عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 13 محرم 1432هـ/19-12-2010م, 07:29 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 26 إلى 40]

{فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ ‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (36) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمِْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (37) أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (38) وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (39) إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (40)}

تفسير قوله تعالى: {فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فكلي واشربي} [مريم: 26] فكلي من الرّطب واشربي من الجدول.
والسّريّ هو الجدول، وهو النّهر، وهو بالسّريانيّة سريا.
قال: {وقرّي عينًا فإمّا ترينّ من البشر أحدًا فقولي إنّي نذرت للرّحمن صومًا} [مريم: 26] سعيدٌ، عن قتادة قال: كانت تقرأ في الحرف الأوّل: صمتًا.
وبلغني عن أنس بن مالكٍ أنّه كان يقرأها: صومًا صمتًا.
[تفسير القرآن العظيم: 1/221]
{فلن أكلّم اليوم إنسيًّا} [مريم: 26] قال: بلغني أنّه أذن لها في هذا الكلام.
سعيدٌ، عن قتادة قال: إنّما كانت آيةٌ جعلها اللّه لها يومئذٍ وإن شئت رأيت امرأةً سفيهةً تقول: أصوم صوم مريم ولا تتكلّم في صومها). [تفسير القرآن العظيم: 1/222]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
(وقوله: {وَقَرِّي عَيْنًا...}

جاء في التفسير: طيبي نفساً. وإنما نصبت العين لأن الفعل كان لها فصيّرته للمرأة. معناه: لتقرر عينك، فإذا حوّل الفعل عن صاحبه إلى ما قبله نصب صاحب الفعل على التفسير.
ومثله {فإن طِـبْنَ لَكُم عَن شَيءٍ مِنهُ نَفْساً} وإنما معناه: فإن طالت أنفسهنّ لكم، وضاق به ذرعاً وضقت به ذرعاً، وسؤت به ظنّاً إنما (معناه: ساء به ظنّي) وكذلك مررت برجل حسنٍ وجهاً إنما كان معناه: حسن وجهه، فحوّلت فعل الوجه إلى الرجل فصار الوجه مفسّرا. فابن على ذا ما شئت.
وقوله: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا} أي صمتاً).[معاني القرآن: 2/166]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا} يقال لكل ممسك عن شيء من طعام أو شراب أو كلام أو عن أعراض الناس وعيبهم صائم، قال النابغة الذبياني:

خيلٌ صيامٌ وخيلٌ غير صائمة = تحت العجاج وخيلٌ تعلك اللجما).
[مجاز القرآن: 2/6]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({نذرت للرحمن صوما}: أي صمتا. يقال لكل ممسك عن كلام أو غيره صائم). [غريب القرآن وتفسيره: 238]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا} أي صمتا. والصّوم هو الإمساك.
ومنه قيل للواقف من الخيل: صائم). [تفسير غريب القرآن: 274]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا} أي فكلي من الرطب، واشربي من السّريّ، {وَقَرِّي عَيْنًا} بعيسى.
يقال: قررت به عينا أقرّ بفتح القاف في المستقبل.
وقررت في المكان أقر - بكسر القاف - في المستقبل.
و{عَيْنًا} منصوب على التمييز.
{فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا}بغير ألف في ترين، ويجوز " ترأينّ " بألف ولم يقرأ بالألف أحد وهي جيّدة بالغة لكنها لا يجوز في القراءة.
وكذلك قوله عزّ وجلّ: {إنَّني مَعكُمَا أسْمَعُ وأرَى}، ويجوز وأرأي بالألف، ولا تقرأ بها، لفظها أرأى، لأن القراءة سنة لا تخالف. والأجود أرى، وكذلك ترين الأجود بغير همز، والتاء علامة التأنيث، والأصل ترآيّن، والياء حركت لالتقاء السّاكنين. النون الأولى من النون الشديدة والياء.
وكذلك تقول للمرأة اخشينّ زيدا.
{فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا}معنى {صَوْمًا} صمتا. يقال نذرت النذر أنذره وأنذره، ونذرت بالقوم أنذر إذا علمت بهم فاستعددت لهم). [معاني القرآن: 3/326-327]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {فقولي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا} روى سلمان التيمي عن أنس قال صمتا وذلك معروف في اللغة يقال لكل ممسك عن كلام أو طعام صائم كما قال الشاعر:
خيل صيام وخيل غير صائمة = تحت العجاج وأخرى تعلك اللجما
صيام ممسكة عن الحركة ساكنة). [معاني القرآن: 4/326]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({صَوْمًا} أي: صمتا). [ياقوتة الصراط: 339]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({صَوْمًا} صمتا. وأصل الصوم الإمساك). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 148]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({صَوْماً}: صمتا). [العمدة في غريب القرآن: 195]

