عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م, 05:35 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَقرَبوا الصَلاةَ وَأَنتُم سُكارى ...} الآية.
نزلت في أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يشربون الخمر ويحضرون الصلاة وهم نشاوى، فلا يدرون كم يصلون ولا ما يقولون في صلاتهم.
أخبرنا أبو بكر الأصفهاني قال: أخبرنا أبو الشيخ الحافظ قال: حدثنا أبو يحيى قال: حدثنا سهل بن عثمان قال: حدثنا أبو عبد الرحمن الأفريقي قال: حدثنا عطاء عن أبي عبد الرحمن قال: صنع عبد الرحمن بن عوف طعامًا ودعا أناسًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فطعموا وشربوا وحضرت صلاة المغرب فتقدم بعض القوم فصلى بهم المغرب فقرأ: {قُل يا أَيُّها الكافِرونَ} فلم يقمها فأنزل الله تعالى: {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَقرَبوا الصَلاةَ وَأَنتُم سُكارى حَتّى تَعلَموا ما تَقولونَ}). [أسباب النزول: 146]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {... فَلَم تَجِدوا ماءً فَتَيَمَّموا صَعيدًا طَيِّبا}
أخبرنا أبو عبد الله بن أبي إسحاق قال: حدثنا أبو عمرو بن مطر قال:
[أسباب النزول: 146]
حدثنا إبراهيم بن علي الذهلي قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك بن أنس عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أنها قالت: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقد لي فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه وأقام الناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء فأتى الناس إلى أبي بكر فقالوا: ألا ترى ما صنعت عائشة أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء فجاء أبو بكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع رأسه على فخذي قد نام فقال: أحبستي رسول الله والناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء قالت: فعاتبني أبو بكر وقال ما شاء الله أن يقول وجعل يطعن بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصبح على غير ماء فأنزل الله تعالى آية التيمم فتيمموا فقال أسيد بن حضير وهو أحد النقباء: ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر قالت عائشة: فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحته. رواه البخاري عن إسماعيل بن أبي أويس ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى كلاهما عن مالك.
أخبرنا أبو محمد الفارسي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن الفضل قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ قال: حدثنا محمد بن يحيى قال:
[أسباب النزول: 147]
حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال: حدثنا أبي عن أبي صالح عن ابن شهاب قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس عن عمار بن ياسر قال: عرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بذات الجيش ومعه عائشة زوجته فانقطع عقد لها من جذع ظفار فحبس الناس ابتغاء عقدها ذلك حتى أضاء الفجر وليس مع الناس ماء فتغيظ عليها أبو بكر وقال: حبستي الناس؟ فأنزل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم قصة التطهر بالصعيد الطيب فقام المسلمون فضربوا بأيديهم الأرض ثم رفعوا أيديهم فلم يقبضوا من التراب شيئًا فمسحوا بها وجوههم وأيديهم إلى المناكب وبطون أيديهم إلى الآباط.
