عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 15 جمادى الأولى 1434هـ/26-03-2013م, 04:10 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّي أرى سبع بقراتٍ...}
هو من كلام العرب: أن يقول الرجل: إني أخرج إلى مكّة وغير ذلك، فعلم أنه للنوم ولو أراد الخبر لقال: إني أفعل إني أقوم فيستدلّ على أنها رؤيا لقوله: أرى، وإن لم يذكر نوماً.
وقد بيّنها إبراهيم عليه السلام فقال: {إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك} ). [معاني القرآن: 2/46]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {إن كنت للرؤيا تعبرون} وقالوا في اللغة: هي الرؤيا؛ لأنها من رأيت، وهي الرويا بلا همز مخففة؛ وقالوا: هي الريا؛ فأدغموا لما أبدلوا من الهمزة الواو.
وقال بعض العرب: هي الريا فكسر الراء للياء التي بعدها.
قال ابن مقبل:
تزد ريا أم عمرو محلها = فروع النسار فالبدى فثهمدا
فزعم يونس أنه يريد: رؤيا، فأدغم). [معاني القرآن لقطرب: 745]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وقال الملك إنّي أرى سبع بقرات سمان يأكلهنّ سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يا أيّها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرّؤيا تعبرون}
{سبع عجاف} العجاف التي قد بلغت في الهزال الغاية والنهاية.
{يا أيّها الملأ أفتوني في رؤياي} الملأ الذين يرجع إليهم في الأمور، ويقتدي بآرائهم.
{إن كنتم للرّؤيا تعبرون} هذه اللام أدخلت على المفعول لتبين المعنى إن كنتم تعبرون، وعابرين ثم بين باللام فقال للرؤيا.
ومعنى عبّرت الرؤيا وعبرتها خبرت بآخر ما يؤول إليه أمرها.
واشتققته من عبر النهر، وهو شاطئ النهر، فتأويل عبرت النهر، أي بلغت إلى عبره، أي شاطئه، وهو آخر عرضه). [معاني القرآن: 3/112]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف}
والعجاف التي قد بلغت النهاية في الهزال
ومعنى عبرت الرؤيا أخرجتها من حال النوم إلى حال اليقظة مأخوذ من العبر وهو الشاطئ). [معاني القرآن: 3/431]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ (44)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أضغاث أحلامٍ...}
رفع، لأنهم أرادوا: ليس هذه بشيء إنما في أضغاث أحلام. وهو كقوله: {ماذا أنزل ربّكم قالوا أساطير الأوّلين} كفروا فقالوا: لم ينزل شيئاً، إنما هي أساطير الأولين.
ولو كان (أضغاث أحلامٍ) أي أنك رأيت أضغاث أحلام كان صواباً). [معاني القرآن: 2/47-46]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أضغاث أحلامٍ} واحدها ضغث مكسور وهي ما لا تأويل لها من الرؤيا، أراه جماعات تجمع من الرؤيا كما يجمع الحشيش، فيقال ضغث، أي ملء كف منه،
قال عوف بن الخرع التّيميّ:
وأسفل مني نهدةً قد ربطتها= وألقيت ضغثا من خلىً متطيّب
أي تطيبت لها أطايب الحشيش، وفي آية أخرى {وخذ بيدك ضغثاً فاضرب به} ). [مجاز القرآن: 1/312]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قالوا أضغاث أحلامٍ وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين}
وقال: {وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين} فإحدى الباءين أوصل بها الفعل إلى الاسم والأخرى دخلت لـ"ما" وهي الآخرة). [معاني القرآن: 2/52]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {أضغاث أحلام} الواحد: ضغث: وهي الحزمة من الكلإ، تشبه به الأحلام المختلطة، والأحلام: ما لم يصدق من الرؤيا.
قال ابن مقبل:
خود كأن فراشها وضعت به = أضغاث ريحان غداة شمال
[وقال أيضًا في رواية محمد]:
يحمي ذمار جنين قل مانعه = طاو كضغث الخلا في البطن مكتمن
[ورواه العبدي]:
يحمي جنين ذمار قل مانعه = ............ ). [معاني القرآن لقطرب: 746]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {أضغاث أحلام}: لا تأويل له. والضغث ملء اليد من
الحشيش وما أشبه ذلك). [غريب القرآن وتفسيره: 183-184]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {قالوا أضغاث أحلامٍ} أي أخلاط أحلام. من أضغاث النبات يجمعها الرجل فيكون ضروب مختلفة.
