عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2 محرم 1433هـ/27-11-2011م, 11:58 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (20) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (21) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) }

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) }
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

عوجا على الطلل المحيل لعلنا = نبكي الديار كما بكى ابن خذام
...
والمحيل: الذي أتى عليه حول. يقال: محيل ومحول. قال: وسمي الحول؛ لانقلاب سنة إلى أخرى، وسمي الأحول أحول لانقلاب عينه عن حال
العيون. ويقال: حال عن العهد؛ إذا انقلب). [شرح ديوان امرئ القيس:474- 475] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وأما وقوع ألفات الوصل للأسماء فقولك: ابن، واسم، وامرؤ، كما ترى.
فأما ابن فإنه حرف منقوص مسكن الأول فدخلت لسكونه، وإنما حدث فيه هذا السكون لخروجه عن أصله، وموضع تفسيره فيما نذكره من بنات الحرفين.
وكذلك اسم.
فإن صغرتهما أو غيرهما مما فيه ألف الوصل من الأسماء - سقطت الألف، لأنه يتحرك ما بعدها فيمكن الابتداء به. وذلك قولك: بنى، وسمى، تسقط الألف وترد ما ذهب منهما.
وأما مرؤ فاعلم فإن الميم متى حركت سقطت الألف.
تقول هذا مرءٌ فاعلم، وكما قال تعالى: {يحول بين المرء وقلبه}، وهذا مريىٌّء فاعلم.
ومن قال: امرؤ قال في مؤنثه: امرأة، ومن قال: مرءٌ قال في مؤنثه: مرأة.
واعلم أنك إذا قلت امرؤ فاعلم ابتدأت الألف مكسورة، وإن كان الثالث مضموما، وليس بمنزلة اركض، لأن الضمة في اركض لازمة، وليست في قولك امرؤ لازمة لأنك تقول في النصب رأيت امرأ، وفي الجر مررت بامرئ فليست بلازمة.
وأما قولنا: إذا تحرك الحرف الساكن، فبتحويل الحركة عليه سقطت ألف الوصل.
فمن ذلك أن تقول: اسأل فإن خففت الهمزة فإنّ حكمها - إذا كان قبلها حرف ساكن - أن تحذف فتلقى على الساكن حركتها، فيصير بحركتها متحرّكا. وهذا نأتي على تفسيره في باب الهمزة إن شاء الله. وذلك قولك: سل؛ لأنك لما قلت: اسأل - حذفت الهمزة فصارت: اسل فسقطت ألف الوصل لتحرك السين. قال الله عزّ وجل: {سل بني إسرائيل}.
ومن ذلك ما كانت الياء والواو فيه عينا؛ قال، وباع، لأنك تقول: يقول، ويبيع فتحول حركة العين على الفاء.
فإذا أمرت قلت: قل، وبع؛ لأنهما متحركتان). [المقتضب: 1/220]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وأما ابن واسم واست، فبنيت على سكون أوائلها، فدخلها ألف الوصل لسكون ما بعدها.
وألف الوصل ليست بأصل في الأسماء، وإنما حقّها الأفعال؛ لتصرف الأفعال، وأنها تقع مسكّنة الأوائل في مواضع إسكان ضرورة لا محالة. وهذه تذكر عند ذكرنا الأفعال إن شاء الله.
فأما الأسماء فلا يلحقها ذلك، إلا أن تكون منقوصة، فتكون قد زالت عن أصل بنائها، فدخلها لذلك ما يدخل الأفعال؛ لأنها قد أشبهتها في النقص والانتقال.
فإن قلت: امرؤ لم ينقص منه شيءٌ. فما بال ألف الوصل لحقنه؟
فإنما ذاك؛ لتغيره في اتباع ما قبل آخره من أجل الهمزة التي يجوز تخفيفها.
والدليل على ذلك انتقاله من حال إلى حال ألا نرى أنك تقول: هذا امرؤ فاعلم، وهذا مرءٌ فاعلم، كما قال عزّ وجل {يحول بين المرء وقلبه}.
وتقول في مؤنثه: امرأة، ومرأة. فإنما لحقت ألف الوصل هذا الاسم؛ لهذا الانتقال والتغير اللذين ذكرتهما لك.
فجميع ما جاءت فيه ألف الوصل من الأسماء: ابن، واسم، واست وامرؤ، ومؤنث ذلك على قياسه؛ نحو: ابنة، وامرأة. وكذلك، اثنان واثنتان، وأيمن في القسم؛ لأنه اسم يقع بدلا من الفعل في القسم). [المقتضب: 1/362-363]

