عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 17 شعبان 1435هـ/15-06-2014م, 03:28 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (20) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يا أيّها الّذين آمنوا أطيعوا اللّه ورسوله ولا تولّوا عنه وأنتم تسمعون (20) ولا تكونوا كالّذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون (21) إنّ شرّ الدّوابّ عند اللّه الصّمّ البكم الّذين لا يعقلون (22) ولو علم اللّه فيهم خيرًا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولّوا وهم معرضون (23) }
يأمر تعالى عباده المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله، ويزجرهم عن مخالفته والتّشبّه بالكافرين به المعاندين له؛ ولهذا قال: {ولا تولّوا عنه} أي: تتركوا طاعته وامتثال أوامره وترك زواجره، {وأنتم تسمعون} أي: بعد ما علمتم ما دعاكم إليه). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 33]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (21) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولا تكونوا كالّذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون} قيل: المراد المشركون. واختاره ابن جريرٍ.
وقال ابن إسحاق: هم المنافقون؛ فإنّهم يظهرون أنّهم قد سمعوا واستجابوا، وليسوا كذلك). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 33]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أخبر تعالى أنّ هذا الضّرب من بني آدم شرّ الخلق والخليقة، فقال: {إنّ شرّ الدّوابّ عند اللّه الصّمّ} أي: عن سماع الحقّ {البكم} عن فهمه؛ ولهذا قال: {الّذين لا يعقلون} فهؤلاء شرّ البريّة؛ لأنّ كلّ دابّةٍ ممّا سواهم مطيعةٌ للّه [عزّ وجلّ] فيما خلقها له، وهؤلاء خلقوا للعبادة فكفروا؛ ولهذا شبّههم بالأنعام في قوله: {ومثل الّذين كفروا كمثل الّذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاءً ونداءً [صمٌّ بكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون]} [البقرة: 171]. وقال في الآية الأخرى: {أولئك كالأنعام بل هم أضلّ أولئك هم الغافلون} [الأعراف: 179].
وقيل: المراد بهؤلاء المذكورين نفرٌ من بني عبد الدّار من قريشٍ. روي عن ابن عبّاسٍ ومجاهدٍ، واختاره ابن جريرٍ، وقال محمّد بن إسحاق: هم المنافقون.
قلت: ولا منافاة بين المشركين والمنافقين في هذا؛ لأنّ كلًّا منهم مسلوب الفهم الصّحيح، والقصد إلى العمل الصّالح). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 33-34]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أخبر تعالى بأنّهم لا فهم لهم صحيحٌ، ولا قصد لهم صحيحٌ، لو فرض أنّ لهم فهمًا، فقال: {ولو علم اللّه فيهم خيرًا لأسمعهم} أي: لأفهمهم، وتقدير الكلام: ولكن لا خير فيهم فلم يفهمهم؛ لأنّه يعلم أنّه {ولو أسمعهم} أي: أفهمهم {لتولّوا} عن ذلك قصدًا وعنادًا بعد فهمهم ذلك، {وهم معرضون} عنه). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 34]


رد مع اقتباس