عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 21 ربيع الثاني 1434هـ/3-03-2013م, 10:05 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (136)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا}، قال كانوا يعزلون من أموالهم شيئا فيقولون هذا لله وهذا لأصنامهم التي يعبدون فإن ذهب بعير مما جعلوا لشركائهم يخالط ما جعلو لله ردوه وإن ذهب شيء مما جعلوا لله يخالط شيئا مما جعلوا لشركائهم تركوه فإن أصابتهم سنة أكلوا مما جعلوا لله وتركوا ما جعلوا لشركائهم فقال الله تعالى ساء ما يحكمون). [تفسير عبد الرزاق: 1/ 218-219]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (قال ابن عبّاسٍ: {ثمّ لم تكن فتنتهم} [الأنعام: 23] : «معذرتهم» {معروشاتٍ} [الأنعام: 141] : «ما يعرش من الكرم وغير ذلك» ، {حمولةً} [الأنعام: 142] : «ما يحمل عليها»، {وللبسنا} [الأنعام: 9] : «لشبّهنا» ، {لأنذركم به} [الأنعام: 19] : «أهل مكّة» {ينأون} [الأنعام: 26] : «يتباعدون» . {تبسل} [الأنعام: 70] : «تفضح» . {أبسلوا} [الأنعام: 70] : «أفضحوا» ، {باسطو أيديهم} : «البسط الضّرب» ، وقوله: {استكثرتم من الإنس} [الأنعام: 128] : «أضللتم كثيرًا»، {ممّا ذرأ من الحرث} [الأنعام: 136] : «جعلوا للّه من ثمراتهم ومالهم نصيبًا، وللشّيطان والأوثان نصيبًا»). [صحيح البخاري: 6/ 55-56] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله: {ممّا ذرأ من الحرث} جعلوا للّه من ثمراتهم ومالهم نصيبًا وللشّيطان والأوثان نصيبا وصله بن أبي حاتم أيضا عن بن عبّاسٍ في قوله: {وجعلوا للّه ممّا ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا ... الآية} قال جعلوا للّه فذكر مثله وزاد فإن سقط من ثمرة ما جعلوا للّه في نصيب الشّيطان تركوه وإن سقط ممّا جعلوا للشّيطان في نصيب الله لقطوه وروى عبد بن حميد من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ قال كانوا يسمّون للّه جزءًا من الحرث ولشركائهم جزءًا فما ذهبت به الرّيح ممّا سمّوا للّه إلى جزء أوثانهم تركوه وقالوا اللّه غنيٌّ عن هذا وما ذهبت به الرّيح من جزء أوثانهم إلى جزء اللّه أخذوه والأنعام الّتي سمّى اللّه هي البحيرة والسّائبة كما تقدّم تفسيرها في المائدة وقد تقدّم في أخبار الجاهليّة قول بن عبّاسٍ إن سرّك أن تعلم جهل العرب فأشار إلى هذه الآية). [فتح الباري: 8/ 288]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (وبه عن ابن عبّاس قوله:{وجعلوا لله ممّا ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا ... الآية} قال جعلوا لله من ثمارهم ومالهم نصيبا وللشيطان والأوثان نصيبا فإن سقط من ثمره ما جعلوا لله في نصيب الشّيطان تركوه وإن سقط ممّا جعلوا للشّيطان في نصيب الله لقطوه وحفظوه). [تغليق التعليق: 4/ 210]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (ذرأ من الحرث جعلوا لله من ثمراتهم وما لهم نصيبا وللشّيطان والأوثان نصيبا.
أشار به إلى قوله عز وجل: {وجعلوا لله ممّا ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا} وفسّر قوله: ذرأ من الحرث، بقوله: جعلوا لله إلى آخره، وهكذا رواه بن المنذر بسنده عن ابن عبّاس، وكذلك رواه ابن أبي حاتم عن ابن عبّاس، وزاد فإن سقط من ثمره ما جعلوا لله في نصيب الشّيطان تركوه، وإن سقط ممّا جعلوه للشّيطان في نصيب الله لفظوه). [عمدة القاري: 18/ 220]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وفي قوله: ({ذرأ}) ولأبي ذر: {مما ذرأ} ({من الحرث})قال: (جعلوا لله من ثمراتهم وما لهم نصيبًا وللشيطان والأوثان نصيبًا).
