عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 6 جمادى الأولى 1434هـ/17-03-2013م, 10:44 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وما كان المؤمنون لينفروا كافّةً...}
لمّا عيّر المسلمون بتخلفهم عن غزوة تبوك جعل النبي صلى الله عليه وسلم يبعث السريّة فينفرون جميعا، ليبقى النبي صلى الله عليه وسلم وحده، فأنزل الله تبارك وتعالى: {وما كان المؤمنون لينفروا كآفّةً} يعني: جميعا ويتركوك وحدك.
ثم قال: {فلولا نفر} معناه: فهلاّ نفر {من كلّ فرقةٍ مّنهم طائفةٌ} ليتفقّه الباقون الذين تخلّفوا، ويحفظوا قومهم ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن.
{ولينذروا قومهم} يقول: ليفقهوهم. وقد قيل فيها: إن أعراب أسد قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فغلت الأسعار وملئوا الطرق بالعذرات، فأنزل الله تبارك وتعالى: {فلولا نفر} يقول: فهلاّ نفر منهم طائفة ثم رجعوا إلى قومهم فأخبروهم بما تعلّموا). [معاني القرآن: 1/454-455]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فلولا نفر من كلّ فرقةٍ منهم} مجازه: فهلا، وقد فرغنا منها في غير موضع). [مجاز القرآن: 1/271]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لينفروا كافّةً} أي جميعا.
{فلولا نفر من كلّ فرقةٍ} أي هلّا نفر! ). [تفسير غريب القرآن: 193]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (لولا ولوما
لولا تكون في بعض الأحوال بمعنى: هلّا وذلك إذا رأيتها بغير جواب، تقول: لولا فعلت كذا تريد هلّا، فعلت كذا، قال الله تعالى: {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ} [هود: 116]، {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ} [التوبة: 122] {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا} [الأنعام: 43]، {فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ} [الواقعة: 86]، أي فهلا. وقال: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ} [يونس: 98].
وقال الشاعر:

تَعُدُّونَ عَقْرَ النِّيبِ أَفْضَلَ مَجْدِكُمْ = بَنِي ضَوْطَرَى لَوْلا الكَمِيَّ المقنَّعَا
أي: فهّلا تعدُّونَ الكميَّ.
وكذلك {لوما}، قال: {لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ} [الحجر: 7] أي هلّا تأتينا). [تأويل مشكل القرآن: 540-541]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وما كان المؤمنون لينفروا كافّة فلولا نفر من كلّ فرقة منهم طائفة ليتفقّهوا في الدّين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلّهم يحذرون }
هذا لفظ خبر فيه معنى أمر كما كان {ما كان للنّبيّ والّذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} والمعنى أنهم كانوا إذا كانت سرية نفروا فيها بأجمعهم.
فأعلم اللّه جلّ وعزّ أنّه ينبغي أن ينفر بعضهم ويبقى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بعض لئلا يبقى وحده.
ولئلا يخلو من خرج منهم من فائدة منه، فقال جلّ وعزّ:
{فلولا نفر من كلّ فرقة منهم طائفة ليتفقّهوا في الدّين}.
المعنى أنهم إذا بقيت منهم بحضرة النبي - صلى الله عليه وسلم - بقية فسمعوا منه وحيا أعلموا الذين نفروا ما علموا فاستووا في العلم، ولم يخلوا منه.
وجائز - واللّه أعلم - أن يكون هذا دليلا على فرض الجهاد يجزى الجماعة فيه عن الجماعة). [معاني القرآن: 2/475]

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (123) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يلونكم مّن الكفّار...}
يريد: الأقرب فالأقرب). [معاني القرآن: 1/455]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {يا أيّها الّذين آمنوا قاتلوا الّذين يلونكم مّن الكفّار وليجدوا فيكم غلظةً واعلموا أنّ اللّه مع المتّقين}
وقال: {وليجدوا فيكم غلظةً} وبها نقرأ وقال بعضهم {غلظة} وهما لغتان). [معاني القرآن: 2/30]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو جعفر وشيبة ونافع {وليجدوا فيكم غلظة} وفي اللغة: فيه غلظة وغلظة وغلظة). [معاني القرآن لقطرب: 637]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {يا أيّها الّذين آمنوا قاتلوا الّذين يلونكم من الكفّار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أنّ اللّه مع المتّقين}
{غلظة} فيها ثلاث لغات غلظة، وغلظة، وغلظة.
فهذا دليل أنه ينبغي أن يقاتل أهل كلّ ثغر الذين يلونهم وقيل إن هذا يعنى به العرب، وقيل إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ربّما تخطى في حربه الذين يلونه من الأعداء ليكون ذلك أهيب له فأمر بقتال من يليه ليستنّ بذلك.
وقوله: {واعلموا أنّ اللّه مع المتّقين}.
أي اللّه آمر من نَصَرهُ بالحرب.
وقوله: {وعلى الثّلاثة الّذين خلّفوا}.
المعنى: وتاب على الثلاثة الذين خلّفوا، ويقال إنهم هم المرجون لأمر الله). [معاني القرآن: 2/476]


رد مع اقتباس