قال الزهري: وبلغنا أن أبا بكر قال لعائشة: والله إنك ما علمت لمباركة). [أسباب النزول: 148]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم
[العجاب في بيان الأسباب: 2/871]
سكارى} [الآية: 43]
1 - قال عبد بن حميد نا أبو نعيم نا طلحة هو ابن عمرو عن عطاء هو ابن أبي رباح قال أول ما نزل في الخمر {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس} فقال بعض المنافقين نشربها لمنافعها وقال آخرون لا خير في شيد فيه إثم ثم نزلت {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} فقال بعض الناس نشربها ونجلس في بيوتنا وقال آخرون لا خير في شيء يحول بيننا وبين الصلاة مع المسلمين فنزلت {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه} فنهاهم فانتهوا
وأخرج هو والفريابي والطبري وأحمد والبزار وأصحاب السنن والحاكم كلهم من طريق عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي ابن أبي طالب أن عبد الرحمن بن عوف صنع طعاما وشرابا فدعا نفرا من الصحابة
[العجاب في بيان الأسباب: 2/872]
فأكلوا وشربوا حتى ثملوا فقدموا عليا فقرأ بهم في المغرب قل يا أيها الكافرون فخلط فأنزل الله تعالى {يا أيها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون}
وفي لفظ قال دعا رجل من الأنصار عليا وعبد الرحمن فأصابوا من الخمر فقدموا عليا في صلاة المغرب فقرأ {قل يا أيها الكافرون} فخلط فيها فنزلت
لفظ الفريابي عن الثوري
وأخرج ابن المنذر من طريق محمد بن ثور عن ابن جريج كما سيأتي قال وقال عن عكرمة قرأ علي في آخر المغرب فقال في آخرها ليس لكم دين وليس لي دين
وأخرجه الطبري من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن عطاء عن أبي عبد الرحمن عن علي أنه كان هو وعبد الرحمن بن عوف ورجل آخر شربوا الخمر فصلى بهم عبد الرحمن فقرأ {قل يا أيها الكافرون} فخلط فيها فنزلت لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولن وقال فيه أن عبد الرحمن هو الذي صلى بهم وقال أصح طرقه لأن الثوري سمع من عطاء قبل اختلاطه وعبد الرحمن بن مهدي أثبت من الفريابي
[العجاب في بيان الأسباب: 2/873]
وفي رواية ابن أبي حاتم من طريق أبي جعفر الرازي عن عطاء عن أبي عبد الرحمن قال صنع عبد الرحمن بن عوف طعاما ودعا أناسا من أصحاب رسول الله فطعموا وشربوا وحضرت صلاة المغرب فتقدم بعض القوم فصلى بهم المغرب فقرأ {قل يا أيها الكافرون} فلم يقمها فأنزل الله تعالى الآية
وأخرجه عبد من طريق حماد عن عطاء عن أبي عبد الرحمن أن عبد الرحمن بن عوف صنع طعاما وشرابا فدعا نفرا من أصحاب رسول الله فأكلوا وشربوا حتى ثملوا فقدموا عليا فصلى بهم المغرب فقرأ قل يا أيها الكافرون أعبد ما تعبدون وأنتم عابدون ما أعبد فنزلت
وفي رواية أبي داود عن علي أن رجلا دعاه وعبد الرحمن وفيه فقدموا عليا
وللترمذي والحاكم صنع لنا عبد الرحمن وفيه فقدموني
وللحاكم دعانا رجل من الأنصار وأبهمه الأكثر
وقال مقاتل بن سليمان صنع عبد الرحمن بن عوف طعاما فدعا أبا بكر وعمر وعثمان وعلي وسعد بن أبي وقاص فأكلوا وسقاهم خمرا فحضرت الصلاة فأمهم علي فقرأ بقل يا أيها الكافرون فخلط فنزلت فتركوا شربها إلا من بعد صلاة الفجر إلى الضحى الأكبر ليصلوا الأولى وهم أصحياء ثم يشربونها من بعد صلاة
[العجاب في بيان الأسباب: 2/874]
العشاء إلى ثلث الليل فيصبحون وهم أصحياء ثم أن رجلا من الأنصار يقال له عتبان ابن مالك دعا سعدا فأكلا وشربا ثم سكرا فأخذ عتبان لحى البعير فكسر أنف سعد فأنزل الله عز وجل تحريم الخمر في المائدة بعد غزاة الأحزاب
وقال أبو داود الطيالسي نا شعبة أخبرني سماك بن حرب سمعت مصعب ابن سعد يحدث عن سعد هو ابن أبي وقاص قال نزلت في أربع آيات صنع رجل من الأنصار طعاما فدعا أناسا من المهاجرين وأناسا من الأنصار فأكلنا وشربنا حتى سكرنا ثم افتخرنا فرفع رجل لحى بعير ففزر به أنف سعد فنزلت
