الموضوع: تجزئة المصحف
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 25 صفر 1436هـ/17-12-2014م, 10:35 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

تخميس المصحف


قال صَالِحٌ بْنُ مُحَمَّدِ الرَّشيدِ(م): (المراد بتخميس المصحف هو ما يجعله كتاب المصاحف من كلمة خمس أو رأس " الخاء " حرفها الأول عند نهاية كل خمس آيات وهو من المحدثات التى أنكرها العلماء أول الأمر , ثم انتهوا إلى إباحتها أو استحبابها أخيرا .
وقد عقد أبو عمرو الدانى فى كتابه المحكم بابا فى ذكر ما جاء فى تعشير المصاحف وتخميسها , ومن كره ذلك ومن أجازه , فروى بسنده عن الأوزاعى قال :( سمعت قتادة يقول : بدؤوا فنقطوا , ثم خمسوا , ثم عشروا " قال أبو عمرو الدانى : وهذا يدل فى كراهة التعشير عن عبد الله بن مسعود وعطاء ومجاهد وأبى العالية وابن سيرين , وقد تأتى بأسانيدها فى مسألة تعشير المصحف إن شاء الله تعالى .
وقد ذكر أبو العباس بن تيمية ما يدل على أن كتابة الأخماس وما شاكلها فى المصاحف معدودة فى المحاذير التى يفضى الوقوع فيها إلى اختلاط القرآن بغيره والتباسه به ولو بعد حين , نظير ما حدث من أهل الكتب السابقة , وما كتبه الذين نسخوا الإنجيل من بعد وفاة الرسول عيسى عليه السلام ومقدار عمره ونحو ذلك ليس هو مما أنزل الله على الرسول ولا مما أمر به , ولا أخبر به قال أبو العباس :( وقد يقع {273}
مثل هذا فى الكتب المصنفة , يصنف الشخص كتاب فيذكر ناسخه فى آخره عمر المصنف ونسبه وسنه ونحو ذلك مما ليس هو من كلام المصنف , ولهذا أمر الصحابة والعلماء بتجريد القرآن , وأن لا يكتب فى المصحف غير القرآن , فلا يكتب أسماء السور ولا التخميس والتعشير ولا آمين ولا غير ذلك , والمصاحف القديمة كتبها أهل العلم على هذه الصفة , وفى المصاحف من كتب ناسخها أسماء السور والتخميس والتعشير والوقف والابتداء , وكتب فى آخر المصحف تصديقه ودعا , وكتب اسمه ونحو ذلك , وليس هذا من القرآن .
وقد عقد ابن مفلح فى آدابه فصلا فى كراهة نقط المصحف وشكله وكتابة الأخماس والأعشار وأسماء وعدد الآيات , وذكر فيه روايتين قال وعنه يستحب نقطه . وقال ابن حمدان ومثله شكله , ويكره التعشير فيه وعنه لا بأس به .
وذكر فى الفروع نحوا منه , وعلل استحباب النقط بقول أحمد بأن فيه منفعة للناس , وصوب المرداوى فى التصحيح رواية عدم الكراهة فى المذكورات , وقال وعليه عمل الناس فى هذه الأزمنة وقبلها بكثير وإنما ترك ذلك فى الصدر الأول .
قال :" والرواية الثانية" يكره لعدم فعله فى الصدر الأول , ومنعهم من ذلك . قال السامورى فى المستوعب :( ويكره أن يكتب فى المصحف ما ليس من القرآن كالأخماس والأعشار وعدد آى السور ).
قال السيوطى فى الإتقان :( قال الحليمى : تكره كتابة الأعشار والأخماس وأسماء السور وعدد الآيات فيه قوله :" جردوا القرآن " . وأما النقط فيجوز لأنه ليس له صورة فيتوهم لأجلها ما ليس بقرآن قرآنا وإنما هى دلالات على هيئة المقروء فلا يضر إثباته لمن يحتاج إليها ).
وقد مر فى تجريد المصحف نص الحليمى فى النقط , وقد ساقه الزركشى فى {274}
البرهان , وذكر القرطبى فى مقدمة تفسيره روايتين عن الإمام مالك فى المسألة :
إحداهما : الترخيص فيما كان منه بالحبر خاصة دون الحمرة والصفرة؟