والأحلام واحدها حلم). [تفسير غريب القرآن: 217]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين}
والضغث في اللغة الحزمة والباقة من الشيء، كالبقل وما أشبهه، فقالوا له: رؤياك أضغاث أحلام، أي حزم أخلاط ليست برؤيا بينة.
(وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين) أي ليس للرؤية المختلطة عندنا تأويل). [معاني القرآن: 3/113-112]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين}
روى معمر عن قتادة أي أخلاط والضغث عند أهل اللغة كذلك يقال لكل مختلط من بقل أو حشيش أو غيرهما ضغث
أي هذه الرؤيا مختلطة ليست ببينة). [معاني القرآن: 3/431]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أضغاث أحلام} أي أخلاط أحلام، واحدها حلم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 114]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَضْغَاثُ}: لا تأويل له). [العمدة في غريب القرآن: 161]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وادّكر بعد أمّةٍ...}
الأمة: الحين من الدهر. وقد ذكر عن بعضهم (بعد أمهٍ) وهو النسيان. يقال رجل مأموه كأنه الذي ليس معه عقله وقد أمه الرجل). [معاني القرآن: 2/47]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وادّكر بعد أمّةٍ} أي افتعل من ذكرت فأدغم التاء في الذال فحولوها دالاً ثقيلة بعد أمةٍ أي بعد حين، وبعضهم يقرؤها بعد أمه، أي بعد نسيان، ويقال: أمهت تأمه أمهاً، ساكن أي نسيت). [مجاز القرآن: 1/313]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وقال الّذي نجا منهما وادّكر بعد أمّةٍ أنا أنبّئكم بتأويله فأرسلون}
وقال: {واذّكر بعد أمّةٍ} وإنما هي "افتعل" من "ذكرت" فأصلها "اذتكر"، ولكن اجتمعا في كلمة واحدة ومخرجاهما متقاربان، وأرادوا أن يدغموا والأول حرف مجهور وإنما يدخل الأول في الآخر والآخر مهموس، فكرهوا أن يذهب منه الجهر فجعلوا في موضع التاء حرفا من موضعها مجهورا وهو الدال لأن الحرف الذي قبلها مجهور. ولم يجعلوا الطاء لأن الطاء مع الجهر مطبقة. وقد قال بعضهم (مذّكر) فأبدل التاء ذالا ثم أدخل الذال فيها. وقد قرئت هذه الآية {أن يصلحا بينهما صلحاً} وهي "أن يفتعلا" من "الصلح" فكانت التاء بعد الصاد فلم تدخل الصاد فيها للجهر والإطباق. فأبدلوا التاء صادا وقال بعضهم (يصطلحا) وهي الجيدة. لما لم يقدر على إدغام الصاد في التاء حول في موضع التاء حرفٌ مطبق).
[معاني القرآن: 2/52]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة العامة {وادكر بعد أمة} بعد حين، وقالوا: بعد دهر.
وكان الحسن يقو ل {إلى أمة معدودة} إلى أجل.
وسنخبر عن هذا اللفظ بكل ما فيه في سورة النحل، مع قوله {إن إبراهيم كان أمة قانتا}.
قراءة ابن عباس "وادكر بعد أمه" وهي قراءة الضحاك وعكرمة؛ والمعنى فيها: أمه الرجل يأمه أمها: أي نسي.
قراءة العامة {أنا أنبئكم بتأويله}.
قراءة الحسن "أنا ءاتيكم بتأويله" بالتاء من أتى). [معاني القرآن لقطرب: 735]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {بعد أمة}: بعد حين، ومن قرأ بعد {أمة} بعد نسيان). [غريب القرآن وتفسيره: 184]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وادّكر بعد أمّةٍ} أي بعد حين. يقال: بعد سبع سنين. ومن قرأ (بعد أمه) أراد: بعد نيسان). [تفسير غريب القرآن: 218]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وقال الّذي نجا منهما وادّكر بعد أمّة أنا أنبّئكم بتأويله فأرسلون }
أي بعد حين، وقرأ ابن عباس: واذّكر بعد أمه، والأمة النسيان، يقال أمه يأمه أمها. هذا الصحيح بفتح الميم، وروى بعضهم عن أبي عبيدة: أمه بسكون الميم، وليس ذلك بصحيح عنه، لأن المصدر أنه يأمه أمه لا غير.
