عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 9 جمادى الآخرة 1434هـ/19-04-2013م, 03:09 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]
تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (10) }
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (وتقول ما أجود هذا الوقود للحطب قال الله عز وجل: {وأولئك هم وقود النار} وقال أيضا: {النار ذات الوقود} وقرئ (الوُقُود) فالوقود بالضم الاتقاد وتقول وقدت النار تقد وقودا ووقدانا ووقدا وقدة وقال: {فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة} والوقود: الحطب). [إصلاح المنطق: 332]


تفسير قوله تعالى: {كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (11) }
قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215هـ): (وقال شعبة بن قمير:
...


يـخـادعـنـا ويـوعـدنــا رويـــــداكدأب الذئب يأدو للغزال

...
قوله كدأب الذئب يأدو: أي كفعل الذئب). [النوادر في اللغة: 414]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: "ودؤوب"، يقول: وإلحاح عليه، تقول: دأبت على الشيء، قال الشاعر:



دأبـت إلــى أن ينـبـت الـظـل بعـدمـاتقاصر حتى كاد في الآل يمصح

وقوله عز وجل: {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ} يقول: كعادتهم وسنتهم، ومثله الدين والديدن، وقد مر هذا). [الكامل: 1/483]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (12) }

تفسير قوله تعالى: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آَيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (13) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (ومما جاء في الشعر فيه الاسم وفرّق النعت وصار مجروراً قوله وهو رجل من باهلة:


بكيت وما بكا رجلٍ حليمٍعلى ربعيـن مسلـوبٍ وبـالٍ

كذا سمعنا العرب تنشده والقوافي مجرورةٌ.
ومنه أيضاً مررت بثلاثة نفرٍ رجلين مسلمين ورجلٍ كافرٍ جمعت الاسم وفصّلت العدّة ثم نعتّه وفسّرته. وإن شئت أجريته مجرى الأوّل في الابتداء فترفعه وفى البدل فتجرّه. قال الراجز وهو العجاج:


خوّى على مستوياتٍ خمسكــــركــــرةٍ وثــفـــنـــاتٍ مــــلـــــس

وهذا يكون على وجهين على البدل وعلى الصفة. ومثال ما يجئ في هذا الباب على الابتداء وعلى الصف والبدل قوله عزّ وجلّ: {قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة}. ومن الناس من يجرّ والجرّ على وجهين على الصفة وعلى البدل). [الكتاب: 1/431-432]
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (العين أنثى تحقيرها: عُيينة، وتجمعها: ثلاث أعين). [المذكور والمؤنث: 64]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وتقول: مررت برجلين: مسلم وكافر، ومسلم وكافر، كلاهما جيد بالغ.