والرواية الثانية : المنع فى الأمهات من المصاحف مطلقا والتسهيل فى المصاحف التى يتعلم منها الغلمان .
وقدم الكاسانى والمرغيانى من فقهاء الحنفية القول بكراهة كتابة ما ذكر , وعبروا عن الترخيص بقيل إشارة إلى تضعيفه , قال الكاسانى: ( ويكره التعشير والنقط فى المصحف لقول عبد الله بن مسعود رضى الله عنه :" جردوا مصاحفكم " , وذلك فى ترك التعشير والنقط , ولأن ذلك يؤدى إلى الخلل فى تحفظ القرآن لأنه يتكل عليه فلا يجتهد فى التحفظ بل يتكاسل . لكن قيل هذا فى بلادهم , فأما فى بلاد العجم فلا يكره , لأن العجم لا يقدرون على تعلم القرآن بدونه , ولهذا جرى التعارف به فى عامة البلاد من غير نكير , فكان مسنونا لا مكروها ).
تاريخ التخميس :
ذكر القرطبى فى مقدمة تفسيره طائفة من الآثار عن الصحابة والتابعين تتضمن النهى عن أن يكتب فى المصاحف ما ليس بقرآن , وأن ابن مسعود رضى الله عنه كان يحك ما يجده من هذه الرموز فى المصاحف مخافة أن ينشأ نشوء يخلطون بالقرآن ما ليس منه . ومع أن القرطبى رحمه الله قد حكى عن ابن عطية أنه قال : مر بى فى بعض التواريخ أن المأمون العباسى أمر بذلك , وقيل : إن الحجاج فعل ذلك , إلا أنه قال إثر حكايته للآثار السابقة: ( قال الدانى رضى الله عنه : وهذه الأخبار كلها تؤذن بأن التعشير والتخميس وفواتح السور ورؤوس الآى من عمل الصحابة رضى الله {275}
عنهم , قادهم إلى عمله الاجتهاد , وأرى أن من كره ذلك منهم ومن غيرهم إنما كره أن يعمل بالألوان كالحمرة والصفرة وغيرها , على أن المسلمين فى سائر الآفاق قد أطبقوا على جواز ذلك واستعماله فى الأمهات وغيرها , والحرج والخطأ مرتفعان فيما أطبقوا عليه إن شاء الله )....
أثر إنزال القرآن خمسا خمسا :
جاء فى تنزيه الشريعة لابن عراق : (" أثر " على :[أنزل القرآن خمسا خمسا , ومن حفظه هكذا لم ينسه إلا سورة الأنعام فإنها نزلت جملة فى ألف , فشيعها من كل سماء سبعون ملكا حتى آووها إلى النبى صلى الله عليه وسلم , ما قرئت على عليل قط إلا شفاه الله عزوجل ] ." خط " من طريق سليم بن عيسى , قال الذهبى فى الميزان : موضوع على سليم , وفيه بزيع بن عبيدة لا يعرف ).
وقال الشوكانى فى الفوائد المجموعة :( قول على رضى الله عنه لأبى عبد الرحمن السلمى لما قرأ عليه القرآن فأخذ خمس آيات , فقال : " حسبك , هكذا أنزل القرآن خمسا خمسا " ومن حفظه هكذا لم ينسه .... إلخ . قال فى الميزان : موضوع )
وأخرج ابن أبى شيبة فى مصنفه عن أبى العالية قال ( تعلموا القرآن خمس آيات خمس آيات , فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأخذه خمسا خمسا ).
قال الشيخ طاهر الجزائرى فى التبيان :( وأما ما أخرجه ابن عساكر من طريق أبى نضرة أنه قال: " كان أبو سعيد الخدرى يعلمنا خمس آيات الغداة وخمس آيات بالعشى , ويخبر أن جبريل نزل بالقرآن خمس آيات خمس آيات " فإن معناه إن صح إلقاؤه إلى النبى صلى الله عليه وسلم بهذا القدر حتى يحفظه , ثم يلقى إليه {276}
الباقى لإنزاله بهذا القدر خاصة , ويوضح ذلك ما أخرجه البيهقى عن خالد بن دينار قال : قال لنا أبو العالية :" علموا القرآن خمس آيات خمس آيات , فإن النبى صلى الله عليه وسلم كان يأخذه من جبريل خمسا خمسا "){277}


رد مع اقتباس