عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 22 ربيع الثاني 1434هـ/4-03-2013م, 11:48 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (63) قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (64) قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65) وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (66) لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (67)}

تفسير قوله تعالى: {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (63)}:

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {قل من ينجّيكم مّن ظلمات البرّ والبحر تدعونه تضرّعاً وخفيةً...}
يقال: خفية وخفية. وفيها لغة بالواو، - ولا تصلح في القراءة -: خفوة وخفوة؛ كما قيل: قد حلّ حبوته وحبوته وحبيته). [معاني القرآن: 1/ 338]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {لّئن أنجانا من هذه...}
قراءة أهل الكوفة، - وكذلك هي في مصاحفهم - "أن ج ى ن ألف" وبعضهم بالألف (أنجانا) وقراءة الناس (أنجيتنا) بالتاء). [معاني القرآن: 1/ 338]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({تضرّعاً وخفيةً} أي: تخفون في أنفسكم). [مجاز القرآن: 1/ 194]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({قل من ينجّيكم مّن ظلمات البرّ والبحر تدعونه تضرّعاً وخفيةً لّئن أنجانا من هذه لنكوننّ من الشّاكرين}
وقال: {تدعونه تضرّعاً وخفيةً} وقال في موضع آخر {وخيفةً}
و"الخفية": الإخفاء و"الخيفة" من الخوف والرّهبة). [معاني القرآن: 1/ 240]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو وأهل المدينة {قل من ينجيكم} مثقلة.
الحسن وابو عمرو {لئن أنجيتنا}.
أصحاب عبد الله {لئن أنجانا} ). [معاني القرآن لقطرب: 514]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو وأهل المدينة {تضرعا وخفية} بضم الخاء.
عاصم بن أبي النجوم {وخفية} بكسر الخاء.
وكان الحسن يقولك ألتضرع العلانية، والخفية بالنية.
وقالوا: أخفيت الشيء خفية وخفوة وخفوة؛ وحكى عن بعض العرب أنه قال: أسلك خفوة؛ أي خيفة؛ فقلب وأخر الواو؛ وقالوا أيضًا: خفته خيفة، وما عليه خافة؛ أي هيبة). [معاني القرآن لقطرب: 514]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {قل من ينجّيكم من ظلمات البرّ والبحر تدعونه تضرّعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكوننّ من الشّاكرين}: يجوز في القراءة ينجيكم بالتخفيف.
لقوله: {لئن أنجيتنا} و{لئن أنجانا}، والأجود {ينجّيكم} بالتشديد للكثرة.
ومعنى {ظلمات البر والبحر}: شدائد البر والبحر،
والعرب تقول لليوم الذي تلقى فيه شدة يوم مظلم، حتى إنهم يقولون يوم ذو كواكب أي قد اشتدت ظلمته حتى صار كالليل.
قال الشاعر:
بني أسد هل تعلمون بلاءنا ....... إذا كان يوم ذو كواكب أشهب

وأنشدوا:
فدى لبني ذهل بن شيبان ناقتي ....... إذا كان يوما ذا كواكب أشنعا

فمعنى: {ظلمات البرّ والبحر} شدائدهما.
وقوله: {تدعونه تضرّعا وخفية}بالضم والكسر في {خفية}: والمعنى تدعونه مظهرين الضراعة،
وهي: شدة الفقر إلى الشيء والحاجة.
وتدعونه خفية أي: تدعونه في أنفسكم تضمرون في فقركم وحاجاتكم إليه كما تضمرون.
وقوله: {لئن أنجانا من هذه لنكوننّ من الشّاكرين} أي: في أي شدة وقعتم قلتم: لئن أنجانا من هذه لنكوننّ من الشّاكرين). [معاني القرآن: 2/ 258-259]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر} الظلمات ههنا الشدائد والعرب تقول يوم مظلم إذا كان شديدا فإذا عظمت ذلك قالت يوم ذو كواكب وأنشد سيبوبه:
بني أسد لو تعلمون بلاءنا ....... إذا كان يوم ذو كواكب أشنعا).
[معاني القرآن: 2/ 439-440]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {تدعونه تضرعا وخفية} أي: تظهرون التضرع وهو أشد الفقر إلى الشيء والحاجة إليه.
وخفية أي: وتبطنون مثل ذلك فأمر الله النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يوبخهم إذ كانوا يدعون الله -تبارك وتعالى- في الشدائد ثم يدعون معه في غير الشدائد الأصنام وهي لا تضر ولا تنفع). [معاني القرآن: 2/ 440]