تفسير قوله تعالى: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25) )
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس أحمد بن يحيى في قوله عز وجل: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}، قال: هذا نهى. وتأويله: الجزاء والعذاب إذا نزل عم. فقال: الذين ظلموا منكم خاصة). [مجالس ثعلب: 37]

تفسير قوله تعالى: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26) }

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27) }

تفسير قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (28) }

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (31) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32) }
قال أبو فَيدٍ مُؤَرِّجُ بنُ عمروٍ السَّدُوسِيُّ (ت: 195هـ) : (وإخوة عبد مناف بن قُصي:
...
ومنهم: النَّضر بن الحَارث بن عَلقمة بن كلدة، الرَّهينة التَّي رضيت بها قَيْس من دمائها، قتل يوم بدر كافرا، ضرب النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عنقه بالصَّفراء. وكان ذا قدر في قُريش، فيه نزلت هذه الآية: {إِنْ كَانَ هَذْا هُوْ الحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ} [سورة الأنفال: 32] ). [حَذْفٍ مِنْ نَسَبِ قُرَيْشٍ: 48]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (واعلم أن هاهنا حروفاً تنتصب بعدها الأفعال وليست الناصبة، وإنما أن بعدها مضمرةٌ. فالفعل منتصب بأن وهذه الحروف عوضٌ منها، ودالةٌ عليها.
فمن هذه الحروف الفاء، والواو، وأو، وحتى، واللام المكسورة.
فأما اللام فلها موضعان: أحدهما نفي، والآخر إيجاب. وذلك قوله: جئتك لأكرمك وقوله عز وجل: {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر}. فهذا موضع الإيجاب.
وموضع النفي: ما كان زيد ليقوم. وكذلك قوله تبارك وتعالى: {ما كان الله ليذر المؤمنين} {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم} ). [المقتضب: 2/6-7] (م)
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ({وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} قال: في الدنيا. مثل {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ}.
{سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ} قال: سلقه وأج.. واحد.
{وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ} قال: الإحسان أن يأتي بالأمر على ما أمر به). [مجالس ثعلب: 106-107]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( ومن الأضداد أيضا قول العرب للرجل: ما ظلمتك وأنت تنصفني، يحتمل معنيين متضادين: أحدهما ما ظلمتك وأنت أيضا لم تظلمني؛ بل مذهبك إنصافي، واستعمال ما أستعمله من ترك الظلم لك، والجنف عليك. والمعنى الآخر: ما ظلمتك لو أنصفتني؛ فأما إذ لم تنصفني فإني أكافئك بمثل فعلك؛ وقول الله عز وجل: {وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون}، يفسر تفسيرين متضادين: أحدهما: وما كان الله معذبهم وأولادهم يستغفرون؛ أي قد وقع له في علمه جل وعز أنه يكون لهم ذرية تعبده وتستغفر لهم، فلم يكن ليوقع بهم عذابا يجتث أصلهم؛ إذ علم ما علم من صلاح أولادهم، وعبادتهم له جل وعلا. والتفسير الآخر: وما كان الله معذبهم لو كانوا يستغفرن؛ فأما إذ كانوا لا يستغفرون؛ فإنهم مستحقون لضروب العذاب التي لا يقع معها البوار والاصطلام، بل
تكون كما وقع بهم من عذاب الجدب في السنين التي لحقتهم، فأكلوا فيها الجيف والعلهز. وكعذاب السيف والأسر الذي لحقهم يوم بدر وغيره، والله أعلم بحقيقة ذلك كله وأحكم). [كتاب الأضداد: 261-262]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (34) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( (لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظَلَمَ).
قال: قال الكسائي: هذا استثناء يعرض. قال: ومعنى يعرض استثناء منقطع. ومن قال ظلم قال: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} وهو الذي منع القرى فرخص له أن يذكر مظلمته.
وقوله عز وجل: {مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ} قال: من تدخل في الجحد على النكرة في الابتداء، ولا تدخل في المعارف، وكأنه قال: أن نتخذ من دونك أولياء. دخولها وخروجها واحد. ومن قال أن نتخذ،
ثم أدخلها على المفعول الثاني فهو قبيح، وهو جائز، ما كان ينبغي لآبائنا ولأوليائنا أن يفعلوا هذا.
وقوله عز وجل: {لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ} الآية. قال: هذا ستر ستره الله على الإسلام، أنه لا يقبل في الزنى إلا أربعة. ويقول بعضهم: لأن الحد يقام على اثنين: على الرجل والمرأة.
وفي قوله عز وجل: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ} يوم القيامة وهم قد كفروا في الدنيا، ما لهم ألا يقع بهم العذاب. وموضع أن رفع.
{وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ} يقولون: لا صلة. ويقول الفراء: ما ينبغي لنا. فجاء بها على المعنى، لأنه معنى ينبغي). [مجالس ثعلب: 101-102] (م)
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} قال: في الدنيا. مثل {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ}.
{سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ} قال: سلقه وأج.. واحد.
{وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ} قال: الإحسان أن يأتي بالأمر على ما أمر به). [مجالس ثعلب: 106-107] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35) }
قال أبو فَيدٍ مُؤَرِّجُ بنُ عمروٍ السَّدُوسِيُّ (ت: 195هـ) : (حُلَفَاءُ بَنِي هَاشِم
...
ومنهم: قَيْسُ بن مخرَمة بن عبد المُطَّلب بن عبد منافٍ، وهو الَّذي كان يمكُو ويُصفق حول البيت فيسمع من حراء. فأنزل الله عزَّ وجلَّ هذه الآية: {وَمَا كان صَلاَتُهُمْ عِنْدَ البَيْت إِلاَّ مُكَاءَ وَتَصْدِيَةً} ). [حَذْفٍ مِنْ نَسَبِ قُرَيْشٍ: 27]
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (ويقال: مكت است الدابة تمكو مكاء بالريح، ولا تمكو إلا مفتوحة، قال الراجز:
يا أير عير لازق بباب
تمكو استه من حذر الغراب
أي: تصوت.
وقال عنترة:
وحليل غانية تركت مجدلا = تمكو فريصته كشدق الأعلم
وقال الله تعالى: {إلا مكاء وتصدية}، المكاء: ضرب من التصفير، كانوا يفعلونه في الجاهلية). [الفرق في اللغة: 67-68]
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وما كان من الأصوات اسما موضوعا فأكثر ما جاء ممدودا مضموما أوله وربما كسر، من ذلك الدعاء والرغاء والبكاء والمكاء وهو الصفير). [المقصور والممدود: 7]
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (والمكاء وهو الصفير). [المقصور والممدود: 89]
قال أبو عمرو إسحاق بن مرار الشيباني (ت: 213هـ): (قال مَعْروفٌ: مَكَت تَمْكُو مُكاء.
وهو الصَّفِير، وهو قول عَنْتَرَة:
.........تَمْكُو فَرِيصَتُه). [كتاب الجيم: 3/243]
قال عبدُ الملكِ بنُ قُرَيبٍ الأصمعيُّ (ت: 216هـ) : (ويقال: مكت است الدابة: إذا صوتت، والمكاء: الصفير). [كتاب الفَرْق: 78]

