عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 08:37 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آَخَرِينَ (11) )

قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدثني رجل عن المحرر بن حريث قال: كان باليمن قريتان يقال لإحداهما حضوراء والأخرى قلاثة، قال: فبطروا وأترفوا حتى ما كانوا يغلقون أبوابهم، قال: فلما أترفوا بعث الله إليهم نبياً فدعاهم فقتلوه؛ فألقى الله في نفس بخت نصر أن يغزوهم فجهز إليهم جيشا فقاتلوهم فهزموا جيشه، فرجعوا إليه منهزمين؛ فجهز إليهم جيشا آخر أكثف من الأول فهزموهم؛ فلما رأى ذلك بخت بن نصر غزاهم هو نفسه فقاتلوهم فهزمهم حتى خرجوا منها يركضون؛ فسمعوا مناديا يقول: {لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم}، فرجعوا، فسمعوا صوتا يقول: يا آل ثأرات النبي، فقتلوا بالسيوف؛ فهي التي قال الله: {وكم قصمنا من قريةٍ كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين (11) فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون (12) لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون (13) قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين (14) فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين}). [الجامع في علوم القرآن: 1/69-70] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن الكلبي في قوله تعالى وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة قال هي حصون بني أزد). [تفسير عبد الرزاق: 2/22]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وكم قصمنا من قريةٍ كانت ظالمةً وأنشأنا بعدها قومًا آخرين (11) فلمّا أحسّوا بأسنا إذا هم منها يركضون}.
يقول تعالى ذكره: وكثيرًا قصمنا من قريةٍ. والقصم: أصله الكسر، يقال منه: قصمت ظهر فلانٍ إذا كسرته، وانقصمت سنّه: إذا انكسرت وهو ههنا معنيّ به: أهلكنا، وكذلك تأوّله أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وكم قصمنا} قال: " أهلكنا ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ قوله: {وكم قصمنا من قريةٍ} قال: " أهلكناها " قال ابن جريجٍ: {قصمنا من قريةٍ} قال: باليمن قصمنا، بالسّيف أهلكوا.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قول اللّه {قصمنا من قريةٍ} قال: قصمها أهلها.
وقوله: {من قريةٍ كانت ظالمةً} أجرى الكلام على القرية، والمراد بها أهلها لمعرفة السّامعين بمعناه. وكأنّ ظلمها كفرها باللّه، وتكذيبها رسله.
وقوله: {وأنشأنا بعدها قومًا آخرين} يقول تعالى ذكره: وأحدثنا بعد ما أهلكنا هؤلاء الظّلمة من أهل هذه القرية الّتي قصمناها بظلمها قومًا آخرين سواهم). [جامع البيان: 16/232-233]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وكم قصمنا من قرية يقول وكم أهلكنا). [تفسير مجاهد: 407-408]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن ابن عباس قال: بعث الله نبيا من حمير يقال له شعيب فوثب إليه عبد بعصا فسار إليهم بختنصر فقاتلهم فقتلهم حتى لم يبق منهم شيء وفيهم أنزل الله {وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة} إلى قوله: {خامدين} ). [الدر المنثور: 10/273]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن الكلبي {وكم قصمنا من قرية} قال: هي حصون بني أزد). [الدر المنثور: 10/273]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {وكم قصمنا من قرية} قال: أهلكناها، وفي قوله: {لا تركضوا} قال: لا تفروا، وفي قوله: {لعلكم تسألون} قال: تتفهمون). [الدر المنثور: 10/273-274]

تفسير قوله تعالى: (فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (12) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال غيره: {أحسّوا} [الأنبياء: 12] : «توقّعوا من أحسست»). [صحيح البخاري: 6/97]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال غيره أحسّوا توقّعوا من أحسست كذا لهم وللنّسفيّ وقال معمرٌ أحسّوا إلخ ومعمرٌ هذا هو بالسّكون وهو أبو عبيدة معمر بن المثنّى اللّغويّ وقد أكثر البخاريّ نقل كلامه فتارةً يصرّح بعزوه وتارةً يبهمه وقال أبو عبيدة في قوله فلمّا أحسوا بأسنا لقوه يقال هل أحسست فلانًا أي هل وجدته وهل أحسست من نفسك ضعفًا أو شرًّا). [فتح الباري: 8/436]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال غيره أحسّوا توقّعوه من أحسست