وروي أنهم كانوا يصرفون ما عينوه لله إلى الضيفان والمساكين والذي لأوثانهم ينفقونه على سدنتها ثم إن رأوا ما عينوه لله أزكى بذلوه لآلهتهم وإن رأوا ما آلهتهم أزكى تركوه لها حبًّا لها وفي قوله: {مما ذرأ} تنبيه على فرط جهالتهم فإنهم أشركوا الخالق في خلقه جمادًا لا يقدر على شيء ثم رجحوه عليه بأن جعلوا الزاكي له، وسقط لغير أبي ذر لفظ مما من قوله: {مما ذرأ}). [إرشاد الساري: 7/ 116]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وجعلوا للّه ممّا ذرأ من الحرث والأنعام نصيبًا فقالوا هذا للّه بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى اللّه وما كان للّه فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون}.
يقول تعالى ذكره: وجعل هؤلاء العادلون بربّهم الأوثان والأصنام لربّهم {ممّا ذرأ} خالقهم، يعني: ممّا خلق من الحرث والأنعام، يقال منه: ذرأ اللّه الخلق يذرؤهم ذرأً وذروًا: إذا خلقهم. نصيبًا: يعني قسمًا وجزءًا.
ثمّ اختلف أهل التّأويل في صفة النّصيب الّذي جعلوا للّه والّذي جعلوه لشركائهم من الأوثان والشّيطان، فقال بعضهم: كان ذلك جزءًا من حروثهم وأنعامهم يقرّرونه لهذا، وجزءًا لهذا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشّهيد، قال: حدّثنا عتّاب بن بشيرٍ، عن خصيفٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: {فما كان لشركائهم فلا يصل إلى اللّه} الآية، قال: كانوا إذا أدخلوا الطّعام فجعلوه حزمًا جعلوا منها للّه سهمًا، وسهمًا لآلهتهم، وكان إذا هبّت الرّيح من نحو الّذي جعلوه لآلهتهم إلى الّذي جعلوه للّه ردّوه إلى الّذي جعلوه لآلهتهم، وإذا هبّت الرّيح من نحو الّذي جعلوه للّه إلى الّذي جعلوه لآلهتهم أقرّوه ولم يردّوه، فذلك قوله: {ساء ما يحكمون}.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {وجعلوا للّه ممّا ذرأ من الحرث والأنعام نصيبًا فقالوا هذا للّه بزعمهم وهذا لشركائنا} قال: جعلوا للّه من ثمراتهم ومالهم نصيبًا، وللشّيطان والأوثان نصيبًا، فإن سقط من ثمرة ما جعلوا للّه في نصيب الشّيطان تركوه، وإن سقط ممّا جعلوه للشّيطان في نصيب اللّه التقطوه وحفظوه وردّوه إلى نصيب الشّيطان، وإن انفجر من سقي ما جعلوه للّه في نصيب الشّيطان تركوه، وإن انفجر من سقي ما جعلوه للشّيطان في نصيب اللّه سدّوه، فهذا ما جعلوا من الحروث وسقي الماء. وأمّا ما جعلوا للشّيطان من الأنعام، فهو قول اللّه: {ما جعل اللّه من بحيرةٍ ولا سائبةٍ ولا وصيلةٍ ولا حامٍ}.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وجعلوا للّه ممّا ذرأ من الحرث والأنعام نصيبًا فقالوا هذا للّه بزعمهم ... الآية}، وذلك أنّ أعداء اللّه كانوا إذا احترثوا حرثًا أو كانت لهم ثمرةٌ، جعلوا للّه منها جزءًا، وللوثن جزءًا، فما كان من حرثٍ أو ثمرةٍ أو شيءٍ من نصيب الأوثان حفظوه وأحصوه، فإن سقط منه شيءٌ فيما سمّي للّه ردّوه إلى ما جعلوا للوثن، وإن سبقهم الماء إلى الّذي جعلوه للوثن فسقى شيئًا جعلوه للّه، جعلوا ذلك للوثن، وإن سقط شيءٌ من الحرث والثّمرة الّتي جعلوا للّه فاختلط بالّذي جعلوا للوثن، قالوا: هذا فقيرٌ، ولم يردّوه إلى ما جعلوا للّه. وإن سبقهم الماء الّذي جعلوا للّه فسقى ما سمّي للوثن تركوه للوثن. وكانوا يحرّمون من أنعامهم: البحيرة، والسّائبة، والوصيلة، والحام، فيجعلونه للأوثان، ويزعمون أنّهم يحرّمونه للّه، فقال اللّه في ذلك: {وجعلوا للّه ممّا ذرأ من الحرث والأنعام نصيبًا ... الآية}.
