عرض مشاركة واحدة
  #152  
قديم 2 صفر 1439هـ/22-10-2017م, 02:31 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

11. هل المُؤمِّنُ داعٍ؟
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (11. هل المُؤمِّنُ داعٍ؟
قول آمين بمنزلة قول " اللهمّ استجب" فهو دعاء في حقيقة الأمر، وقد استدلّ جماعة من أهل العلم على أنّ المؤمّن داعٍ بقول الله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (88) قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (89)}.

فقال: {قد أجيبت دعوتكما} والداعي في الآية قبلها موسى عليه السلام، والخطاب في هذه الآية لموسى وهارون؛ فدلّ ذلك على أنّ هارون كان شريكاً لموسى في دعائه.
قال عكرمة: (أمّن هارون على دعاء موسى، فقال اللّه: {قد أجيبت دعوتكما فاستقيما}). رواه ابن جرير.
وقال محمّد بن كعب القرظي: (كان موسى يدعو وهارون يؤمّن، والدّاعي والمؤمّن شريكان). رواه سعيد بن منصور.
وقال بهذا القول جماعة من السلف منهم: أبو العالية الرياحي، والربيع بن أنس البكري، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، والليث بن سعد.
وروي عن أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهم.
وروي مرفوعاً من حديث أنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((وأعطيت {آمين} ولم يعطها أحد ممن كان قبلكم إلا أن يكون الله أعطاها هارون فإن موسى كان يدعو وهارون يؤمّن)). رواه الحارث ابن أبي أسامة من طريق عبد العزيز بن أبان عن زربي عن أنس، وقد تقدّم بيان ضعفه.
قال مكي بن أبي طالب: (والمؤمّن داع؛ فقد قال الله لموسى وهارون: {قَدْ أُجِيبَتْ دَّعْوَتُكُمَا} وموسى كان هو الداعي، وهارون يؤمّن، والمؤمن إذا قال: " اللهم استجب " فهو داع بالإجابة)ا.هـ.
وقال ابن كثير: (فذكر الدّعاء عن موسى وحده، ومن سياق الكلام ما يدلّ على أنّ هارون أمّن، فنزل منزلة من دعا، لقوله تعالى: {قد أجيبت دعوتكما}، فدلّ ذلك على أنّ من أمّن على دعاءٍ فكأنّما قاله)ا.هـ.
ولذلك ذهب بعض أهل العلم إلى أنّ المأموم لا يقرأ الفاتحة لأنّ تأمينه بمثابة قراءته، والراجح عدم صحّة هذا الاستدلال لأنّ التأمين واقع على الدعاء الذي في الفاتحة، وهو قدر أخصّ من قراءة الفاتحة). [تفسير سورة الفاتحة:283 - 284]

رد مع اقتباس