عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 05:56 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {كنّا طرائق قدداً...} كنا فرقا مختلفةً أهواؤنا، والطريقة طريقة الرجل، ويقال أيضا للقوم هم طريقة قومهم إذا كانوا رؤساءهم، والواحد أيضا: طريقة قومه، وكذلك يقال للواحد: هذا نظورة قومه للذين ينظرون إليه منهم، وبعض العرب يقول: نظيرة قومه، ويجمعان جميعا: نظائر). [معاني القرآن: 3/193]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({كنّا طرائق قدداً} واحد الطرائق الطريقة ؛ واحد القدد قدة أي ضروباً أو أجناساً). [مجاز القرآن: 2/272]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({كنتا طرائق قددا}: واحد الطرائق طريقة، وواحد القدد قدة. أي ضروبا وأجناسا). [غريب القرآن وتفسيره: 393]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({كنّا طرائق قدداً} أي كنا فرقا مختلفة أهواؤنا.و«القدد»: جمع «قدة»، وهي بمنزلة قطعة وقطع [في التقدير والمعنى] ). [تفسير غريب القرآن: 490]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ثم قالت الجن: {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ} بعد استماع القرآن: {وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ} أي: منّا بررة أتقياء، ومنا دون البررة، وهم مسلمون و{كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا} أي: أصنافا، وكلّ فرقة قدّة، وهي مثل قطعة في التقدير وفي المعنى، فكأنّهم قالوا: نحن أصناف وقطع). [تأويل مشكل القرآن: 431]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وأنّا منّا الصّالحون ومنّا دون ذلك كنّا طرائق قددا (11)}
(قددا) متفرقون، أي كنا جماعات، متفرقين، مسلمين وغير مسلمين). [معاني القرآن: 5/235]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ( (طرائق قددا) الطرائق: الجماعات، والقدد: الفرق، واحدتها: قدة). [ياقوتة الصراط: 535]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({قِدَداً} أي فِرَقاً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 282]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({طَرَائِقَ}: ضروباً وأجناساً {قِدَدًا}: فرقاً). [العمدة في غريب القرآن: 318]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {وأنّا ظننّا أن لّن نّعجز اللّه في الأرض...} على اليقين علمنا.وقد قرأ بعض القراء: "أن لن تقوّل الإنس والجنّ" ولست أسميه). [معاني القرآن: 3/193]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وأنّا ظننّا أن لن نعجز اللّه} أي استيقنا). [تفسير غريب القرآن: 490]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فلا يخاف بخساً ...} لا ينقص من ثواب عمله.
{ولا رهقاً...} ولا ظلماً). [معاني القرآن: 3/193]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {فلا يخاف بخساً}، أي نقصا من الثواب، {ولا رهقاً} أي ظلما. وأصل «الرهق»: ما رهق الإنسان من عيب أو ظلم). [تفسير غريب القرآن: 490]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بَخْساً} أي نقصاً من الثواب.
{رَهَقاً} أي ظلما، وأصل الرهق: العيب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 282]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ومنّا القاسطون...} وهم: الجائرون الكفار، والمقسطون: العادلون المسلمون). [معاني القرآن: 3/193]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فمن أسلم فأولئك تحرّوا رشداً...} يقول: أمّوا الهدى واتبعوه). [معاني القرآن: 3/193]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({تحرّوا رشداً} توخوا وعمدوا قال امرؤ القيس:
ديمةٌ هطلاء فيها وطفٌ = طبق الأرض تحرّى وتدر). [مجاز القرآن: 2/272]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( و{القاسطون}: الجائرون. يقال: قسط، إذا جاز.وأقسط: إذا عدل.{فأولئك تحرّوا رشداً} أي توخّوه وأمّوه). [تفسير غريب القرآن: 490]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ثم قالت الجن: {وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ} أي: الكافرون، الآية. وانقطع كلام الجن). [تأويل مشكل القرآن: 431]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {وأنّا منّا المسلمون ومنّا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحرّوا رشدا (14)} هذا تفسير قولهم: {كنّا طرائق قددا}، والقاسطون: الجائرون.
