عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 13 ربيع الأول 1437هـ/24-12-2015م, 10:02 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

تفاسير الصحابة رضي الله عنهم
[تنبيه: هذا الموضوع قيد الإعداد]
خصائص تفاسير الصحابة رضي الله عنهم
- الصحابة أعلم الناس بالقرآن بعد النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد عاصروا النبوة ، وشهدوا وقائع التنزيل وعرفوا من أحوال النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته وجهاده وشؤونه معرفة اختصوا بها.
- تنوعت معارف الصحابة حتى شملت شؤونه صلى الله عليه وسلم العامة والخاصة؛ فكان يُنقل هديه وعلمه من كل وجه.
- من أصحابه من أطال صحبته في سفره وحضره وجهاده وغزواته ودعوته وما لقي في ذلك.
- ومنهم من له اختصاص به يمكّنه من معرفة هديه صلى الله عليه وسلم في خواصّ أمره؛ كزوجاته أمهات المؤمنين، وخدمه ومواليه.
- كثرة اجتماع الصحابة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وصلاتهم معه خمس مرات في اليوم، واستماعهم لخطبه ووصاياه، وحضورهم لمجالسه؛ وتلقّيهم القرآن منه، وتمكّنهم من سؤاله عمّا يحتاجون إليه؛ وتنوّع معاملاتهم معه، كلّ ذلك كان له أثر عظيم النفع في معرفتهم لمعاني ما يتلوه عليهم من القرآن.
- تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه الكتاب والحكمة وتزكيته لهم وتأدّبهم بالأدب النبوي كان من أجلّ أسباب انتفاعهم بالقرآن العظيم وفهمهم لمعانيه وتيسّر العمل به، قال الله تعالى: { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164)}، والصحابة أوفر الناس حظاً بهذه الآية.
- من أوجه فضل الصحابة في التفسير صحّة لسانهم العربي وفصاحتهم وسلامتهم من اللحن والعجمة، وسلامتهم من الأهواء وشبهات الفرق التي أتت بعدهم.
-ومن الأوجه الجليلة في تفضيلهم وتقديم تفسيرهم رِضَا الله تعالى عنهم، وتزكيته لهم وطهارة قلوبهم وزكاة نفوسهم ، وما فضلوا به غيرهم من الفهم الحسن والعلم الصحيح والعمل الصالح ،وكل ذلك كان له أثره البيّن في توفيقهم لحسن فهم معاني القرآن الكريم.
- قال عبد الله بن مسعود أيضاً: (كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن). رواه الطبري.
- وقال أبو عبد الرحمن السلمي: (حدثنا الذين كانوا يقرئوننا أنهم كانوا يستقرئون من النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل، فتعلمنا القرآن والعمل جميعا).
- والمقصود أن كلّ ما تقدّم يبيّن لنا أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا أقرب طبقات الأمّة إلى فهم مراد الله تعالى بكتابه.