أي: قال غير عكرمة في معنى: (أحسوا) في قوله تعالى: {فلمّا أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون} (الأنبياء: 12) قال: معناه توقعوه، أي العذاب، وفي التّفسير أي: لما رأوا عذابنا إذا هم منها، أي: من القرية يركضون أي: يخرجون مسرعين، والركض في الأصل ضرب الدّابّة بالرجل، وقيل للسقي. قال معمر: موضع، قال غير عكرمة ومعمر بفتح الميمين هو أبو عبيدة معمر بن المثنى. قوله: (من أحسست) يعني أحسوا مشتقّ من أحسست من الإحساس وهو في الأصل العلم بالحواس وهي مشاعر الإنسان كالعين والأذن والأنف واللّسان واليد، ومن هذا قال بعض المفسّرين: يعني فلمّا أحسوا أي فلمّا أدركوا بحواسهم شدّة عذابنا وبطشنا علم حس ومشاهدة لم يشكوا فيها إذا هم منها يركضون أي يهربون سراعًا). [عمدة القاري: 19/63]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال غيره): غير عكرمة ({أحسوا}) في قوله تعالى: {فلما أحسوا بأسنا} [الأنبياء: 12] أي (توقعوه) ولأبي ذر توقعوا بحذف الضمير مشتق (من أحسست) من الإحساس وقال في الأنوار فلما أدركوا شدة عذابنا إدراك المشاهد المحسوس). [إرشاد الساري: 7/241]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فلمّا أحسّوا بأسنا} يقول: فلمّا عاينوا عذابنا قد حلّ بهم ورأوه ووجدوا مسّه.
يقال منه: قد أحسست من فلانٍ ضعفًا، وأحسته منه {إذا هم مّنها يركضون} يقول: إذا هم ممّا أحسّوا بأسنا النّازل بهم يهربون سراعًا عجلى يعدون منهزمين، يقال منه: ركض فلانٌ فرسه: إذا كدّه بساقيه). [جامع البيان: 16/233]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {إذا هم منها يركضون} قال: يفرون). [الدر المنثور: 10/274]

تفسير قوله تعالى: (لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدثني رجل عن المحرر بن حريث قال: كان باليمن قريتان يقال لإحداهما حضوراء والأخرى قلاثة، قال: فبطروا وأترفوا حتى ما كانوا يغلقون أبوابهم، قال: فلما أترفوا بعث الله إليهم نبياً فدعاهم فقتلوه؛ فألقى الله في نفس بخت نصر أن يغزوهم فجهز إليهم جيشا فقاتلوهم فهزموا جيشه، فرجعوا إليه منهزمين؛ فجهز إليهم جيشا آخر أكثف من الأول فهزموهم؛ فلما رأي ذلك بخت بن نصر غزاهم هو نفسه فقاتلوهم فهزمهم حتى خرجوا منها يركضون؛ فسمعوا مناديا يقول: {لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم}، فرجعوا، فسمعوا صوتا يقول: يا آل ثأرات النبي، فقتلوا بالسيوف؛ فهي التي قال الله: {وكم قصمنا من قريةٍ كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين}). [الجامع في علوم القرآن: 1/69-70]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى وارجعوا إلى ما أترفتم فيه قال يقول إلى ما أترفتم فيه من دنياكم لعلكم تسألون من دنياكم شيئا استهزاء بهم قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين قال فما هجيراهم إلا الويل فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين يقول حتى هلكوا). [تفسير عبد الرزاق: 2/22]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: {لعلّكم تسألون} [الأنبياء: 13] : «تفهمون»). [صحيح البخاري: 6/97]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهد لعلّكم تسئلون تفهمون وصله الفريابيّ من طريقه ولابن المنذر من وجهٍ آخر عنه تفقهون). [فتح الباري: 8/437]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال مجاهد {لعلّكم تسألون} تفهمون ارتضى رضي التماثيل الأصنام السّجل الصّحيفة
قال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 13 الأنبياء {لعلّكم تسألون} قال تفقهون
وفي قوله 28 الأنبياء {ولا يشفعون إلّا لمن ارتضى} لمن رضي عنه
وبه في قوله 52 الأنبياء {ما هذه التماثيل} قال الأصنام). [تغليق التعليق: 4/258-259]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال مجاهدٌ: لعلّكم تسألون تفهمون
أي: قال مجاهد في قوله تعالى: {لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلّكم تسألون} (الأنبياء: 13) قال: أي: (تفهمون) ، وقال الحنظلي: حدثنا حجاج عن شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد: ولفظه تفقهون، وكذا هو عند ابن المنذر). [عمدة القاري: 19/64]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال مجاهد) فيما وصله الفريابي في قوله: ({لعلكم تسألون}) أي (تفهمون) بضم الفوقية وسكون الفاء وفتح الهاء مخففة وفي نسخة تفهمون بفتح فسكون ففتح مخففًا، ولابن المنذر من وجه آخر تفقهون، وقال بعضهم: أي ارجعوا إلى نعمتكم ومساكنكم لعلكم تسئلون عما جرى عليكم ونزل بأموالكم ومساكنكم فتجيبوا السائل عن علم ومشاهدة). [إرشاد الساري: 7/241-242]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلّكم تسألون}.