تفسير قوله تعالى: {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت} [مريم: 27] لقد أتيت.
{شيئًا فريًّا} [مريم: 27] يعني عظيمًا في تفسير مجاهدٍ وقتادة). [تفسير القرآن العظيم: 1/222]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
(وقوله: {لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا...}
الفري: الأمر العظيم. والعرب تقول: يفري الفري إذا هو أجاد العمل أو السّقى ففضل الناس قيل هذا فيه. وقال الراجز:
قد أطعمتني دقلاً حجريّاً = قد كنت تفرين به الفريّا
أي قد كنت تأكلينه أكلاً كثيراً). [معاني القرآن: 2/166-167]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({شَيْئًا فَرِيًّا} أي عجباً فائقاً، وكذلك كل شيء فائق من عجب أو عمل أو جرى فهو فريٌ). [مجاز القرآن: 2/7]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({شيئا فريا}: مصنوعا. يقال فريت الكذب وافتريته وكذلك {تخلقون إفكا} تصنعونه،
خلقت الكذب واختلقته مثل فريته وافتريته، ومنه {إن هذا إلا خلق الأولين} أي افتراء الأولين.
وقرئت {خلق الأولين} وقد تكون من هذا.
يقال تحدث بالأحاديث الخلق أي المختلقة أي الكذب. ويكون الأولين: شيمة الأولين). [غريب القرآن وتفسيره: 238]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا} أي عظيما عجيبا). [تفسير غريب القرآن: 274]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا}
أي شيئا عظيما، يقال فلان يفري الفريّ إذا كان يعمل عملا يبالغ فيه). [معاني القرآن: 3/327]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا}
قال مجاهد: أي عظيما.
وقال سعيد بن مسعدة: أي مختلقا مفتعلا، يقال فريت وأفريت بمعنى واحد.
قال قطرب: زعم أبو خيرة العدوى أن الفري الجديد من الأسقية، قال قطرب: فكأن معنى فري بديع وجديد لم يسبق إليه، قال: وكان معنى افترى على الله جاء بأمر بديع جديد لم يكن.
وقال أبو عبيدة: فري عجيب). [معاني القرآن: 4/326-327]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({فَرِيًّا} أي: عجبا). [ياقوتة الصراط: 339]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَرِيّـاً}: عظيما، كذبا). [العمدة في غريب القرآن: 195]

