عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:49 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ (16)}

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآَخِرِينَ (17)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: ألم نهلك الأوّلين (16) ثمّ نتبعهم الآخرين (17) كذلك نفعل بالمجرمين (18) ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين (19) ألم نخلقكم من ماءٍ مهينٍ (20) فجعلناه في قرارٍ مكينٍ (21) إلى قدرٍ معلومٍ (22) فقدرنا فنعم القادرون (23) ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين (24) ألم نجعل الأرض كفاتاً (25) أحياءً وأمواتاً (26) وجعلنا فيها رواسي شامخاتٍ وأسقيناكم ماءً فراتاً (27) ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين (28)
قرأ جمهور القراء «ثم نتبعهم» بضم العين على استئناف الخبر، وقرأ أبو عمرو فيما روي عنه «ثم نتبعهم» بجزم العين عطفا على نهلك وهي قراءة الأعرج وبحسب هاتين القراءتين يجيء التأويل في الأوّلين، فمن قرأ الأولى جعل الأوّلين الأمم التي قدمت قريشا بأجمعها، ثم أخبر أنه يتبع الآخرين من قريش وغيرهم سنن أولئك إذا كفروا وسلكوا سبيلهم. ومن قرأ الثانية جعل الأوّلين قوم نوح وإبراهيم ومن كان معهم، والآخرين قوم فرعون وكل من تأخر وقرب من مدة محمد صلى الله عليه وسلم. وفي حرف عبد الله «وسنتبعهم»). [المحرر الوجيز: 8/ 505]

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (18)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم قال كذلك نفعل بالمجرمين أي في المستقبل فتدخل هنا قريش وغيرها من الكفار). [المحرر الوجيز: 8/ 505]

تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (19)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وأما تكرار ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين في هذه السورة فقيل إن ذلك لمعنى التأكيد فقط، وقيل بل في كل آية منها ما يقتضي التصديق، فجاء الوعد على التكذيب بذلك الذي في الآية). [المحرر الوجيز: 8/ 505]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (20)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم وقف تعالى على أصل الخلقة الذي يقتضي النظر فيها تجويز البعث. و «الماء المهين»: معناه الضعيف وهو المني من الرجل والمرأة). [المحرر الوجيز: 8/ 505]

تفسير قوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (21)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و «القرار المكين»: الرحم أو بطن المرأة). [المحرر الوجيز: 8/ 505]

تفسير قوله تعالى: {إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ (22)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و «القدر المعلوم»: وقت الولادة ومعلوم عند الله في شخص، فأما عند الآدميين فيختلف، فليس بمعلوم قدر شخص بعينه). [المحرر الوجيز: 8/ 505]

تفسير قوله تعالى: {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ (23)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه ونافع والكسائي «فقدّرنا» بشد الدال، وقرأ الباقون «فقدرنا» بتخفيف الدال، وهما بمعنى من القدرة، والقدر من التقدير والتوقيف. وقوله القادرون يرجح قراءة الجماعة. أما أن ابن مسعود روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فسر القادرين بالمقدرين. وقدر ابن أبي عبلة «فقدّرنا» بشد الدال «فنعم المقتدرون»). [المحرر الوجيز: 8/ 505-506]

تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (24)}

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (25) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا (26)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و«الكفات»: الستر والوعاء الجامع للشيء بإجماع، تقول كفت الرجل شعره إذا جمعه بخرقة، فالأرض تكفت الأحياء على ظهرها، وتكفت الأموات في بطنها وأحياءً على هذا التأويل معمول لقوله كفاتاً لأنه مصدر. وقال بعض المتأولين أحياءً وأمواتاً، إنما هو بمعنى أن الأرض فيها أقطار أحياء وأقطار أموات يراد ما ينبت وما لا ينبت، فنصب أحياءً على هذا إنما هو على الحال من الأرض، والتأويل الأول أقوى.
وقال بنان خرجنا مع الشعبي إلى جنازة فنظر إلى الجبانة فقال: هذه كفات الموتى، ثم نظر إلى البيوت فقال: هذه كفات الأحياء، وكانت العرب تسمي بقيع الغرقد كفتة لأنها مقبرة تضم الموتى، وفي الحديث «خمروا آنيتكم وأوكئوا أسقيتكم واكفتوا صبيانكم وأجيفوا أبوابكم وأطفئوا مصابيحكم». ودفن ابن مسعود قملة في المسجد ثم قرأ ألم نجعل الأرض كفاتاً.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: ولما كان القبر كفاتاً كالبيت قطع من سرق منه). [المحرر الوجيز: 8/ 506]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا (27)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و «الرواسي»: الجبال، لأنها رست أي ثبتت، و «الشامخ»: المرتفع، ومنه شمخ بأنفه أي ارتفع واستعلى شبه المعنى بالشخص، و «أسقى» معناه: جعله سقيا للغلات والمنافع، وسقى معناه للشفة خاصة، هذا قول جماعة من أهل اللغة.
وقال آخرون هما بمعنى واحد. و «الفرات»: الصافي العذب، ولا يقال للملح فرات وهي لفظة تجمع ماء المطر ومياه الأنهار وخص النهر المشهور بهذا تشريفا له وهو نهر الكوفة، وسيحان هو نهر بلخ، وجيحان هو دجلة، والنيل نهر مصر. وحكي عن عكرمة أن كل ماء في الأرض فهو من هذه، وفي هذا بعد والله أعلم). [المحرر الوجيز: 8/ 506-507]


رد مع اقتباس