وكذلك مررت برجلين: رجل مسلم، ورجل كافر، وإن شئت قلت: رجل مسلم ورجل كافر.
أما الخفض فعلى النعت، ورددت الاسم توكيداً.
وأما الرفع فعلى التبعيض، وتقديره: أحدهما مسلم، والآخر كافر. والآية تقرأ على وجهين، وهو قول الله عز وجل: {قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة} بالرفع والخفض). [المقتضب: 4/290]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (ومثْل حرف من الأضداد، يقال: (مثل) للمشبه
للشيء والمعادل له، ويقال: (مثل) للضعف، فيكون واقعا على المثلين؛ زعم الفراء أنه يقال: رأيتكم مثلكم، يراد به رأيتكم ضعفكم، ورأيتكم مثليكم، يراد به رأيتكم ضعفيكم؛ من هذا قول الله عز وجل: {يرونهم مثليهم رأي العين}، معناه يرى المسلمون المشركين ضعفيهم، أي ثلاثة أمثالهم؛ لأن المسلمين كانوا يوم بدر ثلاثمائة وأربعة عشر رجلا، وكان المشركون تسعمائة وخمسين رجلا، فكان المسلمون يرون المشركين على عددهم ثلاثة أمثالهم.
فإن قال قائل: كيف كان هذا في هذه الآية تكثيرا وفي سورة الأنفال تقليلا حين يقول جل وعز: {وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم}.
قيل له: هذه آية للمسلمين أخبرهم بها، وتلك آية للمشركين؛ مع أنك قائل في الكلام: إني لأرى كثيركم قليلا، أي قد هون علي، فأنا أرى الثلاثة اثنين.
قال أبو بكر: هذا قول الفراء؛ وقد طعن عليه فيه
بعض البصريين، فقال: محال أن يكون المسلمون رأوا المشركين يوم بدر على كمال عددهم تسعمائة وخمسين، لأنه لو كان الأمر كذا بطلت الآية؛ ولم يكن في هذا أعجوبة ينبه الله عليها خلقه، وإنما معنى الآية: يرى المسلمون المشركين مثليهم ستمائة ونيفا وعشرين، لتصح الأعجوبة، بأن يروهم أقل من عددهم.
قال أبو بكر: لا حجة على الفراء في هذا؛ لأن الأعجوبة لم تكن في العدد، وإنما كانت في الجزع الذي أوقعه الله جل وعز في قلوب المشركين، على كثرة عددهم، وقلة عدد المسلمين، وللشجاعة التي أوقعها الله في قلوب المسلمين فهان المشركون عليهم وهو يتبينون كثرة عددهم، وصار احتقار المسلمين إياهم على كمال العدد أعجب من احتقارهم إياهم على نقصان العدد. وقد أجاز الفراء القول الآخر، واختار الأول، وقال: الدليل على أن المثل يقع على المثلين، أن الرجل يقول وعنده عبد: أحتاج إلى مثلي عبدي، فمعناه أحتاج إلى ثلاثة؛ لأنه غير مستغن عن عبده، ويقول: أحتاج إلى مثل هذا الألف، يريد: أحتاج إلى ألفين.
ومن قرأ: (ترونهم مثليهم) جعل الفعل لليهود، أي
يا معاشر اليهود، ترون المشركين مثلي المسلمين.
وقال أبو عمرو بن العلاء: من قرأ: (ترونهم) بالتاء لزمه، أن يقول: (مثليكم)، فرد هذا القول على أبي عمرو، وقيل: المخاطبون اليهود، والهاء والميم المتصلتان بـ«مثل» للمسلمين.
وقال الفراء: يجوز أن يكون {يرونهم} بالياء لليهود، وإن كان قد تقدم خطابهم في قوله عز وجل: {قد كان لكم آية}، لأن العرب ترجع من الخطاب إلى الغيبة، ومن الغيبة إلى الخطاب، كقوله عز وجل: {حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم}، أراد (بكم). وقال عز وجل في موضع آخر: {وسقاهم ربهم شرابا طهورا * إن هذا كان لكم جزاء}، معناه كان لهم جزاء، فرجع من الغيبة إلى الخطاب، وقال الأعشى:


عنده البر والتقى وأسى الصدع وحــمــل لـمـضـلـع الأثــقــال
ووفــــاء إذا أجــــرت فــمــا غــــرت حــبــال وصـلـتـهــا بـحــبــال
أريـحـي صـلـت يـطـل لــه الـقـوم ركــــــــــودا قــيــامـــهـــم للهلال

...
وقال أبو عبيد: معنى قوله تبارك وتعالى: {يرونهم مثليهم} يرى المشركون المسلمين مثليهم. ويروى عن ابن عباس {يرونهم مثليهم}، أي يُرِي الله المشركين المسلمين مثليهم. ويروى عن أبي عبد الرحمن (ترونهم مثليهم) على مثل معنى قراءة ابن عباس. والدليل على أن الضعف يكون بمعنى المثلين قول الشاعر – يعني عبد الله بن عامر:


وأضـعـف عـبـد الله إذ غــاب حـظـهعلى حظ لهفان من الحرص فاغر

أراد أعطاه مثلي جائزة اللهفان). [كتاب الأضداد: 131-136]

رد مع اقتباس