عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 10:54 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ (21) وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ (23)}


تفسير قوله تعالى: {وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ (21)}

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إنّا كنّا لكم تبعاً} جميع تابع، خرج مخرج غائب والجميع غيب). [مجاز القرآن: 1/339]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {ما لنا من محيص} الفعل والمصدر: حاص يحيص حيصا، وحيوصا وحيصانا وحيصوصة؛ ومعنى فيه الروغ؛ قالوا: تركته في حيص بيص فاعلم؛ وحيص بيص بالكسر؛ قال أبو علي: وأحسب "حيص بيص" بكسر الصاد، وقال: حاص باص، وحاص باص بتنوين الثاني؛ كأنه أضاف الأول إلى الثاني). [معاني القرآن لقطرب: 780]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ما لنا من محيصٍ} أي معدل. يقال: حاص عن الحق يحيص، إذا زاغ وعدل). [تفسير غريب القرآن: 232]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (وكتبوا: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ} و{فَقَالَ الضُّعَفَاءُ} بواو، ولا ألف قبلها).[تأويل مشكل القرآن: 56-58] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وبرزوا للّه جميعا فقال الضّعفاء للّذين استكبروا إنّا كنّا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنّا من عذاب اللّه من شيء قالوا لو هدانا اللّه لهديناكم سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص}
أي جمعهم الله في حشرهم فاجتمع التابع والمتبوع.
{فقال الضعفاء}، وهم الأتباع.
{للذين استكبروا} وهم المتبوعون.
{إنّا كنّا لكم تبعا} أي اتبعناكم فيما دعوتمونا إليه، وتبعا جمع تابع، يقال تابع وتبع، مثل غائب وغيب، وجائز أن يكون تبع مصدرا سمّي به، أي كنا ذوي تبع.
وقوله عزّ وجلّ: {سواء علينا أجزعنا أم صبرنا}.
(سواء) رفع بالابتداء، و (أجزعنا) في موضع الخبر.
{ما لنا من محيص}.
أي ما لنا من مهرب ولا معدل عن العذاب، يقال حاص عن الشيء يحيص، وجاص عنه يجيص في معنى واحد.
وهذه اللغة لا تجوز في القرآن ويقال: وقع في حيص بيص، وحاص باص وحاص باص، إذا وقع فيما لا يقدر أن يتخلص منه). [معاني القرآن: 3/158]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {من محيص} من معدل). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 122]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {مّا أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخيّ...}
أي الياء منصوبة؛ لأن الياء من المتكلّم تسكن إذا تحرك ما قبلها وتنصب إرادة الهاء كما قرئ {لكم دينكم ولي دين} {ولي دين} فنصبت وجزمت. فإذا سكن ما قبلها ردّت إلى الفتح الذي كان لها. والياء من (مصرخي) ساكنة والياء بعدها من المتكلم ساكنة فحرّكت إلى حركة قد كانت لها. فهذا مطّرد في الكلام.
ومثله {يا بني إنّ اللّه} ومثله {فمن تبع هداي} ومثله {محياي ومماتي}.
وقد خفض الياء من قوله: {بمصرخيّ} الأعمش ويحيى بن وثّاب جميعاً. حدثني القاسم بن معن عن الأعمش عن يحيى أنه خفض الياء. ... ولعلها من وهم القرّاء طبقة يحيى فإنه قل من سلم منهم من الوهم. ولعله ظن أن الباء في (بمصرخيّ) خافضة للحرف كله، والياء من المتكلّم خارجة من ذلك. ومما نرى أنهم أوهموا فيه قوله: {نولّه ما تولّى ونصله جهنّم} ظنّوا - والله أعلم - أن الجزم في الهاء؛ والهاء في موضع نصب، وقد انجزم الفعل قبلها بسقوط الياء منه.
وممّا أوهموا فيه قوله: {وما تنزّلت به الشياطين} وحدّث مندل بن عليّ العنزي عن الأعمش قال: كنت عند إبراهيم النخعيّ وطلحة بن مصرّف [يقرأ] {قال لمن حوله ألا تستمعون} بنصب اللام من (حوله) فقال إبراهيم: ما تزال تأتينا بحرف أشنع، إنما هي {لمن حوله} قال قلت: لا، إنما هي (حوله) قال: فقال إبراهيم يا طلحة كيف تقول؟
قال: كما قلت (لمن حوله) قال الأعمش. قلت: لحنتما لا أجالسكما اليوم.