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (أبو عبيدة: التصدية التصفيق والصوت. وفعلت منه صددت أصد ومنه قوله تبارك وتعالى: {إذا قومك منه يصدون} أي يعجون ويضجون، فحول إحدى الدالين ياء. وقال أيضًا: {إلا مكاء وتصدية} ). [الغريب المصنف: 3/656]
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (ويقال مكا يمكو مكوا ومكاء إذا جمع يديه ثم صفر فيهما قال الله جل وعز: {وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية} وقد مكيت يده تمكى مكى إذا مجلت من العمل ويقال مجلت تمجل ومجلت تمجل قال وسمعتها من الكلابي). [إصلاح المنطق: 203]

قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (الكلام على قلب آخر المضاعف إلى الياء
وقال أبو عبيدة: العرب تقلب حروف المضاعف إلى الياء فيقولون: تظنّيت، وإنما هو تظنّنت، قال العجاج:
تقضى البازي إذا البازي كسر
وإنما هو تقضّض من الانقضاض، وقال الأصمعي، هو تفعّل من الانقضاض فقلب إلى الياء كما قالوا سرّيّة من تسرّرت، وقال أبو عبيدة: رجل ملب وإنما هو من ألببت، قال المضرّب بن كعب:
فقلت لها فيئي إليك فإنّني = حرامٌ وإنّي بعد ذاك لبيب
بعد ذاك أي مع ذاك، ولبيب: مقيم، وقوله عز وجل: {وقد خاب من دسّاها} [الشمس: 10] إنما هو من دسّست، وقال يعقوب: سمعت أبا عمرو، يقول: لم يتسنّ: لم يتغيّر، وهو من قوله: {من حمإٍ مسنونٍ} [الحجر: 26] فقلت لم يتسنّ من ذوات الياء، ومسنون من ذوات التضعيف، فقال: هو مثل تظنيت، وقال أبو عبيدة: التّصدية: التصفيق، وفعلت منه: صددت، قال الله عز وجل: {إذا قومك منه يصدّون} [الزخرف: 57] أي يعجّون وقال أيضًا: {إلا مكاء وتصّديةً} وقال العتابي: قصيت أظفاري بمعنى قصصتها). [الأمالي: 2/171] (م)


رد مع اقتباس