يقول تعالى ذكره: لا تهربوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه: يقول: إلى ما أنعمتم فيه من عيشتكم، ومساكنكم.
- كما حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلّكم تسألون} يعني من نزل به العذاب في الدّنيا ممّن كان يعصي اللّه من الأمم.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {لا تركضوا} لا تفرّوا.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ مثله.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {وارجعوا إلى ما أترفتم فيه} يقول: ارجعوا إلى دنياكم الّتي أترفتم فيها.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {وارجعوا إلى ما أترفتم فيه} قال: إلى ما أترفتم فيه من دنياكم.
واختلف أهل التّأويل في معنى قوله: {لعلّكم تسألون} فقال بعضهم: معناه: لعلّكم تفقهون، وتفهمون بالمسألة.
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {لعلّكم تسألون} قال: تفقهون.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {لعلّكم تسألون} قال: تفقهون.
وقال آخرون: بل معناه: لعلّكم تسألون من دنياكم شيئًا على وجه السّخرية والاستهزاء.
ذكر من قال ذلك
- حدّثني بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {لعلّكم تسألون} استهزاءً بهم.
- حدّثني محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {لعلّكم تسألون} من دنياكم شيئًا، استهزاءً بهم). [جامع البيان: 16/234-236]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله لا تركضوا يقول لا تفروا). [تفسير مجاهد: 408]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ومساكنكم لعلكم تسألون يقول لعلكم تفقهون). [تفسير مجاهد: 408]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {وكم قصمنا من قرية} قال: أهلكناها، وفي قوله: {لا تركضوا} قال: لا تفروا، وفي قوله: {لعلكم تسألون} قال: تتفهمون). [الدر المنثور: 10/273-274] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع في الآية قال: كانوا إذا أحسوا بالعذاب وذهبت عنهم الرسل من بعد ما أنذروهم فكذبوهم فلما فقدوا الرسل وأحسوا بالعذاب أرادوا الرجعة إلى الإيمان وركضوا هاربين من العذاب فقيل لهم: لا تركضوا، فعرفوا أنه لا محيص لهم). [الدر المنثور: 10/274]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وارجعوا إلى ما أترفتم فيه} يقول: ارجعوا إلى دنياكم التي أترفتم فيها {لعلكم تسألون} من دنياكم شيئا استهزاء بهم، وفي قوله: {فما زالت تلك دعواهم} قال: لما رأوا العذاب وعاينوه لم يكن لهم هجيري إلا قولهم: {إنا كنا ظالمين} حتى دمر الله عليهم وأهلكهم). [الدر المنثور: 10/274]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: {وارجعوا إلى ما أترفتم فيه} قال: ارجعوا إلى دوركم وأموالكم). [الدر المنثور: 10/274]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب قال: حدثني رجل من المحررين قال: كان باليمن قريتان يقال لإحداهما حضور والأخرى فلانة فبطروا وأترفوا حتى كانوا يغلقون أبوابهم فلما أترفوا بعث الله إليهم نبيا فدعاهم فقتلوه فألقى الله في قلب بختنصر أن يغزوهم فجهز إليهم جيشا فقاتلوهم فهزموا جيشه ثم رجعوا منهزمين إليه فجهز إليهم جيشا آخر أكثف من الأول فهزموهم أيضا فلما رأى بختنصر ذلك غزاهم هو بنفسه فقاتلوه فهزمهم حتى خرجوا منها يركضون فسمعوا مناديا يقول: (لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم) فرجعوا فسمعوا مناديا يقول: يا لثارات النّبيّ فقتلوا بالسيف فهي التي قال الله: {وكم قصمنا من قرية} إلى قوله: {خامدين} ). [الدر المنثور: 10/275]

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قالوا يا ويلنا إنّا كنّا ظالمين (14) فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين}.