علم الصحابة بالقراءات والأحرف السبعة وما نسخت تلاوته
- من أوجه تقديم الصحابة رضي الله عنهم في التفسير علمهم بالقراءات وبالأحرف السبعة وبما نسخت تلاوته.
-إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: (لا يقولن أحدكم: قد أخذت القرآن كله وما يدريه ما كله؟ قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل: قد أخذت منه ما ظهر منه) رواه أبو عبيد.
- عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، قال: قال لي أبي بن كعب: (يا زر، كأين تعد - أو قال- كأين تقرأ سورة الأحزاب؟).
قلت: اثنتين وسبعين آية، أو ثلاثا وسبعين آية.
فقال: (إن كانت لتعدل سورة البقرة، وإن كنا لنقرأ فيها آية الرجم).
قلت: وما آية الرجم؟
قال: ({إذا زنا الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالا من الله. والله عزيز حكيم})). رواه أبو عبيد.
قال أبو عبيد القاسم بن سلامٍ الهروي (ت: 224 هـ): (فأما ما جاء من هذه الحروف التي لم يؤخذ علمها إلا بالإسناد والروايات التي يعرفها الخاصة من العلماء دون عوام الناس، فإنما أراد أهل العلم منها أن يستشهدوا بها على تأويل ما بين اللوحين، وتكون دلائل على معرفة معانيه وعلم وجوهه، وذلك كقراءة حفصة وعائشة: ({حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر})، وكقراءة ابن مسعود: ({والسارقون والسارقات فاقطعوا أيمانهم})، ومثل قراءة أبي بن كعب: ({للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر، فإن فاءوا فيهن...})، وكقراءة سعد: ({فإن كان له أخ أو أخت من أمه})، وكما قرأ ابن عباس: ({لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج})، وكذلك قراءة جابر: ({فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم}).
فهذه الحروف وأشباه لها كثيرة قد صارت مفسرة للقرآن، وقد كان يرى مثل هذا عن بعض التابعين في التفسير فيستحسن ذلك، فكيف إذا روي عن كتاب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ثم صار في نفس القراءة؟ فهو الآن أكثر من التفسير وأقوى، وأدنى ما يستنبط من علم هذه الحروف معرفة صحة التأويل. على أنها من العلم الذي لا تعرف العامة فضله، إنما يعرف ذلك العلماء).

ورع الصحابة رضي الله عنهم:
- عن الشعبي قال: أدركت أصحاب عبد الله، وأصحاب علي وليس هم لشيءٍ من العلم أكره منهم لتفسير القرآن، قال: وكان أبو بكرٍ يقول: «أي سماءٍ تظلني، وأي أرضٍ تقلني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم» رواه ابن أبي شيبة.
- عن أنسٍ، أن عمر قال على المنبر: {وفاكهةً وأبا} [عبس: 31]، ثم قال: «هذه الفاكهة قد عرفناها فما الأب؟»، ثم رجع إلى نفسه، فقال: «إن هذا لهو التكلف يا عمر» رواه ابن أبي شيبة.


تفاضل الصحابة في العلم بالتفسير:
- علماء الصحابة وكبراؤهم لهم مزيد عناية بالعلم بالقرآن كالخلفاء الأربعة وابن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت ومعاذ بن جبل وأبو الدرداء وجابر بن عبد الله وحذيفة بن اليمان وسلمان الفارسي وأبو هريرة وابن عباس وعائشة وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري وأنس بن مالك.
- الأعمش، عن مسلم بن صبيح، عن مسروق، قال: «لقد جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فوجدتهم كالإخاذ، فالإخاذ يروي الرجل، والإخاذ يروي الرجلين، والإخاذ يروي العشرة، والإخاذ يروي المائة، والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم، فوجدت عبد الله بن مسعود من ذلك الإخاذ» رواه ابن سعد في الطبقات، والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى، وابن عساكر في تاريخه.
- قال أبو عبيدة: (الإخاذ بغير هاء وهو مجتمع الماء شبيه بالغدير).
- ومن دلائل تفاضل الصحابة في فهم القرآن قول الله تعالى: {لعلمه الذين يستنبطونه منهم}.
- ومن الدلائل أيضا خبر عمر وابن عباس في مقصد إنزال سورة النصر.
- وقد يخفى بعض معاني ما أنزل في القرآن على كبار علماء الصحابة ويدركه من هو دونهم، لأسباب متعددة؛ منها أن يكون المدرك صاحب القصة التي نزلت فيه الآيات، أو يكون قد سأل عنها النبي صلى الله عليه وسلم فيكون مستمسكه النص، ومستمسك الأول الاجتهاد، ومنها أن يكون له عناية بشأن تلك الآيات فيقدّم قوله على غيره لاختصاصه بتلك المعرفة.

اجتهاد الصحابة في التفسير:
- الصحابة يفسّرون القرآن بالنص وبالاجتهاد، واجتهادهم أسلم وأقرب إلى الصواب من اجتهاد من بعدهم.
من أمثلة اجتهاد الصحابة في التفسير: اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة.



التوقيع :

رد مع اقتباس