تفسير قوله تعالى: {يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوءٍ} [مريم: 28] رجل سوءٍ، يعني ما كان زانيًا.
وهو تفسير السّدّيّ.
{وما كانت أمّك بغيًّا} [مريم: 28] يعني وما كانت أمّك زانيةً.
سعيدٌ، عن قتادة قال: ليس بهارون أخي موسى ولكنّه هارون آخر كان يسمّى هارون الصّالح المحبّب في عشيرته.
ذكر لنا أنّه اتّبع جنازته يوم مات أربعون ألفًا كلّهم يسمّى هارون من بني إسرائيل.
أي فقالوا: {يا أخت هارون} [مريم: 28] في عبادته وفضله {ما كان أبوك امرأ سوءٍ وما كانت أمّك بغيًّا} [مريم: 28] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/222]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
(وقوله: {يَا أُخْتَ هَارُونَ...}
كان لها أخ يقال له هارون من خيار بني إسرائيل ولم يكن من أبويها فقيل: يا أخت هارون في صلاحه.
أي إن أخاك صالح وأبواك أبواك كالتعيير لها. أي أهل بيتك صالحون وقد أتيت أمراً عظيماً). [معاني القرآن: 2/167]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا}
وقال: {وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} مثل قولك "ملحفةٌ جديدٌ"). [معاني القرآن: 3/1]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({يَا أُخْتَ هَارُونَ} كان [في] بني إسرائيل رجل صالح يسمى: هارون، فشبّهوها به. كأنهم قالوا: يا أخت هارون، يا شبه هارون في الصلاح). [تفسير غريب القرآن: 274]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا}
اختلف في تفسير: {أُخْتَ هَارُونَ} في هذا الموضع.
روينا في التفسير أنّ أهل الكتاب قالوا: كيف تقولون أنتم: مريم أخت هارون وبينهما ستّمائة سنة، فقيل ذلك لرسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- فقال: إنهم كانوا يسمون بأسماء الأنبياء والصالحين، أي فكان أخو مريم يسمى هارون.
وقيل إنهم عنوا بأخت هارون في الصلاح والدين، ويروى أن هارون هذا الدّيّن كان رجلا من قومها صالحا، وأنه حضر جنازته أربعون ألفا يسمى كل واحد منهم هارون.
والذي في هذا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بيّن).[معاني القرآن: 3/327]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {يَا أُخْتَ هَارُونَمَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ} روى معمر عن قتادة قال كان هارون صالحا من قومهما فقالوا يا شبيهه هارون قال أبو جعفر ويقوي هذا الحديث المرفوع كانوا يتسمون بأسماء أنبيائهم والصالحين منهم). [معاني القرآن: 4/327-328]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} أي فاجرة والبغاء الزنا).[معاني القرآن: 4/328]

تفسير قوله تعالى: {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فأشارت إليه} [مريم: 29] بيدها.
قال قتادة: أمرتهم بكلامه.
{قالوا كيف نكلّم من كان} [مريم: 29] يعني: من هو.
تفسير السّدّيّ.
{في المهد صبيًّا} [مريم: 29] سعيدٌ، عن قتادة قال: المهد، الحجر). [تفسير القرآن العظيم: 1/222]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
( وقوله: {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ...} إلى ابنها. ويقال إن المهد حجرها وحجرها. ويقال: سريره والحجر أجود ).
[معاني القرآن: 2/167]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا} ولـ {كان} مواضع، فمنها لما مضى، ومنها لما حدث ساعته وهو: كيف نكلم من حدث في المهد صبياً، ومنها لما يجيئ بعد في موضع " يكون " والعرب تفعل ذلك، قال الشاعر:
إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحاً = منى وما يسمعوا من صالح دفنوا
أي يطيروا ويدفنوا.
{وكانَ اللهُ علِيماً حَكِيماً} فيما مضى والساعة، وفيما يكون ويجي {كان} أيضاً زائدة ولا تعمل في الاسم، كقوله:
فكيف إذا رأيت ديار قومٍ = وجيرانٍ لهم كانوا كرام
والمعنى وديار جيرانٍ كرامٍ كانوا، " وكانوا " فضلٌ لأنها لم تعمل فتنصب القافية،
قال غيلان بن حريث الربعي:
إلى كناسٍ كان مستعيده
وكان فضل، يريد إلى كناسٍ مستعيد.