يقول تعالى ذكره: قال هؤلاء الّذين أحلّ اللّه بهم بأسه بظلمهم لمّا نزل بهم بأس اللّه: يا ويلنا إنّا كنّا ظالمين بكفرنا بربّنا، {فما زالت تلك دعواهم} يقول: فلم تزل دعواهم، حين أتاهم بأس اللّه، بظلمهم أنفسهم: {يا ويلنا إنّا كنّا ظالمين} حتّى قتلهم اللّه فحصدهم بالسّيف، كما يحصد الزّرع، ويستأصل قطعًا بالمناجل.
وقوله {خامدين} يقول: هالكين، قد انطفأت شرارتهم، وسكنت حركتهم، فصاروا همودًا كما تخمد النّار فتطفأ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فما زالت تلك دعواهم} الآية فلمّا رأوا العذاب وعاينوه لم يكن لهم هجّيرى إلاّ قولهم: {يا ويلنا إنّا كنّا ظالمين} حتّى دمّر اللّه عليهم وأهلكهم.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {قالوا يا ويلنا إنّا كنّا ظالمين (14) فما زالت تلك دعواهم} قال: فما كان هجرياهم إلا الويل {حتّى جعلناهم حصيدًا خامدين} يقول: حتّى هلكوا.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ،، قال ابن عبّاسٍ: {حصيدًا} الحصاد، {خامدين} خمود النّار إذا طفئت.
- حدّثنا سعيد بن الرّبيع، قال: حدّثنا سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: إنّهم كانوا أهل حصونٍ، وإنّ اللّه بعث عليهم بختنصّر، فبعث إليهم جيشًا فقتلهم بالسّيف، وقتلوا نبيًّا لهم، فحصدوا بالسّيف، وذلك قوله {فما زالت تلك دعواهم حتّى جعلناهم حصيدًا خامدين} بالسّيف). [جامع البيان: 16/236-237]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وارجعوا إلى ما أترفتم فيه} يقول: ارجعوا إلى دنياكم التي أترفتم فيها {لعلكم تسألون} من دنياكم شيئا استهزاء بهم، وفي قوله: {فما زالت تلك دعواهم} قال: لما رأوا العذاب وعاينوه لم يكن لهم هجيري إلا قولهم: {إنا كنا ظالمين} حتى دمر الله عليهم وأهلكهم). [الدر المنثور: 10/274] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ (15) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد حتى جعلناهم حصيدا خامدين قال ضربا بالسيف). [تفسير عبد الرزاق: 2/22]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({خامدين} [الأنبياء: 15] : «هامدين» ، و(الحصيد): «مستأصلٌ، يقع على الواحد والاثنين والجميع»). [صحيح البخاري: 6/97]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله خامدين هامدين قال أبو عبيدة في قوله حصيدا خامدين مجاز خامدٍ أي هامدٍ كما يقال للنّار إذا طفّئت خمدت قال والحصيد المستأصل وهو يوصف بلفظ الواحد والاثنين والجمع من الذّكر والأنثى سواءٌ كأنّه أجري مجرى المصدر قال ومثله كانتا رتقا ومثله فجعلهم جذاذا قوله والحصيد مستأصلٌ يقع على الواحد والاثنين والجميع كذا لأبي ذرٍّ ولغيره حصيدًا مستأصلًا وهو قول أبي عبيدة كما ذكرته قبل تنبيهٌ هذه القصّة نزلت في أهل حضورٍ بفتح المهملة وضمّ المعجمة قريةٌ بصنعاء من اليمن وبه جزم بن الكلبيّ وقيل بناحية الحجاز من جهة الشّام بعث إليهم نبيٌّ من حمير يقال له شعيبٌ وليس صاحب مدين بين زمن سليمان وعيسى فكذّبوه فقصمهم اللّه تعالى ذكره الكلبيّ وقد روى قصّته بن مردويه من حديث بن عبّاسٍ ولم يسمّه). [فتح الباري: 8/436]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (خامدين هامدين
أشار به إلى قوله تعالى: {حتّى جعلناهم حصيداً خامدين} (الأنبياء: 15) وفسره بقوله: (هامدين) وكذا فسره أبو عبيدة، يقال: همدت النّار تمهد هموداً، أي: طفيت وذهبت البتّة، والهمدة السكتة وهمد الثّوب يهمد هموداً أي: بلى وأهمد في المكان أقام، وأهمد في السّير أسرع، وهذا الحرف من الأضداد وأرض هامدة لا نبات بها ونبات هامد يابس، وفي التّفسير معنى خامدين ميتين.

