عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 05:45 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وقال اركبوا فيها بسم اللّه...}
إن شئت جعلت {مجرها ومرساها} في موضع رفع بالياء؛ كما تقول: إجراؤها وإرساؤها بسم الله وبأمر الله. وإن شئت جعلت (بسم الله) ابتداء مكتفياً بنفسه، كقول القائل عند الذبيحة أو عند ابتداء المأكل وشبهه: بسم الله ويكون {مجريها ومرسيها} في موضع نصب يريد بسم الله في مجراها وفي مرساها. وسمعت العرب تقول: الحمد لله سرارك وإهلالك،
وسمع منهم الحمد لله ما إهلالك إلى سرارك يريدون ما بين إهلالك إلى سرارك.
والمجرى والمرسى ترفع ميميهما قرأ بذلك إبراهيم النخعيّ والحسن وأهل المدينة...
- حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق أنه قرأها (مجراها) بفتح الميم
و(مرسها) بضم الميم...
- حدثنا أبو معاوية وغيره عن الأعمش عن رجل قد سمّاه عن عرفجة أنه سمع عبد الله بن مسعود قرأها (مجراها) بفتح الميم ورفع الميم من مرسيها.
وقرأ مجاهد (مجريها ومرسيها) يجعله من صفات الله عزّ وجلّ، فيكون في موضع خفض في الإعراب لأنه معرفة. ويكون نصباً لأن مثله قد يكون نكرة لحسن الألف واللام فيهما؛
ألا ترى أنك تقول في الكلام: بسم الله المجريها والمرسيها. فإذا نزعت منه الألف واللام نصبته.
ويدلّك على نكرته قوله: {هذا عارضٌ ممطرنا} وقوله: {فلمّا رأوه عارضاً مستقبل أوديتهم} فأضافوه إلى معرفة، وجعلوه نعتاً لنكرة.
وقال الشاعر:
يا ربّ عابطنا لو كان يأملكم =لاقى مباعدةً منكم وحرمانا
وقول الآخر:
ويا رب هاجي منقرٍ يبتغي به =ليكرم لمّا أعوزته المكارم
وسمع الكسائيّ أعرابيّا يقول بعد الفطر: ربّ صائمه لن يصومه وقائمه لن يقومه). [معاني القرآن: 2/14-15]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ( {بسم الله مجراها} أي مسيرها وهي من جرت بهم، ومن قال: مجراها جعله من أجريتها أنا،
قال لبيد:
وعمرت حرساً قبل مجرى داحسٍ= لو كان للنفس اللّجوج خلود
قوله: حرساً يعني دهراً؛ ويقال: مجرى داحس.
{ومرساها} أي وقفها وهو مصدر أرسيتها أنا). [مجاز القرآن: 1/289]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وقال اركبوا فيها بسم اللّه مجرياها ومرساها إنّ ربّي لغفورٌ رّحيمٌ}
[وقال] {وقال اركبوا فيها بسم اللّه مجرياها ومرساها} إذا جعلت من "أجريت" و"أرسيت" وقال بعضهم (مجراها ومرساها) إذا جعلت من "جريت" وقال بعضهم (مجريها ومرسيها)
لأنه أراد أن يجعل ذلك صفة لله عز وجل). [معاني القرآن: 2/41]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو {بسم الله مجراها ومرساها} من أجراها وأرساها.
والأعمش "مجراها ومرساها" من جرت هي، ورست ترسوا.
ابن مسعود {مجراها ومرساها} يفتح الأولى ويضم الثانية.
أبو رجاء ومسلم بن جندب "مجريها ومرسيها"؛ كأنه قال: الله أجراها وأرساها، وهو مجريها ومرسيها؛ والرواسي من ذلك، والواحد راس.
وقال عنترة:
فصبرت نفسا عند ذلك حرة = ترسو إذا نفس الجبان تطلع). [معاني القرآن لقطرب: 672]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({مجراها}: مسيرها. {ومرساها} حيث ترسي وترسو أيضا. أي تقف). [تفسير غريب القرآن: 204]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وقال اركبوا فيها بسم اللّه مجراها ومرساها إنّ ربّي لغفور رحيم} أي باللّه تجري، وبه تستقرّ.
ومعنى قلنا باسم اللّه أي باللّه.
وقد قرئت على وجوه، قرئت مجراها بفتح الميم، ومرساها بضم الميم. وقرئت مجراها ومرساها بضم الميمين جميعا. ويجوز مجراها ومرساها، وكل صواب حسن.
فأما من قرأ مجراها بفتح الميم، فالمعنى جريها ومرساها المعنى وباللّه يقع إرساؤها، أي إقرارها.
ومن قرأ مجراها ومرساها. فمعنى ذلك باللّه إجراؤها وباللّه إرساؤها يقال: أجريته مجرى وإجراء في معنى واحد.
ومن قال مجراها ومرساها، فهو على جرت جريا ومجرى، ورست رسوّا ومرسى.
والمرسى مستقرها.
والمعنى أن الله جلّ وعزّ أمرهم أن يسمّوا في وقت جريها ووقت استقرارها.
ومرساها في موضع جر على الصفة للّه جلّ وعزّ.
ويجوز فيه شيء لم يقرأ به ولا ينبغي أن يقرأ به لأن القراءة سنة متبعة:
باسم اللّه مجريها علي وجهين:
أحدهما الحال، المعنى مجريا لها ومرسيا لها.
كما تقول مررت بزيد ضاربها على الحال.
ويجوز أن يكون منصوبا على المدح، أعني مجريها ومرسيها.
ويجوز أن يكون مجريها ومرسيها في موضع رفع على إضمار هو مجريها ومرسيها). [معاني القرآن: 3/52-53]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها}أي بالله إجراؤها وإرساؤها،
ومن قرأ (مَجْرَاها ومَرْسَاهَا) ذهب إلى أن المعنى جريها ورسوها أي ثباتها
وروي عن أبي رجاء العطاردي أنه قرأ باسم الله مجريها ومرسيها على النعت). [معاني القرآن: 3/350]

تفسير قوله تعالى: {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42)}
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو ونافع والأعمش {يا بني اركب معنا} بكسر الياء.
عاصم {يا بني اركب معنا} ويخفض في سورة يوسف {يا بني لا تقصص} وفي لقمان {يا بني إنها} ). [معاني القرآن لقطرب: 673]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بنيّ اركب معنا ولا تكن مع الكافرين}
قيل إن السّماء والأرض التقى ماؤهما فطبق بينهما وجرت السفينة في ذلك الماء.
وقوله: {وهي تجري بهم في موج كالجبال}.
إن الموج لا يكون إلا فوق الماء، وجاء في التفسير أن الماء جاوز كل شيء خمسة عشر ذراعا، قال اللّه - عزّ وجلّ: {فالتقى الماء على أمر قد قدر}.
فجائز أن يكون يلتقي ماء السماء وماء الأرض وما يطبق ما بينهما.
وجائز أن يطبق ما بينهما.
والموج تموّج الماء، وأكثر ما يعرف تكونه في علوّ الماء، وجائز أن يتموج داخل الماء..
والرواية في السفينة أكثر ما قيل في طولها أنه كان ألفا ومائتي ذراع.
وقيل ستمائة ذراع. وقيل إن نوحا بعث وله أربعون سنة ولبث في قومه كما قال الله - جل ثناؤه - ألف سنة إلا خمسين عاما..
وعمل السفينة في خمسين سنة ولبث بعد الطوفان ستين سنة.
{وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بنيّ اركب معنا ولا تكن مع الكافرين}
{ونادى نوح ابنه وكان في معزل}.
يجوز أن يكون كان في معزل من دينه، أي دين أبيه ويجوز أن يكون - وهو أشبه - أن يكون في معزل من السفينة - {يا بنيّ اركب معنا}.
الكسر أجود القراءة أعني كسر الياء، ويجوز كسرها وفتحها من جهتين، إحداهما أن الأصل يا بنيي، والياء تحذف في النداء، أعني ياء الإضافة، وتبقى الكسرة تدل عليها،
ويجوز أن تحذف الياء لسكون الراء من اركب، وتقرّ في الكتاب على ما هي في اللفظ.
والفتح من جهتين، الأصل يا بنيّا فتبدل الألف من ياء الإضافة.
العرب تقول: يا غلاما أقبل، ثم تحذف الألف لسكونها وسكون الراء.
ويقرّ في الكتاب على حذفها في اللفظ ويجوز أن تحذف ألف النداء كما تحذف ياء الإضافة، وإنما حذفت ياء الإضافة وألف الإضافة في النداء كما يحذف التنوين،
لأن ياء الإضافة زيادة في الاسم كما أن التنوين زيادة فيه، ويجوز وجه آخر لم يقرأ به وهو إثبات الياء، يا بنيّي، وهذه تثقل لاجتماع الياءات). [معاني القرآن: 3/53-54]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {ونادى نوح ابنه وكان في معزل}
قال عبد الله بن عباس ما بغت امرأة نبي قط وكان ابنه
وقال سعيد بن جبير هو ابنه لأن الله عز وجل خبرنا بذلك
وقال عكرمة إن شئتم حلفت لكم أنه ابنه
وقال الضحاك هو ابنه قال الله جل وعز: {ونادى نوح ابنه}
وقال مجاهد ليس هو ابنه ويبين ذلك قول الله تبارك وتعالى: {فلا تسألني ما ليس لك به علم}
قال الحسن لم يكن ابنه وإنما ولد على فراشه فنسب إليه
والقول الأول أبين وأصح لجلالة من قاله وأن قوله: {إنه ليس من أهلك} ليس مما ينفي عنه انه ابنه وقد قال الضحاك معناه ليس من أهل دينك ولا من أهل ولايتك
وقال سفيان معناه ليس من أهلك الذين وعدتك أن أنجيهم
قال أبو جعفر وهذان القولان حسنان في اللغة والأول أولى
وروى أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه أنه قرأ ونادى نوح ابنه وكان في معزل يريد ابنها ثم حذف الألف
ومثل هذا لا يجوز عند أهل العربية علمته
ويجوز أن يكون معنى وكان في معزل أي في معزل عن دين أبيه ويكون في معزل عن السفينة وهذا أشبه). [معاني القرآن: 3/351-352]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {سآوي إلى جبلٍ يعصمني من الماء...}
(قال) نوح عليه السلام {لا عاصم اليوم من أمر الله إلاّ من رحم} فمن في موضع نصب؛ لأن المعصوم خلاف للعاصم والمرحوم معصوم. فكأنه نصبه بمنزلة قوله:
{مالهم به من علمٍ إلاّ اتّباع الظّنّ} ومن استجاز رفع الاتباع أو الرفع في قوله:
وبلدٍ ليس به أنيس = إلاّ اليعافير وإلاّ العيس
لم يجزله الرفع في (من) لأن الذي قال: (إلاّ اليعافير) جعل أنيس البرّ اليعافير والوحوش، وكذلك قوله: {إلاّ اتّباع الظّنّ} يقول: علمهم ظنّ وأنت لا يجوز لك في وجه أن تقول: المعصوم عاصم. ولكن لو جعلت العاصم في تأويل معصوم كأنك قلت: لا معصوم اليوم من أمر الله لجاز رفع (من) ولا تنكرنّ أن يخرج المفعول على فاعل؛
ألا ترى قوله: {من ماءٍ دافقٍ} فمعناه والله أعلم: مدفوق
وقوله: {في عيشةٍ راضيةٍ} معناها مرضيّة،
وقال الشاعر:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها =واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
معناه المكسوّ. تستدلّ على ذلك أنك تقول: رضيت هذه المعيشة ولا تقول: رضيت ودفق الماء ولا تقول: دفق، وتقول كسي العريان ولا تقول: كسا. ويقرأ (إلاّ من رحم) أيضاً.
ولو قيل لا عاصم اليوم من أمر الله إلاّ من رحم كأنّك قلت: لا يعصم الله اليوم إلاّ من رحم ولم نسمع أحداً قرأ به). [معاني القرآن: 2/15-16]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): ({وحال بينهما الموج} أي حال بين ابن نوح وبين الجبل الماء). [معاني القرآن: 2/17] (م)
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({قال سآوي إلى جبلٍ يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر اللّه إلاّ من رّحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين}
وقال: {سآوي إلى جبلٍ يعصمني} فقطع (سآوى) لأنه "أفعل" وهو يعني نفسه. وقال: {لاعاصم اليوم من أمر اللّه إلاّ من رّحم} ويجوز أن يكون على "لاذا عصمةٍ" أي: معصوم ويكون (إلاّ من رحم) رفعا بدلاً من العاصم). [معاني القرآن: 2/41]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({يعصمني من الماء} أي يمنعني منه.
{قال لا عاصم اليوم} لا معصوم {اليوم من أمر اللّه إلّا من رحم} ومثله {من ماءٍ دافقٍ} بمعنى مدفوق). [تفسير غريب القرآن: 204]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يجيء المفعول به على لفظ الفاعل:
كقوله سبحانه: {لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ} أي لا معصوم من أمره.
وقوله: {خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ} أي مدفوق.
وقوله: {فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} أي مرضيّ بها.
وقوله: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا} أي مأمونا فيه.
وقوله: {وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً} أي مبصرا بها.
والعرب تقول: ليل نائم، وسرّ كاتم،
قال وعلة الجرميّ:
ولما رأيت الخيل تترى أثايجا = علمت بأنّ اليوم أحمس فاجر
أي يوم صعب مفجور فيه). [تأويل مشكل القرآن: 296-297]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر اللّه إلّا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين}
أي يمنعني من الماء، والمعنى من تغريق الماء
{قال لا عاصم اليوم من أمر اللّه إلّا من رحم}.
هذا استثناء ليس من الأول، وموضع " من " نصب المعنى لكن من رحم اللّه، فإنه معصوم، ويكون{لا عاصم} معناه لا ذا عصمة، كما قالوا: {عيشة راضية}، معناه مرضية وجاز راضية على جهة النسب أي في عيشة ذات رضا.
وتكون " من " " على هذا التفسير في موضع رفع، ويكون المعنى لا معصوم إلا المرحوم). [معاني القرآن: 3/54-55]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ومعنى يعصمني : يمنعني). [معاني القرآن: 3/352]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم} فيه قولان:
أحدهما: أنه استثناء ليس من الأول
والآخر: أنه على النسبة فيكون المعنى لا معصوم كما قال من ماء دافق أي مدفوق
وذكر محمد بن جرير قولا ثالثا وزعم أنه أولى ما قيل فيه فقال لا مانع اليوم من أمر الله الذي قد نزل بالخلق من الغرق والهلاك إلا من رحم أي إلا الله كما تقول لا منجي اليوم إلا الله فمن في موضع رفع ولا تجعل عاصم بمعنى معصوم ولا إلا بمعنى لكن
ثم قال جل وعز: {وحال بينهما الموج فكان من المغرقين}
قال الفراء أي حال بين ابن نوح وبين الجبل الماء فكان من المغرقين). [معاني القرآن: 3/353-354]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {يعصمني} أي: يمنعني). [ياقوتة الصراط: 264]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لاَ عَاصِمَ} أي لا معصوم، أي لا ممنوع). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 106]

تفسير قوله تعالى: {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {واستوت على الجوديّ...}
وهو جبل بحضنين من أرض الموصل ياؤه مشدّدة وقد حدّثت أنّ بعض القراء قرأ {على الجودي} بإرسال الياء. فإن تكن صحيحة فهي مما كثر به الكلام عند أهله فخفّف،
أو يكون قد سمّى بفعل أنثى مثل حطيّ وأصرّي وصرّي، ثم أدخلت الألف واللام.
أنشدني بعضهم - وهو المفضّل -:
وكفرت قوماً هم هدوك لأقدمى =إذا زجر أبيك سأسا واربق
وأنشدني بعض بني أسد:
لمّا رأيت أنها في حطي =وفتكت في كذبي ولطّي
والعرب إذا جعلت مثل حطّي وأشباهه اسماً فأرادوا أن يغيّروه عن مذهب الفعل حوّلوا الياء ألفا فقالوا: حطّا، أصرّا، وصرّا.
وكذلك ما كان من أسماء العجم آخره ياء؛ مثل ماهي وشاهي وشنيّ حوّلوه إلى ألف فقالوا: ماها وشاها وشنّا.
وأنشدنا بعضهم:
أتانا حماسٌ بابن ماها يسوقه =لتبغيه خيراً وليس بفاعل
{وحال بينهما الموج} أي حال بين ابن نوح وبين الجبل الماء.
وقوله: {يا أرض ابلعي} يقال بلعت وبلعت). [معاني القرآن: 2/16-17]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وغيض الماء} غاضت الأرض والماء، وغاض الماء يغيض، أي ذهب وقلّ.
{الجودىّ} اسم جبل، قال زيد بن عمرو بن نفيل العدويّ:
وقبلنا سبّح الجوديّ والجمد). [مجاز القرآن: 1/290-289]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجوديّ وقيل بعداً لّلقوم الظّالمين}
وقال: {وغيض الماء} لأنك تقول "غضته" فـ"أنا أغيضه" وتقول: "غاضته الأرحام" فـ"هي تغيضه" وقال: {وما تغيض الأرحام}.
وأما (الجوديّ) فثقل لأنها ياء النسبة فكأنه أضيف إلى "الجود" كقولك: "البصريّ" و"الكوفيّ"). [معاني القرآن: 2/41-42]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {وغيض الماء} المعنى: ذهب، قالوا: غاض الماء، وغضته أنا، وقالوا: غضت من ثمن السلعة، أغيض غيضًا؛ أي نقصت). [معاني القرآن لقطرب: 688]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {واستوت على الجودي} وهو جبل). [معاني القرآن لقطرب: 688]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( {وغيض الماء}: يقال غاضت الأرض الماء وغاض الماء إذا قل.
{الجودي}: جبل). [غريب القرآن وتفسيره: 174]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {وغيض الماء} أي نقص. يقال: غاض الماء وغضته. أي نقض ونقصته.
{وقضي الأمر} أي فرغ منه فغرق من غرق، ونجا من نجا.
و{الجوديّ}: جبل بالجزيرة). [تفسير غريب القرآن: 204]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والأمر: العذاب، قال الله تعالى: {وقال الشّيطان لمّا قضي الأمر} أي وجب العذاب.
وقال تعالى: {وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ}). [تأويل مشكل القرآن: 515]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجوديّ وقيل بعدا للقوم الظّالمين}
{وغيض الماء} يقال غاض الماء يغيض إذا غاب في الأرض، ويجوز إشمام الضم في الغين.
{وقضي الأمر} أي هلاك قوم نوح.
{واستوت على الجوديّ} والجوديّ جبل بناحية آمد). [معاني القرآن: 3/55]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {وقيل يا ارض ابلعي ماءك}
قال قتادة أي ابلعي كل ماء عليك ويا سماء أقلعي أي لا تمطري
ثم قال جل وعز: {وغيض الماء}
قال مجاهد: أي نقص
وقال قتادة: أي ذهب
ثم قال جل وعز: {وقضي الأمر} أي قضي الأمر بهلاكهم
ثم قال: {واستوت على الجودي}
قال الضحاك هو جبل الموصل). [معاني القرآن: 3/354]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({وغيض الماء} أي: نقص). [ياقوتة الصراط: 264]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَغِيضَ الْمَاء} أي نقص). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 106]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({غِيضَ الماء}: ذهب.
{الْجُودِيِّ}: جبل). [العمدة في غريب القرآن: 154]


رد مع اقتباس