وسمعت قيس بن غالب البدري يقول: ولدت فاطمة بنت الخرشب الكملة من بني عبس لم يوجد كان مثلهم، أي لم يوجد مثلهم، "كان" فضل). [مجاز القرآن: 2/7-8]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يأتي الفعل على بنية الماضي وهو دائم، أو مستقبل: كقوله: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}، أي أنتم خير أمّة.
وقوله: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ}، أي وإذ يقول الله يوم القيامة. يدلك على ذلك قوله سبحانه: {هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ}.
وقوله: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ}، يريد يوم القيامة. أي سيأتي قريبا فلا تستعجلوه.
وقوله: {قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا}، أي من هو صبيّ في المهد). [تأويل مشكل القرآن: 295](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( وقوله عزّ وجلّ: {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا}أي لما خاطبوها أشارت إليه، بأن جعلوا الكلام معه، ودل على أنها أشارت إليه في الكلام قولهم {كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا}.
وفي هذا ثلاثة أوجه:
- قال أبو عبيدة: إن معنى " كان " اللغو، المعنى كيف نكلم من في المهد صبيا، لأن كل رجل قد كان في المهد صبيّا، ولكن المعنى كيف نكلم من في المهد صبيّا لا يفهم مثله، ولا ينطق لسانه بالكلم.
- وقال قوم إنّ " كان " في معنى وقع وحدث، المعنى على قول هؤلاء: كيف نكلم صبيّا قد خلق في المهد.
- وأجود الأقوال أن يكون "من" في معنى الشرط والجزاء فيكون المعنى: من يكن في المهد صبيّا - ويكون {صبيّا} حالا - فكيف نكلمه.
كما تقول من كان لا يسمع ولا يعقل فكيف أخاطبه.
وروى أنّ عيسى عليه السلام لما أومأت إليه اتكأ على يساره وأشار بسبّابته فقال:{إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ}أي معلما للخير). [معاني القرآن: 3/328]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ} والمعنى: فأشارت إلى عيسى أن كلموه ودل على هذا قوله تعالى: {قالوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا} قيل: كان ههنا زائدة لأن الناس كلهم لا يخلون من أن يكونوا هكذا.
وقيل: كان بمعنى وقع وخلق.
وقيل: فيه معنى الشرط أي من كان صبيا فكيف نكلمه).[معاني القرآن: 4/328-329]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وروى أنّ عيسى عليه السلام لما أومأت إليه اتكأ على يساره وأشار بسبّابته فقال: إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ} أي معلما للخير). [معاني القرآن: 3/328]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ} روى سفيان عن سماك عن عكرمة في قوله تعالى: {آَتَانِيَ الْكِتَابَ} قال قضى أن يؤتينه وقيل معنى {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ} أي أوصاني بالصلاة والطهارة). [معاني القرآن: 4/329]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (فقال عيسى: {قال إنّي عبد اللّه آتاني الكتاب وجعلني نبيًّا {30} وجعلني مباركًا أين ما كنت} [مريم: 30-31]
[تفسير القرآن العظيم: 1/222]
سمعت بعض الكوفيّين يقول: أي معلّمًا، مؤدّبًا.
{وأوصاني بالصّلاة والزّكاة ما دمت حيًّا {31}). [تفسير القرآن العظيم: 1/223]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
(وقوله: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا...} يتعلم مني حيثما كنت).
[معاني القرآن: 2/167]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} ومعنى الزكاة ههنا الطهارة، {مَا دُمْتُ حَيًّا} - دمت، ودمت جميعا). [معاني القرآن: 3/328]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {قال إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ} روى سفيان عن سماك، عن عكرمة في قوله تعالى: {آَتَانِيَ الْكِتَابَ} قال: قضى أن يؤتينه.
وقيل معنى {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ} أي: أوصاني بالصلاة والطهارة). [معاني القرآن: 4/329](م)