حصيدٌ مستأصلٌ يقع على الواحد والاثنين والجميع
أشار به إلى قوله تعالى: {حتّى جعلناهم حصيداً} (الأنبياء: 15) وفسّر الحصيد بقوله: (مستأصل) وهو من الاستئصال، وهو قلع الشّيء من أصله. قوله: (يقع) أي: لفظ حصيد يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع من الذّكور والإناث). [عمدة القاري: 19/63-64]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({خامدين}) أي (هامدين) قاله أبو عبيدة.
({حصيدًا}) ولأبي ذر والحصيد أي في قوله تعالى: {حتى جعلناهم حصيدًا خامدين} [الأنبياء: 15] معناه (مستأصل) كالنبت المحصول شبههم في استئصالهم به كما تقول جعلناهم رمادًا أي مثل الرماد ولفظه (يقع على الواحد والاثنين والجميع) وهو مفعول ثان لأن الجعل هنا تصيير.
فإن قلت: كيف ينصب جعل ثلاثة مفاعيل؟ أجيب: بأن حصيدًا وخامدين يجوز أن يكونا من باب هذا حلو حامض كأنه قيل جعلناهم جامعين بين الوصفين جميعًا والمعنى أنهم هلكوا بذلك العذاب حتى لم يبق حس ولا حركة وجفوا كما يجف الحصيد وخمدوا كما تخمد النار). [إرشاد الساري: 7/241]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قالوا يا ويلنا إنّا كنّا ظالمين (14) فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين}.
يقول تعالى ذكره: قال هؤلاء الّذين أحلّ اللّه بهم بأسه بظلمهم لمّا نزل بهم بأس اللّه: يا ويلنا إنّا كنّا ظالمين بكفرنا بربّنا، {فما زالت تلك دعواهم} يقول: فلم تزل دعواهم، حين أتاهم بأس اللّه، بظلمهم أنفسهم: {يا ويلنا إنّا كنّا ظالمين} حتّى قتلهم اللّه فحصدهم بالسّيف، كما يحصد الزّرع، ويستأصل قطعًا بالمناجل.
وقوله {خامدين} يقول: هالكين، قد انطفأت شرارتهم، وسكنت حركتهم، فصاروا همودًا كما تخمد النّار فتطفأ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فما زالت تلك دعواهم} الآية فلمّا رأوا العذاب وعاينوه لم يكن لهم هجّيرى إلاّ قولهم: {يا ويلنا إنّا كنّا ظالمين} حتّى دمّر اللّه عليهم وأهلكهم.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {قالوا يا ويلنا إنّا كنّا ظالمين (14) فما زالت تلك دعواهم} قال: فما كان هجرياهم إلا الويل {حتّى جعلناهم حصيدًا خامدين} يقول: حتّى هلكوا.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ،، قال ابن عبّاسٍ: {حصيدًا} الحصاد، {خامدين} خمود النّار إذا طفئت.
- حدّثنا سعيد بن الرّبيع، قال: حدّثنا سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: إنّهم كانوا أهل حصونٍ، وإنّ اللّه بعث عليهم بختنصّر، فبعث إليهم جيشًا فقتلهم بالسّيف، وقتلوا نبيًّا لهم، فحصدوا بالسّيف، وذلك قوله {فما زالت تلك دعواهم حتّى جعلناهم حصيدًا خامدين} بالسّيف). [جامع البيان: 16/236-237] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وارجعوا إلى ما أترفتم فيه} يقول: ارجعوا إلى دنياكم التي أترفتم فيها {لعلكم تسألون} من دنياكم شيئا استهزاء بهم، وفي قوله: {فما زالت تلك دعواهم} قال: لما رأوا العذاب وعاينوه لم يكن لهم هجيري إلا قولهم: {إنا كنا ظالمين} حتى دمر الله عليهم وأهلكهم). [الدر المنثور: 10/274] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد {فما زالت تلك دعواهم} قال: هم أهل حصون كانوا قتلوا نبيهم فأرسل الله عليهم بختنصر فقتلهم.
وفي قوله: {حتى جعلناهم حصيدا خامدين} قال: بالسيف ضربت الملائكة وجوههم حتى رجعوا إلى مساكنهم). [الدر المنثور: 10/274-275]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {حتى جعلناهم حصيدا} قال: الحصاد {خامدين} قال: كخمود النار إذا طفئت). [الدر المنثور: 10/275]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {خامدين} قال: ميتين، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت لبيد بن ربيعة وهو يقول:
خلوا ثيابهن على عوراتهم * فهم بأفنية البيوت خمود). [الدر المنثور: 10/275-276]


رد مع اقتباس