ثمّ قال: {لقد أحصاهم وعدّهم عدًّا {94} وكلّهم آتيه يوم القيامة فردًا {95}} [مريم: 94-95]
[تفسير القرآن العظيم: 1/247]
كقوله: {ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أوّل مرّةٍ} [الأنعام: 94] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/248]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (96)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سيجعل لهم الرّحمن ودًّا} [مريم: 96] سعيدٌ، عن قتادة قال: في قلوب أهل
الإيمان.
وقال قتادة: ذكر لنا أنّ كعبًا كان يقول: إنّما تأتي المحبّة من السّماء.
قال: إنّ اللّه تبارك وتعالى إذا أحبّ عبدًا قذف حبّه في قلوب الملائكة وقذفته الملائكة في قلوب النّاس، وإذا أبغض عبدًا فمثل ذلك، لا يملكه بعضهم لبعضٍ.
- حدّثني خداشٌ، عن ميمون بن عجلان، عن محمّد بن عبّادٍ، عن ثوبان مولى رسول اللّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " إنّ العبد ليلتمس مرضاة اللّه ولا يزال بذلك فيقول اللّه لجبريل: إنّ عبدي فلانًا يلتمس أن يرضيني، وإنّ رحمتي عليه، قال: فيقول جبريل: رحمة اللّه على فلانٍ، ويقوله حملة العرش، ويقوله الّذين حولهم حتّى يقوله أهل السّموات السّبع،
ثمّ يهبط له إلى الأرض، قال: فقال رسول اللّه عند ذلك: وهي الآية الّتي أنزل اللّه تبارك وتعالى عليكم: {إنّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سيجعل لهم الرّحمن ودًّا} [مريم: 96] وإنّ العبد ليلتمس سخط اللّه ولا يزال بذلك حتّى يقول اللّه لجبريل: إنّ عبدي فلانًا يلتمس أن يسخطني، وإنّ غضبي عليه.
قال: فيقول جبريل: غضب اللّه على فلانٍ.
ويقوله حملة العرش، ويقوله الّذين حولهم، ويقوله أهل
[تفسير القرآن العظيم: 1/248]
السّموات السّبع حتّى يهبط به إلى الأرض.
- وحدّثني مندل بن عليٍّ، عن سهيل بن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " إنّ اللّه إذا أحبّ عبدًا دعا جبريل فقال إنّي أحبّ فلانًا فأحبّه، قال فينادي جبريل في أهل السّماء إنّ اللّه يحبّ فلانًا فأحبّوه، قال: ثمّ يضع له القبول في الأرض ".
يقول: المودّة.
قال سهيلٌ: وأحسبه ذكر البغض مثل ذلك.
وقال السّدّيّ: {سيجعل لهم الرّحمن ودًّا} [مريم: 96] يعني محبّةً، يحبّهم ويحبّبهم إلى أوليائه). [تفسير القرآن العظيم: 1/249]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ودّاً...}

يجعل الله لهم ودّا في صدور المؤمنين). [معاني القرآن: 2/174]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {سيجعل لهم الرّحمن ودّاً} أي محبة، وهو مصدر " وددت "، {سيجعل لهم} أي سيثيبهم ويرزقهم ذلك). [مجاز القرآن: 2/13]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {سيجعل لهم الرّحمن ودًّا} أي محبة في قلوب الناس). [تفسير غريب القرآن: 276]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما قوله: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}، فإنه ليس على تأوّلهم، وإنما أراد أنه يجعل لهم في قلوب العباد محبّة.
فأنت ترى المخلص المجتهد محبّبا إلى البرّ والفاجر، مهيبا مذكورا بالجميل. ونحوه قول الله سبحانه في قصة موسى صلّى الله عليه وسلّم: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي}، ولم يرد في هذا الموضع أني أحببتك، وإن كان يحبه، وإنما أراد أنه حبّبه إلى القلوب، وقرّبه من النفوس، فكان ذلك سببا لنجاته من فرعون، حتى استحياه في السّنة التي كان يقتل فيها الولدان).
[تأويل مشكل القرآن: 79]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله جلّ وعزّ: {إنّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سيجعل لهم الرّحمن ودّا} أي محبة في قلوب المؤمنين). [معاني القرآن: 3/346]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا}
روى مجاهد عن ابن عباس قال محبة
قال مجاهد يحبهم الله ويحببهم إلى خلقه). [معاني القرآن: 4/365]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( (ودا) أي: محبة). [ياقوتة الصراط: 343]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا (97)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فإنّما يسّرناه} [مريم: 97] يعني القرآن.
{بلسانك} [مريم: 97] يا محمّد.
وهو تفسير السّدّيّ وغيره.
قال الحسن: لولا أنّ اللّه يسّره بلسان محمّدٍ ما كانوا ليقرءوه ولا ليفهموه.
قوله: {لتبشّر به} [مريم: 97] بالقرآن.
{المتّقين} [مريم: 97] بالجنّة.
{وتنذر به} [مريم: 97] بالقرآن النّار.
{قومًا لدًّا} [مريم: 97] سعيدٌ عن قتادة قال: أي جدلاء بالباطل وذوي لددٍ وخصومةٍ.
قال يحيى: يعني قريشًا وكقوله: {إذا قومك منه يصدّون} [الزخرف: 57] إلى قوله: {بل هم قومٌ خصمون} [الزخرف: 58]
[تفسير القرآن العظيم: 1/249]
وقال مجاهدٌ: {لدًّا} [مريم: 97]، لا يستقيمون). [تفسير القرآن العظيم: 1/250]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {قوماً لدّاً} واحدهم: ألد، وهو الشديد الخصومة الذي لا يقبل الحق ويدعي الباطل،