وقوله {فأولئك تحرّوا رشدا} يعني قصدوا طريق الحق والرشد، ولا أعلم أحدا قرأ في هذه السورة رشدا، والرّشد والرّشد يجوز في العربية، إلا أن أواخر الآي فيما قبل الرّشد وبعده على الفتح، مبني على فعل، فأواخر الآي أن يكون على هذا اللفظ وتستوي أحسن، فإن ثبتت في القراءة بها رواية فالقراءة بها جائزة.
ولا يجوز أن تقرأ بما يجوز في العربية إلا أن تثبت بذلك رواية وقراءة عن إمام يقتدى بقراءته، فإن اتباع القراءة السنة، وتتبع الحروف الشواذ والقراءة بها بدعة). [معاني القرآن: 5/235]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ):{الْقَاسِطُونَ} الجـائـرون. يقال: قسط يَقْسِط، وأَقْسَطَ يُقْسِطُ. قَسَطَ: إذا جار، وأقسط: إذا عدل.
{تَحَرَّوْا رَشَداً} أي توخَّوه وأَمُّوه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 282]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {وأمّا القاسطون فكانوا لجهنّم حطبا (15)} يقال قسط الرجل إذا جار، وأقسط إذا عدل). [معاني القرآن: 5/235]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وكان عاصم يكسر ما كان من قول الجن، ويفتح ما كان من الوحي. فأما الذين فتحوا كلها فإنهم ردّوا "أنّ" في كل سورة على قوله: فآمنا به، وآمنا بكل ذلك، ففتحت "أن" لوقوع الإيمان عليها، وأنت مع ذلك تجد الإيمان يحسن في بعض ما فتح، ويقبح في بعض، ولا يمنعك ذلك من إمضائهن على الفتح، فإن الذي يقبح من ظهور الإيمان قد يحسن فيه فعلٌ مضارعٌ للإيمان يوجب فتح أنّ كما قالت العرب:
إذا ما الغانيات برزن يوماً = وزجّجن الحواجب والعيونا
فنصب العيون باتباعها الحواجب، وهي لا تزجج إنما تكحّل، فأضمر لها الكحل، وكذلك يضمر في الموضع الذي لا يحسن فيه آمنّا، ويحسن: صدقنا، وألهمنا، وشهدنا، ويقوّي النصب قوله: {وأن لّو استقاموا على الطّريقة}، فينبغي لمن كسر أن يحذف (أن) من (لو)؛ لأنّ (أن) إذا خففت لم تكن في حكايةٍ، ألا ترى أنك تقول: أقول لو فعلت لفعلت، ولا تدخل (أن).
وأمّا الذين كسروا كلها فهم في ذلك يقولون: {وأن لو استقاموا} فكأنهم أضمروا يميناً مع لو، وقطعوها عن النسق على أول الكلام، فقالوا: والله أن لو استقاموا. والعرب تدخل أن في هذا الموضع مع اليمين وتحذفها، قال الشاعر:
فأقسم لو شيء أتانا رسوله = سواك، ولكن لم نجد لك مدفعا
وأنشدني آخر:
أما والله أن لو كنت حرًّا = وما بالحرّ أنت ولا العتيق
ومن كسر كلها ونصب: {وأن المساجد لله} خصّه بالوحي، وجعل: وأن لو مضمرة فيها اليمين على ما وصفت لك). [معاني القرآن: 3/191-192](م)
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وألّو استقاموا على الطّريقة...}: على طريقة الكفر {لأسقيناهم مّاء غدقاً} يكون زيادة في أموالهم ومواشيهم، ومثلها قوله: {ولولا أن يكون النّاس أمّةً واحدةً لّجعلنا لمن يكفر بالرّحمن لبيوتهم سقفاً مّن فضّةٍ} يقول: تفعل ذلك بهم ليكون فتنة عليهم في الدنيا، وزيادة في عذاب الآخرة). [معاني القرآن: 3/193-194]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ماءً غدقاً} الغدق الكثير). [مجاز القرآن: 2/272]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ماء غدقا}: الغدق الكثير). [غريب القرآن وتفسيره: 393]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وأن لو استقاموا على الطّريقة} يقال: طريقة الكفر، {لأسقيناهم ماءً غدقاً}. و«الغدق»: الكثير. وهذا مثل «لزدناهم في أموالهم ومواشيهم». ومثله: {ولولا أن يكون النّاس أمّةً}، أي كفرة كلهم. هذا بمعنى قول الفراء.وقال غيرة: «وأن لو استقاموا على الهدى جميعا: لأوسعنا عليهم»). [تفسير غريب القرآن: 490]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال الله تعالى: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا} أي: لو آمنوا جميعا لوسّعنا عليهم في الدنيا. وضرب الماء الغدق، وهو الكثير، لذلك مثلا، لأنّ الخير والرّزق كلّه بالمطر يكون، فأقيم مقامه إذ كان سببه، على ما أعلمتك في المجاز.
{لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ} أي لتختبرهم فنعلم كيف شكرهم.
وفيه قول آخر، يقول: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا} جميعا على طريقة الكفر: لوسّعنا عليهم وجعلنا ذلك فتنة لهم و(أن) منصوبة منسوقة على ما تقدّم من قوله سبحانه.
ثم قال: {وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا} أي يدخله عذابا شاقا.
يقال: سلكت الخيط في الحبّة وأسلكته: إذا أدخلته، ومنه سمّي الخيط سلكا، تقول: سلكته سلكا، فتفتح أوّل المصدر. وتقول للخيط: هذا السّلك، فتكسر أوّل الاسم، مثل القطف والقطف.
ومن الصّعد قيل: تصعّدني هذا الأمر، أي شقّ علي. والصّعود: العقبة الشّاقة.
ومنه قوله: {سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا}). [تأويل مشكل القرآن: 431-432]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وألّو استقاموا على الطّريقة لأسقيناهم ماء غدقا (16) لنفتنهم فيه..} وهذا تفسيره لو استقاموا على الطريقة التي هي طريق الهدي لأسقيناهم ماء غدقا غدقا. والغدق الكثير، ودليل هذا التفسير قوله عزّ وجلّ: {ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا عليهم بركات من السّماء والأرض}, وكقوله: {لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم} وقد قيل إنه يعني به: لو استقاموا على طريقة الكفر.
ودليل هذا التفسير عندهم قوله تعالى: {ولولا أن يكون النّاس أمّة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرّحمن لبيوتهم سقفا من فضّة ومعارج عليها يظهرون}.
والذي يختار وهو أكثر التفسير أن يكون يعنى بالطريقة طريق الهدى؛ لأن الطريقة معرفة بالألف واللام. والأوجب أن يكون طريقة الهدى. واللّه أعلم). [معاني القرآن: 5/235-236]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ويقرأ (لأسقيناهم ماء غدقا)، والغدق المصدر، والغدق اسم الفاعل، تقول: غدق يغدق غدقا فهو غدق، إذا كثر الندى في المكان أو الماء). [معاني القرآن: 5/236]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً} يعني بالماء: الرزق، إذ الرزق وكلّ شيء بسببه، كما قال تبارك وتعالى: {وجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيّ}). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 282]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({غَدَقًا}: كثيراً). [العمدة في غريب القرآن: 318]

تفسير قوله تعالى: {لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (17)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ومن يعرض عن ذكر ربّه يسلكه عذاباً صعداً...} نزلت في وليد بن المغيرة المخزومي، وذكروا أن الصّعد: صخرة ملساء في جهنم يكلّف صعودها، فإذا انتهى إلى أعلاها حدر إلى جهنم، فكان ذلك دأبه، ومثلها في سورة المدثر: {سأرهقه صعوداً}). [معاني القرآن: 3/194]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({عذاباً صعداً} مصدر الصعود وهو أشد العذاب). [مجاز القرآن: 2/272]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({لّنفتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربّه يسلكه عذاباً صعداً} وقال: {لّنفتنهم فيه} لأنك تقول "فتنته" وبعض العرب يقول "أفتنه" فتلك على تلك اللغة). [معاني القرآن: 4/36]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({لنفتنهم فيه}: لنخبرهم حتى يرجعوا إلى ما فرض عليهم.
{عذابا صعدا}: قالوا شقة من العذاب وقالوا جبل في جهنم). [غريب القرآن وتفسيره: 393]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({لنفتنهم فيه} أي لنختبرهم، فنعلم كيف شكرهم.
{يسلكه عذاباً صعداً}، أي عذابا شاقا. يقال: تصعدني الأمر، إذا شقّ عليّ. ومنه قول عمر: «ما تصعّدني شيء ما تصعّدتني خطبة النكاح».