وقرأ الحسن: أنا آتيكم بتأويله، وأكرهها، لخلاف المصحف.
{وادّكر} أصله واذتكر، ولكن التاء أبدل منها الذال وأدغمت الذال في الدال.
ويجوز واذّكر بالذال، والأجود الدال). [معاني القرآن: 3/113]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمه}
روى معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وسفيان عن عاصم عن أبي رزين عن ابن عباس بعد أمة بعد حين
روى عفان عن همام عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس أنه قرأ وادكر بعد أمه والمعروف من قراءة ابن عباس وعكرمة وادكر بعد أمة
وفسراه بعد نسيان والمعنيان متقاربان لأنه ذكر بعد حين وبعد نسيان
ثم قال تعالى: {أنا أنبئكم بتأويله} أي أنا أخبركم
وقرأ الحسن آتيكم بتأويله وقال كيف يبئهم العلج
قال أبو جعفر ومعنى أنبئكم صحيح حسن أي أنا أخبركم إذا سألت). [معاني القرآن: 3/433-432]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وادكر بعد أمة} أراد: حين. ومن قرأ (بعد أمة) أراد: بعد نسيان). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 114]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بَعْدَ أُمَّةٍ}: بعد حين
{بعد أمه}: نسيان). [العمدة في غريب القرآن: 161]

تفسير قوله تعالى: {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وسبع سنبلاتٍ خضرٍ...}
لو كان الخضر منصوبة تجعل نعتاً للسّبع حسن ذلك. وهي إذا خفضت نعت للسنبلات.
وقال الله عزّ وجل: {ألم تروا كيف خلق اللّه سبع سمواتٍ طباقاً} ولو كانت (طباقٍ) كان صوابا). [معاني القرآن: 2/47]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {الصّدّيق}: الكثير الصدق. كما يقال: فسّيق وشرّيب وسكّير، إذا كثر ذلك منه). [تفسير غريب القرآن: 218]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله - عزّ وجلّ -: {يوسف أيّها الصّدّيق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهنّ سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلّي أرجع إلى النّاس لعلّهم يعلمون}
أراد يا يوسف، والنداء يجوز في المعرفة حذف يا منه، فتقول: يا زيد.
أقبل، وزيد أقبل.
قال الشاعر:
محمد تفد نفسك كل نفس= إذا ما خفت من أمر تبالا
أراد يا محمد.
والصديق المبالغ في الصّدقة، والتصديق.
وقوله: {لعلّي أرجع إلى النّاس لعلّهم يعلمون}.
أي لعلهم يعلمون تأويل رؤيا الملك، ويجوز أن يكون: لعلهم يعلمون مكانك فيكون ذلك سبب خلاصك من الحبس). [معاني القرآن: 3/114-113]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {فأرسلون يوسف أيها الصديق}
وفي الكلام حذف والمعنى فذهب فقال يا يوسف
وقوله جل وعز: {لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون} يجوز أن يكون المعنى لعلهم تأويل رؤيا الملك
ويجوز أن يكون لعلهم يعلمون بموضعك فتخرج من السجن). [معاني القرآن: 3/433]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الصديق} الكثير الصدق، مثل شريب، وفسيق). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 114]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {دأباً...}
وقرأ بعض قرّائنا {سبع سنين دأباً}: فعلاً. وكذلك كل حرف فتح أوّله وسكّن ثانيه فتثقيله جائز إذا كان ثانيه همزة أو عيناً أو غيناً أو حاء أو خاء أو هاء). [معاني القرآن: 2/47]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {فما حصدتم} فلغتان في يفعل منه: يحصد ويحصد؛ وهو الحصاد والحصاد). [معاني القرآن لقطرب: 746]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {تزرعون سبع سنين دأباً} أي جدّا في الزراعة ومتابعة. وتقرأ (دأبا): بفتح الهمزة. وهما واحد.
يقال دأبت أدأب دأبا ودأبا). [تفسير غريب القرآن: 218]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلّا قليلا ممّا تأكلون}
أي تدأبون دأبا، ودلّ على تدأبون (تزرعون).
