عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 07:38 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإنّ من شيعته لإبراهيم (83) إذ جاء ربّه بقلبٍ سليمٍ (84) إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون (85) أئفكًا آلهةً دون اللّه تريدون (86) فما ظنّكم بربّ العالمين (87)}
قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس: {وإنّ من شيعته لإبراهيم} يقول: من أهل دينه. وقال مجاهدٌ: على منهاجه وسنّته). [تفسير ابن كثير: 7/ 23]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إذ جاء ربّه بقلبٍ سليمٍ} قال ابن عبّاسٍ: يعني شهادة أن لا إله إلّا اللّه.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، حدّثنا أبو أسامة، عن عوف: قلت لمحمّد بن سيرين: ما القلب السّليم؟ قال: يعلم أن الله حق، وأنّ السّاعة آتيةٌ لا ريب فيها، وأنّ اللّه يبعث من في القبور.
وقال الحسن: سليمٌ من الشّرك، وقال عروة: لا يكون لعّانًا). [تفسير ابن كثير: 7/ 23-24]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) أَئِفْكًا آَلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86) فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (87) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون}: أنكر عليهم عبادة الأصنام والأنداد، ولهذا قال: {أئفكًا آلهةً دون اللّه تريدون. فما ظنّكم بربّ العالمين} قال قتادة: [يعني]: ما ظنّكم به أنّه فاعلٌ بكم إذا لاقيتموه وقد عبدتم غيره؟!). [تفسير ابن كثير: 7/ 24]

تفسير قوله تعالى: {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89) فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (90) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فنظر نظرةً في النّجوم (88) فقال إنّي سقيمٌ (89) فتولّوا عنه مدبرين (90) فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون (91) ما لكم لا تنطقون (92) فراغ عليهم ضربًا باليمين (93) فأقبلوا إليه يزفّون (94) قال أتعبدون ما تنحتون (95) واللّه خلقكم وما تعملون (96) قالوا ابنوا له بنيانًا فألقوه في الجحيم (97) فأرادوا به كيدًا فجعلناهم الأسفلين (98)}
إنّما قال إبراهيم عليه الصّلاة والسّلام لقومه ذلك، ليقيم في البلد إذا ذهبوا إلى عيدهم، فإنّه كان قد أزف خروجهم إلى عيدٍ لهم، فأحبّ أن يختلي بآلهتهم ليكسرها، فقال لهم كلامًا هو حقٌّ في نفس الأمر، فهموا منه أنّه سقيمٌ على مقتضى ما يعتقدونه، {فتولّوا عنه مدبرين} قال قتادة: والعرب تقول لمن تفكّر: نظر في النّجوم: يعني قتادة: أنّه نظّر في السّماء متفكّرًا فيما يلهيهم به، فقال: {إنّي سقيمٌ} أي: ضعيفٌ.
فأمّا الحديث الّذي رواه ابن جريرٍ هاهنا: حدّثنا أبو كريب، حدّثنا أبو أسامة، حدّثني هشامٌ، عن محمّدٍ، عن أبي هريرة ؛ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "لم يكذب إبراهيم، عليه الصّلاة والسّلام، غير ثلاث كذباتٍ: ثنتين في ذات اللّه، قوله: {إنّي سقيمٌ}، وقوله {بل فعله كبيرهم هذا} [الأنبياء: 62]، وقوله في سارة: هي أختي" فهو حديثٌ مخرّجٌ في الصّحاح والسّنن من طرقٍ، ولكن ليس هذا من باب الكذب الحقيقيّ الّذي يذمّ فاعله، حاشا وكلّا وإنّما أطلق الكذب على هذا تجوّزًا، وإنّما هو من المعاريض في الكلام لمقصدٍ شرعيٍّ دينيٍّ، كما جاء في الحديث: "إنّ [في] المعاريض لمندوحةً عن الكذب"
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا ابن أبي عمر، حدّثنا سفيان، عن عليّ بن زيد بن جدعان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيدٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في كلمات إبراهيم الثّلاث التي قال: "ما منها كلمة إلا ما حمل بها عن دين اللّه تعالى، فقال: {إنّي سقيمٌ}، وقال {بل فعله كبيرهم}، وقال للملك حين أراد المرأة: هي أختي".
قال سفيان في قوله: {إنّي سقيمٌ} يعني: طعينٌ. وكانوا يفرّون من المطعون، فأراد أن يخلو بآلهتهم. وكذا قال العوفيّ عن ابن عبّاسٍ: {فنظر نظرةً في النّجوم. فقال إنّي سقيمٌ}، فقالوا له وهو في بيت آلهتهم: اخرج. فقال: إنّي مطعونٌ، فتركوه مخافة الطّاعون.
وقال قتادة عن سعيد بن المسيّب: رأى نجمًا طلع فقال: {إنّي سقيمٌ} كابد نبيّ اللّه عن دينه {فقال إنّي سقيمٌ}.
وقال آخرون: فقال: {إنّي سقيمٌ} بالنّسبة إلى ما يستقبل، يعني: مرض الموت.
وقيل: أراد {إنّي سقيمٌ} أي: مريض القلب من عبادتكم الأوثان من دون اللّه عزّ وجلّ.
وقال الحسن البصريّ: خرج قوم إبراهيم إلى عيدهم، فأرادوه على الخروج، فاضطجع على ظهره وقال: {إنّي سقيمٌ}، وجعل ينظر في السّماء فلمّا خرجوا أقبل إلى آلهتهم فكسرها. رواه ابن أبي حاتمٍ.
ولهذا قال تعالى: {فتولّوا عنه مدبرين} أي: إلى عيدهم).[تفسير ابن كثير: 7/ 24-25]

تفسير قوله تعالى: {فَرَاغَ إِلَى آَلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91) مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ (92) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فراغ إلى آلهتهم} أي: ذهب إليها بعد أن خرجوا في سرعةٍ واختفاءٍ، {فقال ألا تأكلون}، وذلك أنّهم كانوا قد وضعوا بين أيديها طعامًا قربانًا لتبرّك لهم فيه.
قال السّدّيّ: دخل إبراهيم، عليه السّلام إلى بيت الآلهة، فإذا هم في بهوٍ عظيمٍ، وإذا مستقبل باب البهو صنمٌ عظيمٌ، إلى جنبه [صنمٌ آخر] أصغر منه، بعضها إلى جنب بعضٍ، كلّ صنمٍ يليه أصغر منه، حتّى بلغوا باب البهو، وإذا هم قد جعلوا طعامًا وضعوه بين أيدي الآلهة، وقالوا: إذا كان حين نرجع وقد بركت الآلهة في طعامنا أكلناه، فلمّا نظر إبراهيم، عليه والسلام، إلى ما بين أيديهم من الطّعام قال: {ألا تأكلون. ما لكم لا تنطقون}؟!).[تفسير ابن كثير: 7/ 25]

تفسير قوله تعالى: {فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فراغ عليهم ضربًا باليمين}: قال الفرّاء: معناه مال عليهم ضربًا باليمين.
وقال قتادة والجوهريّ: فأقبل عليهم ضربًا باليمين.
وإنّما ضربهم باليمين لأنّها أشدّ وأنكى؛ ولهذا تركهم جذاذًا إلّا كبيرًا لهم لعلّهم إليه يرجعون، كما تقدّم في سورة الأنبياء تفسير ذلك). [تفسير ابن كثير: 7/ 26]

تفسير قوله تعالى: {فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قوله هاهنا: {فأقبلوا إليه يزفّون}: قال مجاهدٌ وغير واحدٍ: أي يسرعون.
وهذه القصّة هاهنا مختصرةٌ، وفي سورة الأنبياء مبسوطةٌ، فإنّهم لـمّا رجعوا ما عرفوا من أوّل وهلةٍ من فعل ذلك حتّى كشفوا واستعلموا، فعرفوا أنّ إبراهيم، عليه السّلام، هو الّذي فعل ذلك). [تفسير ابن كثير: 7/ 26]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (فلمّا جاءوا ليعاتبوه أخذ في تأنيبهم وعيبهم، فقال: {أتعبدون ما تنحتون}؟! أي: أتعبدون من دون اللّه من الأصنام ما أنتم تنحتونها وتجعلونها بأيديكم؟! ).[تفسير ابن كثير: 7/ 26]

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96) قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({واللّه خلقكم وما تعملون} يحتمل أن تكون "ما" مصدريّةٌ، فيكون تقدير الكلام: واللّه خلقكم وعملكم. ويحتمل أن تكون بمعنى "الّذي" تقديره: واللّه خلقكم والّذي تعملونه. وكلا القولين متلازم، والأول أظهر؛ لما رواه البخاريّ في كتاب "أفعال العباد"، عن عليّ بن المدينيّ، عن مروان بن معاوية، عن أبي مالكٍ، عن ربعيّ بن حراشٍ، عن حذيفة مرفوعًا قال: "إنّ اللّه يصنع كلّ صانعٍ وصنعته". وقرأ بعضهم: {واللّه خلقكم وما تعملون}
فعند ذلك لـمّا قامت عليهم الحجّة عدلوا إلى أخذه باليد والقهر، فقالوا: {ابنوا له بنيانًا فألقوه في الجحيم} وكان من أمرهم ما تقدّم بيانه في سورة الأنبياء، ونجّاه اللّه من النّار وأظهره عليهم، وأعلى حجّته ونصرها؛ ولهذا قال تعالى: {فأرادوا به كيدًا فجعلناهم الأسفلين}). [تفسير ابن كثير: 7/ 26]

رد مع اقتباس