وأخرجه مسلم بطوله وأصحاب السنن وبقية طريقه تأتي في تفسير المائدة
[العجاب في بيان الأسباب: 2/875]
2 - قول آخر أخرج الطبري وابن المنذر من طريق سلمة عن الضحاك لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى قال لم يعن بها الخمر إنما عنى بها سكر النوم). [العجاب في بيان الأسباب: 2/876]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ولا جنبا إلا عابري سبيل} [43]
أخرج الطبري من طريق الليث عن يزيد بن أبي حبيب أن رجالا من الأنصار كانت أبوابهم في المسجد فتصيبهم الجنابة ولا ماء عندهم فلا يجدون ممرا إلا في المسجد فنزلت). [العجاب في بيان الأسباب: 2/876]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا} [43]
1 - قال مالك في الموطأ عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت خرجنا مع رسول الله في بعض أسفاره حتى إذا كان بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقد لي فأقام رسول الله على التماسه وأقام وبالناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء فأتى الناس إلى أبي بكر فقالوا ألا ترى ما صنعت عائشة أقامت برسول الله لناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء فجاء أبو بكر ورسول الله واضع رأسه علي فخذي قد نام فقال
[العجاب في بيان الأسباب: 2/876]
حبست رسول الله والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء فقال أبو بكر ما شاء الله أن يقول وجعل يطعن بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله على فخذي فنام رسول الله حتى أصبح على غير ماء فأنزل الله آية التيمم فتيمموا فقال أسيد بن حضير ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر قالت فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحته
أخرجه البخاري ومسلم من طريق مالك وأخرجاه من رواية هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
وأخرجه الطبري من رواية عبيد الله بن عمر العمري عن عبد الرحمن بن
[العجاب في بيان الأسباب: 2/877]
القاسم ووقع عنده فجاء أبو بكر فجعل يهمزني ويقرصني ولا أتحرك مخافة أن يستيقظ رسول الله وقد أوجعني ولا أدري كيف أصنع
ومن طريق أيوب عن ابن أبي مليكة مرسلا وفي آخره قال الناس ما رأينا امرأة قط أعظم بركة منها
حديث آخر أخرج أحمد وأبو داود والنسائي من رواية الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن عمار بن ياسر أن رسول الله عرس بأولات الجيش ومعه عائشة زوجته فانقطع عقد لها من جزع ظفار فحبس الناس ابتغاء عقدها ذلك حتى أضاء الفجر وليس مع الناس ماء فأنزل الله على رسول الله رخصة التطهر بالصعيد الطيب الحديث
وأخرجه النسائي وابن حبان وأبو داود من
[العجاب في بيان الأسباب: 2/878]
طرق عن الزهري وقال أبو داود قال ابن عيينة يعني عن الزهري مرة عن ابن عباس ومرة عن أبيه يعني عبد الله بن عتبة
قلت وهي رواية ابن ماجه وأخرجه الطبري من رواية الزهري عن عبيد الله عن أبي اليقظان وهي كنية عمار بن ياسر فذكره مختصرا وهو منقطع بين عبيد الله وعائشة
وفيه بعد قوله فتغيظ أبو بكر على عائشة وزاد فيه فدخل أبو بكر على عائشة فقال لها إنك لمباركة
2 - سبب آخر أخرج الطبري وابن مردويه من طريق الهيثم
[العجاب في بيان الأسباب: 2/879]
ابن رزيق المالكي من بني مالك بن كعب بن سعد وعاش مئة وسبع عشرة سنة عن أبيه عن الأسلع بن شريك قال كنت أرحل ناقة رسول الله فأصابتني جنابة في ليلة باردة وأراد رسول الله الرحلة فكرهت أن أرحل ناقته وأنا جنب وخشيت أن اغتسل بالماء البارد فأموت أو أمرض فأمرت رجلا من الأنصار فرحلها ثم رضفت أحجارا فأسخنت بها ماء فاغتسلت ثم لحقت برسول الله وأصحابه فقال لي يا أسلع مالي أرى رحلتك تغيرت فقلت يا رسول الله لم أرحلها إنما رحلها رجل من الأنصار قال ولم قلت أصابتني جنابة فذكرت له القصة فأنزل الله تعالى لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى فساق الآية إلى قوله عفوا غفورا