والدّأب الملازمة للشيء والعادة). [معاني القرآن: 3/114]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( {قال تزرعون سبع سنين دأبا} أي تباعا واعتيادا
قال أبو عبيدة معنى تحصنون تحرزون). [معاني القرآن: 3/434-433]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {دأبا} أي جدا في الزراعة ومتابعة. وكذلك من فتح الهمزة، يقال: دأب يدأب دأبا، ودأبا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 114]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {دَأَبًا}: كعادتكم). [العمدة في غريب القرآن: 161]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يأكلن ما قدّمتم لهنّ...}
يقول ما تقدّمتم فيه لهنّ من الزرع). [معاني القرآن: 2/47]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إلاّ قليلاً ممّا تحصنون} أي مما تحرزون). [مجاز القرآن: 1/313]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {تحصنون}: تحرزون). [غريب القرآن وتفسيره: 184]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {تحصنون} أي تحرزون). [تفسير غريب القرآن: 218]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تحصنون} تحرزون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 114]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تُحْصِنُونَ}: تحرزون). [العمدة في غريب القرآن: 161]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وفيه يعصرون} أي به ينجون وهو من العصر وهي العصرة أيضاً وهي المنجاة،
قال: ولقد كان عصرة المنجود
أي المقهور المغلوب،
وقال لبيد:
فبات وأسرى القوم آخر ليلهم= وما كان وقّافاً بغير معصّرٍ).
[مجاز القرآن: 1/314-313]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأهل المدينة وأبو عمرو {وفيه يعصرون} بالياء؛ وقال ابن عباس: يعصرون الكرم والأدهان.
وقراءة بعض أهل الشام والزهري "وفيه يعصرون" أي يمطرون.
قراءة عبد الله {تعصرون} بالتاء.
[معاني القرآن لقطرب: 735]
وقالوا في اللغة: ينجون، وهو من العصر والعصرة، للمنجاة؛ وقالوا: اعتصرت بك: لجأت إليك.
وقال لبيد:
فبات وأسرى القوم آخر ليلة = وما كان وقافا بغير معصر
وقال عدي بن زيد:
لو بغير الماء حلقي شرق = كنت كالغصان بالماء اعتصاري
وقال أبو زبيد:
صاديا يتسغيث غير مغاث = ولقد كان عصره المنجود). [معاني القرآن لقطرب: 736]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({وفيه يعصرون}: ينجون). [غريب القرآن وتفسيره: 184]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يغاث النّاس} أي يمطرون. والغيث: المطر.
{وفيه يعصرون} يعني: الأعناب والزيت.
وقال أبو عبيدة: {يعصرون}: ينجون والعصرة النّجاة.
قال الشاعر:
ولقد كان عصرة المنجود= أي غياثا ومنجاة للمكروب).
[تفسير غريب القرآن: 218]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ثمّ يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث النّاس وفيه يعصرون}
{وفيه يعصرون} وقرئت: وفيه يعصرون، فمن قال وفيه يعصرون بالياء أي يأتي العام بعد أربع عشرة سنة الذي فيه، يغاث الناس فيعصرون فيه الزيت والعنب.
ومن قرأ يعصرون أراد يمطرون، من قوله: (وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا "، ومن قرأ: وفيه تعصرون، فإن شاء كان على تأويل يعصرون، وأن شاء كان على تأويل وفيه تنجون من البلاء، وتعتصمون بالخصب.
قال عدي بن زيد:
لو بغير الماء حلقي شرق= كنت كالغضان بالماء اعتصاري
ويقال: فلان في عصر وفي عصر، إذا كان في حصن لا يقدر عليه). [معاني القرآن: 3/114]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل ذكره: {ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون}
روى معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال يعصرون العنب والزيت
ويقرأ تعصرون ويعصرون ويعصرون
وزعم أبو عبيدة أن معنى يعصرون ينجون من العصرة والعصر وهما المنجا وأنشد أحمد بن جعفر لأبي زبيد:
صاديا يستغيث غير مغاث = ولقد كان عصره المنجود
والمنجود الفزع
قال أبو جعفر والأجود في هذا أن يكون المعنى فيه ما قال
ابن عباس وابن جريج في يعصرون
وأما معنى تعصرون فمعناه تمطرون من قوله: {وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا}
وكذلك معنى تعصرون). [معاني القرآن: 3/435-434]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يغاث الناس} أي يمطرون.
{يعصرون} أي ينجون. والعصرة: المنجاة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 115]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَعْصِرُونَ}: تحلبون). [العمدة في غريب القرآن: 161]


رد مع اقتباس