ومنه قوله: {سأرهقه صعوداً} أي عقبة شاقة. ونرى أصل هذا كلّه من «الصّعود»: لأنه شاقّ، فكنّي به عن المشقات). [تفسير غريب القرآن: 491]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال الله تعالى: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا} أي: لو آمنوا جميعا لوسّعنا عليهم في الدنيا. وضرب الماء الغدق، وهو الكثير، لذلك مثلا، لأنّ الخير والرّزق كلّه بالمطر يكون، فأقيم مقامه إذ كان سببه، على ما أعلمتك في المجاز.
{لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ}. أي لتختبرهم فنعلم كيف شكرهم.
وفيه قول آخر، يقول: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا} جميعا على طريقة الكفر: لوسّعنا عليهم وجعلنا ذلك فتنة لهم و(أن) منصوبة منسوقة على ما تقدّم من قوله سبحانه.
ثم قال: {وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا} أي يدخله عذابا شاقا.
يقال: سلكت الخيط في الحبّة وأسلكته: إذا أدخلته، ومنه سمّي الخيط سلكا، تقول: سلكته سلكا، فتفتح أوّل المصدر. وتقول للخيط: هذا السّلك، فتكسر أوّل الاسم، مثل القطف والقطف.
ومن الصّعد قيل: تصعّدني هذا الأمر، أي شقّ علي. والصّعود: العقبة الشّاقة.
ومنه قوله: {سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا} ). [تأويل مشكل القرآن: 431-432](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {لنفتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربّه يسلكه عذابا صعدا} لنختبرهم بذلك.
وقوله: {ومن يعرض عن ذكر ربّه يسلكه عذابا صعدا} معناه -واللّه أعلم- عذابا شاقّا، وقيل صخرة في جهنم، وهي في اللغة -واللّه أعلم- طريقة شاقّة من العذاب. يقال: قد وقع القوم في صعود وهبوط، إذا كانوا في غير استواء وكانوا في طريقة شاقّة). [معاني القرآن: 5/236]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لِنَفْتِنَهُمْ فيه} أي لنختبرهم في الشكر.
{عَذَاباً صَعَداً} أي شاقاً، ومنه {صَعُوداً} أي عقبة شاقّة، وأصله من الصُّعود وهو المشقّة والتعب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 282]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لِنَفْتِنَهُمْ}: لنختبرهم). [العمدة في غريب القرآن: 319]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({صَعَدًا}: جبلاً). [العمدة في غريب القرآن: 319]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا...}.فلا تشركوا فيها صنما ولا شيئا مما يعبد، ويقال: هذه المساجد، ويقال: وأن المساجد لله، يريد: مساجد الرجل: ما يسجد عليه من: جبهته، ويديه، وركبتيه، وصدور قدميه). [معاني القرآن: 3/194]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {وأنّ المساجد للّه} أي السّجود للّه. هو جمع «مسجد»، يقال: سجدت سجودا ومسجدا، كما يقال: ضربت في البلاد ضربا ومضربا. ثم يجمع فيقال: المساجد للّه. كما يقال: المضارب في الأرض لطلب الرزق). [تفسير غريب القرآن: 491]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ثم قال سبحانه: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا}
بنصب (أنّ) نسق على ما تقدّم من قوله: يريد أنّ السجود لله، ولا يكون لغيره، جمع مسجد، كما تقول: ضربت في البلاد مضربا بعيدا، وهذا مضرب بعيد). [تأويل مشكل القرآن: 432-433]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(وقوله: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدا} معناه الأمر بتوحيد الله في الصلوات.
وقيل المساجد مواضع السجود من الإنسان، الجبهة والأنف واليدان والركبتان والرجلان.
و "أن" ههنا يصلح أن يكون في موضع نصب ويصلح أن يكون في موضع جرّ.والمعنى لأن المساجد للّه. فلا تدعوا مع الله أحدا، فلما حذفت اللام صار الموضع موضع نصب.ويجوز أن يكون جرّا وإن لم تظهر اللام، كما تقول العرب: وبلد ليس به أنيس. تريد ربّ بلد). [معاني القرآن: 5/236]



رد مع اقتباس