وقد سمعت بعض العرب ينشد:
قال لها هل لك يا تافيّ = قالت له ما أنت بالمرضي
فخفض الياء من (فيّ) فإن يك ذلك صحيحاً فهو مما يلتقي من الساكنين فيخفض الآخر منهما، وإن كان له أصل في الفتح: ألا ترى أنهم يقولون: لم أره مذ اليوم ومذ اليوم والرفع في الذال هو الوجه؛ لأنه أصل حركة مذ والخفض جائز، فكذلك الياء من مصرخيّ خفضت ولها أصل في النصب.
وقوله: {إنّي كفرت بما أشركتمون} هذا قول إبليس. قال لهم: إني كنت كفرت بما أشركتمون يعني بالله عز وجل (من قبل) فجعل (ما) في مذهب ما يؤدّى عن الاسم).
[معاني القرآن: 2/76-75]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ما أنا بمصرخكم} أي بمغيثكم، ويقال: استصرخني فأصرخته، أي استعانني فأعنته واستغاثني فأغثته). [مجاز القرآن: 1/339]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وقال الشّيطان لمّا قضي الأمر إنّ اللّه وعدكم وعد الحقّ ووعدتّكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم مّن سلطان إلاّ أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم مّا أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخيّ إنّي كفرت بما أشركتمون من قبل إنّ الظّالمين لهم عذابٌ أليمٌ}
وقال: {إلاّ أن دعوتكم} وهذا استثناء خارج كما تقول: "ما ضربته إلّا أنّه أحمق" وهو الذي في معنى "لكنّ".
وقال: {وما أنتم بمصرخيّ} فتحت ياء الإضافة لأن قبلها ياء الجميع الساكنة التي كانت في "مصرخيّ" فلم يكن من حركتها بدٌّ لأن الكسر من الياء.
وبلغنا أن الأعمش قال {بمصرخيّ} فكسر وهذه لحن لم نسمع بها من أحد من العرب ولا أهل النحو). [معاني القرآن: 2/59]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو جعفر وشيبة ونافع {وما أنتم بمصرخي} بياء واحدة بنصب الياء، وهي الجيدة.
الأعمش وحمزة {بمصرخي إنى} يخفض الياء، وقد فسرنا ذلك في باب الإضافة في البقرة.
[وزاد محمد]:
[معاني القرآن لقطرب: 774]
وأصرخ الرجل إصراخًا). [معاني القرآن لقطرب: 775]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {ما أنا بمصرخكم}: بمغيثكم، يقال استصرخني فلان أي استغاثني). [غريب القرآن وتفسيره: 197]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لمّا قضي الأمر} أي فرغ منه، فدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار). [تفسير غريب القرآن: 232]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ}.
يقول هذا المشركون يوم القيامة لقرنائهم من الشياطين: إنكم كنتم تأتوننا عن أيماننا، لأن إبليس قال: {لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ}
فشياطينهم تأتيهم من كل جهة من هذه الجهات بمعنى من الكيد والإضلال.
وقال المفسرون: فمن أتاه الشيطان من جهة اليمين: أتاه من قبل الدّين فلبّس عليه الحق.
ومن أتاه من جهة الشمال: أتاه من قبل الشّهوات.
ومن أتاه من بين يديه: أتاه من قبل التّكذيب بيوم القيامة والثواب والعقاب.
ومن أتاه من خلفه: خوّفه الفقر على نفسه وعلى من يخلّف بعده، فلم يصل رحما، ولم يؤدّ زكاة. فقال المشركون لقرنائهم: إنكم كنتم تأتوننا في الدنيا من جهة الدّين، فتشبّهون علينا فيه حتى أضللتمونا.
فقال لهم قرناؤهم: {بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} أي: لم تكونوا على حق فنشبّهه عليكم ونزيلكم عنه إلى باطل.
{وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ} أي: قدرة فنقهركم ونجبركم {بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ * فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ} نحن وأنتم العذاب {فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ}
يعني بالدعاء والوسوسة.