تفسير قوله تعالى: {وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وبرًّا بوالدتي} [مريم: 32] أي: وجعلني برًّا بوالدتي، يعني مطيعًا لأمر مريم.
تفسير السّدّيّ.
{ولم يجعلني جبّارًا شقيًّا} [مريم: 32] مستكبرًا عن عبادة اللّه، ولم يجعلني {شقيًّا} [مريم: 32] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/223]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
(وقوله: {جَبَّارًا...}

الجبّار: الذي يقتل على الغضب، ويضرب على الغضب.
وقوله: {وَبَرًّا بِوَالِدَتِي} نصبته على وجعلني نبيّا وجعلني برّا. متبع للنبي كقوله {وجزاهم بما صبروا جنّةً وحريراً}
ثم قال {وَدانِيَةً علَيْهِم ظِلالُهَا} (دانيةً) مردودة على {متّكئين فيها} كما أن البرّ مردودة على قوله: {نبيّاً}). [معاني القرآن: 2/167]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا}
{وَبَرًّا} عطف على {مُبَارَكًا}، المعنى وجعلني مباركا وبرّا بوالدتي). [معاني القرآن: 3/328-329]

تفسير قوله تعالى: {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({والسّلام عليّ يوم} [مريم: 33] حين
{ولدت ويوم} [مريم: 33] وحين.
{أموت ويوم أبعث حيًّا} [مريم: 33] يوم القيامة.
ولم يتكلّم بعد ذلك بشيءٍ حتّى بلغ مبلغ الغلمان). [تفسير القرآن العظيم: 1/223]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
(وقوله: {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ...} جاء في التفسير السّلامة عليّ).
[معاني القرآن: 2/167]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا}
{وَالسَّلَامُ عَلَيَّ} فيه أوجه، فالسلام مصدر سلّمت سلاما، ومعناه عموم العافية والسلامة، والسلام جمع سلامة، والسلام اسم من أسماء الله جل وعزّ، وسلام مما ابتدئ به في النكرة، لأنه اسم يكثر استعماله. تقول سلام عليك والسلام عليك. وأسماء الأجناس يبتدأ بها، لأن فائدة نكرتها قريب من فائدة معرفتها. تقول: - لبيك وخير بين يديك، وإن شئت قلت: والخير بين يديك، وتقول: السلام عليك أيها النبي، وسلام عليك أيها النبي، إلا أنه لمّا جرى ذكر " سلام " قبل هذا الموضع بغير ألف ولام كان الأحسن أن يردّ ثانية بالألف واللام، تقول: سلام عليك أيها النبي، السلام علينا وعلى عباد اللّه الصالحين، هذا قسم حسن، وإن شئت قلت سلام علينا وعلى عباد اللّه الصالحين). [معاني القرآن: 3/329]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {ذلك عيسى ابن مريم قول الحقّ} [مريم: 34] قال الحسن: والحقّ هو اللّه.
هو قوله.
{الّذي فيه يمترون} [مريم: 34] قال قتادة: امترت فيه اليهود والنّصارى.
أمّا اليهود فزعموا أنّه ساحرٌ كذّابٌ، وأمّا النّصارى فزعموا أنّه ابن اللّه وثالث ثلاثةٍ وإلهٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/223]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
(وقوله: {قَوْلَ الْحَقِّ...}

في قراءة عبد الله (قال اللّه الحقّ) والقول والقال في معنى واحد.
والحقّ في هذا الموضع يراد به الله. ولو أريد به قول الحقّ فيضاف القول إلى الحقّ ومعناه القول الحق كان صوابا كما قيل: {إنّ هذا لَهُوَ حَقُّ اليَقِين} فيضاف الشيء إلى مثله ومثله قول الله {وَعْدَ الصِّدِقِ الذي كانوا يُوعَدُون} ومعناه الوعد الصدق. وكذلك {وَلَدَّارُ الآخِرَةِ خيرٌ} إنما هو: والدار الآخرة.
وقد قرأت القراء بالنصب {قَوْلَ الْحَقِّ} وهو كثير يريدون به: حقّاً. وإن نصبت القول وهو في النيّة من نعت عيسى كان صوابا، كأنك قلت: هذا عبد الله أخاه بعينه. والعرب تنصب الاسم المعرفة في هذا وذلك وأخواتهما. فيقولون: هذا عبد الله الأسد عادياً كما يقولون: أسداً عاديا). [معاني القرآن: 2/167-168]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ}
أي ذلك الذي {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا} عيسى ابن مريم لا ما يقول النصارى من أنه ابن اللّه وأنه إله - جل الله وعز.
وقوله عزّ وجلّ: {قَوْل الْحَقِّ} بالرفع، ويجوز {قَوْلَ الْحَقِّ} بالنصب، فمن رفع فالمعنى هو قول الحق ومن نصب فالمعنى أقول قول الحق الذي فيه يمترون أي يشكون). [معاني القرآن: 3/329]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله تعالى: {ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} أي ذلك الذي قال هذا عيسى ابن مريم عبد الله). [معاني القرآن: 4/329]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ}
حدثنا أحمد بن محمد بن نافع قال حدثنا سلمة قال حدثنا عبد الرزاق قال أنبأنا معمر عن قتادة في قوله تعالى: {ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَقَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ} قال: اجتمع بنو إسرائيل فأخرجوا منهم أربعة نفر، أخرج كل قوم عالمهم فامتروا في عيسى حين رفع؛ فقال أحدهم: هو الله هبط إلى الأرض أحيا من أحيا وأمات من أمات، ثم صعد إلى السماء. وهم اليعقوبية.
قال: فقال الثلاثة: كذبت.
ثم قال اثنان منهم للثالث: قل فيه، قال: هو ابن الله. وهم النسطورية.
قال: فقال الاثنان: كذبت.
ثم قال الاثنان للآخر: قل فيه، قال: هو ثالث ثلاثة؛ الله إله، وهو إله، وأمه إله. وهم الإسرائيلية ملوك النصارى.
قال الرابع: كذبت بل هو عبد الله ورسوله، وروحه، وكلمته وهم المسلمون؛ فكانت لكل رجل منهم اتباع على ما قال، فاقتتلوا فظهروا على المسلمين.. فذلك قول الله جل وعز {ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس}.
قال قتادة: وهم الذين قال الله {فاختلف الأحزاب من بينهم} اختلفوا فيه فصاروا أحزابا). [معاني القرآن: 4/329-331]