تفسير قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (64)}
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (عاصم بن بهدلة {قل الله ينجيكم} مثقلة؛ الكلمة الثانية.
أبو عمرو ونافع {قل الله ينجيكم} من أنجى). [معاني القرآن لقطرب: 514]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65)}:
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً...}
كما فعل بقوم نوح: المطر والحجارة والطوفان {أو من تحت أرجلكم}: الخسف
{أو يلبسكم شيعاً}: يخلطكم شيعا ذوي أهواء). [معاني القرآن: 1/ 338]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({أو يلبسكم شيعاً} يخلطهم، وهو من الالتباس.
و{شيعاً}: فرقاً، واحدتها: شيعة). [مجاز القرآن: 1/ 194]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً مّن فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعضٍ انظر كيف نصرّف الآيات لعلّهم يفقهون}
وقال: {أو يلبسكم شيعاً} لأنها من "لبس" "يلبس" "لبساً"). [معاني القرآن: 1/ 241]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {أو يلبسكم شيعا} فمن لبس يلبس، إذا خلط عليه؛ فكأنه يقول: يخلطكم شيعًا). [معاني القرآن لقطرب: 542]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({أو يلبسكم شيعا}: من الالتباس. والشيع الفرق).[غريب القرآن وتفسيره: 137]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({عذاباً من فوقكم}: الحجارة والطوفان. {أو من تحت أرجلكم}: الخسف. {أو يلبسكم شيعاً}: من الالتباس عليكم حتى تكونوا شيعا أي: فرقا مختلفين.
{ويذيق بعضكم بأس بعضٍ}: بالقتال والحرب). [تفسير غريب القرآن: 154]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (فأمر اللّه عزّ وجلّ - أن يسألهم على جهة التوبيخ لهم والتقرير بأنه ينجيهم ثمّ هم يشركون معه الأصنام التي علموا أنها من صنعتهم، أنّها لا تنفع ولا تضر، وأنه قادر على تعذيبهم فقال: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرّف الآيات لعلّهم يفقهون} نحو الحجارة التي أمطرها على قوم لوط، ونحو الطوفان الذي غرق به قوم فرعون.
{أو من تحت أرجلكم} نحو الخسف الذي نال قارون ومن خسف به.
{أو يلبسكم شيعا}
معنى {يلبسكم}: يخلط أمركم خلط اضطراب، لا خلط اتفاق، يقال: لبست الأمر ألبسه لم أبينه، وخلطت بعضه ببعض، ويقال: لبست الثوب ألبسه.
ومعنى {شيعا} أي: يجعلكم فرقا، لا تكونون شيعة واحدة فإذا كنتم مختلفين قاتل بعضكم بعضا، وهو معنى قوله {ويذيق بعضكم بأس بعض}.
ويروى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سأل اللّه -جلّ وعزّ- ألّا يبتلي هذه الأمة بعذاب يستأصلها به، وألّا يذيق بعضها بأس بعض، فأجابه في صرف العذاب، ولم يجبه في ألا يذيق بعضها بأس بعض وأن لا تختلف). [معاني القرآن: 2/ 259-260]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم}،
قال عامر بن عبد الله كان ابن عباس يقول: أما العذاب من فوقكم فأئمة السوء وأما العذاب من تحت أرجلكم فخدم السوء.
وقال الضحاك: {من فوقكم} من كباركم. {أو من تحت أرجلكم}: من سفلتكم
قال أبو العباس: {من فوقكم} يعني الرجم. {أو من تحت أرجلكم} يعني الخسف). [معاني القرآن: 2/ 440-441]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {أو يلبسكم شيعا} الشيع الفرق والمعنى شيعا متفرقة مختلفة لا متفقة ولبست خلطت ويبينه قوله جل وعز: {ويذيق بعضكم بأس بعض}،
قال ابن أبي نجيح عن مجاهد: يعني الفتن والاختلاف). [معاني القرآن:2/ 441]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَلْبِسَكُمْ}: يغشيكم بالبلاء). [العمدة في غريب القرآن: 127]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (66)}:
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {وكذّب به قومك وهو الحقّ قل لست عليكم بوكيل}أي: إنما أدعوكم إلى اللّه وإلى شريعته، ولم أومر بحربكم ولا أخذكم بالإيمان كما يؤخذ الموكل بالشيء يلزم بلوغ آخره). [معاني القرآن: 2/ 260]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله عز وجل: {وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل} هذا من قبل أن يؤمر بالحرب، أي لست أحاربكم حتى تؤمنوا، أي لست بمنزلة الموكل بكم حتى تؤمنوا). [معاني القرآن: 2/ 441-442]

تفسير قوله تعالى: {لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (67)}:
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({لكلّ نبإٍ أي خبر مستقرٌّ} أي: غاية). [تفسير غريب القرآن: 154]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله جلّ وعزّ: {لكلّ نبإ مستقرّ وسوف تعلمون}أي: لأخذكم بالإيمان على جهة الحرب، واضطراركم إليه ومقاتلتكم عليه، مستقر، أي وقت.
{وسوف تعلمون}
- جائز أن يكون وعدهم بعذاب الآخرة.
- وجائز أن يكون وعدهم بالحرب، وأخذهم بالإيمان شاءوا أو أبوا، إلا أن يعطي أهل الكتاب الجزية). [معاني القرآن: 2/ 260]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون} وهذا تهديد إما بعذاب يوم القيامة وإما بالأمر بالحرب). [معاني القرآن:2/ 442]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ} أي: غاية). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 76]


رد مع اقتباس