عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 11 محرم 1436هـ/3-11-2014م, 12:06 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {أرأيت الّذي يكذّب بالدّين * فذلك الّذي يدعّ اليتيم * ولا يحضّ على طعام المسكين * فويلٌ لّلمصلّين * الّذين هم عن صلاتهم ساهون * الّذين هم يراؤون * ويمنعون الماعون}
هذا توقيفٌ وتنبيهٌ لتذكر نفس السامع كلّ من تعرفه بهذه الصفة.
وهمز أبو عمرٍو: {أرأيت} - بخلافٍ عنه - ولم يهمزها نافعٌ وغيره.
و(الدّين): الجزاء ثوابًا وعقابًا، والحساب هنا قريبٌ من الجزاء). [المحرر الوجيز: 8/ 695]

تفسير قوله تعالى: {فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثمّ قال تعالى: {فذلك الّذي يدعّ اليتيم} أي: راقب فيه هذه الخلال السيّئة تجدها.
و(دعّ اليتيم): دفعه بعنفٍ، وذلك إما أن يكون المعنى: عن إطعامه والإحسان إليه، وإما أن يكون عن حقّه وماله، فهذا أشدّ.
وقرأ أبو رجاءٍ: (يدع) ـ بفتح الدال خفيفةً ـ بمعنى: لا يحسن إليه). [المحرر الوجيز: 8/ 695]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ولا يحضّ على طعام المسكين} أي: لا يأمر بصدقةٍ، ولا يرى ذلك صوابًا). [المحرر الوجيز: 8/ 695]

تفسير قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ويروى أن هذه السورة نزلت في بعض المضطرّين في الإسلام بمكة، الذين لم يحقّقوا فيه، وفتنوا فافتتنوا، وكانوا على هذا الخلق من الغشم وغلظ العشرة والفظاظة على المساكين، وربّما كان بعضهم يصلّي أحيانًا مع المسلمين مدافعةً وحيرةً؛ فقال اللّه تعالى فيهم: {فويلٌ للمصلّين * الّذين هم عن صلاتهم ساهون}.
وقال ابن جريجٍ:
«كان أبو سفيان ينحر كلّ أسبوعٍ جزورًا، فجاءه يتيمٌ فقرعه بعصًا؛ فنزلت السورة فيه».
قال سعد بن أبي وقّاصٍ رضي اللّه عنه: سألت النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن الذين هم عن صلاتهم ساهون، قال:
«هم الّذين يؤخّرونها عن وقتها».
يريد صلّى اللّه عليه وسلّم - واللّه تعالى أعلم - تأخير تركٍ وإهمالٍ، وإلى هذا نحا مجاهدٌ.
وقال قتادة: {ساهون} هم التاركون لها، أو هم الغافلون الذين لا يبالي أحدهم صلّى أو لم يصلّ.
وقال عطاء بن يسارٍ: الحمد له الذي قال: {عن صلاتهم} ولم يقل: (في صلاتهم). وفي قراءة ابن معسودٍ: (لاهون) بدل {ساهون}). [المحرر الوجيز: 8/ 695-696]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وفي قوله تعالى: {الّذين هم يراؤون} بيانٌ أن صلاة هؤلاء ليست له تعالى بنيّة إيمانٍ، وإنما هي رياءٌ للبشر، فلا قبول لها.
وقرأ ابن أبي إسحاق، وأبو الأشهب: (يرؤّن) مهموزةً مقصورةً مشددة الهمزة، وروى ابن أبي إسحاق: (يرؤن) بغير شدٍّ في الهمزة). [المحرر الوجيز: 8/ 696]

تفسير قوله تعالى: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ويمنعون الماعون} وصفٌ لهم بقلّة النفع لعباد اللّه، وتلك شرّ خلّةٍ. وقال عليّ بن أبي طالبٍ وابن عمر -رضي اللّه عنهم- :
«الماعون: الزكاة». قال الرّاعي:
قومٌ على الإسلام لمّا يمنعوا ....... ماعونهم ويضيّعوا التّهليلا
وقال ابن مسعودٍ رضي اللّه عنه:«هو ما يتعاطاه الناس بينهم؛ كالفأس والدّلو والآنية والمقصّ ونحوه». وقاله الحسن، وقتادة، وابن الحنفيّة، وابن زيدٍ، والضّحّاك، وابن عبّاسٍ.
وقال ابن المسيّب:
«الماعون بلغة قريشٍ: المال». وسئل النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ما الشيء الذي لا يحلّ منعه؟ فقال: «الماء، والنّار، والملح». روته عائشة رضي اللّه عنها، وفي بعض الطرق زيادة: «والإبرة، والخمير».
وحكى الفرّاء عن بعض العرب أن الماعون: الماء.
وقال ابن مسعودٍ:
«كنّا نعدّ الماعون على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عاريّة القدر والدّلو ونحوها»). [المحرر الوجيز: 8/ 696-697]


رد مع اقتباس