عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 01:29 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (62)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولا نكلّف نفسًا إلا وسعها} [المؤمنون: 62] : إلا طاقتها.
قوله: {ولدينا} [المؤمنون: 62] أي: وعندنا.
{كتابٌ ينطق بالحقّ وهم لا يظلمون} [المؤمنون: 62]
- حدّثني نعيم بن يحيى، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عبّاسٍ قال: أوّل ما خلق اللّه القلم فقال: اكتب.
قال: ربّ ما أكتب قال: ما هو كائنٌ.
قال: فجرى القلم بما هو كائنٌ إلى يوم القيامة.
قال: فأعمال العباد تعرض كلّ يوم اثنين وخميسٍ، فيجدونه على ما في الكتاب.
قال يحيى: وسمعت بعضهم يزيد فيه: تلا ابن عبّاسٍ هذه الآية: {هذا كتابنا ينطق عليكم بالحقّ إنّا كنّا نستنسخ ما كنتم تعملون} [الجاثية: 29] ثمّ قال: ألستم قومًا عربًا؟ هل تكون النّسخة إلا من كتابٍ؟). [تفسير القرآن العظيم: 1/407]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {ولا نكلّف نفسا إلّا وسعها ولدينا كتاب ينطق بالحقّ وهم لا يظلمون}

ويجوز: ولا يكلّف نفسا إلا وسعها، ولم يقرأ بها ولو قرئ بها لكانت النون أجود - لقوله عزّ وجلّ: (ولدينا كتاب ينطق بالحقّ) ). [معاني القرآن: 4/17]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ (63)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {بل قلوبهم في غمرةٍ من هذا} [المؤمنون: 63] قال قتادة: يقول في غفلةٍ من هذا، ممّا ذكر من أعمال المؤمنين في الآية الأولى.
{ولهم} [المؤمنون: 63] يعني المشركين.
{أعمالٌ من دون ذلك} [المؤمنون: 63] دون أعمال المؤمنين هي شرٌّ من أعمال المؤمنين.
{هم لها عاملون} [المؤمنون: 63] لتلك الأعمال.
وتفسير مجاهدٍ: {في غمرةٍ من هذا} [المؤمنون: 63] يعني القرآن.
{ولهم أعمالٌ من دون ذلك} [المؤمنون: 63] : خطايا من دون ذلك، من دون الحقّ.
وبعضهم يقول: أعمالٌ لم يعملوهم، سيعملونها.
- نا بحرٌ السّقّاء، عن الزّهريّ، عن سعيد بن المسيّب أنّ عمر بن
[تفسير القرآن العظيم: 1/407]
الخطّاب قال: يا رسول اللّه أنعمل لما قد فرغ منه أو لما نأتنف؟ قال: «لا، بل اعمل لما قد فرغ منه».
قال: ففيم العمل إذًا؟ قال: «اعملوا فكلٌّ لا ينال إلا بعملٍ».
قال: هذا حين نجتهد.
- نا درست، عن يزيد بن أبانٍ الرّقاشيّ أنّ عمر بن الخطّاب قال: يا رسول اللّه ما العمل اليوم، أشيءٌ مستأنفٌ أم شيءٌ قد فرغ منه؟ قال: «قد فرغ منه».
قال: ففيم العمل اليوم؟ فقال: كلّ عبدٍ موتًّى لما خلق له.
حدّثني حمّاد بن سلمة، عن ثابتٍ البنانيّ، عن مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير قال: لم تكلوا إلى القدر وإليه تصيرون). [تفسير القرآن العظيم: 1/408]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ولهم أعمالٌ مّن دون ذلك هم لها عاملون...}

يقول: أعمال منتظرة ممّا سيعملونها، فقال {مّن دون ذلك} ). [معاني القرآن: 2/239]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {بل قلوبهم في غمرةٍ من هذا} أي في غطاء وغفلة.
{ولهم أعمالٌ من دون ذلك هم لها عاملون} قال قتادة: ذكر اللّه.
{الّذين هم من خشية ربّهم مشفقون والّذين هم بآيات ربّهم يؤمنون} ثم قال للكفار {بل قلوبهم في غمرةٍ من هذا} ثم رجع إلى المؤمنين فقال: {ولهم أعمالٌ من دون ذلك}
أي من دون الأعمال التي عدّد {هم لها عاملون}.
{يجأرون}: أي يضجّون ويستغيثون باللّه). [تفسير غريب القرآن: 298]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {بل قلوبهم في غمرة من هذا ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون}
يجوز أن يكون " هذا " إشارة إلى ما وصف من أعمال البرّ في قوله: {إنّ الّذين هم من خشية ربّهم مشفقون} - إلى قوله {يسارعون في الخيرات}.
أي قلوب هؤلاء في عماية من هذا، ويجوز أن يكون " هذا " إشارة إلى الكتاب، المعنى بل قلوبهم في غمرة من الكتاب الذي ينطق بالحق.
وأعمالهم محصاة فيه.
قوله: {ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون}.
أخبر اللّه - عزّ وجلّ - بما سيكون فيهم، فأعلم أنهم سيعملون أعمالا تباعد من الله غير الأعمال التي ذكروا بها). [معاني القرآن: 4/18-17]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {بل قلوبهم في غمرة من هذا}
أي في غفلة وغطاء متحيرة
ويقال غمره الماء إذا غطاه ونهر غمر يغطي من دخله ورجل غمر تغمره آراء الناس
وقيل غمرة لأنها تغطي الوجه ومنه دخل في غمار الناس في قول من قاله معناه فيما يغطيه من الجمع
وقوله من هذا فيه قولان:
أحدهما أن مجاهد قال بل قلوبهم في عماية من القرآن فعلى قول مجاهد هذا إشارة إلى القرآن
وقال قتادة وصف أهل البر فقال: {والذين هم من خشية ربهم مشفقون} والذين ... والذين.
ثم وصف أهل الكفر فقال بل قلوبهم في غمرة من هذا فالمعنى على قول قتادة من هذا البر
ثم قال تعالى: {ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون}
فيه قولان:
أحدهما أن الحسن قال ولهم أعمال ردية لم يعملوها وسيعملونها
قال مجاهد أي لهم خطايا لا بد أن يعملوها
وقال قتادة رجع إلى أهل البر فقال ولهم أعمال من دون ذلك قال أي سوى ما عدد). [معاني القرآن: 4/473-471]

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ (64)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {حتّى إذا} [المؤمنون: 64] يعني: فلمّا في تفسير السّدّيّ.
{أخذنا مترفيهم بالعذاب} [المؤمنون: 64] يعني أبا جهلٍ وأصحابه الّذين قتلوا يوم بدرٍ.
نزلت هذه الآية قبل ذلك بمكّة.
قال: {إذا هم يجأرون} [المؤمنون: 64] قال قتادة: يجزعون). [تفسير القرآن العظيم: 1/408]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقال الحسن: {يجأرون} [المؤمنون: 64] يصرخون إلى اللّه بالتّوبة فلا يقبل منهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/408]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يجأرون...}:

يضجّون. وهو الجؤار). [معاني القرآن: 2/239]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إذا هم يجأرون} أي يرفعون أصواتهم كما يجأر الثور، قال عدي بن زيد:
إنّني والله فاسمع حلفي=بأبيل كلما صلّى جأر).
[مجاز القرآن: 2/60]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {حتّى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون}
وقال: {إذا هم يجأرون} من"جأر" "يجأر" "جؤاراً" و"جأراً"). [معاني القرآن: 3/12-13]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {يجأرون}: يرفعون أصواتهم). [غريب القرآن وتفسيره: 266]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {حتّى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون}
أي: يضجّون، والعذاب الذي أخذوا به السيف، يقال جأر يجأر جؤارا، إذا ضجّ). [معاني القرآن: 4/18]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون}
قال قتادة أي يجزعون
وحكى أهل اللغة جأر يجأر إذا رفع صوته
قال مجاهد والضحاك العذاب الذي أخذوا به السيف
قال مجاهد يوم بدر). [معاني القرآن: 4/473]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَجْأَرُونَ}: يضجون ويستغيثون بالله). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 164]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَجْأَرُونَ}: يرفعون أصواتهم). [العمدة في غريب القرآن: 216]

تفسير قوله تعالى: {لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لَا تُنْصَرُونَ (65)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {لا تجأروا اليوم} [المؤمنون: 65] لا تجزعوا اليوم.
قال قتادة: ذكر لنا أنّها نزلت في الّذين قتل اللّه يوم بدرٍ.
{إنّكم منّا لا تنصرون} [المؤمنون: 65] أي: لا يمنعكم منّا أحدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/408]

تفسير قوله تعالى: {قَدْ كَانَتْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ (66)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {قد كانت آياتي تتلى عليكم} [المؤمنون: 66] يعني القرآن.
[تفسير القرآن العظيم: 1/408]
{فكنتم على أعقابكم تنكصون} [المؤمنون: 66] قال ابن مجاهدٍ عن أبيه: أي تستأخرون عن الإيمان). [تفسير القرآن العظيم: 1/409]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {على أعقابكم تنكصون...}

وفي قراءة عبد الله (على أدباركم تنكصون) يقول: ترجعون وهو النكوص). [معاني القرآن: 2/239]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" فكنتم على أعقابكم تنكصون " يقال لمن رجع من حيث جاء: نكص فلان على عقبيه). [مجاز القرآن: 2/60]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون}
وقال: {على أعقابكم تنكصون} و{تنكصون} مثل {يعكفون} و{يعكفون} ). [معاني القرآن: 3/13]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {على أعقابكم تنكصون}: ترجعون). [غريب القرآن وتفسيره: 266]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {على أعقابكم تنكصون} أي ترجعون القهقري). [تفسير غريب القرآن: 298]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون} (تنكصون) أي: ترجعون). [معاني القرآن: 4/18]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قد كانت آياتي تتلى عليكم} قال الضحاك: قبل أن تعذبوا بالقتل
ثم قال تعالى: {فكنتم على أعقابكم تنكصون} قال مجاهد: تستأخرون). [معاني القرآن: 4/474]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَنْكِصُون}: ترجعـون). [العمدة في غريب القرآن: 216]

تفسير قوله تعالى: {مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ (67)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {مستكبرين به} [المؤمنون: 67] بالحرم.
{سامرًا تهجرون} [المؤمنون: 67] حدّثني أبو الأشهب، عن الحسن قال: مستكبرين بحرمي، تهجرون رسولي.
وفي تفسير عمرٍو عن الحسن في قوله: {سامرًا} [المؤمنون: 67] يقول: قد بلغ من أمانكم أنّ سامركم يسمر بالبطحاء، يعني سمر اللّيل، والعرب تقتل بعضها بعضًا، وتسيء بعضها بعضًا، وأنتم في ذلك تهجرون كتابي ورسولي.
وقال الكلبيّ: وأنتم سمرًا حول البيت.
قال يحيى: مقرأ الكلبيّ في هذا الحرف: سمّرا.
نا سعيدٌ عن قتادة قال: {مستكبرين به} [المؤمنون: 67] بالحرم، يعني: أهل مكّة.
{سامرًا} [المؤمنون: 67] سامرهم لا يخاف شيئًا، كانوا يقولون: نحن أهل الحرم فلا نقرب، لما أعطاهم اللّه من الأمن.
{تهجرون} [المؤمنون: 67] تتكلّمون بالشّرك والبهتان في حرم اللّه.
نا عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدًا قال: {سامرًا} [المؤمنون: 67] : مجلسًا.
قال: وحدّثني المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ قال: هو منكر القول، وهجر القول). [تفسير القرآن العظيم: 1/409]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {مستكبرين به...}

(الهاء للبيت العتيق) تقولون: نحن أهله، وإذا كان الليل وسمرتم هجرتم القرآن والنبيّ فهذا من الهجران، أي تتركونه وترفضونه. وقرأ ابن عباس (تهجرون) من أهجرت. والهجر أنهم كانوا يسبّون النبي صلى الله عليه وسلم إذا خلوا حول البيت ليلاً. وإن قرأ قارئ (تهجرون) يجعله كالهذيان، يقال: قد هجر الرجل في منامه إذا هذي، أي إنكم تقولون فيه ما ليس فيه ولا يضرّه فهو كالهذيان). [معاني القرآن: 2/239]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {سامراً تهجرون} مجازه: تهجرون سامراً وهو من سمر الليل، قال ابن أحمر:
من دونهم إن جئتهم سمراً=عزف القيان ومجلسٌ غمر
وسامر في موضع " سمار " بمنزل طفل في موضع أطفال). [مجاز القرآن: 2/60]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {السامر}: من السمر.
{تهجرون}: تهذون كما يقال هجر الرجل في منامه إذا هذي. وقرئت تهجرون أي تقولون الهجر وهو الفحش من القول. قد أهجرت يا هذا أي قلت فحشا). [غريب القرآن وتفسيره: 267]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {مستكبرين} يعني بالبيت تفخرون به، وتقولون: نحن أهله وولاته.
{سامراً} أي متحدثين ليلا.
و(السّمر): حديث الليل. وأصل السّمر: الليل. قال ابن أحمر:
من دونهم إن جئتهم سمرا
أي ليلا. ويقال: هو جمع سامر. كما يقال: طالب وطلب وحارس وحرس. ويقال: هذا سامر الحيّ، يراد المتحدثون منهم ليلا. وسمر الحي.
(تهجرون) تقولون هجرا من القول. وهو اللغو منه والهذيان. وقرأ ابن عباس: «تهجرون» - بضم التاء وكسر الجيم - وهذا من الهجر وهو السّب والإفحاش في المنطق.
يريد سبهم النبي صلّى اللّه عليه وسلّم ومن اتبعه). [تفسير غريب القرآن: 299-298]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {مستكبرين به سامرا تهجرون} منصوب على الحال، وقوله " به " أي بالبيت الحرام، يقولون: البيت لنا.
وقوله: {سامرا} بمعنى " سمّرا " ويجوز سمّارا، والسامر الجماعة الذين يتحدّثون ليلا.
وإنما سُمُّوا سُمّارا من السّمر، وهو ظل القمر، وكذلك السّمرة مثشقة من هذا.
وقوله: (تهجرون) أي : تهجرون القرآن، ويجوز تهجرون: تهذون. وقرئت: تهجرون أي تقولون الهجر، وقيل كانوا يسبون النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ويجوز أن تكون الهاء للكتاب.
ويكون المعنى فكنتم على أعقابكم تنكصون مستكبرين بالكتاب.
أي يحدث لكم بتلاوته عليكم استكبار، ويجوز تنكصون، ولا أعلم أحدا قرأ بها). [معاني القرآن: 4/19-18]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {مستكبرين به}
قال ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك والحسن وأبو مالك مستكبرين بالحرم
قال أبو مالك لأمنهم والناس يتخطفون حولهم
قال أبو جعفر وقيل مستكبرين بالقرآن أي يحضرهم عند قراءته استكبار
والقول الأول أولى
والمعنى إنهم يفتخرون بالحرم فيقولون نحن أهل حرم الله عز وجل
ثم قال تعالى: {سامرا تهجرون}
قال أبو العباس يقال للجماعة يجتمعون للحديث سامر وسمار فسامر كما تقول باقر لجماعة البقر وجامل لجماعة الجمال
أي يجتمعون للسمر وأكثر ما يستعمل سامر للذين يسمرون ليلا
قال أبو العباس وأصل هذا من قولهم لا أكلمه السمر والقمر أي الليل والنهار
وقال الثوري يقال لظل القمر السمر
قال أبو إسحاق ومنه السمرة في اللون ويقال له الفخت ومنه فاخته
قال أبو جعفر وفي قوله: {تهجرون} قولان:
1 - قال الحسن تهجرون نبي وكتابي
2 - وقال غيره تهجرون تهذون يقال هجر المريض يهجر هجر إذا هذى
وقرأ ابن عباس تهجرون بضم التاء وكسر الجيم
وقال: يسمرون برسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولون الهُجر.
وقال عكرمة تهجرون تشركون
وقال الحسن تسبون النبي صلى الله عليه وسلم
وقال مجاهد تقولون القول السيئ في القرآن
قال أبو جعفر هذه الأقوال متقاربة يقال أهجر يهجر إذا نطق بالفحش وقال الخنى والاسم منه الهجر ومعناه أنه تجاوز ومنه قيل الهاجرة إنما هو تجاوز الشمس من المشرق إلى المغرب
وقرأ أبو رجاء سمارا وهو جمع سامر كما قال الشاعر:
قالت سباك الله إنك فاضحي = ألست ترى السمار والناس أحوالي).
[معاني القرآن: 4/477-474]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ}: أي بالبيت العتيق، تفخرون به.
{تَهْجُرُونَ}: من الهجر، في قراءة من ضم التاء: وهو السب والإفحاش في المنطق، في سب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن فتح التاء أراد: يهذون ويخلطون.
يقال: أهجر إذا أفحش في لفظه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 164]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {سَامِـراً}: من السمر.
{تَهْجُرونَ}: تهـذون). [العمدة في غريب القرآن: 217]

تفسير قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آَبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (68)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {أفلم يدّبّروا القول} [المؤمنون: 68] يعني القرآن.
[تفسير القرآن العظيم: 1/409]
{أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأوّلين} [المؤمنون: 68] أي: لم يأتهم إلا ما أتى آباءهم الأوّلين.
وقال السّدّيّ: {أم جاءهم ما لم يأت} [المؤمنون: 68] يعني الّذي لم يأت آباءهم الأوّلين، وهو واحدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/410]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {أفلم يدّبّروا القول} أي يتدبّروا القرآن).
[تفسير غريب القرآن: 299]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {أفلم يدبروا القول} أي القرآن). [معاني القرآن: 4/477]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (69)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {أم لم يعرفوا رسولهم} [المؤمنون: 69] أي: الّذي أرسلهم إليهم، يعني محمّدًا.
{فهم له منكرون} [المؤمنون: 69] سعيدٌ عن قتادة قال: بل يعرفون وجهه ونسبه). [تفسير القرآن العظيم: 1/410]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أم لم يعرفوا رسولهم...}
أي: نسب رسولهم). [معاني القرآن: 2/239]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (70)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {أم يقولون به جنّةٌ} [المؤمنون: 70] أي بمحمّدٍ جنونٌ.
أي قد قالوا ذلك.
قال اللّه: {بل جاءهم بالحقّ} [المؤمنون: 70] القرآن.
{وأكثرهم للحقّ كارهون} [المؤمنون: 70] يعني جماعة من لم يؤمن منهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/410]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
(" به جنّةٌ " مجازها مجاز الجنون وهما واحد).
[مجاز القرآن: 2/57]

رد مع اقتباس