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {وجعلوا للّه ممّا ذرأ من الحرث والأنعام نصيبًا}، قال: يسمّون للّه جزءًا من الحرث، ولشركائهم وأوثانهم جزءًا. فما ذهبت به الرّيح ممّا سمّوا للّه إلى جزء أوثانهم تركوه، وما ذهب من جزء أوثانهم إلى جزء اللّه ردّوه وقالوا: اللّه عن هذا غنيّ. والأنعام: السّائبة والبحيرة الّتي سمّوا.
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، نحوه.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وجعلوا للّه ممّا ذرأ من الحرث والأنعام نصيبًا ... الآية}، عمد ناسٌ من أهل الضّلالة فجزّءوا من حروثهم ومواشيهم جزءًا للّه وجزءًا لشركائهم. وكانوا إذا خالط شيءٌ ممّا جزّءوا للّه فيما جزّءوا لشركائهم خلّوه، فإذا خالط شيءٌ ممّا جزّءوا لشركائهم فيما جزّءوا للّه ردّوه على شركائهم. وكانوا إذا أصابتهم السّنة استعانوا بما جزّءوا للّه، وأقرّوا ما جزّءوا لشركائهم. قال اللّه: {ساء ما يحكمون}.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {وجعلوا للّه ممّا ذرأ من الحرث والأنعام نصيبًا} قال: كانوا يجزّئون من أموالهم شيئًا، فيقولون: هذا للّه، وهذا للأصنام الّتي يعبدون. فإذا ذهب ما جعلوا لشركائهم فخالط ما جعلوا للّه ردّوه، وإن ذهب ممّا جعلوه للّه فخالط شيئًا ممّا جعلوه لشركائهم تركوه. وإن أصابتهم سنةٌ، أكلوا ما جعلوا للّه، وتركوا ما جعلوا لشركائهم، فقال اللّه: {ساء ما يحكمون}.
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {وجعلوا للّه ممّا ذرأ من الحرث والأنعام نصيبًا} إلى {يحكمون}، قال: كانوا يقسمون من أموالهم قسمًا فيجعلونه للّه، ويزرعون زرعًا فيجعلونه للّه، ويجعلون لآلهتهم مثل ذلك، فما خرج للآلهة أنفقوه عليها، وما خرج للّه تصدّقوا به فإذا هلك الّذي يصنعون لشركائهم وكثر الّذي للّه، قالوا: ليس بدٌّ لآلهتنا من نفقةٍ، وأخذوا الّذي للّه فأنفقوه على آلهتهم، وإذا أجدب الّذي للّه وكثر الّذي لآلهتهم، قالوا: لو شاء أزكى الّذي له، فلا يردّون عليه شيئًا ممّا للآلهة. قال اللّه: لو كانوا صادقين فيما قسموا لبئس إذًا ما حكموا أن يأخذوا منّي ولا يعطوني. فذلك حين يقول: {ساء ما يحكمون}.
وقال آخرون: النّصيب الّذي كانوا يجعلونه للّه فكان يصل منه إلى شركائهم، أنّهم كانوا لا يأكلون ما ذبحوا للّه حتّى يسمّوا الآلهة، وكانوا ما ذبحوه للآلهة يأكلونه ولا يسمّون اللّه عليه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وجعلوا للّه ممّا ذرأ من الحرث والأنعام نصيبًا} حتّى بلغ: {وما كان للّه فهو يصل إلى شركائهم}، قال: كلّ شيءٍ جعلوه للّه من ذبحٍ يذبحونه لا يأكلونه أبدًا حتّى يذكروا معه أسماء الآلهة، وما كان للآلهة لم يذكروا اسم اللّه معه. وقرأ الآية حتّى بلغ: {ساء ما يحكمون}.
وأولى التّأويلين بالآية، ما قال ابن عبّاسٍ، ومن قال بمثل قوله في ذلك، لأنّ اللّه جلّ ثناؤه أخبر أنّهم جعلوا للّه من حرثهم وأنعامهم قسمًا مقدّرًا، فقالوا: هذا للّه، وجعلوا مثله لشركائهم، وهم أوثانهم بإجماعٍ من أهل التّأويل عليه، فقالوا: هذا لشركائنا، وإنّ نصيب شركائهم لا يصل منه إلى اللّه، بمعنى: لا يصل إلى نصيب اللّه، وما كان للّه وصل إلى نصيب شركائهم. فلو كان وصول ذلك بالتّسمية وترك التّسمية، كان أعيان ما أخبر اللّه عنه أنّهم لم يصل جائزًا أن تكون قد وصلت، وما أخبر عنه أنّه قد وصل لم يصل، وذلك خلاف ما دلّ عليه ظاهر الكلام، لأنّ الذّبيحتين تذبح إحداهما للّه والأخرى للآلهة، جائزٌ أن تكون لحومهما قد اختلطت وخلطوهما، إذ كان المكروه عندهم تسمية اللّه على ما كان مذبوحًا للآلهة دون اختلاط الأعيان واتّصال بعضها ببعضٍ.
وأمّا قوله: {ساء ما يحكمون}، فإنّه خبرٌ من اللّه جلّ ثناؤه عن فعل هؤلاء المشركين الّذين وصف صفتهم. يقول جلّ ثناؤه: وقد أساءوا في حكمهم إذ أخذوا من نصيبي لشركائهم، ولم يعطوني من نصيب شركائهم. وإنّما عنى بذلك تعالى ذكره الخبر عن جهلهم وضلالتهم وذهابهم عن سبيل الحقّ بأنّهم لم يرضوا أن عدلوا بمن خلقهم وغذّاهم وأنعم عليهم بالنّعم الّتي لا تحصى ما لا يضرّهم ولا ينفعهم، حتّى فضّلوه في إقسامهم عند أنفسهم بالقسم عليه). [جامع البيان: 9/ 568-573]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({وجعلوا للّه ممّا ذرأ من الحرث والأنعام نصيبًا فقالوا هذا للّه بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى اللّه وما كان للّه فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون (136) }
قوله عزّ وجلّ: {وجعلوا للّه ممّا ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا}
- وبه عن ابن عبّاسٍ: قوله: وجعلوا للّه ممّا ذرأ من الحرث والأنعام نصيبًا فقالوا هذا للّه بزعمهم وهذا لشركائنا قال: جعلوا للّه من ثمارهم ومالهم نصيبًا، وللشّيطان والأوثان نصيبًا، فإن سقط من ثمره ما جعلوا للّه في نصيب الشّيطان تركوه، وإن سقط ممّا جعلوا للشّيطان في نصيب اللّه نقطوه وحفظوه، وردّوه إلى نصيب الشّيطان، وإن انفجر من سقي ما جعلوا للّه في نصيب الشّيطان تركوه، وإن انفجر من سقي ما جعلوا للشّيطان في نصيب اللّه سرّحوه، فهذا ما جعل للّه من الحرث وسقي الماء.
قوله: {والأنعام نصيبًا}
- وبه عن ابن عبّاسٍ: قوله: والأنعام نصيبًا أمّا ما جعلوا للشّيطان فهو قول اللّه عزّ وجلّ: ما جعل اللّه من بحيرةٍ ولا سائبةٍ ولا وصيلةٍ ولا حامٍ.
قوله: {فقالوا هذا للّه بزعمهم وهذا لشركائنا}
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ العوفيّ فيما كتب إليّ، حدّثني أبي، عن عمّي، عن أبيه، عن عطيّة، عن ابن عبّاسٍ: قوله: {وجعلوا للّه ممّا ذرأ من الحرث والأنعام نصيبًا فقالوا هذا للّه بزعمهم وهذا لشركائنا ... الآية}. وذلك أنّ أعداء اللّه كانوا إذا احترثوا حرثًا أو كانت لهم ثمرةٌ جعلوا للّه منه جزءًا، وجزءًا للوثن، فما كان من حرثٍ أو ثمرةٍ أو شيءٍ من نصيب الأوثان حفظوه وأحصوه، فإن سقط منه شيءٌ فيما سمّي للصّمد- ردّوه إلى ما جعلوه للوثن، وإن سبقهم الماء الّذي جعلوه للوثن فسقى شيئًا ممّا جعلوه للّه- جعلوه للوثن، وإن سقط شيءٌ من الحرث والثّمرة الّذي جعلوه للّه فاختلط بالّذي جعلوه للوثن قالوا: هذا فقيرٌ. ولم يردّوه إلى ما جعلوه للّه. وإن سبقهم الماء الّذي سمّوا للّه فسقى ما سمّوا للوثن، تركوه للوثن. وكانوا يحرّمون من أنعامهم البحيرة والسّائبة والوصيلة والحامي فيجعلونه للأوثان ويزعمون أنّهم يحرّمونه للّه، فقال اللّه تعالى في ذلك: وجعلوا للّه ممّا ذرأ من الحرث والأنعام نصيبًا فقالوا هذا للّه بزعمهم وهذا لشركائنا.
قوله تعالى:{ فما كان لشركائهم فلا يصل إلى اللّه وما كان للّه فهو يصل إلى شركائهم}
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ورقاءٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: قوله:
{ فما كان لشركائهم فلا يصل إلى اللّه وما كان للّه فهو يصل إلى شركائهم}: يسمّون للّه- يعني: جزءًا من الحرث، ولشركائهم ولأوثانهم جزءا- فما ذهب به الرّيح ممّا سمّوا للّه إلى جزء أوثانهم تركوه وقالوا: اللّه عن هذا غنيٌّ، وما ذهبت به الرّيح من جزء أوثانهم إلى جزء اللّه أخذوه، والأنعام الّتي سمّوا للّه البحيرة والسّائبة.
قوله: {ساء ما يحكمون}
- أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ الأوديّ فيما كتب إليّ، ثنا أحمد بن مفضّلٍ، ثنا أسباطٌ عن السّدّيّ: قوله:
{ فما كان لشركائهم فلا يصل إلى اللّه وما كان للّه فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون} كانوا يقسمون من أموالهم قسمًا فيجعلونه للّه ويزرعون زرعًا فيجعلونه للّه عزّ وجلّ، ويجعلون لآلهتهم مثل ذلك.
فما يخرج للآلهة أنفقوه عليها، وما يخرج للّه تصدّقوا به، فإذا هلك ما يصنعون لشركائهم وكثر الّذي للّه قالوا: ليس لآلهتنا بدٌّ من نفقةٍ، فأخذوا الّذي للّه فأنفقوه على آلهتهم، وإذا أجدب الّذي للّه وكثر الّذي لآلهتهم قالوا: لو شاء اللّه أزكى الّذي له. ولا يردّون عليه شيئًا ممّا للآلهة. قال اللّه تبارك وتعالى: لو كانوا صادقين فيما قسموا لبئس إذًا ما حكموا: أن يأخذوا منّي ولا يعطوني فذلك حين يقول: ساء ما يحكمون.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، ثنا أصبغ، قال: سمعت ابن زيدٍ- يعني عبد الرّحمن- يقول في قوله: {وجعلوا للّه ممّا ذرأ من الحرث والأنعام نصيبًا فقالوا هذا للّه بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى اللّه وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم} قال: كلّ شيءٍ جعلوه للّه من ذبحٍ يذبحونه له لا يأكلونه أبدًا حتّى يذكروا معه اسم الآلهة، وما كان للآلهة لم يذكرون اسم اللّه معه، فقرأ قول اللّه تبارك وتعالى: فما كان لشركائهم فلا يصل إلى اللّه، وما كان للّه فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 1390-1392]

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا قال كانوا يسمون لله جزءا ولشركائهم يعني لأوثانهم جزءا فما ذهبت به الريح مما سموا لله إلى جزء أوثانهم تركوه وقالوا الله غني عن هذا وما ذهبت به الريح من جزء أوثانهم إلى جزء الله ردوه وأما الأنعام فالبحيرة والسائبة والوصيلة والحام). [تفسير مجاهد: 223-224]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في "سننه" عن ابن عباس في قوله: {وجعلوا لله مما ذرأ} الآية، قال: جعلوا لله من ثمارهم ومائهم نصيبا وللشيطان والأوثان نصيبا فإن سقط من ثمرة ما جعلوا لله في نصيب الشيطان تركوه وإن سقط مما جعلوا للشيطان في نصيب الله ردوه إلى نصيب الشيطان فإن انفجر من سقى ما جعلوا لله في نصيب الشيطان تركوه وإن انفجر من سقى ما جعلوا للشيطان في نصيب الله سرحوه فهذا ما جعل لله من الحرث وسقى الماء وأما ما جعلوه للشيطان من الأنعام فهو قول الله: {ما جعل الله من بحيرة} [المائدة:103].
- وأخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله: {وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا} الآية، قال: كانوا إذا احترثوا حرثا أو كانت لهم ثمرة جعلوا لله منه جزأ وجزأ للوثن فما كان من حرث أو ثمرة أو شيء من نصيب الأوثان حفظوه وأحصوه فإن سقط منه شيء مما سمي للصمد ردوه إلى ما جعلوه للوثن وإن سبقهم الماء الذي جعلوه للوثن فسقى شيئا مما جعلوه لله جعلوه للوثن وإن سقط شيء من الحرث والثمرة الذي جعلوه لله فاختلط بالذي جعلوه للوثن قالوا: هذا فقير ولم يردوه إلى ما جعلوا لله وإن سبقهم الماء الذي سموا لله فسقى ما سموا للوثن وتركوه للوثن وكانوا يحرمون من أنعامهم البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي فيجعلونه للأوثان ويزعمون أنهم يحرمونه لله.
- وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث} قال: يسمون لله جزأ من الحرث ولشركائهم وأوثانهم جزأ فما ذهبت به الريح مما سموا لله إلى جزء أوثانهم تركوه وقالوا: إن الله عن هذا غني وما ذهبت به الريح من جزء أوثانهم إلى جزء الله أخذوه والأنعام التي سموا لله: البحيرة والسائبة). [الدر المنثور: 6/ 210-213]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (137)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وكذلك زيّن لكثيرٍ من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولو شاء اللّه ما فعلوه فذرهم وما يفترون}.
يقول تعالى ذكره: وكما زيّن شركاء هؤلاء العادلين بربّهم الأوثان والأصنام لهم ما زيّنوا لهم، من تصييرهم لربّهم من أموالهم قسمًا بزعمهم، وتركهم ما وصل من القسم الّذي جعلوه للّه إلى قسم شركائهم في قسمهم، وردّهم ما وصل من القسم الّذي جعلوه لشركائهم إلى قسم نصيب اللّه إلى قسم شركائهم، {كذلك زيّن لكثيرٍ من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم} من الشّياطين، فحسّنوا لهم وأد البنات، {ليردوهم} يقول: ليهلكوهم، {وليلبسوا عليهم دينهم}، فعلوا ذلك بهم ليخلطوا عليهم دينهم فيلتبس، فيضلّوا ويهلكوا بفعلهم ما حرّم عليهم اللّه. ولو شاء اللّه أن لا يفعلوا ما كانوا يفعلون من قتلهم لم يفعلوه، بأن كان يهديهم للحقّ ويوفّقهم للسّداد، فكانوا لا يقتلونهم، ولكنّ اللّه خذلهم عن الرّشاد فقتلوا أولادهم وأطاعوا الشّياطين الّتي أغوتهم.
يقول اللّه لنبيّه متوعّدًا لهم على عظيم فريتهم على ربّهم فيما كانوا يقولون في الأنصباء الّتي يقسمونها: هذا للّه، وهذا لشركائنا، وفي قتلهم أولادهم: ذرهم يا محمّد وما يفترون وما يتقوّلون عليّ من الكذب والزّور، فإنّي لهم بالمرصاد، ومن وراء العذاب والعقاب.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وكذلك زيّن لكثيرٍ من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم}: زيّنوا لهم، من قتل أولادهم.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {قتل أولادهم شركاؤهم}: شياطينهم يأمرونهم أن يئدوا أولادهم خيفة العيلة.
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، نحوه.
- حدّثنا بشر بن معاذٍ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وكذلك زيّن لكثيرٍ من المشركين قتل أولادهم} الآية، قال: شركاؤهم زيّنوا لهم ذلك، {ولو شاء ربّك ما فعلوه فذرهم وما يفترون}.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا وهبٌ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {وكذلك زيّن لكثيرٍ من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم} قال: شياطينهم الّتي عبدوها زيّنوا لهم قتل أولادهم.
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {وكذلك زيّن لكثيرٍ من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم}: أمرتهم الشّياطين أن يقتلوا البنات وأمّا {ليردوهم} فيهلكوهم. وأمّا {ليلبسوا عليهم دينهم} فيخلطوا عليهم دينهم.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته قرّاء الحجاز والعراق: {وكذلك زيّن} بفتح الزّاي من (زيّن)، {لكثيرٍ من المشركين قتل أولادهم} بنصب القتل، {شركاؤهم} بالرّفع. بمعنى أنّ شركاء هؤلاء المشركين الّذين زيّنوا لهم قتل أولادهم، فيرفعون الشّركاء بفعلهم، وينصبون القتل لأنّه مفعولٌ به.
وقرأ ذلك بعض قرّاء أهل الشّام: (وكذلك زيّن) بضمّ الزّاي، (لكثيرٍ من المشركين قتل) بالرّفع (أولادهم) بالنّصب، (شركائهم) بالخفض، بمعنى: وكذلك زيّن لكثيرٍ من المشركين قتل شركائهم أولادهم، ففرّقوا بين الخافض والمخفوض بما عمل فيه من الاسم.
وذلك في كلام العرب قبيحٌ غير فصيحٍ. وقد روي عن بعض أهل الحجاز بيتٌ من الشّعر يؤيّد قراءة من قرأ بما ذكرت من قراءة أهل الشّام، رأيت رواة الشّعر وأهل العلم بالعربيّة من أهل العراق ينكرونه، وذلك قول قائلهم:
فزججته متمكّنًا = زجّ القلوص أبي مزادة
والقراءة الّتي لا أستجيز غيرها: {وكذلك زيّن لكثيرٍ من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم} بفتح الزّاي من زيّن ونصب القتل بوقوع زيّن عليه، وخفض أولادهم بإضافة القتل إليهم، ورفع الشّركاء بفعلهم، لأنّهم هم الّذين زيّنوا للمشركين قتل أولادهم على ما ذكرت من التّأويل.
وإنّما قلت: لا أستجيز القراءة بغيرها لإجماع الحجّة من القرّاء عليه، وأنّ تأويل أهل التّأويل بذلك ورد، ففي ذلك أوضح البيان على فساد ما خالفها من القراءة.
ولولا أن تأويل جميع أهل التّأويل بذلك ورد ثمّ قرأ قارئٌ: (وكذلك زيّن لكثيرٍ من المشركين قتل أولادهم شركائهم) بضمّ الزّاي من (زيّن)، ورفع (القتل)، وخفض (الأولاد) (والشّركاء)، على أنّ (الشّركاء) مخفوضون بالرّدّ على (الأولاد) بأنّ (الأولاد) شركاء آبائهم في النّسب والميراث كان جائزًا.
ولو قرأه كذلك قارئٌ، غير أنّه رفع (الشّركاء) وخفض (الأولاد) كما يقال: ضرب عبد اللّه أخوك، فيظهر الفاعل بعد أن جرى الخبر بما لم يسمّ فاعله، كان ذلك صحيحًا في العربيّة جائزًا). [جامع البيان: 9/ 573-577]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({وكذلك زيّن لكثيرٍ من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولو شاء اللّه ما فعلوه فذرهم وما يفترون (137)}
قوله: {وكذلك زيّن لكثيرٍ من المشركين قتل أولادهم}
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ، حدّثني معاوية عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ: قوله: {وكذلك زيّن لكثيرٍ من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم} يقول: زيّنوا لهم من قتل أولادهم.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنا العبّاس، ثنا يزيد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة: وكذلك زيّن لكثيرٍ من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم قال: شركاؤهم زيّنوا.
قوله: {شركاؤهم}
- حدّثنا الحجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: قوله: {وكذلك زيّن لكثيرٍ من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم} قال: شياطينهم يأمرونهم أن يئدوا أولادهم خيفة العيلة.
قوله: {ليردوهم}
- أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ فيما كتب إليّ، ثنا أحمد بن مفضّلٍ ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: قوله: ليردوهم فيهلكوهم.
قوله: {وليلبسوا عليهم دينهم}
- وبه عن السّدّيّ: وليلبسوا عليهم دينهم فيخلطوا عليهم دينهم.
قوله: {ولو شاء اللّه ما فعلوه فذرهم وما يفترون}
- حدّثنا موسى بن أبي موسى، ثنا هارون بن حاتمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن أبي حمّادٍ، عن أسباطٍ عن السّدّيّ عن أبي مالكٍ: قوله: فذرهم يعني خلّ عنهم). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 1392-1393]

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم يعني شياطينهم يأمرونهم أن يئدوا أولادهم خيفة العيلة يعني الموءودة).[تفسير مجاهد: 224]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس في قوله: {وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم} قال: زينوا لهم من قتل أولادهم.
- وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم} قال: شياطينهم يأمرونهم أن يئدوا أولادهم خيفة العيلة). [الدر المنثور: 6/ 213]


رد مع اقتباس