قال مهلهل:
إنّ تحت الأحجار حدّاً وليناً= وخصيماً ألدّ ذا مغلاق
[مجاز القرآن: 2/13]
ويروى مغلاق الحجة عن أبي عبيدة،
وقال رؤبة:
أسكت أجراس القروم الألواد= الضّيغمّيات العظام الألداد).
[مجاز القرآن: 2/14]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({فإنّما يسّرناه بلسانك} أي سهلنا وأنزلنا بلغتك.
و(اللد) جمع ألد. وهو: الخصم الجدل.
و(الركز): الصوت الذي لا يفهم). [تفسير غريب القرآن: 276]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله جلّ وعزّ: {فإنّما يسّرناه بلسانك لتبشّر به المتّقين وتنذر به قوما لدّا}
{قوما لدّا} جمع ألدّ مثل أصم وصمّ، والألدّ الشديد الخصومة). [معاني القرآن: 3/347]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {فإنما يسرناه بلسانك} أي سهلناه وأنزلناه بلغتك). [معاني القرآن: 4/366،365]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وتنذر به قوما لدا}
روى سفيان عن إسماعيل عن أبي صالح قال: عوجا عن الحق
وقال مجاهد: الألد الظالم الذي لا يستقيم
وقال الحسن: اللد الصم
وقال أبو عبيدة: هو الذي لا يقبل الحق ويدعي الباطل وأنشد:
إن تحت الأحجار حدا ولينا = وخصيما ألد ذا مغلاق
ويروى معلاق بالعين [معاني القرآن: 4/366]
قال أبو جعفر أحسن هذه الأقوال الأول واللديدان صفحتا العنق فكأنه تمثيل). [معاني القرآن: 4/367]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( (لدا) أي: شديدي الخصومة، الذكر: ألد،
والأنثى: لداء، والجمع منهما جميعا: لد، والتصريف منهما: لدد يلدد لددا). [ياقوتة الصراط: 344،343]

تفسير قوله تعالى: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا (98)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وكم أهلكنا قبلهم} [مريم: 98] قبل قومك يا محمّد.
{من قرنٍ هل تحسّ منهم من أحدٍ} [مريم: 98] قال قتادة والسّدّيّ: هل ترى من عينٍ.
{أو تسمع لهم ركزًا} [مريم: 98] قال قتادة: أي هل تسمع لهم من صوتٍ وهو على الاستفهام.
أي أنّك لا ترى منهم أحدًا ولا تسمع لهم صوتًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/250]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أو تسمع لهم ركزاً...}

الركز: الصوت). [معاني القرآن: 2/174]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ركزاً} الركز: الصوت الخفي والحركة كركز الكتيبة،
قال لبيد:
فتوجّست ركز الأنيس فرابها=عن ظهر غيبٍ والأنيس سقامها).
[مجاز القرآن: 2/14]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( (الركز): الذي لا تفهمه من الأصوات والحركة). [غريب القرآن وتفسيره: 242]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحسّ منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا}
{هل تحسّ منهم من أحد} يقال: هل أحسست صاحبك أي هل رأيته، وتقول: قد حسّسهم - بغير ألف - إذا قتلهم.
وقوله: {أو تسمع لهم ركزا} الركز الصوت الخفي). [معاني القرآن: 3/347]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد}
يقال هل أحسست صاحبك أي هل أبصرته). [معاني القرآن: 4/367]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {أو تسمع لهم ركزا}
روى علي بن الحكم، عن الضحاك قال: صوتا،
قال أبو جعفر: الركز في اللغة الصوت الخفي الذي لا يكاد يتبين،
وصلى الله على خير خلقه محمد نبيه وعلى آله وسلم). [معاني القرآن: 4/367]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {هل تحس}: هل تبصر. ({ركزا} أي: صوتا). [ياقوتة الصراط: 344]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الركز) الصوت الذي لا يفهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 149]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الرِّكْزُ): الصوت الخفي). [العمدة في غريب القرآن: 198]


رد مع اقتباس