ومثل هذا قوله سبحانه: {وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي} ). [تأويل مشكل القرآن: 349-348] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (السلطان: الملك والقهر، قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي}.
وقال: {وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ} ). [تأويل مشكل القرآن: 504]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والأمر: العذاب، قال الله تعالى: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ} أي وجب العذاب.
وقال تعالى: {وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ} ). [تأويل مشكل القرآن: 515] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وقال الشّيطان لمّا قضي الأمر إنّ اللّه وعدكم وعد الحقّ ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلّا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخيّ إنّي كفرت بما أشركتمون من قبل إنّ الظّالمين لهم عذاب أليم}
روي أنه إذا استقر أهل الجنة في الجنة، وأهل النار في النّار قام إبليس عليه لعنة الله خطيبا، فقال: {إنّ اللّه وعدكم وعد الحقّ}، أي وعد من أطاعه الجنة ووعد من عصاه النّار، {ووعدتكم} خلاف ذلك وما كان لي عليكم من سلطان. أي ما أظهرت لكم من حجة.
{إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي} أي أغويتكم وأضللتكم، فاتبعتموني.
ذكر اللّه - عزّ وجلّ - أن إبليس وما يقوله في القيامة تحذيرا من إضلاله وإغوائه.
{ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخيّ} أي ما أنا بمغيثكم، ولا أنتم بمغيثي، قرئت بمصرخيّ - بفتح الياء.
كذا قرأه الناس، وقرأ حمزة والأعشى بمصرخيّ بكسر الياء، وهذه القراءة عند جميع النحويين رديئة مرذولة ولا وجه لها إلا وجه ضعيف ذكره بعض النحويين، وذلك أن ياء الإضافة إذا لم يكن قبلها ساكن حرّكت إلى الفتح:
تقول: هذا غلامي قد جاء، وذلك أن الاسم المضمر لمّا كان على حرف واحد وقد منع الإعراب حرك بأخف الحركات، كما تقول: هو قائم فتفتح الواو، وتقول: أنا قمت فتفتح النون، ويجوز إسكان الياء لثقل الياء التي قبلها كسرة، فإذا كان قبل الياء ساكن حرّكت إلى الفتح لا غير، لأن أصلها أن تحرك ولا ساكن قبلها، وإذا كان قبلها ساكن صارت حركتها لازمة لالتقاء السّاكنين،.
ومن أجاز بمصرخيّ بالكسر لزمه أن يقول: هذه عصاي أتوكأ عليها، وأجاز الفراء على وجه ضعيف الكسر لأن أصل التقاء السّاكنين الكسر، وأنشد:
قال لها هل لك يا ثافيّ= قالت له ما أنت بالمرضيّ
وهذا الشعر مما لا يلتفت إليه، وعمل مثل هذا سهل، وليس يعرف قائل هذا الشعر من العرب، ولا هو مما يحتج به في كتاب الله عزّ وجلّ.
{إنّي كفرت بما أشركتمون من قبل}.
إني كفرت بشرككم - أيها التّباع - إياي باللّه، كما قال - عزّ وجلّ -: {ويوم القيامة يكفرون بشرككم}.
وقوله تعالى: {عذاب أليم} معناه وجيع مؤلم). [معاني القرآن: 3/160-158]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقال الشيطان لما قضي الأمر}
أي فرغ منه فدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار إن الله وعدكم وعد الحق أي وعد من أطاعه الجنة ومن عصاه النار ووعدتكم فأخلفتكم أي وعدتكم خلاف ذلك وما كان لي عليكم من سلطان أي من حجة أبينها إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي أي إلا أن أغويتكم فتابعتموني ثم قال تعالى: {ما أنا بمصرخكم}
قال مجاهد وقتادة أي بمغيثكم
ويروى أنه يخاطب بهذا في النار
ومعنى إني كفرت بما أشركتمون من قبل أي كفرت بشرككم إياي). [معاني القرآن: 3/525-524]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ما أنا بمصرخكم} أي مغيثكم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 122]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بِمُصْرِخِكُمْ}: بمغيثكم). [العمدة في غريب القرآن: 170]

تفسير قوله تعالى: {وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ (23)}


رد مع اقتباس