تفسير قوله تعالى: {مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {ما كان للّه أن يتّخذ من ولدٍ سبحانه} [مريم: 35] ينزّه نفسه عمّا يقولون.
{إذا قضى أمرًا} [مريم: 35] يعني عيسى كان في علمه أن يكون من غير أبٍ.
تفسير السّدّيّ.
{فإنّما يقول له كن فيكون} [مريم: 35] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/223]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
(وقوله: {مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَد...} (أن) في موضع رفع) . [
معاني القرآن: 2/168]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}
{مِنْ وَلَدٍ} في موضع نصب، والمعنى أن يتخذ ولدا، و (من) مؤكدة.
تدل على الواحد والجماعة لأن للقائل أن يقول: ما اتخذت فرسا يريد اتخذت أكثر من ذلك، وله أن يقول ما اتخذت فرسين ولا أكثر يريد اتخذت فرسا واحدا، فإذا قال ما اتخذت من فرس فقد دل على نفي الواحد والجميع.
{سُبْحَانَهُ} معناه تنزيها له من السوء). [معاني القرآن: 3/329-330]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (36)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإنّ اللّه ربّي وربّكم فاعبدوه هذا صراطٌ مستقيمٌ} [مريم: 36] هذا قول عيسى لهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/223]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
(وقوله: {وَإِنَّ اللَّهَ...}

تقرأ {وَإِنَّ اللَّهَ} فمن فتح أراد: ذلك أنّ الله ربّي وربكم. وتكون رفعاً وتكون (في تأويل) خفض على: ولأن الله كما قال {ذلِكَ أن لَمْ يَكُن رَبُّكَ مُهلِكَ القُرَى بِظُلمٍ} ولو فتحت (أنّ) على قوله: {وأوْصَانِي بالصَّلاةِ والزَّكاةِ} (وأن الله) كان وجها. وفي قراءة أبيّ {إن الله ربّي وربّكم} بغير واو فهذا دليل على أنها مكسورة). [معاني القرآن: 2/168]

