عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 23 شعبان 1435هـ/21-06-2014م, 06:42 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذا ما أنزلت سورةٌ فمنهم من يقول أيّكم زادته هذه إيمانًا فأمّا الّذين آمنوا فزادتهم إيمانًا وهم يستبشرون (124) وأمّا الّذين في قلوبهم مرضٌ فزادتهم رجسًا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون (125)}
يقول تعالى: {وإذا ما أنزلت سورةٌ} فمن المنافقين {من يقول أيّكم زادته هذه إيمانًا}؟ أي: يقول بعضهم لبعضٍ أيّكم زادته هذه السّورة إيمانًا؟ قال اللّه تعالى: {فأمّا الّذين آمنوا فزادتهم إيمانًا وهم يستبشرون}.
وهذه الآية من أكبر الدّلائل على أنّ الإيمان يزيد وينقص، كما هو مذهب أكثر السّلف والخلف من أئمّة العلماء، بل قد حكى الإجماع على ذلك غير واحدٍ، وقد بسط الكلام على هذه المسألة في أوّل "شرح البخاريّ" رحمه اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 239]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (125) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأمّا الّذين في قلوبهم مرضٌ فزادتهم رجسًا إلى رجسهم} أي: زادتهم شكًّا إلى شكّهم، وريبًا إلى ريبهم، كما قال تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين ولا يزيد الظّالمين إلا خسارًا} [الإسراء: 82]، وقال تعالى: {قل هو للّذين آمنوا هدًى وشفاءٌ والّذين لا يؤمنون في آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمًى أولئك ينادون من مكانٍ بعيدٍ} [فصّلت: 44]، وهذا من جملة شقائهم أنّ ما يهدي القلوب يكون سببًا لضلالهم ودمارهم، كما أنّ سيّئ المزاج لو غذّي بما غذّي به لا يزيده إلا خبالا ونقصا). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 239]

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ (126) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أولا يرون أنّهم يفتنون في كلّ عامٍ مرّةً أو مرّتين ثمّ لا يتوبون ولا هم يذّكّرون (126) وإذا ما أنزلت سورةٌ نظر بعضهم إلى بعضٍ هل يراكم من أحدٍ ثمّ انصرفوا صرف اللّه قلوبهم بأنّهم قومٌ لا يفقهون (127)}
يقول تعالى: أولا يرى هؤلاء المنافقون {أنّهم يفتنون} أي: يختبرون {في كلّ عامٍ مرّةً أو مرّتين ثمّ لا يتوبون ولا هم يذّكّرون} أي: لا يتوبون من ذنوبهم السّالفة، ولا هم يذكرون فيما يستقبل من أحوالهم.
قال مجاهدٌ: يختبرون بالسّنة والجوع.
وقال قتادة: بالغزو في السّنة مرّةً أو مرّتين.
وقال شريكٌ، عن جابرٍ -هو الجعفيّ -عن أبي الضّحى، عن حذيفة: {أولا يرون أنّهم يفتنون في كلّ عامٍ مرّةً أو مرّتين} قال: كنّا نسمع في كلّ عامٍ كذبةً أو كذبتين، فيضلّ بها فئامٌ من النّاس كثيرٌ. رواه ابن جريرٍ.
وفي الحديث عن أنسٍ: "لا يزداد الأمر إلّا شدّةً، ولا يزداد النّاس إلّا شحًّا، وما من عامٍ إلّا والّذي بعده شرٌّ منه"، سمعته من نبيّكم صلّى اللّه عليه وسلّم). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 240]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (127) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وإذا ما أنزلت سورةٌ نظر بعضهم إلى بعضٍ هل يراكم من أحدٍ ثمّ انصرفوا صرف اللّه قلوبهم بأنّهم قومٌ لا يفقهون} هذا أيضًا إخبارٌ عن المنافقين أنّهم إذا أنزلت سورةٌ على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، {نظر بعضهم إلى بعضٍ} أي: تلفّتوا، {هل يراكم من أحدٍ ثمّ انصرفوا} أي: تولّوا عن الحقّ وانصرفوا عنه، وهذا حالهم في الدّين لا يثبتون عند الحقّ ولا يقبلونه ولا يقيمونه كما قال تعالى: {فما لهم عن التّذكرة معرضين. كأنّهم حمرٌ مستنفرةٌ. فرّت من قسورةٍ} [المدّثّر: 49-51]، وقال تعالى: {فمال الّذين كفروا قبلك مهطعين. عن اليمين وعن الشّمال عزين} [المعارج:36، 37]، أي: ما لهؤلاء القوم يتقلّلون عنك يمينًا وشمالًا هروبًا من الحقّ، وذهابًا إلى الباطل.
وقوله: {ثمّ انصرفوا صرف اللّه قلوبهم} كقوله: {فلمّا زاغوا أزاغ اللّه قلوبهم} [الصف: 5]، {بأنّهم قومٌ لا يفقهون} أي: لا يفهمون عن اللّه خطابه، ولا يقصدون لفهمه ولا يريدونه، بل هم في شدهٍ عنه ونفورٍ منه فلهذا صاروا إلى ما صاروا إليه). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 240-241]


رد مع اقتباس