3 - سبب آخر قال الفريابي أنا قيس بن الربيع عن ابن أبي ليلى عن المنهال ابن عمرو عن عباد بن عبد الله عن علي في قوله تعالى {ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا} قال نزلت في المسافر تصيبه الجنابة فيتيمم ثم يصلي
وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق قيس وفيه ضعف وانقطاع
وأخرجا أيضا من طريق قيس بن الربيع عن خصيف عن مجاهد قال نزلت في رجل من الأنصار كان مريضا فلم يستطع أن يقوم يتوضأ ولم يكن له خادم فيناوله فأتى رسول الله فذكر ذلك له فأنزل الله تعالى هذه الآية وفيه أيضا ضعف وانقطاع
4 - سبب آخر أخرج الطبري من طريق محمد بن جابر اليمامي عن
[العجاب في بيان الأسباب: 2/880]
حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم النخعي أصاب أصحاب رسول الله جراحة ففشت فيهم ثم ابتلوا بالجنابة فشكوا ذلك إلى النبي وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط الآية
وقال مقاتل نزلت في عبد الرحمن بن عوف أصابته جنابة وهو جريح فشق عليه الغسل وخاف منه شرا فنزلت وإن كنتم مرضى يعني من به جرح ونزلت وإن كنتم على سفر وأنتم أصحاء نزلت في عائشة أم المؤمنين). [العجاب في بيان الأسباب: 2/881]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43)}
روى أبو داود والترمذي والنسائي والحاكم عن علي قال: صنع لنا عبد الرحمن بن عوف طعاما فدعانا وسقانا من الخمر، فأخذت الخمر منا، وحضرت الصلاة فقدموني فقرأت (قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما
[لباب النقول:76]
تعبدون ونحن نعبد ما تعبدون)، فأنزل الله {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون}.
وأخرج الفرياني وابن أبي حاتم وأبن المنذر عن علي قال نزلت هذه الآية {ولا جنبا} في المسافر تصيبه الجنابة فتيمم ويصلي.
وأخرج ابن مردويه عن الأسلع بن شريك قال: كنت أرحل ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصابتني جنابة في ليلة باردة، فخشيت أن أغتسل بالماء البارد فأموت أو أمرض، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} الآية كلها.
(ك) وأخرج الطبراني عن الأسلع قال: كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم وأرحل له، فقال لي ذات يوم: ((يا أسلع قم فارحل))، فقلت: يا رسول الله أصابتني جنابة، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه جبريل بآية الصعيد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قم يا أسلع فتيمم))، فأراني التيمم ضربة للوجه وضربة لليدين إلى المرفقين، فقمت فتيممت ثم رحلت له.
وأخرج ابن جرير عن يزيد بن أبي حبيب: أن رجالا من الأنصار كانت أبوابهم في المسجد، فكانت تصيبهم جنابة ولا ماء عندهم فيريدون الماء ولا يجيدون ممرا إلا في المسجد، فأنزل الله قوله: {ولا جنبا إلا عابري سبيل}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: نزلت هذه الآية في رجل من الأنصار كان مريضا فلم يستطيع أن يقوم فيتوضأ، ولم يكن له خادم فيناوله فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله {وإن كنتم مرضى} الآية.
وأخرج ابن جرير عن إبراهيم النخعي قال: نال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
[لباب النقول:77]
جراحة ففشت فيهم، ثم ابتلوا بالجنابة فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت {وإن كنتم مرضى} الآية كلها). [لباب النقول:78]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس