عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 09:29 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (95)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وحرامٌ على قريةٍ أهلكناها أنّهم لا يرجعون} [الأنبياء: 95]
- نا سفيان والمعلّى بن هلالٍ، عن داود بن أبي هندٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ والمعلّى، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ أنّه كان يقرأها: وحرمٌ على قريةٍ أهلكناها وفسّرها في حديث سفيان والمعلّى قال: أي وجب على قريةٍ أهلكناها أنّهم لم يكونوا ليؤمنوا.
وقال سفيان: وجب عليهم أنّهم لا يؤمنون.
نا سعيدٌ، عن قتادة، عن الحسن: {أنّهم لا يرجعون} [الأنبياء: 95] يعني: لا يتوبون.
وقال ابن عبّاسٍ: {وحرامٌ على قريةٍ أهلكناها} [الأنبياء: 95] أي وجب عليه أنّها إذا هلكت لا يرجعون إلى دنياهم.
قال يحيى: والعامّة يقرءونها: {وحرامٌ} [الأنبياء: 95] وتفسيرها عندهم: حرامٌ عليهم أنّهم لا يرجعون.
وهي على الوجهين في التّفسير: إلى التّوبة وإلى الدّنيا). [تفسير القرآن العظيم: 1/341]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وحرامٌ على قريةٍ أهلكناها...}

قرأها ابن عباس. حدثني بذلك غير واحد. منهم هشيم عن داود عن عكرمة عن ابن عباس، وسفيان عن عمير وعن ابن عباس. وحدثني عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن سعيد بن جبير (وحرمٌ) وحدثني بعضهم عن يحيى بن وثاب وإبراهيم النخعيّ (وحرمٌ علي) وأهل المدينة والحسن (وحرامٌ) بألف. وحرام أفشى في القراءة.
وهو بمنزلة قولك: حلّ وحلال، وحرم وحرام). [معاني القرآن: 2/211]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وحرامٌ على قريةٍ أهلكناها أنّهم لا يرجعون} أي حرام عليهم أن يرجعوا. ويقال: حرام: واجب.
وقال الشاعر:
فإن حراما لا أرى الدهر باكيا= على شجوه إلا بكيت على عمرو أي واجبا.
ومن قرأ: «حرم» فهو بمنزلة حرام. يقال: حرم وحرام، كما يقال: حل وحلال). [تفسير غريب القرآن: 288]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله سبحانه: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ}.
يريد أنهم يرجعون، فزاد (لا): لأنهم لا يرجعون). [تأويل مشكل القرآن: 245]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عز وجل: {وحرام على قرية أهلكناها أنّهم لا يرجعون}
قرئت: حرم وحرام، هاتان أكثر القراءة، وقد قرئت حرم على قرية، وحرم على قرية.
وجاء في التفسير حرم في معنى حتم.
وجاء أيضا عن ابن عباس أنه قال: حتم عليهم ألا يرجعوا إلى دنياهم، وجاء عنه وعن قتادة أنهم لا يرجعون إلى توبة، وعند أهل اللغة حرم وحرام في معنى واحد، مثل: حل وحلال.
وظاهر "حرام عليهم أنهم لا يرجعون"، يحتاج إلى أن يبيّن، ولا أعلم أحدا من أهل اللغة، ولا من أهل التفسير بيّنه.
وهو - واللّه أعلم - أنه لما قال: {فمن يعمل من الصّالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنّا له كاتبون}
أعلمنا أن اللّه عزّ وجلّ قد حرّم قبول أعمال الكافرين وبين ذلك بقوله: {الّذين كفروا وصدّوا عن سبيل اللّه أضلّ أعمالهم}
فالمعنى حرام على قرية أهلكناها أن نتقبل منهم عملا لأنهم لا يرجعون، أي لا يتوبون، وحرم وحرم في معنى حرام.
إلا أنّ حراما اسم، وحرم وحرم فعل). [معاني القرآن: 3/405-404]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ}: أي واجب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 156]

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (96)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {حتّى إذا فتحت يأجوج ومأجوج} [الأنبياء: 96] يعني: فلمّا فتحت يأجوج ومأجوج.
تفسير السّدّيّ: يموجون في الأرض فيفسدون فيها.
- نا يونس بن أبي إسحاق، عن سعيد بن عمرو بن جعدة، عن الزّهريّ قال: قالت أمّ سلمة: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نائمًا في بيته فاستيقظ محمرّةً عيناه، فقال: «لا إله إلا اللّه ثلاثًا، ويلٌ للعرب من أمرٍ قد اقترب، قد فتح اليوم من يأجوج ومأجوج مثل هذا»، وعقد يونس بيده تسعين مفرجةً شيئًا.
حدّثني أبو أميّة، عن حميد بن هلالٍ، عن أبي الضّيف، عن كعبٍ
[تفسير القرآن العظيم: 1/341]
الأحبار قال: إنّ يأجوج ومأجوج ينقرون كلّ يومٍ بمناقرهم في السّدّ فيسرعون فيه، فإذا أمسوا قالوا: نرجع غدًا فنفرغ منه.
فيصبحون وقد عاد كما كان.
فإذا أراد اللّه تبارك وتعالى خروجهم، قذف على ألسن بعضهم الاستثناء فقالوا: نرجع غدًا إن شاء اللّه فنفرغ منه، فيصبحون وهو كما تركوه، فينقرونه، فيخرجون على النّاس، فلا يأتون على شيءٍ إلا أفسدوه.
فيمرّ أوّلهم على البحيرة فيشربون ماءها، ويمرّ أوسطهم فيلحسون طينها ويمرّ آخرهم فيقول: قد كان هاهنا ماءٌ مرّةً فيقهرون النّاس، ويفرّ النّاس منهم في البرّيّة والجبال.
فيقولون: قد قهرنا أهل الأرض فهلمّوا إلى أهل السّماء.
فيرمون نبالهم إلى السّماء فترجع تقطر دمًا.
فيقولون: قد فرغنا من أهل الأرض وأهل السّماء.
فيبعث اللّه عليهم أضعف خلقه: النّغف وهي دودٌ تأخذهم في رقابهم فتقتلهم، حتّى تنتن الأرض من جيفهم.
ويرسل اللّه الطّير فتنقل جيفهم إلى البحر، ثمّ يرسل اللّه تبارك وتعالى السّماء فتطهّر الأرض.
وفي حديث عبد الرّحمن بن يزيد، عن عطاء بن يزيد: ويستوقد المسلمون من قسيّهم، وجعابهم، ونشابهم، وأترستهم سبع سنين.
قال كعبٌ: وتخرج الأرض زهرتها وبركتها، ويتراجع النّاس، حتّى إنّ الرّمّانة لتشبع السّكن.
قيل: وما السّكن؟ قال: أهل البيت.
قال: وتكون سلوةً من عيشٍ.
فبينما النّاس كذلك إذ جاءهم خبرٌ أنّ ذا السّويقتين صاحب الجيش قد غزا البيت.
فيبعث المسلمون جيشًا، فلا يصلون إليهم ولا يرجعون إلى أصحابهم حتّى يبعث اللّه تبارك وتعالى ريحًا طيّبةً يمانيّةً من تحت العرش، فتكفت روح كلّ مؤمنٍ.
ثمّ لا أجد مثل السّاعة إلا كرجلٍ أنتج مهرًا فهو ينتظر متى يركبه، فمن تكلّف من أمر السّاعة ما وراء هذا فهو متكلّفٌ.
[تفسير القرآن العظيم: 1/342]
- نا سعيدٌ، عن قتادة، عن أبي رافعٍ، عن أبي هريرة، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " إنّ يأجوج ومأجوج يخرقونه كلّ يومٍ حتّى إذا كادوا يرون شعاع الشّمس قال الّذين عليهم: ارجعوا، فستخرقونه غدًا، فيعيده اللّه كأشدّ ما كان، حتّى إذا بلغت مدّتهم وأراد اللّه أن يبعثهم على النّاس حفروا، حتّى إذا كادوا يرون شعاع الشّمس قال الّذين عليهم: ارجعوا
فستخرقونه إن شاء اللّه غدًا، فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه فيخرقونه فيخرجون على النّاس، فينشفون المياه ويتحصّن النّاس منهم في حصونهم، فيرمون نشابهم إلى السّماء فيرجع فيها كهيئة الدّم فيقولون: قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السّماء، فيبعث اللّه عليهم نغفًا في أقفائهم فيقتلهم بها، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: والّذي نفسي بيده إنّ دوابّ
الأرض لتسمن وتشكر من لحومهم شكرًا ".
- نا سعيدٌ، عن قتادة أنّ أبا سعيدٍ الخدريّ قال: إنّ النّاس يحجّون، ويعتمرون ويغرسون بعد خروج يأجوج ومأجوج.
قوله: {وهم من كلّ حدبٍ ينسلون} [الأنبياء: 96] نا سعيدٌ، عن قتادة قال: من كلّ أكمةٍ ومن كلّ نجوٍ ينسلون يخرجون.
نا عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدًا قال: جمع النّاس من كلّ مكانٍ جاءوا منه
[تفسير القرآن العظيم: 1/343]
يوم القيامة فهو حدبٌ.
- نا سعيدٌ، عن قتادة، عن نوفٍ البكاليّ، عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: إنّ اللّه تبارك وتعالى خلق الملائكة، والجنّ، والإنس فجزّأهم عشرة أجزاءٍ، تسعة أجزاءٍ منها الملائكة، وجزءٌ واحدٌ الجنّ والإنس.
وجزّأ الملائكة عشرة أجزاءٍ، تسعة أجزاءٍ منهم الكروبيّون الّذين يسبّحون اللّيل والنّهار لا يفترون، وجزءٌ منهم واحدٌ لرسالته، ولخزائنه، وما يشاء من أمره.
وجزّأ الجنّ والإنس عشرة أجزاءٍ، تسعة أجزاءٍ منهم الجنّ والإنس جزءٌ واحدٌ، فلا يولد من الإنس مولودٌ إلا ولد من الجنّ تسعةٌ.
وجزّأ الإنس عشرة أجزاءٍ، تسعة أجزاءٍ منهم يأجوج ومأجوج، وسائرهم بنو آدم.
قال يحيى: يعني ما سوى يأجوج ومأجوج من ولد آدم.
وكان الحسن يقول: الإنس كلّهم من عند آخرهم ولد آدم، والجنّ كلّهم من عند آخرهم ولد إبليس.
- نا الحسن بن دينارٍ، عن عبد اللّه بن محمّد بن عروة، عن رجلٍ من آل مسعودٍ الثّقفيّ قال: حدّثني أخي أو ابن أخي أو ابن عمّي قال: قلت لعبد اللّه بن عمرٍو: يأجوج ومأجوج الأذرع هم أم الأشبار؟ فقال: يابن أخي ما أجد من ولد آدم بأعظم منهم ولا أطول، ولا يموت الميّت منهم حتّى يولد له ألفٌ فصاعدًا.
فقلت: ما طعامهم؟ قال: هم في ماءٍ ما شربوا، وفي شجرٍ ما هضموا، وفي نساءٍ ما نكحوا.
حدّثني يونس بن أبي إسحاق عن أبيه قال: بلغني أنّ هؤلاء التّرك ممّا سقط من دون الرّدم من ولد يأجوج ومأجوج). [تفسير القرآن العظيم: 1/344]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وهم مّن كلّ حدبٍ ينسلون...}

الحدب كل أكمة (ومكانٍ مرتفعٍ) ). [معاني القرآن: 2/211]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ينسلون} يعجلون في مشيهم كما ينسل الذئب ويعسل قال الجعدي:
عسلان الذئب أمسى قارباً=برد الليل عليه فنسل).
[مجاز القرآن: 2/42]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {من كل حدب}: الحدب بلغة أهل الحجاز القبر وهو الجدث أيضاَ.
{ينسلون}: يخرجون والنسلان والنسول مشي سريع في استخفاء مثل نسلان الذئب). [غريب القرآن وتفسيره: 256]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وهم من كلّ حدبٍ} أي من كل نشز من الأرض وأكمة.
{ينسلون} من النّسلان. وهو: مقاربة الخطو مع الإسراع، كمشي الذئب إذا بادر. والعسلان مثله). [تفسير غريب القرآن: 288]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(واو النّسق) قد تزاد حتى يكون الكلام كأنه لا جواب له، كقوله:
{حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا}. والمعنى: قال لهم خزنتها.
وقوله: {فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ}.
وقوله سبحانه: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ}.
وكقوله: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ}.
وقوله: {اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ} أي: لنحمل خطاياكم عنكم.
قال امرؤ القيس:
فلما أجزنا ساحة الحيِّ وانتحَى = بنا بطن خَبْتٍ ذي قِفَافٍ عَقَنْقَلِ
أراد انتحى.
وقال آخر:

حتَّى إذا قَمِلَتْ بطونُكم = ورأيتمُ أبناءَكمْ شَبُّوا
وَقَلَبْتمُ ظَهْرَ المجَنِّ لَنَا = إِنَّ اللَّئيمَ العَاجِزَ الخَبُّ
أراد: قلبتم). [تأويل مشكل القرآن: 252-254] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {حتّى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كلّ حدب ينسلون }
بهمز وغير همز، وهما قبيلتان من خلق اللّه.
ويروى أن الناس عشرة أجزاء تسعة منهم يأجوج ومأجوج، وهما اسمان أعجميان، واشتقاق مثلهما من كلام العرب يخرج من أججت النار، ومن النار الأجاج وهو أشد وهو الشديد الملوحة، المحرق من ملوحته.
وقوله: {وهم من كلّ حدب ينسلون}
ورويت أيضا من كل جدث ينسلون، - بالجيم والثاء - والأجود في هذا الحرف، (حدب ينسلون) بالحاء، والحدب كل أكمة، و {ينسلون} يسرعون). [معاني القرآن: 3/405]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وهم من كل حدب ينسلون} قال: الحدب: التلال، والآكام، واحدها: حدبة، وينسلون، أي يسرعون).
[ياقوتة الصراط: 365]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مِّن كُلِّ حَدَبٍ}: أي من كل نشز من الأرض وأكمة، {يَنسِلُونَ}: النسلان. مقاربة الخطى مع الإسراع، ومثله العسلان). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 157]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الحَدَبُ): القبر.
{يَنْسِلُونَ}: يخرجون). [العمدة في غريب القرآن: 208]

تفسير قوله تعالى: {وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {واقترب الوعد الحقّ} [الأنبياء: 97] يعني النّفخة الآخرة.
{فإذا هي شاخصةٌ أبصار الّذين كفروا} [الأنبياء: 97] إلى إجابة الدّاعي إلى بيت المقدس.
{يا ويلنا} [الأنبياء: 97] يقولون: {قد كنّا في غفلةٍ من هذا} [الأنبياء: 97] يعنون تكذيبهم بالسّاعة.
{بل كنّا ظالمين} [الأنبياء: 97] لأنفسنا). [تفسير القرآن العظيم: 1/345]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {واقترب الوعد الحقّ...}

معناه - والله أعلم -: حتى إذا فتحت اقترب. ودخول الواو في الجواب في (حتّى إذا) بمنزلة قوله: {حتّى إذا جاءوها وفتحت أبوابها}.
وفي قراءة عبد الله {فلمّا جهّزهم بجهازهم جعل السّقاية} وفي قراءتنا بغير واو. ومثله في الصافات {فلمّا أسلما وتلّه للجبين وناديناه} معناه ناديناه،
وقال امرؤ القيس:
فلمّا أجزنا ساحة الحيّ وانتحى=بنا بطن خبتٍ ذي قفاف عقنقل
يريد انتحى.
وقوله: {فإذا هي شاخصةٌ أبصار الّذين كفروا} تكون (هي) عماداً يصلح في موضعها (هو) فتكون كقوله: {إنّه أنا الله العزيز الحكيم}
ومثله قوله: {فإنّها لا تعمى الأبصار} فجاء التأنيث لأن الأبصار مؤنّثة والتذكير للعماد. وسمعت بعض العرب يقول: كان مرّةً وهو ينفع الناس أحسابهم فجعل (هو) عماداً.
وأنشدني بعضهم:
بثوب ودينارٍ وشاة ودرهمٍ=فهل هو مرفوع بما هاهنا راس
وإن شئت جعلت (هي) للأبصار كنيت عنها ثم أظهرت الأبصار لتفسرها؛
كما قال الشاعر:
لعمر أبيها لا تقول ظعينتي=ألا فرّعني مالك بن أبي كعب
فذكر الظعينة وقد كنى عنهما في (لعمر) ). [معاني القرآن: 2/212-211]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {واقترب الوعد الحقّ} يعني يوم القيامة). [تفسير غريب القرآن: 288]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {واقترب الوعد الحقّ فإذا هي شاخصة أبصار الّذين كفروا يا ويلنا قد كنّا في غفلة من هذا بل كنّا ظالمين}
قال بعضهم: [لا يجوز طرح الواو].
والجواب عند البصريّين قوله: {يا ويلنا قد كنّا في غفلة من هذا}
وههنا قول محذوف، المعنى حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج واقترب الوعد الحق قالوا: {يا ويلنا قد كنّا في غفلة من هذا بل كنّا ظالمين}.
وجاء في التفسير أن خروج يأجوج ومأجوج من أعلام الساعة). [معاني القرآن: 3/405]

رد مع اقتباس