تفسير قوله تعالى: {فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (37)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فاختلف الأحزاب من بينهم} [مريم: 37] في الدّين، يعني النّصارى، فتجادلوا
[تفسير القرآن العظيم: 1/223]
في عيسى، فقالت النّسطوريّة: عيسى ابن اللّه، تعالى ربّنا عن ذلك.
وقالت اليعقوبيّة: {إنّ اللّه هو المسيح ابن مريم} [المائدة: 17] جلّ ربّنا عن ذلك.
وقال الملكانيّون: {إنّ اللّه ثالث ثلاثةٍ} [المائدة: 73] قالوا: اللّه إلهٌ، وعيسى إلهٌ، ومريم إلهٌ.
تعالى ربّنا عن اتّخاذ الأبناء ومحاوزة الشّركاء، وتقدّس عن ملامسة النّساء.
فهو كما وصف نفسه عزّ وجلّ.
هذا تفسير السّدّيّ.
سعيدٌ، عن قتادة قال: ذكر لنا أنّ عيسى لمّا رفع انتخبت بنو إسرائيل أربعةً من فقهائهم، فقالوا للأوّل: ما تقول في عيسى؟ قال: هو اللّه هبط إلى الأرض فخلق ما خلق وأحيا ثمّ صعد إلى السّماء.
فتابعه على ذلك أناسٌ من النّاس فكانت اليعقوبيّة من النّصارى.
فقال الثّلاثة الآخرون: نشهد أنّك كاذبٌ.
فقالوا للثّاني: ما تقول في عيسى؟ فقال: هو ابن اللّه.
فتابعه على ذلك أناسٌ من النّاس فكانت النّسطوريّة من النّصارى.
فقال الاثنان الآخران: نشهد أنّك كاذبٌ.
فقالوا للثّالث: ما تقول في عيسى؟ فقال: هو إلهٌ، وأمّه إلهٌ، واللّه إلهٌ.
فتابعه على ذلك أناسٌ من النّاس فكانت الإسرائيليّة من النّصارى.
فقال الرّابع: أشهد أنّك كاذبٌ، ولكنّه عبد اللّه ورسوله من كلمة اللّه وروحه.
فاختصم القوم، فقال المسلم: أنشدكم اللّه، هل تعلمون أنّ عيسى كان يطعم الطّعام وأنّ اللّه لا يطعم الطّعام؟ قالوا: اللّهمّ نعم.
قال: هل تعلمون أنّ عيسى كان ينام وأنّ اللّه لا ينام؟ قالوا: اللّهمّ نعم.
فخصمهم المسلم.
فاقتتل القوم.
فذكر لنا أنّ اليعقوبيّة ظهرت يومئذٍ.
وأصيب المسلمون فأنزل اللّه تبارك وتعالى: {إنّ الّذين يكفرون بآيات اللّه ويقتلون النّبيّين بغير حقٍّ ويقتلون الّذين يأمرون بالقسط من النّاس فبشّرهم بعذابٍ
[تفسير القرآن العظيم: 1/224]
أليمٍ} [آل عمران: 21] قال اللّه: {فويلٌ للّذين كفروا من مشهد يومٍ عظيمٍ} [مريم: 37] قال قتادة: شهدوا مشهدًا عظيمًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/225]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(وقوله: {فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ* فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ}

يعنى به يوم القيامة). [معاني القرآن: 3/330]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {فوَيْلٌ للذينَ كَفَروا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيم} روى مبارك عن الحسن قال: يوم القيامة).[معاني القرآن: 4/331]

تفسير قوله تعالى: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (38)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا} [مريم: 38] قال قتادة: وذلك يوم القيامة.
قال: ما أسمعهم يومئذٍ وما أبصرهم.
قال قتادة: سمعوا حين لم ينفعهم السّمع وأبصروا حين لم ينفعهم البصر.
قال اللّه: {لكن الظّالمون} [مريم: 38] أي المشركون.
{اليوم في ضلالٍ مبينٍ} [مريم: 38] بيّنٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/225]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
({أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}

المعنى: ما أسمعهم وأبصرهم يوم القيامة؛ لأنهم شاهدوا من البعث، وأمر اللّه عزّ وجلّ ما يسمع ويبصر بغير إعمال فكر وتروية.
وما يدعون إليه من طاعة اللّه -جل جلاله- في الدنيا يحتاجون فيه إلى فكر ونظر فضلّوا عن ذلك في الدنيا وآثروا اللهو والهوى، فقال الله تعالى: {لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}). [معاني القرآن: 3/330]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا} روى سعيد عن قتادة قال: ذلك والله يوم القيامة سمعوا حين لا ينفعهم السمع وأبصروا حين لا ينفعهم البصر.
قال أبو جعفر: والمعنى عند أهل اللغة ما أسمعهم وأبصرهم يوم القيامة لأنهم عاينوا ما لا يحتاجون معه إلى فكر ولا روية). [معاني القرآن: 4/331]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ( (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ) قال أبو العباس: العرب تقول هذا في موضع التعجب، فتقول: أسمع بزيد وأبصر، أي: ما أسمعه وأبصره، فمعناه أنه عز وجل عجب نبيه -صلى الله عليه وسلم- منهم). [ياقوتة الصراط: 340]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (39)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وأنذرهم يوم الحسرة} [مريم: 39]
- حدّثني صاحبٌ لي، عن سفيان، عن سلمة بن كهيلٍ، عن أبي الزّعراء، عن عبد اللّه بن مسعودٍ أنّه ذكر حديثًا في البعث قال: فليس من نفسٍ إلا وهي تنظر إلى بيتٍ في الجنّة وبيتٍ في النّار، قال: وهو يوم الحسرة.
فيرى أهل النّار البيت الّذي في الجنّة، قال: ثمّ يقال: لو علمتم، فتأخذهم الحسرة.
ويرى أهل الجنّة البيت الّذي في النّار، قال: فيقولون: لولا أنّ اللّه منّ عليكم.
قوله: {إذ قضي الأمر} [مريم: 39] يعني إذ وجب العذاب فوقع أهل النّار.
تفسير السّدّيّ.
- بلغني عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أبي سعيدٍ الخدريّ قال: يجاء بالموت في صورة كبشٍ أملح حتّى يجعل على السّور بين الجنّة والنّار، فيقال: يا أهل الجنّة ويا أهل النّار، هل تعرفون هذا؟ هذا الموت.
فيقولون: نعم.
فيذبح على السّور وهم ينظرون ثمّ ينادي منادٍ هكذا يا أهل الجنّة، خلودٌ
[تفسير القرآن العظيم: 1/225]
فلا موت، ويا أهل النّار، خلودٌ فلا موت وهو قوله: {وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر} [مريم: 39]
- إبراهيم بن محمّدٍ، عن شريك بن أبي نمرٍ، عن عبد الرّحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه: إذا أدخل اللّه أهل الجنّة الجنّة وأهل النّار النّار أتي بالموت فجعل على السّور ثمّ ينادى أهل الجنّة وأهل النّار، فيذبح على السّور وهم ينظرون إليه، ثمّ يقال لأهل الجنّة وأهل النّار: خلودٌ فلا موت.
- عثمان، عن نافعٍ، عن ابن عمر قال: سمعت رسول اللّه يقول: «إذا أدخل اللّه أهل الجنّة الجنّة، وأهل النّار النّار ينادي منادٍ بينهما يا أهل الجنّة لا موتة، ويا أهل النّار لا موتة وكلٌّ خالدٌ فيما هو فيه».
قوله: {وهم في غفلةٍ} [مريم: 39] في الدّنيا.
وهذا كلامٌ مستقبلٌ، يعني المشركين.
{وهم لا يؤمنون} [مريم: 39] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/226]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(وقوله عزّ وجلّ: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}

{يَوْمَ الْحَسْرَةِ} يوم القيامة، روي في التفسير أنه إذا كان يوم القيامة واستقر أهل الجنة في الجنة، وأهل النّار في النار أتي بالموت في صورة كبش أملح فيعرض على أهل النار فيشرئبون إليه
فيقال: أتعرفون هذا، فيقولون: نعم، فيقال: هذا الموت فيذبح وينادى: يا أهل النّار، خلود لا موت بعده، وكذلك ينادى يا أهل الجنّة خلود لا موت بعده.
{وَهُمْ فِي غَفْلَة} أي هم في الدنيا في غفلة). [معاني القرآن: 3/330-331]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله تبارك وتعالى: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}
روى سفيان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال: إذا استقر أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار جييء بالموت في صورة كبش أملح، فينادي: يا أهل الجنة فيشرئبون ينظرون، ثم ينادي يا أهل النار فيشرئبون ينظرون، فيقال: أتعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت -وليس منهم إلا من يعرفه- فيذبح بين الجنة والنار، ثم يقال يا أهل الجنة خلود لا موت فيه، ويا أهل النار خلود لا موت فيه فذلك قول الله جل وعز: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ}.
وروى أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} قال: ((في الدنيا)).
وحدثنا قال: حدثنا هارون بن سعيد الأيلي قال: حدثني أنيس بن عياض قال: أخبرني محمد بن عمرو وعن أبي سلمة عن أي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يؤتى بالموت يوم القيامة فيوقف على الصراط، ثم يقال يا أهل الجنة فيطلعون خائفين وجلين، أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه، ثم يقال يا أهل النار فيطلعون فرحين مستبشرين رجاء أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه، فيقال: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم يا ربنا هذا الموت، فيؤمر به فيذبح على الصراط ثم يقال: يا أهل الجنة خلودا فيما تجدون لا موت فيه أبدا)) ). [معاني القرآن: 4/331-333]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (40)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّا نحن نرث الأرض ومن عليها} [مريم: 40] نهلك الأرض ومن عليها.
{وإلينا يرجعون} [مريم: 40] يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 1/226]


رد مع اقتباس